المهنية العسكرية والعقيدة السياسية

 
 
 

شبكة المنصور

قيادة عمليات المنطقة الشمالية / القيادة العامة للقوات المسلحة

1. المقدمة

لقد اظهر الغزو والعدوان والاحتلال إفرازات كثيرة وكبيرة على بلدنا الحبيب من تغيير حكومته الوطنية الشرعية الأصيلة المعبرة عن ضمير الشعب العراقي واحتلاله لرقعة جغرافية تعد القلب النابض للأمة العربية وبوابتها الشرقية وليس المهم لدينا في هذا الموضوع أن نبحث عن الأسباب والدوافع لهذا العمل المشين لكون الأسباب والدوافع لها العمل المشين باتت معروفة للقاصي والداني ولكننا بصدد تحليل جزء من الإفرازات السلبية أو الغامضة منها مبينين العلاقة الجدلية بين المهنية العسكرية والعقيدة السياسية أو الفكرية ومقارنين بأمثلة من تاريخنا العربي الإسلامي ومرورا ببعض تجارب الشعوب.


2. الغاية
مناقشة العلاقة الجدلية مابين المهنية العسكرية والعقيدة السياسية قبل الاحتلال وبعده.


3. المهنية العسكرية والعقيدة السياسية


أ‌- حسب معلوماتنا واطلاعنا وتجربتنا في الحياة ومن خلال خدمتنا العسكرية وما بعدها من تجارب الدول والشعوب نرى أن المقصود بالمهنية العسكرية هو الفهم التام والاطلاع الواسع والمعرفة الحقيقية الماما وإحاطة وتبصر بكل ما يتعلق بالأمور العسكرية ابتدءا من التدريب والتعليم الأساسي (أداء التحية مثلا) وانتهاءا بالتخصص الخاص بأوسع العلوم العسكرية والتكنولوجيا حيث يصبح المهني بمستواه عارفا ومتمكنا قياديا وحرفيا بكل ما يتعلق بفنون الحرب والقتال ضمن مثلث عناصر مكونات الحرب (قواتنا والعدو والأرض) مضاف إليهم عوامل أخرى في المستويات العليا والتي يصطلح عليها عسكريا بفن إدارة العمليات.


إذن مانتوخاه من المهنية العسكرية في النهاية هو تحقيق الغاية أو الهدف الذي رسمته العقيدة السياسية بأقل ما يمكن من التضحيات البشرية والخسائر المادية وكل حسب اختصاصه. ومن هنا نستنتج أن المهنية العسكرية هي فن وعلم قائم بذاته مكتسب جاء متسلسلا عبر تدريب وتعليم منظم ومبرمج في المؤسسات والوحدات وكأي مهنة مجردة بذاتها .وهي القوة المخصصة لحماية تلك الدول آو ذلك البلد.


ب‌- من هنا تأتي العلاقة بين المهنية والعقيدة فان لم تكن هذه المهنية (القوة) مرتبطة بعقيدة سياسية فأنها ستنحرف نحو الارتزاق وهذا مالم يقبله ابنا القوات المسلحة العراقية لأنه واجب القوات المسلحة العراقية الأصيلة ومهمتها هو حماية الوطن من العدوان الخارجي وكذلك القيام بالمهام القومية.


وهذه العلاقة معروفة في جميع دول العالم حيث ترتبط وتخضع مهمة القوات المساحة للعقائد السياسية لتلك الدول ولا تتقاطع مع المهنية لان المهنية تختص في المجال العسكري والعقيدة هي الإطار العام لسياسة تلك الدول .حيث أن أي قيادة سياسية تصدر وثيقة قرار للقوات المسلحة وعلى ضوء هذه الوثيقة يقوم العسكريون بدراستها لاستنتاج أفضل السبل والمسالك لتحقيقها.


