قراءة في خطاب القائد وتوجيهه

﴿ الحلقة الثالثة عشر

 
 

شبكة المنصور

عبد الله سعد

 بعثت المقاومة العراقية الحياة في المرتجفين والخائفين والمستسلمين والقانطين وبدأت تعلو اصوات مستهينة بالغول الامبريالي الذي عاد ادرد بعد ان استطاعت المقاومة العراقية قلع معظم انيابه وتقليم اضفاره،وبدأ حشد الشر والارهاب يتفكك ،وبدأ الامريكان وخصوصا الكونكرس يطرح بقوة الكلفة الاقتصادية وارهاق الموازنة الامريكية جراء الحرب ،هناك بدأ العالم كله ينتبه ان امريكا في مأزق وان الغول في حالة انهيار ان التغير الذي نراه اليوم في العالم ماهو الا نتيجة الفعل البطولي للمقاومة العراقية

 

الحقيقة الثانية: وكما تبين لنا في الحقيقة الأولى فان معركتنا في العراق اليوم تمثل معركة المصير برمته في أن نحيى كشعب حضاري إنساني ونمارس دورنا التاريخي في صنع الحياة الدور الذي كلف الله سبحانه أمتنا به لإيصال رسالات السماء إلى البشرية في الأرض هديا وعدلا وسلاما وحضارة وتحررا أو أن تتخلى أمتنا وشعبها العظيم  الرسالي عن هذا الدور الرباني الكبير وتتراجع وتنكفئ على نفسها فيعبث بها العابثون فينهب خيراتها ويسلب حرياتها ويدمرون مستقبل أجيالها إلى ردح طويل من الزمن وحاشا لله سبحانه أن يخذل أمة القران كتابه العزيز وأمة حبيبه ورسوله صلى الله عليه وسلم وهو الذي اختارها واجتباها منذ الأزل  لتحمل رسالاته إلى البشرية إلى أن تقوم الساعة إذ قال وقوله الحق ﴿ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بالله ﴾ وقال وقوله الحق ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ﴾ وقال جل شانه ﴿ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُون َ﴾.

 

وهو الذي تعهد بحفظ رسالتها فهي محفوظة بحفظ رسالتها كي تواصل حملها وتبليغها للناس وعلى هذا الأساس فنحن في الحزب والمقاومة نؤمن إيمانا عميقا بحتمية النصر على الغزاة المحتلين وعملائهم وأذنابهم

 

