في ميلاد سيد الكائنات
محمد النبي الامي العربي الذي شرف الله به الامة واصطفاها لحمل اكمل رسالاته
هل ترتقي الامة لامر الله وخياره وتعيش خلق نبي الانسانية ورحمة الله لكل البشر
وهل في الامة بقية من مواصفاتها انها خيرامة اخرجت للناس بشرط الله
لا سبيل لتحقيق ذلك الا بالجهاد فهل يحشد اخيار الامة ومؤمنوها جهدهم لنقلها من الضياع الى الرقي الايماني عبر الجهاد الواعي المستوعب لشروط الدين الحنيف

 
 
 

شبكة المنصور

عبد الله سعد

لم يكن ميلاد سيد الكائنات حدثا عاديا في حياة الامة والبشرية جمعاء بل في خلق الكون كله ، بل هو نقل نوعي راق للبشرية وسمو في تكوينها وخلقها ومسيرتها، نعم عندما ولد الانسان النموذج الذي اراد الله ان يكون سيد الخلق ورحمته لخلقه انطفأت نار المجوس وانشق ايوان كسرى واضاءت قصور روما وحجبت السماء عن الشياطين ، فهل هذا وعلم بمقدمه للدنيا كل الصالحين والكهنة العارفين وانكفأت الاوثان ، ماذا يعني ذلك من معاني ؟ انه بلاغ رب العرش الكريم انها ساعة النقلة النوعية في حياة البشرية ،فهل ادرك الاولين واللاحقين المعنى الكبير؟ كانت في حينها اقوى إمبراطوريتين واكبر قوتين هما امبراطورية الروم وامبراطورية الفرس ، الاولى تقول انها نصرانية ولكنها انحرفت عن دين التوحيد بحكم تلاعب الرهبان والاحبار بقولهم المسيح ابن الله وهو ثالث ثلاثة الا قليل من المؤمنين،والثانية مجوسية تعبد النار، وهناك فلسفات دينية مختلفة منها الزرادشية والكونفوشية والوثنية واليهودية المحرفة ، فانشقاق ايوان كسرى وانطفاء نار المجوس وانارة قصور بصرى وروما يعني ان الوليد العظيم حربا على كل اولئك الطاغين ودياناتهم ومنهجهم ، وان لا مصدر لمعرفة انباء السماء غير ما سيرد عن طريق هذا الوليد انه القرآن .

 

وجاءت الايام ليعيش محمد الانسان قبل ان يبعث ليمثل اسمى صور التكوين الاخلاقي الانساني الراقي في قومه سنين لكي يتعرفوا عليه من خلال سيرته كرجل خلق لاداء مهمة جليلة فكان نموذج الانسان بكل شئ حتى اسماه قومه الصادق الامين قبل ان يقول الله فيه شئ ، ليبلغ البشرية من هو محمد رحمة الله للبشرية ويبعثه مبشرا ونذيرا وداعيا لربه وسراجا منيرا ، فجاء سلوكه قبل البعثة مجسدا للاختيار الذي خلق له ولم يكن مناقضا في شئ لسلوكه وخلقه بعد البعثة العظيمة ، فكان شرفا لعائلته لينتقل بالبعثة ان يكون شرفا لقريش رغم محاربتها له في بداية امره ويكون شرف العرب وخيرهم عندما صار رحمة الله للخلق ورحمته لهم ، فكم بنا من محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم كأمة اختارها الله لتكون خير امة اخرجت للناس تامر بالمعروف وتنهى عن المنكر ؟ فهل نحن حقا امة بهذه المواصفات ؟ وكيف نكون هكذا ؟ علينا ان نسال نفسنا يوميا افرادا وجماعات ومجتمعين اين نحن من هذا النموذج الرباني وكيف يمكننا ان نقترب منه في الصورة ؟لنعمل ان نكون قريبين منه في بعض الاشياء الصدق الشجاعة الايمان العلاقات الانسانية المحبة والنصيحة والتسامح والعفو والمغفرة... الخ كي نكون بحق امة الرسول واتباعه وجنده ومستحقي شفاعته وحاملي شرف الانتماء له ولابائه اسماعيل وابراهيم .

 

لنرتقي لذلك لابد ان ننتقل من عالم الفرقة والتناقض وكل فاحشة ويلتزم بما دعانا له ليس فقط الجانب النسكي في الواجبات المفروضة ولكن بالسلوك والعمل والفكر، ولو تمعنا في اعلى صور المناسك والعبادات التي دعا لها الرسول العظيم والقرآن الكريم لوجدنا انه الجهاد ،ان كلمة الصلاة وردت 30 مرة في القرآن ووردت كلمة القتال وقاتلوهم بالخلق الراقي لمعنى القتال والجهاد وعدم البغي والتجبر في الارض 170مرة، لم يزيد عليها ورودا الا الايمان811مرة والصالحات 180مرة، هكذا ان الجهاد قيمة عليا لتجسيد الايمان وتطهير النفس والاستسلام الحق لله وامره ،فلا يحتاج الجهاد وقتال الاعداء خصوصا عندما يقاتلوا المسلمين لفتوى من أي مرجع بل ان المرجع الذي لا يلتحق بالجهاد مرتد عن دين الله ، فالجهاد امر الله ولا امر بعده .

 

لقد استنفذت الامة كل وسائل النهي عن المنكر والامر بالمعروف لبعضها ولاعدائها ولم يعد امامها الا الجهاد لردع المنكر والفحشاء والبغي ، فهل يمكننا ان نكون امة الجهاد بمعناه القرآني لا بتوظيفه المشوه من قبل مرتزقة الدنيا وقواها ككهنة النار في ايران ومنافقي الوهابية في الجزيرة العربية ؟ فلتتوحد قوى الامة كلها لاجل ان تكون امة الاسلام فعلا وتنتسب بحق لخير خلق الله .

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

السبت / ٢٠ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٦ / أيــــــار / ٢٠٠٩ م