قراءة في خطاب القائد وتوجيهه
ان الدور التاريخي والجهادي لشعب العراق منذ العصور الاولى للحضارة البشرية
ودور العراق كنموذج فكري تحرري في الوطن العربي والعالم كان اهم الاسباب لاستهدافه وغزوه

﴿ الحلقة الرابعة عشر

 
 

شبكة المنصور

عبد الله سعد

الحقيقة الثالثة: انظر أيها العزيز إلى من الذي غزى العراق لقد اجتمعت على غزو العراق كل قوى الشر في العالم كما أسلفنا الامبريالية الأمريكية وحلفائها ومحيطها الشرير، الصهيونية العالمية وحلفائها ومحيطها الشرير، الاستعمار القديم والحديث ومحيطه الشرير، الصفوية الفارسية مع كل ما تحمل من أحقاد وأضغان على الأمة وشعبها العظيم وخاصة شعب العراق الذي حطم امبراطوريتها ومسخ تاريخها ودمر تراثها الوثني وقطع أطماعها في التوسع والهيمنة والسيطرة على الأمة وحلفائها وعملائها ومحيطها الشرير ثم كل العملاء والجواسيس والخونة والمنافقين والمرتدين في العراق والأمة ويشمل هذا التوصيف قوى الشر في القارات الخمسة بدأت هذه القوى الشريرة للحصار قبل دخول الكويت ثم أحكمته بعد دخول الكويت، لقد قرر رأس الشر القائد والمخطط لهذه الملحمة وهو الإدارة المتصهينة للامبريالية الأمريكية أن تدور رحاها على أرض العراق الطاهرة أرض الأنبياء والأصفياء والأئمة الأطهار والأولياء لان في أرضه وعند شعبه كما قلنا سر بقاء الأمة وسر صمودها وانتصارها كما يشهد التاريخ لشعب العراق وكما يؤيد الحاضر العزيز المجيد وكما تقام على أرضه وعند شعبه أعز وأغلى تجربة حضارية تمثل قاعدة الانطلاق للأمة في مسيرته التاريخية المعاصرة.

 

ان غزو العراق كان برغبة صهيونية امريكية ضمن الحلف الارهابي العنصري الباغي على العراق، محشدة فيه كل قوى الشر والكفر والجريمة في العالم، فتمعن بسيط في عناصر التحالف المعلم او المستور يوضح طبيعة القوى التي انضمت الى حلف الشر والرذيلة ضد عراق الايمان والحضارة والتاريخ المليئ بالشواهد المادية والثقافية ،ابتداءا بمقتنيات المتاحف العالمية بلا استثناء ،ومرورا بسجلات المؤرخين العالمين مستشرقين وباحثين ومنقبين ،وانتهاءا بسيرة التعايش المبني على المحبة والاخاء لشعب العراق والتنوع الاثني والديني لشعبه وقد ترك بصمات متميزة في التاريخ البشري قديما وحديثا.

 

نجد في الحلف الانكلو سكسوني اضافة للصهيونية دول من اوربا العجوز كما سماها المجرم الدولي بوش الكلب ومجرم الحرب رامسفيلد تزيد على ثمانية ،ودول من امريكا الوسطى ،ودول من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق ممن كان حكامها عملاء للمخابرات الامريكية فلما انفرط الاتحاد السوفيتي سارعت امريكا تنصتبهم حكاما - كما هو منهجها في تنصيب مرتزقتها وعملائها حكام على الشعوب التي تحتلها - ارتموا في احضان زعيمة الامبريالية والارهاب الدولي امريكا، ودول من اسيا واستراليا وحتى القارة التي لا علاقة لها بالاستعمار وهي تعاني منه مثلتها بشكل كبير حكومة مبارك والمرتزقة ،وكان لانظمة الردة والخيانة في ايران والخليج والاردن دور كبير في المشاركة والاسناد وتقديم الخدمات ،كل هذا الحشد الشرير الذي لا يقل مكوناته عن 66 نظام حكم لان كثير من الدول المشاركة لا تؤيدها شعوبها بل ترفض مشاركتها كما لاحظنا في الشعب الاسباني.

