مواقف الرجال في زمن الاحتلال

﴿ الحلقة الاولى

 
 

شبكة المنصور

عبد الكريم الشمري

كثيرةً هي المواقف الخالده للرجال في زمن الاحتلال وخاصة في زمانا هذا والتي يجب ان توثق وتكتب على صفحات التاريخ كي لاتنسى وتندثر ..لقد بانت معادن الرجال في زمن الاحتلال ..بانت صلابتها وبانت قوتها ..وعلى العكس عند البعض بانت هشاشتها وبان زيفها وغشها وهؤلاء هم اشباه الرجال ولسنا بصدد التحدث عنهم .. اليوم في زمن الاحتلال الامريكي للعراق بانت المواقف الخالده عند النجباء الغيارى الشرفاء.. وغربل الغربال بعض الرجال وبانوا على حقيقتهم فلا يفيد الندم ولايفيد النصب ولايفيد الاحتيال ولايفيد النفاق ولايفيد الدجل.. فالتاريخ يسجل مواقف الرجال ولايخفى على احد ..فسياتي اليوم الذي تبيض فيه وجوه وتسود فيه وجوه في الدنيا والاخره .. وكان بودي ان اسجل ما رايت وما سمعت من افواه الصادقين منذ زمن بعيد واكتب واتتبع تلك المواقف فعمر الانسان يفنى وتبقى افعاله الحميده والمتميزه فهي الباقيه والتي تتناقلها الاجيال ولم نسمع يوما ان الدولار والدينار والدرهم خلد احدا من الرجال ولكن ذكر التاريح مواقف الرجال ولم يذكر ويتطرق الى غناهم وكثرة اموالهم ومواشيهم وحجم عقاراتهم ..وكما يقول الشاعرالبدوي ..

 

شتسوى الدنيا بغيرْرفعَةِ الراسْ      وحياةِ الفتى بغيرْ عزٍ مذلهْ

العمرْ يفنى والذهبْ والماسْ           ويبقى الفِعلْ للرجلْ شاهدٍ له

الوفا شهامهْ وللرجلْ نوماسْ          والغدرْ عارٍ وللخاينْ صاحبٍ له

 

حقا المواقف والافعال البطوليه هي التي سيخلدها التاريخ فالتاريخ مثلا خلد موقف ذلك الشاب السوري (سليمان الحلبي) الذي عندما علم بقيام الفرنسيين بغزو مصروما يفعله الجنرال الحاقد (كليبر) بالمسلمين وبعلماء المسلمين وكيف انه اقتحم الأزهر بالخيول وعبث بالكتب الدينية !! ثارت في نفسه الغيرة الإسلامية فأعد عدته وترك الجامعة وسافر إلى القاهرة وأقسم بالله ليقتلنه وحمل خنجره تحت جبـّته, وراح يراقب (كليبر) زهاء شهر كامل, حتى ظفر به وهو يتمشى مع عشيقته في حديقة قصردار القيادة العامة الفرنسية بالأزبكية, فانقض عليه وطعنه بالخنجر عدة طعنات حتى مات!


ولما عقدوا لسليمان محاكمةً صورية سـُئل: لماذا جئت إلى مصر؟ قال: لأدافع عن ملة محمد صلى الله عليه وسلم ...وكذلك التاريخ خلد موقف ذلك الشاب السورى العربي المسيحي ابن اللاذقية الحاصل على شهادة البكالوريوس فى الدراسات البحرية و كان ترتيبه الاول على الدفعة ليصبح الملازم ثانى جول جمال والذى ضحى بحياته من أجل المدينة المصريه الباسلة بورسعيد خلال العدوان الثلاثى سنة 1956’’ حيث تمكن من اغراق المدمرة الفرنسية جان دراك قبالة ساحل بورسعيد. مات السوري جول جمال هو ورفاقه في مصروأصبحوا شهداء لا فرق بينهم وبين أي شهيد مصري آخر!واليوم في عراق العرب ..المواقف الخالده للرجال في زمن الاحتلال عظيمة وكثيرة فلا يجوز ان نغفل عنها وعن ذكرها وعن التفاخر والتباهي بها لانها رفعة لرؤوس جميع المسلمين واذلال للشرك والمشركين فلايزال في الامة رجال وابطال كالصامد الشهيد البطل القائد صدام رحمه الله ولازال هنالك رجال غيارى على امتهم وعلى دينهم رجال اذا عاهدوا الله صدقوا ..وهذا مايفرح النفس ويبعث فيها الغبطة والسرور..

