فئران الخارجية لا تتزحزح عن مواقعها !!!

 

 

شبكة المنصور

زين ابن الرافدين
يبدو ان عجز رئيس حكومة الاحتلال نوري المالكي على كبح جماح هوشيار الزيباري وزير الخارجية قد جعل الأخير يتأبط شرا ويتمادى في رفض تنفيذ قرار المالكي بنقل عدد من السفراء واحالتهم الى التقاعد, وهذا التصرف بقدر ما يشكل إهانة بالغة لرئيس الوزراء فهو بنفس الوقت يحمل رسالة تحذيرية للمالكي بان صلاحيته لا تمتد الى الوزارات الكردية فهناك خطوط حمراء لا يمكن للمالكي ان يتجاوزها وان منصب رئيس الوزراء لا يشفع له. فوزارة الخارجية بقيت على طابعها طابعها الكردي منذ الغزو وبتعدد حكومات الاحتلال وفق نظام المحاصصة الذي أبتدعته إدارة الأحتلال وعملائها في المنطقة الخضراء، وتمكن الزيباري من تثبيت الدعامة الكردية في الوزارة حتى أمست الوزارة تعود الى حكومة أقليم كردستان اكثر منها لحكومة المالكي.


بالرغم من الفضائح التي توالت على الوزارة بدءا من وزيرها الذ اشتهر بلياليه الحمراء في القاهرة وهي نقلة نوعية من النوم على البغال كما اعترف مرة الى النوم في أحضان الغانيات، الى مفاسد مفتش الوزارة سعد الفضلي ومباذله في مصر ايطاليا وفرنسا واليونان وبقية دول اوربا ناهيك عن فساد السفراء المالي والاداري وافلاسهم الاخلاقي علاوة على عمالتهم كما فضحها الكثير من الكتاب الأفاضل, فأن المالكي ما يزال مكتوف الأيدي تجاه هذه المهازل. وفي الوقت الذي تجرأ مستشار المالكي سامي العسكري وفضح تلك المفاسد فأن المالكي لم يحرك ساكنا، وهذا دليل على ضعفه وعدم تمكنه من مجابهة الزيباري أو على أقل قدر أن يتحلى بجزء من جرأة مستشاره الذي ناصبه الزيباري العداء واقام دعوى قضائية ضده لكنه موقف العسكري لم يتزحزح.


ومن الجدير بالإشارة ان الزيباري يمثل كردستان وليس العراق فخلال مقابلاته مع نظرائه الأجانب يحفزهم على تطوير العلاقات مع أقليم كردستان وإقامة المشاريع والإستثمارات وفتح القنصليات, ويبدو ان تنسيق الأحزاب الكردية مع الأئتلاف الشيعي ساعد على تقوية موقف الزيباري, فهو يغض النظر عما يرتكبه السفراء المنسوبين الى قائمة الإئتلاف رغم شدة فضائحهم التي أصبحت حديث وزارات خارجية دول العالم من تهكم وسخرية, وموضوع خجل وحياء للجالية العراقية في الخارج في من يمثلها فأن الزيباري يغض النظر عنها كي لا يفتح الشبابك على مفاسد السفراء الأكراد!


ومنذ صدور نقل السفراء وإحالتهم للتقاعد وتجميد القرار من قبل الزيباري فأن تصرف السفراء إزداد سوءا وشراهة في مد أيديهم الملطخة بالعار الى كل ما هو ثمين في السفارات ودور السكن, ولكون عدد من السفارات يعاد تعميرها فأن معظم المخصصات دخلت جيوب السفراء بوقاحة لا مثيل لها وتخت أنظار الزيباري ومفتشه الهمام!


وتشير المعلومات ان سفراء العراق في أوربا كان لهم الصدارة في الفساد الإداري والمالي والأخلاقي, فقد كشف احد المهندسين في وزارة الخارجية بأن سفير العراق في اليونان حاتم الخوام كان الفارس الأول في النهب والإختلاس وبلغ مجموع ما نهبه اكثر من(200) الف دولار من مخصصات التعمير ناهيك عن بقية مخصصات السفارة بمساعدة الموظف الإداري والمحاسبة المستجدة, وفعلا تم فتح تحقيق بالسرقات وتبين ان معظم وصولات الصرف غير رسمية لكن التحقيق أطمس من قبل الزيباري بعد توسط آل الخوام خلال زياراته لعمان. وتقل عن موظف في مكتب هوشيار زيباري قول الوزير" انا أعرف بان جميع السفراء يسرقون وليس حاتم الخوام فقط.. وهذا من الميسورين فعلام نلوم الآخرين".