 

هذا السجل المتميز للعراق في التاريخ العربي الاسلامي والتاريخ البشري جعل قوى الارهاب والبغي الدولي تحسب حسابها بشكل يختلف عن كل بلدان المسلمين وكل اجزاء الوطن العربي، ولانهم يعرفوا من هم العراقيين فقد حشدوا كل قوى الشر في العالم ،منها ما ربطت بالحلف الشرير نتجة حقدها حقدها على الاسلام والعرب ومنها ربطها الطمع ومنها مجرد اثبات الولاء للادارة الامريكية والصهيونية ،ومنها خوفها من استمرار هذا الوهج الساطع في دنيا العرب والاسلام والشرق كله على اطماعها لان استمرار العراق بقيادته وطليعته البعث في تنفيذ برنامجه يهددهم بلا حرب ولا سلاح ، فهو مصدر اشعاع لكل قوى التغيير والتحرر في العالم هاديا وداعما ونموذجا ،لذا كان الاستهداف للنموذج والبرنامج والمنار.

 

 اما لماذا استهداف العراق من قبل امريكا والصهيونية قبل غيره ؟ ان العراق يمثل احد الاهداف الاساسية التي تستهدفها امريكا زعيمة الامبريالية لعدة اسباب ويمكن ايجازها بالاتي :

 

 موقع العراق في منتصف الشرق الاوسط الذي تخطط امريكا لاستحداثه بشكل مخطط معد لم يكشف عن تفاصيله الكاملة ،ولكن اهدافه واضحة.

 

اعتبار امريكا العراق بقيادة البعث ذو الفكر الايماني القومي وبرنامجه القومي الانساني المتكامل اكبر خطر يهدد مصالحها في الشرق ،كنظام وكتنظيم ونموذج لتجربة تحررية عملاقة.

 

تنامي القدرة العلمية والتقنية والعسكرية للعراق بات يهدد بشكل جدي الكيان الصهيوني ووجوده،لذا لابد من تدمير كل ذلك.

 

ان العراق بثرواته وعقوله وخصوصا احتياطيه النفطي الكبير الذي تشير الدراسات غير المعلنة انه يمتلك اكبر مخزون نفطي في العالم،وهو بالمعلن يشكل ثاني اكبر مخزون نفطي بعد الجزيرة العربية (السعودية) فالاحتياط المعلن 12مليار برميل نفط والمقدر والمدروس اضعاف هذا الرقم، فهذا هدف يستحق المغامرة.

 

ان تاثير العراق في محيطه القومي والاسلامي كبير،ومعروف منذ قديم الزمان فقد ورد في التاريخ القديم ان من لايحكم العراق لا يعتبر ملك الجهات الاربعه (ينسب هذا القول الى القائد العراقي نبوخذ نصر) وعندما قسم الادريسي (اقدم جغرافي درس علم الجغرافية بشكل علمي) العالم الى اقاليم كان العراق مركزه في كل الاتجاهات (سبعة اقاليم من الشمال الى الجنوب وسبعة اقاليم من الشرق الى الغرب) ،بما ان يمثل تركيبا متنوعا اثنيا من حيث التعدد القومي فيه والتنوع الديني فاعتبروه تربة صالحة لتنفيذ مخططهم (مخطط الامبريالية بقيادة الادارة الامريكية المتصهينه المحافظيون الجدد والصهيونية العالمية) التي تريد منفذا لتنفيذه اوسع من الصورة الصغيرة وغير المؤثرة في المحيط العربي والاسلامي المتمثلة بنظام التوزيع السياسي وفق التركيبة الدينية والمذهبية كما هو في لبنان ،فاين وزن وحجم ودور لبنان من العراق مع حبي واعتزازي لشعبنا في لبنان ، وشجعها على ذلك التحالف الخفي المعلن مع حكومة ايران الساعية لذات الهدف ، قد يقول قارئ ما مال هذا الرجل يجمع المتناقضات بقولي التحالف الخفي المعلن بين ايران والامبريالية الامريكية فسأأتي لهذا الموضوع تفصيلا.

 

كل حشد الشر بالرغم من مسؤوليته عن الجريمة وتبعاتها يبقون مجرد مرتزقة ،دورهم معروف ،هو عبارة عن مشاركة دولهم في تحمل فاتورة الحرب واضفاء شيئ من الشرعية الدولية لامتهان امريكا وبريطانيا والصهيونية القانون والمعاهدات الدولية والرأي العام الدولي بعدوانها وغزوها لعضو مؤسس لهيئة الامم المتحدة والجامعة العربية وكثير من المنظمات والهيئات الدولية والاقليمية ،اما الدور المشارك بقوة وبكل معاني الشراكة لحكومة ايران اللا اسلامية والانظمة العميلة التي تحكم تحكم بعض اجزاء الوطن الكبير فهذا امر اخر يجب على كل عربي مسلم شريف ان لا يغفله.

