الحراك السياسي لمصلحة من ؟

 
 
 

شبكة المنصور

زامـــل عـــبــــد
الساحة العراقية تشهد منذ لحظة وقوع الغزو والاحتلال حراك سياسي يمكن أن نقول عنه المتناقض المتنافر لان الطرف المستفيد من الجريمة التي ارتكبت بحق العراق وشعبه والمحصلة النهائية بحق الأمة العربية وروحها الإسلام الحنيف يعمل بكل ما أؤتي من قوة لتكريس النوايا المعلنة والخفية التي أدت بالإدارة الأمريكية المهزومة  لترتكب جريمتها التي اخترقت فيها كل القوانين والأعراف السماوية والوضعية وبحجج واهية اعترفت هي بعدم مصداقيتها   ،  والطرف الوطني القومي الإسلامي الذي التقت إرادة  قياداته وقواعده على مقاومة الغزو والاحتلال وما افرزه من عملية سياسية ارتكزت أساسا على  ترسيخ المفاهيم التي تؤدي بالمحصلة النهائية إلى تفتيت العراق وشعبه وبعده الوطن العربي  والأمة وكان ذلك من خلال المفاهيم الطائفية و الشوفينية  والتعصبية والشعارات التي رفعت وترفع بين الفينة والاخرى باسم الفدرالية والأقاليم


اليوم تشهد الساحة العراقية حراك من الطرف الأول برعاية سيدهم الكافر نصارى يهود من اجل لملمة الانهيار الذي هم فيه بعد أن انكشفت عوراتهم وبان دنسهم ورجسهم والنوايا الخبيثة التي تقف ورائها كل القوى الحاقدة على العروبة والإسلام لكونهما  القوتان التي أنهت عنجهيتهم وعدوانيتهم وهيمنتهم على الشعوب والأمم الفقيرة ، وان هذا الحراك  يأتي أيضا في أجواء  قرب هلاك الوكيل المزدوج المتستر بالدين ومنهج آل بيت النبوة عليهم السلام وهو ألد المتجاوزين المتطاولين على قيمهم وارثهم الإنساني التحريري وسماحتهم فالساحة اليوم يتحرك عليها الأطراف المتزاحمة من اجل تقديم جل خدماتها إلى أسيادهم والتي يمكن أن نوجزها ب ( همام حمودي الذي يمثل خط الزنيم عدو عزيز الحكيم والداعي إلى إعطاء الدور إلى كتكوت المرجعية عميرة وتشاطر معه في هذا الرأي جلال زغير الذي يدعي كونه من عائلة الصغير ، أما الطرف الثاني الذي  يعمل حاليا بكل قدراته لأنه الجناح ألصفوي المباشر  المدعي صدر الدين الكبنجي والذي يعد العنصر الاطلاعاتي الفاعل والموكلة له مهام وواجبات مابعد هلاك طاووسهم وتشاطر معه في النوايا  المجرم عبد الحسين عبطان الذي  تشهد له النجف وما خفي الأكبر ، أما الطرف الثالث صاحب العروض المتلهف للمناصب والمواقع المتقلب وفق أهوائه وأمانيه عادل عبد المهدي الذي يشاطره بالخبث والخديعة أبو الحسن هادي المنسوب إلى البو عامر ) حيث يحاولون لملمة  التحالف المتناقض وإعطائه صبغة التجديد والاستفادة من أخطاء الماضي بتجربته السيئة المرفوضة من أبناء الشعب العراقي عامة ومن متبعي أل بين النبوة عليهم السلام خاصة وان الانتخابات المحلية لخير دليل على ذلك وخاصة هم يدركون بان الانتخابات القادمة لاختيار أعضاء مجلس النواب سيكون لها الفيصل الفاعل في تحديد مسار العملية السياسية وموقع العراق عربيا" وإقليميا" ، يرافق ذلك الحالة التي أفرزتها الانتخابات وهي ظهور التيار النقيض للمنهجية التي يعتمدها المجلس الأدنى اللااسلامي وعليه لابد من وضع المعرقلات في دواليب هذا التيار كي يلجم ومن ثم يتم احتوائه وبما يمكنهم من تجاوز الحالة التي هم فيها والذي اتخذ مسمى  ائتلاف دولة القانون وعليه الوقوف بالضد من الفدرالية والإقليمية ليس إيمانا" بالرفض بل مجاراة للرأي العام العراقي الرافض لهكذا مشاريع مشبوهة


