التطرف الديني عندهم حرب على الارهاب ولكن الجهاد والدين عندنا تطرف وارهاب تطرف وغلو الادارات الامريكية البوشيتين والعدوان على العراق

 
 
 

شبكة المنصور

عبد الله سعد
كان العدوان الأمريكي على العراق، وحتى تلك الحرب العالمية التي حشدت لها الادارة الامريكية اضافة لقواتها وبريطانيا والكيان الصهيوني غير المعلن العديد من دول العالم من مختلف القارات والتي اسمتها الحرب على الارهاب الكثير من الابعاد الدينية المتطرفة، فاول اعلان للمجرم الدولي بوش دبل يو الكلب وصفها بانها حرب صليبية، وهي كانت كذلك تحالف بين الصليبية المتصهينة او ما سموهم المحافظون الجدد والمتطرفين من اليهود (الصهاينة) تحالفوا ضد العالم كله ولكن باسبقيات معلنة اولها العرب والاسلام والشرق الاوسط لاسباب متعددة :


1. المخزون الضخم لخامات الطاقة (النفط والغاز) حيث يشكل احتياطي العراق والجزيرة العربية نصف الاحتياطي العالمي، ومن خلال السيطرة عليه يمكنها التحكم بالعالم سياسيا واقتصاديا.


2. اعتبارهم الاسلام دينا معاديا بل هو العدو الاول لهم.


3.توظيف الدين في السياسة الخارجية الأمريكية والحرب ويتضح ذلك من الشعارات والكلمات والعبارات الدينية المستخدمة لحد الآن في الحرب على الإرهاب مثل " محور الشر والحرب المقدسة والعدالة المطلقة والحرب الصليبية.


4. اما الصهيونية العنصرية وكيانها الارهابي المجرم فهي اصلا دعوة قائمة على تطرف ديني وتوظيف له لاجل قضية باطلة وتحريف كامل لشرائع السماء الداعية للفضيلة والمحبة والسلام بين البشر.


يقوم المنهج الفكري الأمريكي الحاكمة فيما يتعلق بالعالم على ثلاثة اسس :


·  الدين والتطور الثقافي والسياسي، وتعتبره يشكل صراعا بينها وبين الاديان والحضارات الاخرى.
·  الاقتصاد السياسي بالسيطرة على الموارد والثروات،وتعتبر ان سيطرة العرب المسلمين خصوصا المتطلعين منهم إلى الوحدة القومية والمؤمنة تهديدا مباشرا لها ، لا بل تتعداه إلى اعتباره اعلان حرب ضدها.


· الاعتماد على القوة الغاشمة والتطور التقني واستخدام القوة بأنواعها المختلفة النووية والكيماوية والبيولوجية والتي لا تتردد من استخدامها ضد الشعوب .

 

أولا: تحديد مفهوم الدين وأهميته:
يمكن تعريف الدين بأنه نظام متكامل من المعتقدات والمناسك والمشاعر الروحية المقدسة التي يؤمن بها الانسان بشكل مطلق وفي احيان كثيرة دون معرفة تفصيلية لمفرداتها، فهي أسلوب حياة في تفكيرهم ولها تأثير كبير في مجمل سلوكهم الفردي والجماعي، وله كبير تأثير على تفكيرهم السياسي والاجتماعي الجماعي.


فالدين ليس حدثا عاديا في حياة الفرد والجماعة بل انه انعطاف كبير وزلزال نوعي في التفكير باتجاه تغيير مفاهيم الافراد والجماعات في فهم فلسفة الحياة وخلقها، وهو أي الدين الركيزة الاساسية في التطور الحضاري والفكري للبشرية وسلوكها وتعاملاتها. وتتأكد أهمية الدين من خلال وعي افراد المجتمع للقيم والاخلاق الكريمة المؤثرة في سلوكهم وتعايشهم وفق الفضائل الاخلاقية التي يؤكد الدين وتشريعاته عليها، كالمحبة والتعاون والتكافل وصلة الرحم والعلاقات الانسانية كالجوار والنصيحة والنصرة في حالة الظلم والكوارث وامور عديدة اخرى لا تحتاج الى تفصيل.
أن النشاط الانساني في جميع المجتمعات لا يزال للدين تأثير كبير فيه، فلا يزال التشريع الديني المرجعية الاساسية في كل قرارات الفرد بما فيها القرارات السياسية كالانتماء الحزبي والمشاركة في الحياة الاجتماعية العامة كالحرب والانتخابات وغيرها، ولا يزال دور المرجعيات الدينية بكل الديانات تلعب دورا كبيرا في الحراك السياسي والاقتصادي العام للمجتمعات. بل ولها اثر كبير في السياسة الخارجية بين الدول والمجتمعات المختلفة، ويظل دور المرجعيات الدينية والمساجد والكنائس كبيرا في تحقيق الوحدة الوطنية والابتعاد عن الصراعات والفرقة فيما لو ادت دورها التشريعي وفق الفطرة الصحيحة التي ارادها الله سبحانه وتعالى للبشرية من خلال ابلاغ البشر بالرسالات السماوية عبر بعث الانبياء المبشرين والمنذرين والمصلحين والداعيين الى الفضيلة وتنزيل الكتب المقدسة خصوصا القران والانجيل والتوراة.

