في ذكرى الوحدة اليمنية

هذا الانجاز المشرف في تاريخ الامة العربية واللبنة الصحيحة في استعادة وحدة الوطن كله للقضاء على التجزئة والتمزيق والتخلف

 
 
 

شبكة المنصور

عبد الله سعد

جاءت وحدة اليمن استجابة لتطلعات الشعب العربي كله وخصوصا شعبنا في اليمن ونتيجة لجهاد ونضال دام اكثر من قرن من الزمن ،هو تاريخ التشطير لارض وشعب العروبة في اليمن والذي سبق حتى معاهدة سايكس بيكو تاريخا ولكنه تجسيد لبرنامج قوى الاستعمار والعدوان ،بل انه بدأ مع بداية التخطيط والعمل الاستعماري لتجزئة الامة ابان ضعف الدولة العثمانية واختراقها من قبل قوى الاستعمار الجديد بريطانيا وفرنسا عبر وسائل متعددة كان اخطرها وانشطها واكثرها نجاحا التحالف مع اسر ومشايخ وسلاطين واحكام ربطهم بعجلة الاستعمار وقواه الشريرة الطامعة في خيرات وموقع الامة العربية عبر المستشارين والمستشرقين والذي يشكل غالبيتهم ضباط ومنفذين لبرنامج دول الاستعمار واقامة هؤلاء باشكال متعددة في ارض العرب،استطاعوا بناء صلات متينة مع اسر متطلعة للحكم والهيمنة للسيطرة على الشعب ،ودعم اؤلئك السلاطين والمشايخ سياسيا وماديا وعسكريا ليكون جند المحتلين في المستقل واداته وقاعدته لتحقيق برنامجه المرسوم لتمزيق وتجزئة العرب ارضا وانسانا واستهداف مقومات وحدتهم وقوتهم الدين والايمان والروابط القومية الثقافية والسياسية والتاريخية والاقتصادية والاجتماعية والجغرافية والقيم كلها .

 

هذه هي قراءتنا للوحدة عموما ووحدة اليمن نموذجا لها وواحدة من الولادات التاريخية في رد الامة على الاستهداف لوجودها ،ان الوحدة رقي وسمو في العمل الجهادي نوعيا وسياسيا وفكريا عميقا يعبر عن ما في ضمائر الشعب العربي نحوها وجهاده الدامي لتحقيقها ،لذا فالعداء للوحدة لا يمكن ان يكون الا هدفا للاعداء قوا دولية او رجعية داخلية ،ومن يستهدفها كنتيجة لتضحيات ابناء بررة مؤمنين بحق هذه الامة في التحرر والوحدة والرقي جادوا بانفسهم ودمائهم زكية رخيصة عليهم ولكنها مقدسة عند الشعب الذي انجبهم فكانوا نعم الابناء فهو مرتزق خائن عميل مخرب معادي للشعب كل الشعب وللامة كلها .

 

ان من يريد ان يصلح خلل او انحراف وفساد لا يستهدف النتائج السامية التي حققها الشعب بجهاده وتقديمه القرابين العظيمة من ابناءه لاجلها ،والتي تبقى الوحدة ارقاها وانضجها ،بل عليه ان يتبع الوسائل الصحيحة في الحراك السياسي المتاح في اليمن والوصول الى الشعب وقناعاته لاحداث التغيير، ولكن ان يكون نموذج معارضي الانظمة في بلادنا ليس سلبيا فقط بل وساقطا ومعادي كما كان فعل عملاء ومرتزقة الامبريالية في العراق ،فبأسا لهذه المعارضة ولرموزها ،وعلى الشعب العربي المؤمن بالله ومقدسات الدين وبالامة وضرورة تحريرها ووحدتها ان لا يعاد عليهم سيناريوا الغزو الاستعماري مرة اخرى يكفينا ما فعله العملاء في العراق وجسامة خسارة الامة هناك حتى تعيد تحرير العراق، واياكم ان تظلوا باعلام واساليب المستعمرين والتزموا الحق فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين .

 

انا لا اريد ان اقول ان ليس هناك اخطاء وفساد وخلل في النظام المؤسسي لليمن ولكن ان تستهدف القيم العليا فالشعب يقبل كل ذلك على ان تستهدفوا وحدت ارضه ووجوده وقيمه فارعووا أيها الناشطون ان كنتم فعلا تحبون اليمن وتقاتلوا من اجلها ،فطريكم واسلوبكم خاطئ وارتقوا بفكركم واساليبكم الا مستوى متحضر يناسب الظروف الموضوعية في البلد وعودوا لعقولكم وان التغيير اولا بالفعل الصحيح والفكر والقيم التي يجسدها طالبوا التغيير ولنا في رسول الله اسوة حسنة ثلاث عشر عاما يدعوا لله بالكلمة والخلق والسلوك حتى هاجر الى المدينة المنورة وبدأ الجهاد بالقتال ولكن لم يقطع او يترك الاسلوب التوعوي والمبدأي في دعوة الناس لدين الله والطريق القويم .

 

تحية اجلال لشهداء الوحدة في ذكراها .

تهنئة من اعماقي للشعب العربي عموما ولشعبنا في اليمن بذكرى الوحدة اليمنية التاسعة عشر.

تحية لقيادة الجماهير التي حققت الوحدة وقادت حملة الدفاع عنها .

والخزي والعار لاعداء الامة ووحدتها .

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاربعاء / ٢٤ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٠ / أيــــــار / ٢٠٠٩ م