الذي زاد المشهد تعقيدا التحرك الأخير لمقتدى الصدر وزيارته لتركيا التي تشكل القوة الإقليمية التي لها دور في الحياة العراقي كونها الوريث والامتداد الشرعي للسلطة العثمانية وهنا يكون وجودها في الساحة العراقية  له دلالات مناهضة للتمدد الإيراني والأجندة التي ينفذها  التيار النقيض لأرث عائلة الصدر الذي يشكل حاليا القيادة الفعلية للمجلس الأدنى اللااسلامي  الإيراني وليس العراقي  ومن هنا تمت الدعوة إلى عقد اللقاءات من اجل إحياء التحالف الذي يتسم بالجمود والتناقض وان كانت هناك بعض التنازلات التي  تقدم بها الصوفيون إلى التيارات الدينية التي تقل عنهم نوعا" ما من الاندفاع نحو إيران والارتماء كليا" في حاضنتها كما فعل المجلس الأدنى ، وان هذا التوجه جاء كمكمل لما سبق من حيث العمل على إسقاط التيار الصدري الذي لابد من القول إن قواعده أو بالأصح المتعاطفين معه هم الأكثر تمسكا" بالوطنية العراقية ورافضين الاحتلال ومن يتعامل معه حتى وان كان من داخل هيكلية التيار  وهذا نتاج الحالة  الداخلية العراقية كون الغالبية من انكوت حياتهم بألأم الحصار الظالم والعدوان المسلح الذي استمر لثلاث عشر سنه بمراحل متنوعة وصولا إلى الغزو والاحتلال وتدمير للبنى التحتية للدولة والمجتمع في آن واحد من خلال جملة الأجندة التي  جاء بها المحتل وحلفائه ومنهم إيران الفارسية الصفوية التي تعد الورقة التي تتعامل بها  من أكثر الأوراق خطرا" لأنها تتعامل مع الفكر  والسلوك ،  وهنا لابد من الاشارة إلى التخبط الإعلامي الذي يمر به ألهالكي والهيئة الاستشارية له وخاصة التقلبات من خلال التصريحات المتضاربة التي تخضع بشكل وأخر إلى المغانم السياسية التي  يتطلع إليها ألهالكي وخاصة الاستحواذ على اغلب مقاعد مجلس النواب القادم بغية تمرير  الاليلة التي  اعتمدها بترخيص مسبق من الإدارة الأمريكية مقابل تمرير الاتفاقية الأمنية الإستراتيجية التي أصبح العـــــراق بموجبها رهينة أمريكية لسـنين طوال و نجد أن جملة التحركات التي تقوم بها الحكومة والكتل التي تدعي إنها سياسية والحقيقة أنها واجهة الشركات التي تنهب ثروات العراق وخاصة المجلس الأدنى  اللااسلامي والحزب الإسلامي والحزبين الكرديين ومن يتناغم معهم من قرب أو بعد جميعها تلتقي إرادتها على  مضمون المنفعة والوفاء بالتعهدات إلى الأطراف والقوى التي كانت ترعاهم في ارض الخساسة والعمالة والتأمر دون الاكتراث بما يحصل للعراق وشعبة ومن يسرق الثروات الوطنية ومن  يشوه الإسلام ويظهره بمظهر القتل والتهجير واستلاب حقوق الآخرين وعدم الاعتراف بالطرف الأخر


يقابل ذلك كله الإيمان الواعي بقدر الأمة والقضية العراقية واتخاذ الجهاد والتحرير هو الطريق السليم الذي يوصل المواطنين إلى شاطئ السلامة وتحقيق أمالها الوطنية والقومية على ارض العراق الحر الموحد الذي يعيش فيه الكل في امن ووئام وتضامن في الحقوق والواجبات كي يكون عنصرا فاعلا في  صمود ألامه ومواجهتها للأعداء متآخين متحابين كسابق عهدهم وهذا هو الطريق القويم الذي سوف يهزم الشر وأعوانه والغرباء من ارض العراق ليعود عربيا" حرا فاعلا في محيطه في كافة مجالات الحياة وقوة دفع لارتقاء الإنسانية وإعطاء الحقوق لأصحابها  ، والواقع الذي نحن فيه  يؤكد صدق التحليل والتصور والاستنتاج الذي طرحه حزب البعث العربي الاشتراكي قبل  بدء العدوان وتحديدا  في وقفة التحليل والاستنباط للدروس التي تم استخلاصها في معركة أم المعارك التي  كانت ووفق الوصف هي الرد العلمي والواقعي على سياسة الاحتواء التي اعتمدتها الإدارة الأمريكية الخاضعة لتوجهات اليمين المسيحي والمتصهين بعد خروج العراق منتصرا من الحرب المفروضة عليه  من نظام الملا لي في إيران والتي أريد أن تكون مفتاح تصدير الثورة الإسلامية كما يدعون والحقيقة التي أفرزتها سني الغزو والاحتلال التي يعيشها العراق تبين أيضا صحة تحليل الحزب والثورة للمتغير الذي اجري في إيران  عام 1979 ومجيء خميني للسلطة حيث أن الواقع الحالي يبرهن على توجهات إيران الصفوية لاحتواء المنطقة ومد النفوذ السياسي والاقتصادي ويسبقها الفكري تحت غطاء نشر التشيع وصولا إلى اكتمال الإجراءات التي يراد منها إحياء الإمبراطورية الفارسية الصفوية ، ومن هنا فان العملاء وأسيادهم لايمكن أن يحققوا ما يبتغون لان السد الجماهيري أقوى من كل مؤامراتهم ومخططاتهم  ولغير مثال ماظهر عليه أبناء كربلاء في الانتخابات المحلية ورفض شركة الكوثر الإيرانية والمطالبة بإبعادها وهذا درس من الدروس التي افرزها الحراك السياسي الواعي الذي تخوضه الجماهير وخط الشروع فيه الوحدة الوطنية والقيادة الجماعية  .

 
ألله أكبر            ألله أكبر            ألله أكبر
وليخسأ الخاسئون

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

السبت / ٢٠ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٦ / أيــــــار / ٢٠٠٩ م