ج- نظرة تحليلية لمعركة ذي قار التي قادها القائد العربي هاني بن مسعود الشيباني والتي يفتخر فيها العرب عامة والعراق خاصة وعلى مر الأجيال والتي برز فيها أهم درس هو توحيد سيوف القبائل العربية تحت هدف واحد وغاية واحدة للحفاظ على الأمانة إذن ولدت لهم عقيدة (عقيدة الأمانة ) للقتال من اجلها وأصبح القتال ليس من اجل القتال وإنما أصبح من اجل العقيدة وانتصروا على الغزاة الفرس تحت هذا العنوان وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (اليوم انتصف العرب من العجم وبي نصروا).


د- أما في صدر الإسلام فكان للعقيدة الدور الفعال لبناء امة فقد استمرت الرسالة السلامية في دعوتها إلى التوحيد في مكة المكرمة ثلاثة عشر عاما بقيت به عقيدة متراصة ومتماسكة قبل أن يسل أي سيف أو يؤمروا بالقتال.
ومن هنا نستنتج أن العقيدة أساس كل شيء, التوحيد وبناء الفكر وفي مراحل لاحقة أمروا بالقتال ليس من اجل القتال وإنما لإعلاء كلمة الحق والدين .


بسم الله الرحمن الرحيم
(( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير ))

صدق الله العظيم
 

ه- أني أسال من هم منتسبوا الشركات الأمنية التي قدمت إلى العراق بعد الاحتلال وللإجابة عن ذلك نقول أن معظمهم من منتسبي القوات المسلحة للجيوش الأجنبية حيث انهوا عقود تطوعهم والتحقوا بهذه الشركات لأغراض الحماية والحراسة مقابل ثمن وهو المال فقط وشعارهم القتل من اجل الدولار أنهم مهيئون ومحترفون لكنهم مرتزقة من اجل المال وليس من اجل عقيدة يؤمنون بها . وهنا لابد من أن أورد هذا الخبر (لقد احتجت وزارة الدفاع البريطانية لدى مجلس وزرائهم بان القوات الخاصة الجوية أفرغت من منتسبيها لكثرة تقديم عرض إنهاء الخدمة والالتحاق بالشركات الأمنية المرتزقة .وعليه فاني ادعوا الذين يريدون فصل المهنية العسكرية عن العقيدة السياسية أن يراجعوا مواقفهم لأنهم يرتكبون خطأ فادحا لان المهنية (القوة) بدون عقيدة هي ليست إلا استعراضا للعضلات من دون عقل وفكر.


وعليه اطلب وارجوا من رفاق العقيدة والسلاح أن يلتفوا حول قيادتهم السياسية هذه القيادة المجاهدة التي تعمل وتجاهد في ساحة الوغى ساحة العز والشرف بالفكر والبندقية مستمدة قوتها من العزيز الجبار رب السماوات والأرض وعلى رأس هذه القيادة شيخ المجاهدين وقائد جبهة الجهاد والتحرير القائد العام للقوات المسلحة المهيب الركن عزة إبراهيم الدوري (حماه الله) ورفاقه الأبرار وعلى نهج وفكر شهيد الأمة شهيد الحج الأكبر صدام حسين (رحمه الله).


4 –الخاتمة


المهنية العسكرية هو فن وعلم مكتسب كباقي العلوم متضمنا فن إدارة الأشخاص والموارد وكل ضمن مستواه واختصاصه ولايمكن فصل هذه المهنية عن الإطار السياسي التي تسير بتوجيه منه,فالعقيدة هي التي ترسم سياسة البلاد في جميع المجالات ومن ضمن هذه المجالات عمل القوات المسلحة وان أي تقاطع مع العقيدة تنزلق هذه المهنية نحو الارتزاق .


وخير دليل على هذا الترابط والعلاقة هو توحيد العرب في ذي قارمن اجل عقيدة الأمانة والتركيز على التوحيد ووحدة الفكر في صدر الرسالة الإسلامية وبها توحدت السيوف تحت ظلال العقيدة . أما المهنية المجردة (القوة) فإنها ستنحدر نحو الارتزاق حتما كما في الشركات الأمنية.

 

قيادة عمليات

المنطقة الشمالية
القيادة العامة للقوات المسلحة
٠١ رجب ١٤٣٠
٢٤ حزيران ٢٠٠٩ م

 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الجمعة  / ٢٤ رجــــب ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٧ / تمــوز / ٢٠٠٩ م