ويبدو ان الموظفين الشرفاء الذين يفضحون هذه السرقات أو يبلغون بها الوزارة يتعرضون الى مضايقات من قبل السفراء ووشايات تصل الى إتهامهم بالإرهاب أو تشكيل خلايا لحزب البعث في منطقة عمل السفارة وغالبا ما تصدر أوامر نقلهم الى مركز الوزارة, وقد عبر احد الدبلوماسيين العراقيين عن هذا الوضع الشاذ بقوله( ليس للشرفاء مكانا في السفارات العراقية، وان قاعدة القرود الثلاثة.. لا أرى .. لا أسمع.. لا أتكلم ..هي فقط التي تحمي الموظفين من ظلم السفراء). وتحدث موظف عراقي سابق في السفارة العراقية بروما عن السفير محمد العاملي بأن (السفير ابو ملاذ من أفضل تجار السوق السوداء وأكثرهم مهارة في اختصاصه المعروف بالمشروبات الروحية والسكاير نوع جروت وسبق ام طرد من هافانا لهذا السبب) لكنه مارس المهنة بجدارة في روما فالدرع الذي يحميه هو لقبه( العاملي) كما عبر الدبلوماسي. وفي النمسا يعتبر السفير طارق عقراوي من اصحاب الدخول المتعددة فبالإضافة الى المورد الكبير الذي حصل عليه من اصدار جوازات (اس) للأكراد غير العراقيين فأنه يتاجر عبر سائقه واحد المستخدمين الأكراد بالمشروبات الروحية والسكائر حيث يقومون بتصريفها على معرفتهم.


أضافة الى هذه المفاسد المالية فأن هناك فضائح اخلاقية تثير الإشمئزاز فالقائم بالأعمال في مصر أسعد محمد رضا يعد من أفضل السماسرة لوزير الخارجية وهم المسئول المباشرعن تهيئة مستلزمات الليالي الحمراء في القاهرة! ردا لجميل الزيباري الذي رقاه من سكرتير ثالث الى وزير مفوض وهذا ليس بالأمر السهل وهو أمريستحق السمسرة! ويبدو ان خدمته شملت المفتش العام أيضا مما جعل الأخير يشيد بمهارته.. بالطبع لا يقصد المهارة الدبلوماسية ولكن...؟ وذكرت احدى الموفدات مع المفتش العام بتهكم (بأن جدوله غالبا ما يكون مزدحما ليلا في القاهرة ودول أوربا).


وعلق احد موظفي الذاتية في الوزارة متهكما ( خصصنا أوسمة للسفراء وزعناها عليهم بمعرفتنا من خلال اضابيرهم الشخصية والمعلومات الواردة عليهم من الجاليات العراقية ، فوسام الدعارة يتنافس عليه بجدارة الوزير الزيباري والمفتش العام العام سعد الفضلي ومن الصعب معرفة الافضل منهما. اما وسام التزوير فأنه من إستحقاق السفير العراقي في السويد احمد ابو بكر بامرني حيث قام بتزوير(26000) جواز نوع(اس) بمباركة الحكومة السويدية. ووسام التجارة السوداء من إستحقاق محمد العاملي, ووسام الأختلاس من نصيب سفير العراق في اليونان حاتم الخوام. ووسام المتعة من نصيب سفير العراق في الأمم المتحدة حامد البياتي. ووسام كراهية الجالية العراقية من نصيب سفير العراق في برلين علاء عبد المجيد, ووسام الطائفية من نصيب محمد مجيد عباس سفير العراق في طهران, ووسام البذاءة من نصيب احلام عبد الرزاق القائم بأعمال السفارة في سويسرا, ووسام السمسرة من نصيب سعد محمد رضا القائم بأعمال السفارة في القاهرة. ووسام الغطرسة والعجرفة لسفير العراق في الصين محمد صابر، ووسام التفاهة والسفه من نصيب رعد الآلوسي ممثل العراق في الجامعة العربية, ووسام الرشاوي من نصيب محي الدين الخطيب ممثل العراق في اليونسكو, ووسام المحسوبية والمنسوبية من نصيب سفير العراق في الأردن الحملدار أسعد الحياني، ووسام العنصرية من نصيب سفير العراق في النمسا طارق عقراوي، ووسام العلم والمعرفة من نصيب السفير( زهير الياور- يقرأ ويكتب ولم يتمكن من تجاوز الدراسة الإبتدائية لإنشغاله بالعمالة).


هذه الحثالات البشرية هي من تمثل وجه العراق وحضارته وثقافته وأصالته في الخارج, فهل سيتمكن المالكي من أعاد الماء الى وجهه بعد أن بدده الزيباري بتمرده على قرار المالكي بنقل السفرء وإحالتهم على التقاعد، وهل بإمكانه أن يصلح أوضاع السفارات السيئة ويضع حدا للفساد المالي والإداري والاخلاقي الذي ينخر فيها.. انه امتحان صعب لكن كل المؤشرات تؤكد بأن المالكي أضعف من أن يواجه الزيباري وان أمر المالكي بنقل السفراء وإحالتهم على التقاعد سيبقى في مدرج مكتب الزيباري الى إن يطمره الغبار، وكان الله في عون العراق والعراقيين.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الخميس / ٢٧ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٣ / نـيســان / ٢٠٠٩ م