ان الله سبحانه وتعالى كرم العرب وشرفهم بسيد خلقه النبي العربي الامي محمد صلى اللع عليه وآله وصحبه وسلم الذي بعثه رحمة للعالمين ،وزادهم شرفا بأن القرآن عربي اللغة والامثال والدلالات والقصص والاحكام ،ونفذ فيهم دعوة ابينا ابراهيم الذي اسمانا المسلمين بان جعل البيت العتيق قبلة للناس وملاذا امنا تهوى اليه افئدة الناس ،فقد ورد نصا في القرآن انا انزلناه قرآنا عربيا وهذا لسان عربي وآيات اخر يؤكدن عروبة القرآن هن اثنا عشر اية مباشرة وثمانية عشر غير مباشرة ،أي ان الرحمن الرحيم أكد عروبة القرآن والرسول ثلاثين مرة في القرآن،وهنا اود ان أؤكد اني لست مدفوعا بعصبية او انحياز عصبي في قولي ولكن من خلال فهم وايمان بما جاء في القرآن الكريم ،وامرنا به الله ورسوله كمسلمين ،ولكن هذا الامتنان من الخالق علينا ليس مجردا بل هو مشروط قوله﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بالله ﴾ ، وفي هذا رد على المتاسلمين والمتفيقهين والجهلة الذين يدعوا المعرفة في التفسير والتاويل بادعائهم ان القومية نوع من انواع العصبية وهي تخالف القرآن ،وهنا اسألهم من اين جاءوا بهذا التاويل ؟بعد تاكيد الله عز وجل ان لا يعرفتاويله الا الله ،بنص القرآن: (هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ ) ، أنعم الله على عباده لا تأتي بالمصادفة بل كل شيء عنده بكتاب وهو اصطفاء من رب العرش للعرب في حمل رسالات السماء والرسالة الخاتمة ،فكل الرسالات نزلت في ارض العرب وهذا ما لا ينكره احد ولا يختلف فيه اثنان ،ولهذا جبل الله سبحانه العرب بقيم ومثل سامية اقر معظمها او شذبها الاسلام كالانسانية والحب ورفض البغي والحقد واللؤم ، وصفات راقية في الخلق الانساني كالكرم والشجاعة والعفو عند المقدرو وعدم الغدر والامانة والصدق ،كل ذلك تهيئة من الرب العظيم لهذه الامة ليكونوا حملة رسالة الخير والايمان للبشرية وجندها،واكد على مكارم الاخلاق وتجنب الفحشاء والمنكر والبغي واعتبرها من الكبائر وهكذا ربى الرسول الكريم المؤمنين ووضع منهج الدين لهم ،والعرب أكثر من غيرهم مسؤولين امام الله عن التمسك بالدين والامر بالمعروف والنهي عن المنكر لان القرآن عربي فهم محاسبون عن انحراف حتى غيرهم من المسلمين نتيجة الجهل باحكام الدين ،هكذا كان العرب المسلمين في فجر وصدر الاسلام، كانوا جند الرحمن انشردينه الى كل الامم والشعوب لا يبغون شيء الا رضوان الله واصلاح البشرية ورحمتها كما امرهم الله ورسوله،والعراقيون منذ ذلك الوقت كانوا متميزون في اسلامهم بين ابناء امتهم ،فهم الذين قاتلوا تحت شعار يا محمد يا منصور قبل ان يصلهم الاسلام في معركة ذي قار التي عاصرت بداية البعثة النبوية الشريفة،حيث اقترح رجلين ممن بلغهم الاسلام وآمنوا على قائد المعركة المثنى بن حارثة الشيباني الشعار فاقره ودعا جيشه للقتال تحت الشعار، فعندما بلغ الامر لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال )لان انتصف العرب من العجم وبي عزو) ،واثناء بناء المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة كان كل الرجال يحملوا حجر واحد الا رجلين فسال الرسول صلى الله عليه وسلم سيدنا حمزة من الرجلين فقال انهما من العراق ،فقال : (العراق سنام العرب وجمجمة الاسلام)، ولدراية بهم امر سيدنا ابي بكر الصديق خالد بن الوليد بالالتحاق بجند الشام لتعزيز جمعهم امام حشد الروم وترك العراق لاهله كي يحرروه ويكسروا شوكة الفرس وعنجهيتهم، ولنفس السبب اختارها سيدنا علي بن ابي طالب عاصمة لدولة الاسلام بعد توسعها وامتدادها الى الوطن العربي واجزاء من بلاد فارس واسيا،فليس جديدا على العراقيين ان يتحملوا مسؤولية الامة ومعاركها المصيرية وان يتحملوا وزر نقل الخير والهدي والعدل والسلام والحضارة والتحرر للبشرية جمعاء ودفع الظلم والجور عنهم.

 

