التحالف الامبرياصهيوني فارسي

 

 

شبكة المنصور

زامـــل عـــبــــد
المتتبع للوقائع والأحداث يلاحظ التقاء الإرادات الامبريالية والصهيونية والفارسية بالرغم من الهالة الإعلامية التي يروجها كل طرف من اجل  التضليل  والإظهار بالمظهر الذي يمكنهم من تمرير أجندتهم والوصول إلى غاياتهم التي يراد منها إيذاء الإســــلام دين المحبة والتآخي والقيم العليــا و الأمة العربية وإيقاف حالة النمو والاقتدار التي تمكنها من مجابهة قوى العدوان ، ففي عام 537 قبل الميلاد كان هناك تحالف فيما بين اليهود والفرس المجوس لتدمير مملكة بابل وكان للقائد سرجون الاكدي الدور البطولي لإيقاف هذا المسلسل ألتأمري وتدمير  الأشرار وأسرهم وإبعادهم من مناطق  التأثير والخطر  واستمر هذا التلاقي العدائي عبر التأريخ فكانت هناك معارك طاحنه ومصيرية من اجل  إيقاف التمدد الفارسي والأفعال العدائية التي كانت  هي ألسمه الاساسيه لحكام الفرس المجوس ومن ابرز ها معركة  القادسية الأولى  ونهاوند ( فتح الفتوح ) في  العصر الإســــلامي الأول وســــــابقتها معركة ذي قار


أما  مرحلة ما بعد اضمحلال الدولة العربية الاسلاميه واحتلال بغداد على يد هولاكو عام 1258 فقد شهدت المنطقة أحداث دامية تنصب على تدمير الموروث الحضاري العربي الإسلامي والقيام بحملة منظمة لاختراق المنظومة الفكرية العربية الاسلاميه من خلال تأليف الكتب التي  تغير الحقيقة وتوثق ماهو مؤذي وزج أفكارهم التي تنمي الحقد والكراهية بالإضافة إلى التمدد على حساب الأرض العربية وخاصة في جناح الأمة الشرقي من خلال عدم الالتزام بالمواثيق والاتفاقيات التي أبرمت فيما بين بلاد فارس والإمبراطورية العثمانية التي كانت الأرض العربية تشكل جزءا" حيويا" من ممتلكاتها ومن الاتفاقيات التي شهدت النقض والالتفاف معاهدات ارض روم الأولى والثانية والتي تمكن الفرس من  قضم أراضي عربية وضمها إليهم في إقليم الاحواز وصولا إلى الاستيلاء التام عليه بد أن تمت تصفية الشيخ خزعل ،

 

