قراءة في خطاب القائد وتوجيهه

﴿ الحلقة التاسعة

ان الرأي العام العالمي وكل منظماته مطالب بل ومسؤول في الضغط من اجل انهاء الاحتلال واسناد المقاومة العراقية والتعامل معها انها الممثل الشرعي الوحيد لشعب العراق
وانهاء كل اشكال التواجد الاجنبي في العراق

 

شبكة المنصور

عبد الله سعد

منذ التاميم وامريكا تعد العدة للانتقام من العراق بقيادة الحزب ومن الحزب الذي نفذ الشعارات التي ظلت تراود الجماهير المحبة للحرية منذ بدأ الكفاح العالمي ضد الاستغلال والنهب الامبريالي لخيرات الشعوب المسلوبة الارادة بعدة وسائل منها المعاهدات المبرمة من قبل حكومات شكلية تابعة بل منصبة من قبل الاستعمار لحماية وحراسة مصالحه منذ كانت بلدانهم مستعمرة والثانية عبر التبعية والارتباط المصيري بين الاستعمار وتلك الانظمة التي لاتهمها الا ان تكون في السلطة (غالبيتها عبارة عن اسر حاكمة تحت مظلة الاستعمار) ففي العراق والاردن كانت اسرة الشريف حسين والجزيرة بعد ان استحدثوا فيها كيانات لم تكن في التاريخ  العربي والجغرافية حيث لو عدنا الى التاريخ والجغرافية السياسية لوجدنا ان الجزيرة العربية هي العراق واليمن ، فكل ما جنوب الطائف يمن وكل ما شمال المدينة عراق اما مكة والمدينة (يثرب) والطائف فهي مدن دينية يحترمها العرب ويقدسوها وتتمتع بشبه استقلال فكري وديني ويحكمها رؤوساء القبائل القاطنة فيها ، اما ما اوجده الاستعمار من كيانات اسماها اولا محميات ثم اعتبرها دولا فهي لاغراض تفتيت الامة وخدمة اهدافه ،وقد اقر العرب هذه الكيانات وتعاملوا معها على انها اجزاء من الوطن لها سيادتها وشؤونها الخاصة ولكن ان تنتقل لتكون معادية فهذا يتطلب اعادة نظر في وضعها كليا من قبلها والعرب السكنين فيها والا فالعرب مطلوب منهم اعادة النظر في وضعها كي لا تضيع اسوة بالاحواز كونها كيانات شكلية هشة لا قدرة لها على حماية نفسها وتكوينها كيانات دولة حقيقية ، هذا كان واحدا من نتائج الاستعمار الاوربي بعد الحرب العالمية الاولى وتطبيق معاهدة سايكس بيكو القذرة ، منذ ذلك التاريخ والعرب يتوقوا لتحرير بلدانهم وانفسهم وثرواتهم ولكن حتى الثورات التي حدثت نتيجة الوعي الكفاحي بتاثير الفكر الديني والقومي والمتغيرات الدولية لم تفعل شيئا باتجاه تحرير الثروات المستباحة والمنهوبة علانية من قبل الاحتكارات الامبريالية وشركاتها العاملة ،حتى بات البلد هو المترجي والخاضع لسياسة تلك الشركات التي تدار من قبل اناس مرتبطين بشكل واخر بالنظام الامبريالي وبالتالي فان تلك الدول تخضع للسياسة الامبريالية من حيث الواقع الفعلي.

 