 

ثانيا: أثر الدين في الحياة السياسية :
تعد قضية الدين واحدة من أهم القضايا في المجتمع عبر مختلف مراحل تطوره، ورغم أن ما انتج البشر نتيجة اقتباسات او تطور فكري من خلال التشريع الديني، وظهور مفاهيم جديدة في حياة الافراد وبعض المجتمعات كالعلمانية والوجودية والالحادية وغيرها من مفاهيم منحرفة ناقصة الرؤيا والمعرفة بماهية الدين، وكان واحدا من مسبب ذلك اناس منحرفون تولوا مواقع مرجعية واعلنوا انفسهم علماء في الاديان كلها ولكنهم في حقيقتهم محرفون ومرتبطون بدوائر عملت على تشويه الدين وتوظيفه توظيفا سلبيا ينافي حقيقته، ولكن كل ذلك لا يكون له تاثير كبير في حقيقة الدين ودور واثر التشريع الديني في الحياة الخاصة والعامة للافراد والمجتمعات بل البشرية جمعاء.

 

ثالثا: توظيف الدين في السياسة :
انتداخل الدين والسياسية امر لابد منه لانهما متعلقان بحياة الافراد والجماعات ، فالقول بالفصل بين الدين والدولة شئ نظري لا يتعدى في احسن حالاته التعامل بين مواطني تلك الدولة على اساس الاخلاص والابداع والاداء بعيدا عن التعامل على اساس المعتقد الديني او أي امر اخر. ان الادارة الامريكية ابان تولي بوش دبل يو الرئاسة قد وضفت الدين لاغراض سياسية في اتجاهين: 


1. أن فكر اليمين الديني المحافظ الأمريكي (المتطرف) قد أصبح هو الايدولوجية النظرية والمؤثر السياسي الرئيسي في عهد إدارة الرئيس بوش الابن، كونه من المتطرفين والمتعصبين لمنهج الكنيسة الانجيلية، أن هذا التنظيم المتعصب المتصهين لما يسمى بالمسيحين الانجيليين يستند إلى قاعدة مسيحية شعبية عريضة في أمريكا تؤمن بان«التوراة» هو الاساس للديانة المسيحية وأن «الانجيل» مكمل لها وليس متطورا عنها ومغيرا لكثير من المفاهيم والمعتقدات والتشريعات الدينية والحياتية.. وحقيقة هذا التفكير المتعصب المنغلق تكون بفعل التاثير الفكري الصهيوني بعيداً عن أخلاق التسامح المسيحية ،وقد نجحت جماعة اليمين المحافظ الأمريكي في توظيف الانتماء والشعور الديني في السياسة مستغلة مزج اليهودية بالمسيحية عند فئة عريضة في المجتمع الأمريكي، ورغم ان مسيحيوا امريكا لا يتبعون الكنيسة الانجلية باكملهم ولكن الكل تأثر بدرجة ما بهذا الفكر بدرجة ما والموجهة ضد الاسلام والرافض للحوار والتعايش السلمي مع المسلمين، كون اليهودية لا تعترف بالمسيحية والاسلام والمسيحية لا تعترف الا باليهودية وتعتبر نفسها تصحيحا او تطويرا لها، بعكس الاسلام الذي يعترف بهما ويعتبرهما رسالتان مقدستان ويعترف بل ويحترم ويبجل كل الانبياء .. أن العودة لتاريخ التبشير الديني بين قبائل الخرز الروسية التي تشكل الاغلبية الكبرى لليهود، فقد وصل الى تلك القبائل في نهاية الالفية الماضية مبشرين من الاديان الثلاث اليهودية والمسيحية والاسلامية، وكان ميلهم الاكبر للاسلام كونه يخاطب العقل والنفس لكن رؤسائهم اقنعوهم بان اليهودية يعترف بها الجميع فهي الديانة التي سيتبعوها، وهذا السبب الرئيسي الذي لم يستطع اتباع الدين المسيحي واليهودي من استيعابه بشكل جلي، وهو نفس الاساس أي عدم اعتراف اليهودية بالاسلام والمسيحية وعدم اعتراف اليهودية والمسيحية بالاسلام قد وظف توظيفا كفكر ديني وايدولوجية فكرية لغرض توظيف الدين في العمل السياسي والاقتصادي ولاغراض الحرب، هذه الفلسفة استغلتها الادارة الامريكية السابقة من خلال اعتمادها على فلسفة صموئيل هنتجنتون الوارد في مؤلفه صراع الحضارات . فكان التوظيف القذر للدين في شن الحرب التي اعلن بوش بعد احداث 11ايلول انها حرب الصليب،وكانت اساسا للحشد الارهابي الشرير الذي جمعته امريكا لغزو العالم الاسلامي ،افغانستان والعراق وباكستان وقبلهما فلسطين والصومال وبعدهما السودان واجزاء اخرى من الوطن العربي والعالم الاسلامي .