 

نعم ان ايران شريكة اساسية في العدوان والغزو واستمراره ودعمه بكل الاشكال وقد تطرقنا تفصيلا لذلك في مقالات عديدة كما تطرق الخيرين والشرفاء في الكتابة فيه وبينينا بالتفصيل الدور الفارسي في تعزيز القوة الامبريالية بالجند والفتن والنهب والتدمير السياسي والاجتماعي والمادي لشعب وبنية العراق ،اما اولئك الخدم والعملاء فقد باعوا الارض والعرض والثروة كي يبقوا دمى تحكم شعبنا فلا يعدوا كونهم مرتزقة اجراء في جند الامبريالية والصهيونية ،ولكن بالامكان ايجاز بعض النقاط كالاتي:

 

1.   ايعازها لعملائها ومرتزقتها من الخونة الذين تبنتهم الامبريالية واعتبرتهم احزاب معارضة بحضور مؤتمر لندن ومؤتمر صلاح الدين برعاية وتمويل امريكا، فماذا يعني ذلك وهل بالضرورة ان تكون التحالفات عبر التفاوض المباشر بين حكومات البلدان ؟ بل ممكن ان تكون من خلال وسطاء أو مندوبين ولا اتصور ان هناك اكثر ولاءا لايران من مواطنيها اغلذين كانوا في العراق ابناء الحكيم أو الجعفري اوجمل الدين الصغير أو العملاء المتعددي الارتباط احمد الجلبي ومسعود البرزاني وجلال الطالباني فكلهم ممكن ان يكونوا وسطاء او مندوبين بين الادارتين.

 

2.  التصريحات الرسمية لاركان مهمين في الادارتين الايرانية والامريكية ولكم امثلة منها

 

  مااورده الكاتب الأمريكي جورج فرديمان: "هل تعرفون ما هو أهم حدث عالمي في بدايةالقرن الحادي والعشرين بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر؟ إنه التحالف الأمريكي الإيراني".، ولا اضن ان هذا الباحث يكتب عن فراغ.

 

   لقد قال نائب الرئيس الإيراني السيد محمد علي أبطحي "بعظمة لسانه": " إن أمريكا لم تكن تحلم بغزو العراق أو أفغانستان لولا الدعم الإيراني". وهذا يؤكد مقولة فريدمان تماماً.

 

غزت أمريكا العراق بتعاون وتنسيق لا يخفى على أحد مع الأحزاب العراقية المرتبطة بإيران عضوياً،كالمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق الذي ولد وترعرع في طهران، وحزب الدعوةوحتى حزب الجلبي والعميلين مسعود البارزاني وجلال الطالباني المرتبطين بالمخابرات والادارة الايرانية من قبل واثناء الحرب العراقية الايرانية .

 

لم يكن هناك بعد جغرافي ولا حتى مصلحي بين حكومة ايران وممثلي الادارة الامريكية خصوصا المخابرات المركزية التي كان لها تواجد مهم وبمستويات غيرقليلة في شمال العراق ابان فترة الحرب بين امريكا والعراق الممتدة ثلاثة عشرعاما هي فترة فرض امريكا خطوط العرض في الشمال والجنوب خصوصا وان مقرها الرئيسي في محافظة السليمانية الملاصقة للحدود الايرانية.

 

الحقائق على الارض والدور الايراني في قتل العراقيين وتمزيق وحدة نسيجه الوطني عبر الفتن الطائفية وتدخلها بشكل سافر وبمباركة امريكية في الشأن العراقي تفصيليا بشكل مباشر،ناهيك عن دور جاليتهم الموجودة في العراق ومخابراتهم .فهل هي وصية على مسلمي العراق خصوصا اتباع المذهب الجعفري الذين يكرهوا ايران ويحتقروا حكامها ويعتبروهم مرتدين عن الاسلام .

 

قتل المخابرات الايرانية وعملائها لكل القيادات الجهادية من قيادي البعث ،وضباط الجيش العراقي ودوائره الامنية وتصفية علمائه ومفكريه ونخبه الثقافية والفكرية والعلمية والاجتماعية والسياسية ،وفي حالة عجزها يكونوا ادلاء لقوات الاحتلال لأسرهم وتصفيتهم أو تغيبهم خصوصا المقاومين للاحتلال.

 

المشاركة الكبرى في تدمير ونهب موجودات البلد وبنيته التحتية وثرواته بمرأى ومسمع وعلم تفصيلي لقوات امريكا وحلفائها وطيارهم.

