العلاقة بين حكومة بغداد وإقليم كردستان .. والمعوقات

 
 
 

شبكة المنصور

الدكتور عبدالإله الراوي / دكتور في القانون وصحافي عراقي سابق مقيم في فرنسا

( ملاحظة : هذه المقالة البسيطة عبارة عن تعليق على سؤال موجه من صحيفة العرب اليوم وقد أرسل يوم 2/8/2009 )

 

نحن لا نريد من إخواننا الأكراد إلا أن يعيشوا بسلام ويتمتعوا بالحكم الذاتي مع الحفاظ على وحدة العراق .

أي بصورة موجزة أن يوافق الحزبان الحاكمان في شمالنا الحبيب على السماح للسلطة المركزية بالتمتع بالحد الأدنى الذي تتمتع به السلطات الإتحادية في الدول التي تطبق النظام الفدرالي أو حتى الكونفدرالي .

 

وهذا يعني أن يكون للعراق جيش موحد يدافع عن العراق بأكمله وأن لا يسمح لأية قوات أخرى ، دون موافقة السلطات المركزية بحمل السلاح ، كما نص عليه ( الدستور العراقي ) .

 

يضاف لذلك أن تكون ثروات العراق لكافة أبنائه دون تمييز وأن يحق للمواطن العراقي التنقل والإقامة بحرية في أية بقعة من أرض الوطن . مع المعاملة المتساوية لكافة أبناء هذا البلد دون تمييز .

 

أما بالنسبة للمعوقات فإن قادة الحزبين الكرديين العميلين المسيطرين على شمالنا الحبيب فقد أصروا ويصرون على فرض الاستقلال الواقعي لإقليم كردستان مع اعتبار العراق ككل مستعمرة لهم وذلك من خلال :

 

1 - استقلال الإقليم بقوات مسلحة لا تخضع ولا ترتبط ، بأي شكل من الأشكال ، بأي وزارة من وزارات السلطة المركزية كوزارة الداخلية أو الدفاع أو الأمن الوطني ... الخ .

 

في الحقيقة أن وجود كتائب ( مليشيات ) البيش مركة والأسايش يمثل خرقا فاضحا لكافة القوانين التي سارت وتسير عليها الأنظمة الفدرالية في العالم . يضاف لذلك فإن السلطات الإتحادية لا تستطيع إرسال أي جندي أو أي قوة أمنية أخرى إلى الإقليم دون موافقة قادة الحزبين الكرديين العميلين .

 

2- إن رئيس وزراء الحكومة الإتحادية ، والذي منحه ( الدستور العراقي ) صلاحيات واسعة جدا ، لا يستطيع ، حتى زيارة شمالنا الحبيب دون دعوة من مسؤولي إقليم كردستان .

3- إن قادة الإقليم لم يكتفوا بالاستقلال بإقليمهم وفق حدود 2003  أي قبل الاحتلال ولكنهم يسيطرون واقعيا على نصف العراق تقريبا وإن ( دستورهم ) اعتبر كافة المناطق التي كردوها وفرضوا سيطرتهم عليها جزءا من ( دولتهم ).

 

4 – إن قادة الحزبين المذكورين ، من الناحية الواقعية ، يحكمون أو يستعمرون العراق ككل من خلال :

 

- إن ما يطلق علية رئيس الجمهورية العراقية هو قائد أحد هذين الحزبين .

- إن أحد نواب رئيس الوزراء هو أيضا من قادة هذين الحزبين .

- وزير الخارجية العراقية وعدد كبير من الوزراء هم معينين من قبل قادة الحزبين الكرديين المذكورين .

- إن الكثير من قادة الجيش العراقي ومن بينهم رئيس الأركان تم تعينهم بالاتفاق أو التنسيق مع نفس القادة .

 

5 – إن العراقي العربي لا يسمح له بالإقامة أو حتى زيارة شمالنا الحبيب إلا بشروط تعجيزية ، لا يسمح المجال هنا لذكرها ، بينما يسمح لأي أجنبي ، وبالأخص الأمريكان أو من مواطني الدول الأوربية أو حتى من الكيان الصهيوني بدخول الإقليم والإقامة به بحرية مطلقة .

 

للأسف إن المجال لا يسمح لنا بكتابة المزيد ولذا سنكتفي بما ذكرنا ، علما بأننا ، ومنذ صدور ما أطلق عليه ( مشروع دستور كوردستان – العراق ) نقوم بكتابة بحث حول هذا الموضوع بعنوان (حكومة العملاء و( الدستور الصهيوني ) لشمال العراق .

 

أملين أن يرى النور قريبا إن شاء الله .

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

لاثنين  / ١٢ شعبــان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٣ / أب / ٢٠٠٩ م