في سبيل البعث : مقتطفات من ( الأرض والسماء )

 

 

شبكة المنصور

زيد احمد الربيعي
لامفر من هذا التعبير" الأرض والسماء" حتى أن افرغ من محتواه الديني. وليس اقرب إلى الحقيقة من هذا التضاد بين عالمين: ما هو وقتي عارض فان: وما هو جوهري دائم للعالم، للفنان أرضه وسماؤه. الأرض هي مطالب الجسم ولذات الحياة اليومية ومشاغلها. والسماء هي مطالب العقل والروح، ولذات الحياة العليا واجباتها. هذه السماء لاتبلغ إلا بتضحية الأرض، وخسارة الأرض على الأرض معناها عذاب الجحيم ومن خلال لهيبه ترمق العين وتستشف افياء الخلود


لو كان الإفراط في اللذة وطلب الرفاهية وحب متع الحياة هو الذي يبعد السماء عن الإنسان لهان الأمر، لان المفرطين قليلون، وشروط الإفراط غير سهلة ولكن البلية إن  اكبر خطر يعرض سماء  الإنسان إلى الضياع واكبر حائل يقف بينه وبينها هو مطالب حياته المعتدلة وسعادته المشروعة، وكل ما تنزع إليه الطبيعة السليمة ويأمر به العقل وتوافق عليه الأخلاق، النصيب المشروع من الراحة والرفاهية والحرية والحب والعدالة. وذلك لان السماء غير طبيعية ولا معقولة، ولان لها أخلاقها الخاصة.

 

للحياة قوانين، بينها وبين القوانين هذا الفرق الجوهري قوانين الطبيعة تستكشف مرة واحدة، وقوانين الحياة يجب على كل فرد أن يستكشفها في حياته من جديد.


من هذه   القوانين: انه لاربح بلا خسارة، ولا ربح إلا على قدر الخسارة، إلى حد إن الذي يقبل بان يخسر كل شيء يستطيع وحده أن يأمل بالربح الأكبر.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاثنين / ٢٤ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٠ / نـيســان / ٢٠٠٩ م