 

أ كل هذا وامريكا وايران دولتان متعاديتان كما يروج الاعلام المضلل والكاذب؟

 

اما البرنامج والمنهج الايراني في السياسة الاقليمية والدولية فقائم على اسس متناقضة في ظاهرها ولكنها في كل حالاتها تخدم المصلحة والمنهج الاستعماري الايراني الذي لا يتورع من استخدام أي وسيلة لتنفيذ منهجها حيث لا مكان للاخلاق والمبادئ والقيم دينية كانت أو دنيوية،والتي يمكن الاشارة لبعضها بايجاز:

 

1. التظاهر بأن ايران احدى اهم مراكز الدعم لتحرير فلسطين وحركات التحرر العربية ،وهم يعرفوا ان فلسطين وتحريرها يعني عودة الحياة للامة العربية وعودتها لتلعب دورا بارزا في الحياة الدولية من خلال تحقيق تحررها ووحدتها ،وهذا ما يعارض المنهج والطموح الايراني في السيطرة على العرب واستعمارهم .

 

2. اتخاذهم منهجا منحرف دينيا قائم على بدعة في التشريع الاسلامي هو ولاية الفقيه، واتخويل نفسها صلاحية غير مرغوب بها انها تمثل كل المسلمين وخصوصا متبعي المذهب الجعفري والتظاهر الكاذب والمنحرف بحب آل بيت رسول الله صلى الله عليه وعليهم وسلم كذبا لاغراض سياسية وغايات استعمارية تتجلى من خلال الاتي :

 

اين كان هؤلاء ومعلميهم السابقين الطوسي والقمي والمفيد والصفويين ايام الفتنة في عهد سيدنا علي عليه السلام تلك الفتنة التي استمرت فترة طويلة.

 

اين هم من نصرة ابناءه السبطين الحسن والحسين عليهما السلام في حياتهما.

 

هل سمعتم ان فارسيا قتل مع سيدنا وزيد بن علي بن الحسين وكل ثوار بني هاشم ضد الطغيان والتعسف الذي نالهم في عهد ابناء عمومتهم بني العباس بل ماوردنا انهم كانوا الاداة الفاعلة في كل ما فعله خلفاء بني العباس ضد العلويين ،ومنها على المثال قتل الامام موسى بن جعفر (الكاظم) عليه السلام بيد حعفر البرمكي الذي أوكل له الخليفة هارون الرشيد مهمة الاشراف على سجن الامام موسى الكاظم، وكذلك ابنه الامام علي بن موسى الرضا عندما جاء به الخليفة المأمون من المدينة المنورة قسرا لتولي ولاية العهد وعندما صلحت الامور بين الخليفة واهله بني العباس وعاد مقر الخلافة الى بغداد تخلص المأمون من الامام علي بن موسي الرضا عن طريق اخواله (ام المأمون جارية فارسية) بالسم ايضا أي ان الفرس هم قتلة آل بيت الرسول وليسوا شيعتهم كما يتظاهروا.

 

اين كانوا الفرس وتشيعهم في حياة الائمة الاطهار واين كانوا من نصرتهم في حياتهم ؟ ولماذا ظهر الفكر الفارسي الذي اسموه التشيع لال بيت رسول الله بعد وفاة احد عشر اماما وغيبة الامام محمد بن الحسن العسكري عليهم السلام اجمعين ؟ أ ليس لامر لا علاقة له بآل بيت رسول الله وموالاتهم ؟ بل هو قميص عثمان في ادعاء معاوية ؟ أليست هي الفتنة في الدين وفرقة المسلمين وتمزيقهم وهو ذات المنهج الامبريالي الصهيوني في التخطيط لتدمير الاسلام كدين وكمجتمع ؟

 

استغلال الظروف السياسية والاقتصادية للمسلمين خصوصا اتباع المذهب الجعفري وتوظيفهم والمذهب لخدمة المصالح والاهداف الفارسية .

 

استخدام طيبة العرب وتعاملهم الاخلاقي مع عموم المسلمين بزج جاليات كبيرة الى الاقطار والاراضي العربية ومتابعة العمل المخابراتي في اوساطهم كمنهج مستمر سواء في العهد الشاهنشاهي أو بعد قيام الثورة الايرانية وتولي الخميني واتباعه الحكم لزعوعة واثارة الفتن في تلك الاقطار.

 

ماذا نسمي هذا سياسيا،واعيد القول الذي لا احبه اني عربي هاشمي اتبع مذهب الرسول وآل بيته. ولست متجنيا بشيء على المنهج الفارسي بل هي العلمية في تحليله وتنوير المسلمين به.

 

اللهم العن وعادي كل من يعادي الاسلام والعرب في الباطن والظاهر واصله بانتقامك في الدنيا والاخرة.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاربعاء / ٠١ جمادي الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٧ / أيــــــار / ٢٠٠٩ م