من خلال كل ما تقدم يظهر بجلاء دور العرب والعراقيين بالاخص في مواجهة البغي والطغيان والكفر وجنده،وظل العراق رباطا للخيل ومركزا للفتوحات طيلة فترة الحكم العربي الاسلامي في العهدين الاموي والعباسي ،ولهذا نرى كثرة التكالب على بغداد والعراق من قبل قوى البغي والارهاب والكفر والرذيلة في كل فترات ضعف الامة منذ العصر العباسي الثاني حيث غزوات الفرس والترك ،استهداف العرب بشرا وثروات ودين ،وهم كانوا السبب الرئيسي في الفرقة وخلافات المذاهب والتناحر بين المسلمين لمسائل سياسية وانانية ومصالح قومية بينهما كاكبر قوتي استعمار في حينه ،ثم المغول التتر وما فعلوه ببغداد،حتى جاء المغول الجدد يزعامة مجرمي الحروب بوش الكلب وادارته المتصهينة وبلير التابع وكل حشد الشر والبغي والعدوان وخونة الدين والوطن من حكام دول الاسلام والعرب والمرتزقة ممن يدعوا العراقية وشعب العراق يتطهر منهم ومن فعلهم ،فكانت بغداد وشعب العراق دوما في طليعة الجمع للخير والجهاد وبغيابه يضعف دور الامة وجهادها،لهذا يستهدفوا العراق وشعبه لمعرفتهم بدوره وفعله وقدراته ،ليؤخروا نهوض الامة وييئسوها خاب فألهم ،فمقاومة العراق اليوم تجسد منهج وبرنامج البعث لترسم للعروبة طريق النصر،ولتعيد الحياة والامان لقوى التحرر في العالم التي غابت او انزوت بعد تفرد امريكا بالعالم كقطب واحد، يمكن قراءة صورة الوضع الدولي في اللحظة الراهنة من دون التعمق في دور المقاومة الوطنية العراقية، هذا الأمر يعود بذاكرتنا إلى عشية اتخاذ القرار الأميركي المنفرد بالعدوان على العراق.

 

في ظل ذلك الوضع الحالك الظلام والموحي بالاحباط والقنوط لكل قوى التحرر العالمي برزت المقاومة العراقية كمنقذ للبشرية من ذلك ورغم تجاهل امريكا الامبريالية وحلفائها الذين يحسوا بحقيقتها مباشرة نتيجة اكتواءهم بلهيب شعتلها التي تعيد النور للبشرية في ظل الظلام الداكن لهيمنة قوى الارهاب والبغي والشر والرذيلة عليه واعلانها رسميا ان القرن الحادي والعشرين هو قرن امريكي بلا منافس،والذي صوت له كل كبار وصغار النظام العالمي خوفا ورهبة او نفاقا وتملقا حتى اولئك الذين عارضوا الغزو ولم يساهموا فيه ولكنهم سكتوا مرعوبين من الوحش الامريكي الهائج،ولم يمر شهران حتى استطاعت المقاومة ان تفرض حقائق على الارض جعلت الكلب المسعور يوش دبل يو يلعق بشراه لجنوده بانتهاء العمليات الحربية في العراق ،وطلبه منهم حزم امتعتهم للعودة لبلادهم،واعلان ان وجود بعض الارهابين والمتمردين والخارجين عن القانون وازلام النظام وما احتاروا في تسميته ينبأ بقدر عظيم وحدث هائل السمو والشرف هو قدرة مقاومة العراق على ترويض وعقر الوحش الهائج وكسر قرنيه ،اننسى كيف زحف كل الكبار بالقوة باتجاه الامبراطور الجديد للعالم للتعبير عن التوبة والندم لانهم عاضروا الحرب وغزو العراق،منذ تلك اللحظة انتبه العالم والكبار بالاخص الى حقيقة جديدة هي ان الغول الامريكي تهاوى امام ضربات شعب يقوده البعث واتضح للكل ان امريكا ليست اسدا كاسرا بل نمر من ورق وكذبة كبيرة امام ارادة شعب واقدام طليعة مؤمنة بربها ومبادئها وقيمها وان حقيقة الامر ليس ازلام نظام سابق وليس تمرد طائفة متضررة بل هي المقاومة الشعبية المؤمنة بنصر الله عبر تنفيذها لبرنامجها الايماني القومي الانساني.

