العلاقة ما بين الملف النووي الإيراني والملف النووي الكوري الشمالي

 
 
 

شبكة المنصور

ابو محمد العبيدي
لقد اعتمدت الدبلوماسية الإيرانية والسياسة الإيرانية بصورة عامة على استثمار المشاكل العالمية والأزمات التي يمر بها العالم بصورة أفضل, بل استثمار امثل لصالح سياساتها ,ولصالح تحقيق أهدافها والأمثلة كثيرة ابتداء من استثمار حاجة الولايات المتحدة لها في غزو العراق وقبلها في أفغانستان وكيف انها لم تترك هذه المناسبة دون استثمار من خلال تحقيق بعض مصالحها ,ومرورا باستغلال كل أزمات العرب مع إسرائيل لصالحها من الحرب ما بين حزب الله والهجوم الإسرائيلي على غزة,وغيرها من الأزمات ,إلى الاستثمار الأمثل لانتصار المقاومة العراقية لصالح قضاياها ومصالحها,وها هي اليوم وعلى نفس الأسلوب والطريقة تحاول الاستفادة من الأزمة الحالية التي سببتها كوريا الشمالية بتفجيرها لقنبلة نووية تحت الأرض ,وتتلخص استفادة إيران من هذا الملف ما يلي :


1_كيف سيتم التعامل الدولي بقيادة الولايات المتحدة مع هذا الملف ,فهل سيتم استخدام أسلوب العقوبات والذي اثبت عدم جدواه رغم انه ليس من السهولة فرضها لمعارضة الصين وربما روسيا لها .(أي الاستفادة من كيفية التعامل مع ملف شبيه ).


2_استثمار الزمن الذي ستستغرقه إنهاء الأزمة الكورية الحالية وانشغال المجتمع الدولي بحل هذه الأزمة لتصعيد سقف مطالباتها في مفاوضات وكذلك الاستمرار في التقدم في بناء المفاعل والتجارب وغيرها من الأمور التقنية والفنية دون ضغوط .


3_ الاستفادة من وجود أكثر من أزمة نووية على المستوى الدولي لتشتيت الضغط والفعل الدولي والانتباه تجاه هذا الملف عالميا ,وعدم الخروج أمام المجتمع الدولي كموقف شاذا منفرد تجاه الملف الإيراني .


وقد اتضح ذلك أي استثمار الأزمة واضحا من خلال رفض إيران لإيقاف العمل في المفاعل مقابل إلغاء العقوبات المفروضة عليها مباشرة دون انتظار ,للدلالة على قوتها وصلب موقفها ,بينما كانت في مثل هذه الحالات تماطل دون اتخاذ موقف واضح من خلال التصريح بدراسة الموضوع وغيرها من أساليب المماطلة .


إن دراسة العقلية السياسية للقيادة الإيرانية وكيفية تعاملها أثناء الأزمات ,لا بد إن يعطي فائدة كبيرة لمن يجبر على التعامل مع الخبث والدهاء الفارسي ,والذي ينعكس على كيفية إدارتها للملفات السياسية مع المجتمع الدولي وكيفية محاولة استغلالها واستثمارها لكل ما يجري في العالم لصالح قضاياها وهي بذلك فاقت حتى إسرائيل في النجاحات التي حققتها بهذا الخصوص ,ومعرفتنا هذه تعطينا فائدتين الأولى هو الاستفادة منها في فهم هذه العقلية والاستفادة منها في أي تعامل مستقبلي معها أو تقييم أسلوب تعاملها مع الأزمات والثانية التعلم منها في كيفية استثمار هذه الأساليب عند التعرض لمواقف مشابهة ورغم إننا ليس قاصرين أو قليلي الفهم والخبرة ولكن الإضافة دائما مفيدة .

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الجمعة / ٠٣ جمادي الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٩ / أيــــــار / ٢٠٠٩ م