ازمة نينوى ... اين الحل ..؟

 
 
 

شبكة المنصور

عبد الجبار الجبوري

منذ ان انتهت انتخابات مجالس المحافظات، وفازت قائمة الحدباء الوطنية فوزا كاسحا على جميع القوائم العراقية ، والتصريحات النارية تتصاعد ادخنتها من افواه اعضاء كتلة التحالف الكردستاني واعضاء قائمة نينوى (المتاخية) التي يرأسها خسرو كوران، وتصاعد حدة التفجيرات والاغتيالات والاعتقالات مالم تشهده المحافظة سابقا، فأين الحل ومن يخرج المدينة من ازمتها التي تنذر بالكارثة والحرب الطاحنة بين الاطراف المتنازعة على المناصب والغنائم وعلى مصير هوية الموصل/نينوى،

 

ببساطة نقول الازمة تكمن في طرف هو يعلن ويصر على نزعة الهيمنة وتقسيم المدينة الى محافظتين كردية وعربية ويمثل هذا الطرف السيد خسرو كوران وكتلة التحالف الكردستاني،فيما يعلن الطرف الاخر تمسكه بهوية المدينة وحدودها الادارية قبل الاحتلال واخراج قوات البشمركة والاسايش من الدينة ويمثل هذا الطرف السيد اثيل النجيفي واهل الموصل بكل طوائفها وقومياتها بمن فيهم اخواننا الاكراد الساكنين منذمئات السنين معنا ،

 

ولكن اصرار السيد خسرو كوران على تكريد اليزيدين والشبك والمسيحيين بالقوة والسلاح والتهديد في المناطق التي تسيطر عليها الاسايش والميليشيات الكردية وضم هذه المناطق التي يسكنها هؤلاء الى اقليم الشمال العراقي جعل الازمة تتفاقم بشكل غير مقبول عراقيا وعربيا وحتى في الامم المتحدة التي اعترضت على هذا التصرف عندما زار ممثل الامين العام للامم المتحدة نينوى،نقول هذا الاصرار لايفضي الى حلول منطقية وعادلة تضمن حقوق الجميع، وهنا نسأل الاطراف المتنازعة في نينوى هل النزاع كان بسبب عدم اعطاء قائمة الحدباء مناصب سياديةلاعضاء قائمة نينوى الكردية،

 

اذا كان هذا السبب فان قائمة الحدباء يمكن ان تدرس هذا الطلب (التوافقي) غير الدستوري وتعطي القائمة ماتريده من مناصب سيادية وغير سيادية وعلى قائمة نينوى ان تلبي طلب قائمة الحدباء واهل الموصل ونينوى وتنسحب من حدود الموصل الادارية واخراج الاسايش وقوات البشمركة من داخل المدينة والقصبات والنواحي والاقضية التابعة لها اداريا قبل الاحتلال الامريكي والاتفاق على برنامج وطني لاستتاب الامن والاستقرار وعودة الحياة الطبيعية الى الموصل خاصة بعد انتشار قوات الغزو خارج المدن العراقية بهذاننزع فتيل الازمة التي لايعرف احد خطورتها وتداعياتها،هذا اذا كانت النوايا صادقة ونزيهة لخدمة ابناء الموصل واشاعة روح المحبة والتسامح والتاخي الذي ظل متواصلا منذ مئات السنين رغم الخلافات السياسية بين طرفي النزاع،فلماذا يريد طرف بعينه تخريب العلاقة الروحية بين العرب والكرد في الموصل ولمصلحة من ؟ واشعال فتنة عنصرية تحرق الجميع نيرانها الايكفي حرائق ، بالرغم من الوساطات الطيبة من اطراف تريد الخير للجميع ،

 

الا ان الاصرار على اشعال حرب لايريدها العرب والكرد يكون الخاسر فيها العرب والكرد امر مرفوض ولا نقبله من اي سياسي كان ،نقول ياسادة ضعوا الله بين عيونكم ومصلحة الشعب امامكم لان التاريخ سيسجل وصمة عار كل من اراد اشعال الفتنة والحرب، التاريخ يتغير والجغرافية ثابتة الى الابد ، ونقول للسيد اثيل النجيفي والسيد خسرو كوران انزلا عن بغلتيكما كما يقول المثل العراقي واجلسا للحوار الاخوي الصريح(وصفوا ) النوايا والقلوب لان العراق اكبر منكما والموصل اكبر منكما ومصيرهما يحدده ابناؤه لاانتما والشعب تدرون عندما قال كلمته في الانتخابات المحلية الاخيرة وسيثبتها في الانتخابات القادمة لمجلس النواب، فلا القوة تحل الازمات ولاالتصريحات النارية والعنتريات الفارغة تطفيء شهوة السلطة والمناصب لانها وجدت للخدمة لاللجاه الذي يفتقده من يسعى اليه،

 

ولا الغرور بالقوة الكاذبة يستطيع احد ان ينال من الشعوب الحية المؤمنة بوطنها وعدالة قضيتها والمثال على ذلك فشل مشروع امريكا في الشرق الاسط على يد العراقيين النشامى واندحار الغزو على ارض الرافدين،ازمة نينوىتلقى برودا واضحا بلاحسم من حكومة بغداد في وقت يتطلب الامر فيه الحسم والحزم والموضوعية والحوار الجاد البناء وكبح جماح الفتنة التي تطل برأسها في الموصل،اذا الحل الاسم في بغداد بعد ان ينزلا النجيفي وكوران من بغلتيهما وبغيره تبقى الموصل على كف عفريت يخطفها الى مجهول الخراب والحرب .... لاسامح الله........

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاحد  / ٠٤ شعبــان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٦ / تمــوز / ٢٠٠٩ م