 

من هناك بعثت المقاومة العراقية الحياة في المرتجفين والخائفين والمستسلمين والقانطين وبدأت تعلو اصوات مستهينة بالغول الامبريالي امريكا الذي عاد ادرد بعد ان استطاعت المقاومة العراقية قلع معظم انيابه وتقليم اضفاره،وبدأ حشد الشر والارهاب يتفكك ،وبدأ الامريكان وخصوصا الكونكرس يطرح بقوة الكلفة الاقتصادية وارهاق الموازنة الامريكية جراء الحرب ،هناك بدأ العالم كله ينتبه ان امريكا في مأزق وان الغول في حالة انهيار ان التغير الذي نراه اليوم في العالم ماهو الا نتيجة الفعل البطولي للمقاومة العراقية، وهنا لابد من تسجيل حقائق عن المقاومة بفخر وشموخ وتقدير:

 

1.ان المقاومة العراقية ولدت وتنامت بامكاناتها الذاتية.

 

2.ان المقاومة العراقية بدأت بل تداخلت مع المواجهة الشاملة للعدوان وهي امتداد لمقاومة شعب العراق بقيادة البعث للتصدي للغزو والعدوان.

 

3.ان المقاومة العراقية واجهت الحشد الارهابي والشرير بكل امكاناته البشرية والعسكرية والاقتصادية واللوجستية بايمانها بمبادئ الاسلام العظيم وبقيادة ومنهج البعث الطليعي واستطاعت ان تعقر قرن الشيطان،وتجسد قول الشاعر العربي اذا الشعب يوما اراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر

 

4.ان المقاومة العراقية لا يهمها ولن تتاثر بالتعتيم الاعلامي والحصار المفروض عليها والتجاهل الاعلاميلها كحقيقة فرضت نفسها على مسار النظام العالمي كله وغيرت موازناته لانها اكبر من تحتاج ذلك وعلى الاخرين خصوصا الذين اعادت لهم المقاومة العراقية الحياة والاحساس بالقدرة على الحياة والمواجهة ان يعترفوا بذلك امتنانا وفضلا لهذه المقاومة.

 

5.ان دم قادة العراق وابنائه وفي مقدمتهم رمز الاباء والشرف البشري صدام حسين رضي الله عنهم جميعا وتقبلهم في عليين لم يذهب سدا ،وان اولئك الاقزام الذين تحالفوا مع الشيطان من حكام العرب والمسلمين سيندموا على فعلهم ،لان العزة لله ومن يطلب العزة من غيره فهو الى بوار،وان سيدهم لم يستطع ان يتوج نفسه امبراطورا للعالم بفعل البطولة المبدئية لمجاهدي العرب وللاسلام العراقيون.

 

6.ان المقاومة اكبر من تنشغل بهذا الامر على اهميته لان رسالتها القومية الاسلامية الانسانية التي تحملها تتطلب منها مواصلة المنازلة وقتل الغازي وتدمير قوة الارهاب ضد البشرية فهي معنية بامور جسام لا يشكل الاعلام الا جزء بسيط منها،وان مسؤولياتها الايمانية والقومية اكبر من يستطيع امريكا وكل اعلامها المضلل والكاذب من حجبها.

 

7.ان العالم وقواه التحررية معنية بلا دعوة ولا مبعوثين ان يسندوا المقاومة العراقية ويمجدوا دورها ويعترفوا بفضلها ودورها الكبير في مسار النضال البشري واعادة الحياة له،فقضية دعم ونصرة المقاومة العراقية ليست قضية تضامن معها فحسب بل هو واجب على كل من يريد للشعوب ان تتحرر فعلا من هيمنة الغول الارهابي الامبريالي واطماعه ومخططاته بزعامة مجرمة الحرب امريكا.

 

ان حقائق التغيير في الوضع السياسي في العالم لم يكن لولا فعل وجهاد المقاومة العراقية ودورها المشرف في عقر الحشد الشيطاني الارهابي الباغي الشرير،فلله دركم ايها الاحرار وحقا ان دور الامة ورسالتها مرهون بكم وبجهادكم وعزمكم وثباتكم ،وايماننا راسخ ان الله ناصر المؤمنين، فله نقاتل وله نهاجر وحسبنا هو ونعم الوكيل .   

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاثنين / ٢٩ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٥ / أيــــــار / ٢٠٠٩ م