 

فانظروا يارجال العراق الشرفاء الغيارى الى موقف ذلك الرجل الزيادي( من عشيرة بني زياد) قبل سنتين من الان اى في سنة2007 والذي كان جالسا باحدى مجالس منطقة الداحره في محافظة السماوه وفجاة ثارت مشاعره على اثر موقف من احد المعممين المزيفين الذين يفترون على الله الكذب ..ثارت مشاعر ذلك الرجل الزيادي حيث قال بالحرف الواحد ( والله جميعكم انتم ايها الحاكمون المزيفون والمعممون الباطلون لقد اخزيتمونا ..وتروحون فدوه لبو عداي والله كنا مرفوعي الراس ولانخاف من احد..اما في زمانكم انتم فلقد دمرتم العراق واخزيتمونا ..) وكثيرا هي الكلمات التي قالها في عصبية حاده حيث كانت تنم عن مصداقيه وشجاعة فائقه ..

 

انظروا الى هذا المشهد البطولي الثاني الرائع من احد الاخوان الابطال ولااريد ان اذكر اسمه ..!!

كان جالسا في احد مجالس الفاتحه في مدينة صدام (مدينة الثوره سابقا) كان هذا الرجل بمستوى دكتور(استاذ جامعي ) وفجاة جاء الى مجلس الفاتحه (الزعطوط) عمار اللاحكيم ومن الصدف انه  جلس امام هذا الدكتور الغيور.. تنادس الحاضرون وقالوا له ..هذا الدكتور فلان احد اعضاء الجبهه التي يقودها عزت الدوري .. ويقصدون  (الجبهه الوطنيه والقوميه والاسلاميه)

 

فقال الزنيم مخاطبا الدكتور ..دكتور انشاء الله مرتاح ..!!

 فاجابه الدكتور.. الحمدلله بخيرومرتاح ..!!

قال ابن الزنيم .. دكتور سمعت داخل بالجبهه ويه عزت ..!!

اجاب الدكتور .. ماالمشكله بالموضوع..؟

قال الزنيم ابن الزنيم .. موانت تعرف ذوله آذونه بالحكم .. وعدهم اخطاء ..!!

اجاب الدكتور .. هم بشر والبشر يخطا ويصيب .. بس ما خانوا بلدهم ..!!

يجيب هذا (الزعطوط )ابن الزنيم بغباء كبير..!! دكتور تعال وينا وعوفهم وشتريد يجرالك ..!!

 

يجيب الدكتور بجرأة عاليه ..مو كتلك يا سيد هذوله ماخانوا.. انتم خنتم بلدكم كيف اجي واصير مع من خان بلده ووطنه ..!!

 

يرد عليه الزنيم ابن الزنيم بامتعاظ شديد  ..وسط ذهول الحاضرون .. دكتور احسدك على جرأتك وصراحتك ..وينتهي الحديث ..

 

بالله عليكم الم تكن هذه جراة عظيمه وشجاعة فائقه من قبل هذا الدكتورالغيور..بمصداقية عاليه  خاليه من الزيف والتملق ..متحديا فيها كل المليشيات والقتله الماجورين التي برفقة هذا القاتل المجرم ..!!

 

هكذا هي مواقف الرجال في زمن الاحتلال  .. ستسجل ويكتبها التاريخ بأحرف من نور ولن تموت وتندثر على مر السنين والايام .. اعزكم الله ونصركم على اعدائكم .. والله اكبر وليخسا الخاسئون ..

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الجمعة  / ١٠ جمادي الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٥ / حزيران / ٢٠٠٩ م