مواقف الرجال في زمن الاحتلال

﴿ الحلقة الثانية

 
 

شبكة المنصور

عبد الكريم الشمري

غالبا مانقرا ونسمع في كل زمان هنالك مواقف عظيمه للرجال وهناك سطور يكتبها التاريخ ليخلد اسماء اؤلئك الرجال من خلال تلك المواقف العظيمه الى يومنا هذا ..!! ولذا نرى دائما عندما يذكر الحدث يذكر اسم صاحبه .. ومازالت أمتنا تنجب رجالاً اصحاب مواقف رجوليه متميزه فالامة لاتخلو من بذرة خير ولا من مواقف بطوليه للرجال .. واحيانا رجلا واحدا من خلال موقف شجاع متميز ..موقف عز ..موقف كرامة ورفعة ..يعيد للقبيلة او العشيرة اوالعائله هيبتها ويحفظ ماء وجهها وتتباهى به اجيالها وفتيانها على مر الازمنه ..وكما قال الشاعر

 

فكم من رجل يعد بألف رجل            وكم من ألف تمر بلا عداد

 

فلناخذ مثلا موقف الشيخ الضاري رئيس قبيلة زوبع عندما قتل القائد البريطاني (الجمن) كان الحدث فخرا لقبيلة زوبع الى يومنا هذا ولكل العراقيين الشرفاء الغيارى ولازالت الاجيال تتناقله جيل بعد جيل وكذلك مواقف الشيوخ الوطنيين امثال الشيخ عبدالواحد آل سكر والشيخ شعلان ابو الجون وغيرهم من الرجال الابطال النشامى الذين لم ينساهم التاريخ ..

 

ولاننسى موقف المرأه اذ احيانا نصف موقف جليل متميز لأمراة غيوره فنقول انها وقفت موقف رجل اصيل.. وعندما سمعت تلك المرأة حديث قومها والذين لم يقفوا الموقف الصحيح..فخرجت إليهم فعابوا عليها خروجها فقالت:

 

ما كانت الحسناء لترفع سترها           لو أن في هذي الجموع رجالا

 

 فموقف هذه المرأة موقف رجل شحنت فيهم روح التضحية والفداء وقد اعابت عليهم وقفتهم الخاطئه والغير صحيحه ، واليك مثلا موقف بطوليا اخر ..موقف أم عمارة في غزوة أحد كان موقف رجل، حيث قال -  النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) - فيها: « ما التفت يمنة ولا يسرة إلا ووجدتها تدافع عني »..

 

وودت من خلال هذا الحديث ان اعرج على احد المواقف البطوليه لاحدى النساء العراقيات والذي حدث امامي ولم يحدثني احدا فيه.. حيث كنا جالسين قبل اربعة شهور من الان اي في شهر شباط من سنة 2009 عند صاحب مكتب عقار لبيع الاراضي في احد مدن بغداد الحبيبه  وكان بين الحضورفي المكتب .. فقط امراة كبيرة يتراوح عمرها بين 65الى 70سنه تقريبا .. وكان بين الجالسين رجلا لااعرفه كان يروم شراء قطعة ارض من صاحب العقار او ماشابه ذلك ومن خلال الاسترسال بالحديث تطرق هذا المعتوه الى ذم حزب البعث وذم رجال سلطة العهد الوطني واخيرا قال ان حزب البعث مات ولن يحيا ابدا..!! بعد ان افهم الحاضرين قبل ذلك بانه يعمل في دائرة مكافحة الارهاب التي يشرف عليها (المالكي) بما يسمى برئيس الوزراء .. فامتعض الحاضرين وقرات في عيون بعضهم غضب شديد..وكنت اراقب الحضور وفجاة دارنظري الى السيدة فعرفت انها امتعضت من الحديث وبدى على وجهها غضب شديد ..

 

وفجاة اجابت تلك السيدة العظيمه..هذا المعتوه العميل..!!

وقالت .. انت قلت اعمل بدائرة مكافحة الارهاب ؟؟

اجاب المعتوه ..نعم ..بالمنطقة الخضراء..!!

قالت ..بالحرف الواحد..والله ماكو غيركم ارهاب ..!!انتم شر البليه ..!!انتم ذبحتونا.. وهجرتونا ..ونهبتونا.. وبعتونا وبعتوا بلدنا للاجنبي ..!!

قال المعتوه ..نحن لو حزب البعث والقاعده ..!!

اجابت بما هو اعظم ..والله تروحون فدوه لحزب البعث ولرجالات حزب البعث .. واضافت انت تكول حزب البعث مات.. شوف بابا ..حزب البعث مثل زرع الثيل ..تعرف شنو الثيل ؟؟لاانتو ولا الاكبر منكم يكدر ينهي حزب البعث ..!! وازيدك علم آني بعثيه واتشرف ان اكون بعثيه ..!! وبزمن عبد الكريم قاسم كنت طالبه في الكليه وقدت مظاهرات رغم قساوة عبدالكريم ويه البعث .. وبهذا عمري مستعده الان ان اقود مظاهره ضدكم ياخونه ياعملاء ..!!خلي في بالك الحزب لن يموت ويجي يوم يصير مطافركم ماله والاي ..!!( انتهى كلام السيده العظيمه )

 

نهضت من بين الحاضرين وقدمت لها الماء لانها تعبت نفسيا وصحيا لان المرض يبدو مسيطرا عليها ..

مباشرةً نهض هذا المعتوه العميل وقال لصاحب المكتب.. يابه من رخصتك العجوز صارت عصبيه علينا خل نروح احسن..!!

 

وبعد ان شربت الماء .. قلت لها خاله تسمحي لي بان اقبل راسك على ماقلتيه من كلام شجاع وقيم اثلج قلوب الحاضرين فضحكت وقبلت راسها وقد عرفت اسمها الكامل فهي سيده ( شيخليه _ نعيمية الاصل ) ولن يغيب عن فكري اسمها مطلقا.. هكذا هي المواقف البطوليه.. امراه لن تخاف ولن تتردد عن قول الحق سبقت بالكلام قبل كل الحضور ولن تخشى من العاقبه وما يحدث لها ..وكثيرا من اشباه الرجال يعرف الحق ويسكت ولاينبس بكلمة واحده خوفا من العاقبه .. وسرعان مايقول.. آني شعليه وشدخلني..!! هل هذه هي الوطنيه الحقه ..؟؟ هل هذا هو الاخلاص للوطن..؟؟ سبحان الله الاتخشى الله يوم تلقاه ..؟؟الاتعلم ان الساكت عن الحق شيطان اخرس..؟؟ تحياتي الى السيده الماجده المناضله  (ام احمد) اطال الله في عمرها وابقاها..

 

لكي ترى ذلك اليوم العظيم الذي تتمنى ان تراه.. يوم التحرير .. يوم فرار الصعاليك ..اليوم الذي يتطافر فيه العملاء الاقزام  لينجدوا بانفسهم من يوم الحساب العسير..والله من وراء القصد ..

 

الله اكبر .. الله اكبر .. وليخسا الخاسئون..

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاثنين  / ١٣ جمادي الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٨ / حزيران / ٢٠٠٩ م