وكانت أخر الاتفاقيات التي لم تتقيد بها الحكومات الفارسية  اتفاقية عام 1937  والتي هي لاتخدم المصالح الوطنية والسيادية للعراق  بالإضافة إلى التنسيق المسبق فيما بين الإدارة البريطانية التي أجبرتها الإرادة الوطنية الخليجية  بالانسحاب من  منطقة الخليج العربي والنظام الإيراني الشاهنشاهي  تحت مسمى ملىءالفراغ حيث بادر  الشاه باحتلال الجزر العربية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى إضافة إلى التواجد المسلح في عمان لتصفية الثورة الشعبية التي كانت قائمه هناك والتي هي من أهم الأسباب التي دعت  المستعمر البريطاني التسريع بالانسحاب ، إضافة إلى التنسيق العالي مع الكيان المغتصب لفلسطين والتدخل المباشر بالشأن العربي بدعم حركات التمرد كما هو الحال بدعم وإسناد مباشر للتمرد الكردي في شمال العراق أو التدخل المباشر بالشأن الداخلي إن كانت ممارسات تآمرية كما حصل في مؤامرة عام 1969 التي أسموها في حينه خطة الغزال والتي كانت تستهدف القيادة الوطنية والقومية العراقية  ، وما لحق ذلك باستثمار المدارس الدينية والدارسين فيها من الأجانب لإثارة وتعزيز الفكر الشعوبي والعمل على زرع الفتنة الطائفية وكانت هناك أحزاب وحركات وتيارات أمثال حزب الدعوة العميل وما خرج منه انشقاقا كمنظمة العمل الإسلامي وجند الامام وغيرها من المسميات التي تصب في آلية واحده هي استخدام الإسلام كوسيلة للوصول إلى الغايات الشريرة لهم وكان من ابرز هذه المكونات الطائفية الشعوبية لاحقا" وفي أجواء العدوان المسلح على العراق ما يسمى بالمجلس الإسلامي الأعلى والحقيقة هو الأدنى بقيمه والإيراني بتوجهاته وجميعها تعمل على ذلك وتمويلها ورعايتها ودعمها اللوجستي مباشرة من إيران الشاه وازداد هذا التدخل المباشر بالشأن العربي بعد حصول التغيير  المبيت والمنظم ومجيء  خميني على رأس  السلطة ورفعه شعار تصدير الثورة الإسلامية وخاصة تم استهداف العراق أرضا" ونظاما وطنيا قوميا" وفق ماجاء به مستشار الامن القومي الأمريكي بريجينسكي لمحاصرة النضوج القومي العربي و انتشار الوعي العربي  مما ولد المخاوف  الأمريكية الصهيونية من المستقبل العربي  فتم استثمار الإسلام ألصفوي الذي تتحقق من خلاله الأهداف والنوايا المعادية لتطلعات الأمة العربية والإسلام الحنيف من حيث إظهار الإسلام ومنهج آل بيت النبوة بمسمى التشيع و بما يتعارض والأماني والتطلعات القومية الوطنية للأمة العربية  فكانت التدخلات الإيرانية السافرة بالشأن العراقي واستهداف القيادة العراقية والمؤسسات بأفعال إرهابية  راح ضحيتها العشرات من العراقيين وصولا إلى  العدوان العسكري المباشر  والذي استمر ثمان سنوات بالرغم من إعلان العراق بعد تحقيق الرد الشامل على العدوان وطرد القوات الايرانيه وبما يحمي المدن والاقتصاد العراقي من مخاطر الإعمال العسكرية وقف إطلاق النار والانسحاب من العمق الإيراني إلا أن  خميني لم يستجيب لذلك طوال السنين غير أبه بالدماء الغزيرة التي سالت في ساحات المعارك وبهذا اثبت وبالمباشر  كونه رجل سياسة وليس دين وان مجيئه على رأس النظام في إيران لأغراض وأهداف سياسية وليس دينية والمخطط المرسوم له  استهداف القيادة العراقية والفكر القومي الثوري الأصيل النابع من رحم الأمة ومعاناتها وتطلعاتها المشروعة ولهذا نرى خميني  أعلنها صراحة بان قبوله بوقف إطلاق النار هو كأس سمك زؤام يتجرعه أي لأنه خاب في تحقيق أهدافه ونواياه والاجنده المرسومة له من قبل أسياده  الأمريكان


أما الواقع الحالي الذي يمر به العراق وأبنائه من قتل وتهجير وحرمان و وتمزيق لعرى الوحدة الوطنية من خلال الشعارات التي ترفع تحت يافطة الفدرالية والأقاليم لتفتيت العراق وتحويله إلى كانتونات متناحرة تحمل في طياتها  الدمار الشامل للعراق وإخراجه من المعادلة الإقليمية كقوة عربية محسوبة من حيث الكفاءة القتالية والاقتدار الاقتصادي عند توفر القيادة الأمينة والمخلصة للعراق وآلامه وهو بعينه الصفحة الثانية من العدوان الهمجي الشرير الذي ارتكبه المجرم المهزوم بوش ومن تحالف معه استهدافا لكل مشروعية إنسانية  يراد منها امتلاك مقومات البناء والتطور في كافة مناحي الحياة  ،  وهنا يطرح السؤال المهم والمشروع من كل ذي وطنية وحرص على امن وطنه وسلامته ( ماهي الدوافع الاساسيه التي تدعوا النظام الإيراني الإيغال في تدخلاته بالشأن العراقي ورعاية  الإرهاب والارهابين من تنظيم القاعدة والخلايا الخاصة  ؟  إن لم تكن من ضمن المخطط المرسوم  فهو بعينه الدور الأساسي انطلاقا" من أحياء الدور  الإمبراطوري الذي فقدوه بفعل الإسلام والسيف العربي ونحن في أجواء استذكار صولة الشجعان في معركة تحرير الفاو الغالية لابد من الاشاره بوضوح بان التاريخ والأيام القادمات سوف يكون لها القول والفعل بحق كل من أساء للعراق وأهله وتمادى في غيه من اجل  حرمان ألامه من مقومات اقتدارها وان الصبح لقريب وفجر الحرية بان ضيائه لكل  الخيرين

 

ألله أكبر     ألله أكبر      ألله أكبر
وليخسأ الخاسئون

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الخميس / ٢٠ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٦ / نـيســان / ٢٠٠٩ م