حِزْبُ البَعْثِ العَرَبي الاشْتِرَاكي   أُمةٌ عرَبِيةٌ وَاحِدَة   ذاتُ رِسالَةٍ خَالِدَة
  وحدة    حرية   اشتراكية  
 

بـــــيــــــــان

 
 

شبكة المنصور

الشــــبــــــاب الـــــعربــــي الـــبعــــثي / تـونـس

تحي الطبقة العاملة عيدها العالمي في وضع عالمي وقومي وقطري جد حساس، إذ تخيم الأزمة المالية على اقتصاد العالم وتهاوت معها الشركات العملاقة ودخل الاقتصاد العالمي في ركود ينبأ بكارثة اقتصادية واجتماعية مدمرة .

 

لقد أثبتت الأزمة الاقتصادية العالمية عدم قدرة الرأسمالية على تجاوز أزماتها الدورية الهائلة، بل على العكس فكلما حاولت تجاوزها إلا وزادت في تعميق أزمتها وتأثيراتها التدميرية على الصعيد الاجتماعي. ولتلافي الانهيار كثفت  البرجوازية في هجمتها على مكتسبات الطبقة العاملة لتزيد في معاناتها وتضاعف في بؤسها.

 

فلقد وصلت مؤشرات البطالة في صفوف اليد العاملة إلى نسب مفزعة نتيجة التسريح وفرض البطالة الإجبارية على العمال، مع تشديد الخناق على شعوب العالم المضطهد عبر توريط حكوماته الفاسدة في نزيف مالي عبر المديونية وخدمات الدين المشطة وفرض فتح الأسواق الداخلية للرأسمال المعولم ليزيد في تبعية وارتهان اقتصاديات هذه الدول لصالح كبار المضاربين.  وبالتالي التفويت في كل فرصة لخلق صناعة وطنية ولإجهاض كل محاولة للخروج من فلك الرأسمالية ، وكل من سولت له نفسه الخروج من " بيت الطاعة الإمبريالية" إلا وتحركت الآلة العسكرية " لدمقرطة الشعوب" و " فرض الحرية" التي لا تعني داخل المعجم الرأسمالي سوى نهب الشعوب وإخضاعها لقانون الاستغلال.

 

وأمام هذه الهجمة الشرسة كانت الأمة العربية على رأس قائمة أجندة توسع رأس المال الاحتكاري، فكان ضرب قلب العروبة الصامدة العراق وإسقاط نظامه الوطني لغاية طمس مشروعه الوحدوي الاشتراكي وتدجين منظومته الاقتصادية المنحازة للطبقة العاملة ولكل الفئات الكادحة ونهب ثرواتهم.

 

كما سعت الإمبريالية إلى الدعم اللامشروط لربيبتها الصهيونية لتصفية المقاومة ومن ورائها القضية العربية في فلسطين وغذت الصراعات الطائفية والعرقية والعشائرية وفرض واقع الإستسلام كواقع وحيد لتمرير مشاريعها الإستعمارية كمشروع الشرق الأوسط الكبير  والشراكة المتوسطية.

 

وللحفاظ على تواجدها الاستعماري عززت نفوذها وهيمنتها بدعم الأنظمة الرجعية والكمبرادورية التي لم تتدخر جهدا في ضرب المكاسب الإجتماعية والتفويت في القطاع العام ونقص الأجور وزيادة الأسعار وتكبيل البلاد بالمديونية، وما صاحب ذلك من طمس للهوية العربية واجتثاث ثقافة المقاومة وترسيخ ثقافة إما استهلاكية هجينة أو خرافية قروسطية متخلفة.

 

يا أبناء تونس العربية

 

لقد عمل النظام التونسي منذ بداية مشروع إعادة الهيكلة إلى تطبيق أملاءات الدوائر الإمبريالية فكان أن تضاعف حجم المديونية 5 مرات وانخفضت معها القدرة الشرائية لتجمد الأجور وارتفاع مؤشر الأسعار.

 

كما تسارعت وتيرة الخصخصة وما صاحبها من زج بالآلاف من العمال إلى طوابير المعطلين، كما استفحلت أزمة المجتمع بعد أن عمدت الدولة إلى التفريط في مكاسب الطبقة العاملة على الصعيد الاجتماعي وخفض المساهمة في الخدمات الأساسية كالغذاء والصحة والتعليم وما صاحبها من انغلاق سياسي وضرب كل نشاط سياسي أو نقابي والتأطير الأمني والقمعي المتواصل للمجتمع ومنع كل مظاهر النضال ألمطلبي ولعل محاكمات الحوض ألمنجمي والعقوبات المسلطة على قيادات التحركات أبرز نموذج على التعاطي الدكتاتوري مع معانات الشعب والطبقة العاملة عموما.

 

يا أبناء أمتنا الكادحة

 

لقد أثبتت الأزمة الاقتصادية العالمية مرة أخرى أن النظام الرأسمالي العالمي غير مؤهل لإدارة تناقضاته، فالتناقضات التناحرية بين رأس المال وقوة العمل تقود على نحو لا يمكن تجنبه إلى أزمة فائض الإنتاج وهو ما يؤكد مدى هشاشته وتفاقم أزمته وما بقي أمام الطبقة العالمة وأمم العالم المضطهد إلا الدفع بهذا النظام إلى مقبرة التاريخ. ولعل الوضع العالمي وبحكم المواجهات المباشرة وتجاذبات الصراع تحمل أمتنا العربية بطلائعها العمالية الثورية مهمة تاريخية مصيرية هي القضاء على مستغليها من أنظمة فاسدة وإمبريالية وصهيونية.

 

الحرية لمساجين الحوض المنجمي

الحرية لأسرى معركة الكرامة بالعراق وفلسطين

عاشت الطبقة العاملة

عاشت نضالات الأمة العربية

عاشت نضالات المقاومة في كل شبر من الأرض العربية.

 

الشــــبــــــاب الـــــعربــــي الـــبعــــثي

 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الجمعة / ٠٥ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠١ / أيــــــار / ٢٠٠٩ م