ان التاميم وما تلاه من برامج وخطط تنموية كان اولها الاستثمار البشري وتهيئة القاعدة البشرية والمادية لقيام تنمية حقيقية في العراق كان اكبر خطر على منهج الامبريالية العالمية ،واعتبرت ان حزب البعث وقيادته اللذان نفذاه هما اكبر اعدائها ولابد من التخطيط لايقاف هذا المنهج والبرنامج ،الذي سيكون نموذجا لكل الشعوب ، من هناك بدأ التخطيط فكان التآمر وحرب النيابة التي نفذها خميني والحصارات (حصار 1972- الى 1973 بعد قرار التاميم ثم ما اسموه حصارا وهو حرب ابادة جماعية وقتل جماعي لشعب العراق الذي بدأ من قبل تحرير الكويت واستمر حتى الاحتلال) والاستهداف ومحاولة الاحتواء واشكال من التآمر التي واجهته ثورة تموز وشعب العراق وطليعته المجاهدة البعث ، وعندما تاكدت هذه القوى ان منهج البعث ماضي ولن يتوقف بدأ التفكير بالغزو، خصوصا بعد انفراد امريكا زعيمة الامبريالية والارهاب والاستغلال والطمع لثروات الشعوب ،فكان الغزو وقد حشدت امريكا كل البلدان التي تدور في فلكها وتلك التي يملك اللوبي الصهيوني كبير تاثير في رسم سياستها واتخاذ قرارها لتبعية حكامها لهم وتوظيفه لهم في منهجهه الشرير ولو عدنا النظر في الدول التي شاركت وساندت الغزو لتأكدنا من ذلك ، فالدول الاوربية الثمان المشاركة رغم اعتراض شعوبها وبحجم كبير هي دول خاضعة للقرار الصهيوني بحكم ارتباط سياسيها بذلك المشروع مثل اسبانيا وايطاليا والسويد وهولندا وحتى المانيا التي دعمت الغزو من خلال المعلومات الاستخبارية ،اما الدول التي كانت ضمن الاتحاد السوفيتي وانفرط وضعها بعد انهيار الاتحاد فان الدول التي شاركت في الغزو حتى بعضها بعدد مجهري لاثبات ولائها وارتماء حكامها في احضان الامبريالية والمنهج الامريكي الصهيوني ،ودققوا بشكل شفاف ستجدوا ان تشخيصي غير متجني ،اما دول امريكا الوسطى فهي واليابان وكوريا الجنوبية واسترالياغ كلها عبارة عن انظمة مهيمن عليها امريكيا سياسيا وفكريا اما انظمة الحكم في وطننا اذا اردنا ان نمعن النظر بدقة للفرز بين من خضع نتيجة الخوف والحرص على الحكم فمرت قوات الغزو في مياهه الاقليمية وبين من ساند وشارك في العدوان فان هناك ثمان دول عربية شاركت في العدوان ودعمته ،فاذا اضفناها لقائمة الجدوا الامريكي الذي يذكر 49 دولة مشاركة في العدوان فاذا اضفنا لها المانيا والكيان الصهيوني وايران وثمان دول عربية يصل العدد الى 60دولة ،هؤلاء جميعا ضد منهج السلام والتحرر ،وهذه حصة امريكا بكل وسائلها لمعادات الشعوب التواقة للحرية متمثلة بالعراق ، المطلوب من كل الدول الرافضة للعدوان والغزو والبلطجة الامريكية ان لا تسكت بل عليها مواصلة الرفض والفضح والكشف للمخطط الامبريالي وحتى الشعوب التي شاركت حكوماتها بالغزو وهي ترفض الحرب والعدوان وتدينه يجب ان تواصل الرفض وتدعم المقاومة العراقية وشعب العراق الذي واجه اللارهاب الامبريالي وشروره لوحده وان تتعامل مع المقاومة العراقية انها الممثل الشرعي الوحيد لشعب العراق عبر منظماتها المدنية وكتابها ومفكريها ونشاطاتها الانسانية والسياسية،بهذا الشكل يتواصل التضامن الانساني في مواجهة حلف الشر ،ولابد من الضغط على هيئة الامم المتحدة ومجلس الامن عبر كل منظمات الدولية والشعبيه والمفكرين والكتاب والمنظمات المناهضة للحرب والعدوان وستباحة القانون الدولي ومعاهدات البشرية وحقوق الانسان للضغط على امريكا ومن تبقى من حلفائها على سحب قواتها العدوانية الارهابية الغزية من العراق واعترافها بحقوق الشعب العراقي في الحياة الكريمة وتحميلها نتائج عملها العدوان اللامشروع والمخالف لقوانين المجتمع الدولي ، وقد يقول البعض ان وجود امريكا في العراق الان بحكم معاهدة بينها وبين حكومة العراق وهنا اسأل القائل هل الحكومة الشكلية العميلة المنصبة من قبل قوات الاحتلال تمتلك الشرعية للتفاوض وابرام المعاهدات باسم العراق ؟ انهم مرتزقة نصبهم الاحتلال لا يمتلك جميعهم شرعية الانتماء للعراق بل جميعهم يحملوا جنسية بلدان غير العراق حكومة وسفراء ،هذه حقيقتهم ،فلا شرعية لكل ما يقيموه من معاهدات ثم ان الغزو والاحتلال باطل باعتراف الكل بما فيهم القائمين به فكل ما قام على باطل باطل .فالعدوان باطل للاسباب الاتية :

 

  1. ان الغزو والاحتلال باطل بحكم القانون الدولي ، والمعاهدات الدولية .

  2. ان كل المبررات التي ادعتها امريكا وحلفها الارهابي المجرم الشرير تاكد كذبها وزيفها .

  3. ان ما تعرض له العراقيون من قتل تهجير وفتن وتدمير ونهب كان لقوى الاحتلال الدور الكامل فيها وبالتالي فالمجتمع الدولي ومنظماته مسؤول اخلاقيا وانسانيا للدفاع عن شعب يباد بلا مبرر.

  4. ان العراق صاحب اكبر ارث حضاري بل هو رائد الحضارة البشرية غير محتاج لقتلة وارهابين ان يحكموه او يبنوا له منهج الديمقراطية الكاذب.

  5. ان امريكا ارادت بعدوانها وغزوها ارهاب الشعوب المكافحة من اجل التحر وجعل العراق نموذجا لذلك ، فمارست كل اشكال العدوان ووسائل دنيئة وقذرة في اذلال شعب العراق منها الفتن الطائفية والقتل الجماعي وقتل الاسرى واستباحة حقوقهم الانسانية وما يجري في معتقلات الاسر يفوق معسكرات النازية والفاشية وما اطلع عليه اغلعام من جرائم سربت عن سجن ابو غريب وغيره لا تمثل الا شيئا بسيطا مما يفعله الامريكان وعملائهم بحق الاسرى .

ان المجتمع الانساني مطالب ان يفعل امور كثيرة للتصدي للارهاب والجريمة الامريكية الصهيونية الفارسية ضد شعب العراق، بل مسؤول عن ذلك .وسناتي الى مسؤوليات المجتمع الدولي وهيئاته ومنظماته بالاضافة الى تلك التي وردت في خطاب الرئيس الشرعي للعراق والقئد العام لقواته المسلحة ومقاومته الشعبية.  

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاحد / ٢١ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٧ / أيــــــار / ٢٠٠٩ م