في سبيل البعث : مقتطفات من '' الدور التاريخي لحركة البعث ''

 
 
 

شبكة المنصور

زيد احمد الربيعي
عندما نريد أن نلقي نظرة على تاريخ حزبنا ونفحص فيه مواطن القوة والضعف بكل  موضوعية وتجرد نستطيع أن نقول أن حركة البعث تمثل شيئا جديدا في حياة العرب الحديثة في ناحيتي الفكر والعمل، رغم ما انتابها وما يمكن أن ينتابها من نواقص. إنها أول محاولة جدبه لتحريك القوى الثورية في الوطن العربي ضمن أهداف عربية وطريق عربي مستقل. ولا يمكن لحركتنا أن تدعي إنها خلقت القوى الثورية، فالأمة العربية تعيش مرحلة ثورية من قبل ظهور حركتنا. ولكن هذه الحركة حاولت أن تعطي الثورة العربية صيغتها الموحدة  المنطقية الشاملة، وان تضعها  في وقت واحد وفي جو الروح العربية الأصيلة. لقد أعطت حركة البعث للعروبة مفهومها الحديث ومضمونها الايجابي الثوري بعد أن كانت العروبة لفظة فارغة غامضة، وإطار فاقد الروح والمحتوى. وأصبحت القوى العربية مرادفة لحياة الشعب العربي ومشاكله السياسية والاقتصادية والفكرية، وأصبحت تعني في وقت واحد الثورة على التخلف والظلم الاجتماعي والثورة على التجزئة وفي سبيل توحيد الوطن العربي، والثورة على أمراض المجتمع وعصبياته وامتهان كرامة الفرد والمجموع وفي سبيل الديمقراطية والقيم الإنسانية.


 لقد قدر حزب البعث العربي الاشتراكي أن ينقذ الأجيال الصاعدة من الضياع بين العصبية الإقليمية والثورة الأممية ووضعها في صميم العمل التاريخي، وكان لحزب البعث دور تاريخي في تحقيق أول خطوة عملية نحو الوحدة العربية أي في تحقيق الوحدة بين سورية ومصر، هذا الدور  تشهد به الوقائع ويشهد به الشعب، ولا تجدي في أفكاره اوالتقليل  من شانه المكابرة ولا المغالطة.


أما في السياسة الدولية فقد كان الحزب أول من دعا إلى سياسة الحياد بين المعسكرين العالميين، وكانت سياسة الحياد التي نادي بها الحزب أكثر من سياسة، إذ إنها تتصل بمبادئ البعث وفكرته الأساسية، ففكرتنا منذ البداية تدعوا إلى حل ثوري جديد لمشاكل العالم ينطلق من نظرة ايجابية إلى الإنسان ويخلو من سلبة النظرة المادية وتعصبها وكفرها بالحرية.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الثلاثاء / ٣٠ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٦ / أيــــــار / ٢٠٠٩ م