المجاهد .. أذهب الله عنه الهم والغم واستبشر بصدق الوعد ..!!

 
 
 

شبكة المنصور

عبد الكريم الشمري

إن السر في كون المجاهد الصادق راضيا بما هو فيه منذ أن انحاز إلى ربه فأحسن الاختيار فاستبشر بنصر الله تعالى فاذهب الله عزوجل عنه الهم  والغم كما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (عليكم بالجهاد في سبيل الله .. فانه باب من أبواب الجنة , يذهب الله به الهم والغم) صدق رسول الله.. فالمجاهدين الصادقين هم ابعد الناس عن الهم  والغم وهذا بفضل من الله عزوجل .. إذ أورثهم الله عزوجل الرضا بما وفقهم إليه .. لذا فهم فرحين مستبشرين مطمأنة نفوسهم منذ اللحظة التي عقدوا البيع بها مع الله سبحانه وتعالى  .. فقد بشرهم الله بالجنة وبالفوز العظيم لحظة عقد البيع معه.. ولهذا قال تعالى جل في علاه (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقران ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك الفوز العظيم *)التوبه111 ... لذا نجد أن البيعة يقابلها البشرى عندما ذكر الجهاد .. وهذه البشرى ليس فيها أدنى ريبة أوشك لأنها ليست من رئيس أو ملك أوزعيم من البشر ..وإنما جاءت من ملك الملوك..من رب البشر.. جل في علاه .. وحاشى لله أن يخلف وعده فكيف لاتطمئن وتسعد نفوس المجاهدين بصدق هذه البشرى وبصدق هذا الوعد الذي قطعه رب العزة على نفسه فقال جل في علاه  ( وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقران ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك الفوز العظيم * ). فالمجاهد الذي عقد البيع مع الله جل في علاه على الاستشهاد في سبيل نصرة دينه فانه قد حقق انتصارا على نوازع النفس الدنيوية وعلى كل الشياطين التي تعيق الجهاد في النفس .. وانتصر على شهواته وهواه ...وانتصر على الفساد والمفسدين ..وانتصر على النفاق والمنافقين.. وانتصر على التخاذل و المتخاذلين.. وانتصر على الدجل والدجالين الذين يعيقون الجهاد من أصحاب العمائم المزيفة المهبطين للعزائم والهمم شياطين الأنس بفتاويهم المستوردة والبعيدة كل البعد عن كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم .. فذاك يقول .. ألم تسمع إلى قوله تعالى : {ولا تنس نصيبك من الدنيا}وآخر يعطي درس في الوعظ والإرشاد ممن غضب الله عليه واسود وجهه في الدنيا قبل الاخره حيث يقول .. (لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) وآخر يمط كلامه على الطريقة الاعجميه الفارسية ويقول "إني لكم من الناصحين..لئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم".. وآخر يقول ياأخي علام تجاهد  ’’ من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ’’ وكثير من فرق التحايل الشيطانية ممن غضب الله عليهم من مرضى القلوب والمنافقين ..! لذا نجد أن المجاهد الصادق لم ينصت لهؤلاء الدجالين بتوفيق من عند الله عزوجل  فقد نزع كل النوازع الشيطانية من نفسه فأصبح منشرح النفس واسع الصدر في رحابة العبودية لله تعالى فكيف لايذهب عنه الله عزوجل كل غم وهم .. وهو الذي قد هجر الدنيا وكرهها وفاز بحب الآخرة وتعلق بها..!! وهاجر مجاهدا صادقا مع الله في سبيل نصرة دينه والدفاع عن ديار المسلمين تاركا أهله وأحبابه ورفاقه وأهل عشيرته  كان الأرض لم يولد بها وتتزاحم الدمعات في حدقات عيونه صابرا محتسبا لله .. وكما يصفه الشاعر..!!

 

ومهاجر في الله ودع قومــــه   *****   لم يلتفت يوم الفراق وراءَ

ألقى ثقال الأرض عن أكتافـــه  *****   رمى الهوى لما أراد سماءَ

ومضى كأن الأرض لم يولد بها *****   يوما ولم يعرف بها رفقاءَ

تتزاحم الدمعات خلف جفونـــه   *****  فيردهــــن تصـــبرا وإباءَ


ومع الإصرار على المواصلة.. وعدم الاكتراث بما يلقى في طريقه.. يصل إلى حيث المراد...
حيث مقام القدوة الحسنة ... وحيث الحصار وحماية النفس بحفر الخنادق..لينال رضا الله بالنصر على الأعداء والشهادة في سبيله .. فما بالكم أيها الناس .. بنا نحن أهل العراق .. العدو في عقر دارنا يترنح ويتجول في شوارع مدننا وقرانا حيث يشاء  .. لم نذهب ونرحل نحن إليه  .. هومن قدم إلينا.. بعدته وعتاده وآلته الحربية ..احتل مدننا.. دمر بلادنا.. انتهك حرماتنا ..قتل شيوخنا ونسائنا وشبابنا وأطفالنا.. سرق خيراتنا   ..سيد وأمر سفهاء وأراذل القوم علينا من خونة وعملاء وجواسيس وسراق وقتله ..!!هل نتخفى منه خوفا في الجحور كالفئران ..؟؟ أم نعظمه ونرتمي بأحضانه وتحت أقدامه ونقبله ونقول له زارتنا البركة كما قالها احد المعممين لهم ممن تبرأ منه الله ورسوله ..!! (الالعنة الله على المنافقين ممن رحب بالاحتلال وأيده وباركه سرا وعلنا )  ... وبذلك تكون قد حلت علينا  لعنة الله عزوجل ورسوله وملائكته والناس أجمعين   .. أم نعقد البيع مع الله الذي بشرنا بالجنة وبالفوز العظيم ..!!

 

ولهذا كله نقول للمجاهدين ومن وفقه الله إلى أن ينحاز إليهم ويتبرأ من عدوهم ومن خاذليهم ومخالفيهم ... ابشروا بالجنة التي وعدكم بها الله من اللحظة التي عقدتم فيها البيع معه سبحانه .. والتي وفقكم فيها للانحياز الصحيح إلى صف الحق صف الباري عزوجل .. ضد صف الباطل صف الشيطان .. شيطان الصليبية الصهيونية وأولياءها من الخونة الفرس المجوس والصوفيين في قم وطهران والمتخاذلين من حكام ألامه العربية والاسلاميه .. وعلماء السوء .. علماء الدولاروالتومان .. علماء الاحتلال  ..الجهاد ماض إلى يوم القيامة وابشروا أيضا بنصر من الله وفتح قريب بإذن الله  تعالى ..والعاقبة للمتقين ...وليس لغيرهم كما وعدنا الله والله لايخلف وعده ..والحمد لله رب العالمين ..

 
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الخميس  / ٠٨ شعبــان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٣٠ / تمــوز / ٢٠٠٩ م