2. اعتمد امريكا في العقود الثلاثة الاخيرة توظيف الدين توظيفا سلبيا داخل الشعوب المعنية بالعدوان، وانتهجت نهجا دونيا في خلق كيانات واحزاب دينية او خرق المنظمات والاحزاب القائمة قبل التوجيه الامريكي لذلك، وقد تجلى ذلك بشكل كبير في السياسة الدينية والطائفية التي انتهجتها واستخدمتها ومارستها ومولتها ودعمتها في العراق، مع ضرورة الادراك ان هذا التوظيف للدين لم يقتصر على العدوان الخارجي بل استخدم استخداما اسوء في اختراق وتفتيت المجتمع العربي والمجتمعات الاسلامية، فقد وظفت امريكا ذلك منذ زمن في اوساط الاحزاب الدينية واستطاعت خلق كتل غير قليلة وتيار فكري كبير من المتطرفين, فامريكا لها الدور الاساسي في كل الاحتقان والعنف والاقتتال الديني والطائفي الحاصل في العراق وهي المغذية والممولة بشكل مباشر او عن طريق حلفائها حكومة ايران اللا اسلامية ونظام آل سعود المتطرفين من خلال انتهاجهما مذهبين مبتدعين قائمين على التطرف وتكفير باقي المسلمين والطعن في اسلامهم حيث يقوم التشيع الايراني على اساس ظاهري هو الحب لال بيت النبوة ولكن حقيقته بدعة جديدة في الدين والمذهب الجعفري قائم على اساس ولاية الفقيه الذي يعتبروه في اجتهادهم المبتدع نائب الامام المهدي الامام الثاني عشر الغائب عليه وعلى ابائه السلام، وهذا لم يرد في المذهب الجعفري الا بظهور خميني ، اما مذهب الى سعود والمرتكز على اجتهاد محمد عبد الوهاب والذي نعرفه عنه انه شخص مجهول النسب ولكن الوارد لنا انه ضابط مخابرات انكليزي وفد الى تركيا ودرس فيها ستة سنوات ثم رحل الى ايران وهناك درس المذهب الجعفري وبقى اربع سنوات ومن ثم قدم البصرة واستقر في احد مساجدها وبدأ تبشر بافكاره ولاحظ الناس ان هذه الافكار تعارض الدين الاسلامي فاوصلوا الخبر الى الحوزة في النجف وعند اطلاع المراجع على مايدعيه كفر محمد عبد الوهاب كمبتدع في دين الله واهدر دمه، ولكنه هرب (الحقيقة نقل من قبل المخابرات البريطانية) الى الجزيرة العربية الدرعية بالذات وهناك زاوج البريطانيين ومخابراتهم بين عبد الرحمن آل سعود ومحمد عبد الوهاب على ان يكون الحكم لال سعود والفتوى لال الشيخ (المقصود محمد عبد الوهاب) وهو يكفر كل المسلمين الذين لا يتبعون منهجه البدعة من كل المذاهب.


3. استطاعت الامبريالية عبر علاقتها بنظم واسر اسلامية حاكمة خصوصا في الدويلات التي شكلوها بعد الاحتلال البريطاني للجزيرة العربية وتمكين الاسر التي ربطوها مسبقا بهم مصيريا خلق كيانات اطارها ديني ولكن في طبيعة تكوينها وبرامجها ومناهجها تخدم برنامجهم الامبريالي المعادي دون وعي كامل من التابعين لتلك التكوينات الا ما رحم ربي، وهذا المنهج هو واحد من اخطر مناهج الامبريالية وامضى اسلحة الحرب ضد العرب كامة والاسلام كدين سماوي، وابشع توظيف للدين في السياسة وتحريف لمنهج الرسالات السماوية السمحاء الناهية عن الفحشاء والمنكر والبغي.


هكذا وظفت الامبريالية الدين توظيفا منحرفا في خدمة اغراض دنيوية منافية حتى لقيم وشرائع السماء والدين منها براء فبدأ الدين يشكل احدى وسائل الصراع البشري بدلا من حقيقته انه رحمة الله سبحانه وتعالى للبشرية وانقاذها وسموها وحفظها من شر شياطين الجن والانس ونزغاتهم بها الى الرذيلة والبغضاء والبغي والفسق ، ولكن عندما تطرفوا كثيرا في توظيف الدين انقلب الامر عليهم حيث تاكد كثيرا من الناس الذين اغوهم باسم الدين لتجنيدهم في خدمة البرنامج الامبريالي انقلبوا عليهم وصار الصراع بينهم وبين الامبريالية والانظمة المشاركة لها عداءا لا يمكن اصلاحه كما هو الان بين القاعدة وامريكا والسعودية وباكستان.


اللهم احفظ دينك ورسالاتك واخفظ المؤمنين من كل شطط ومن نزغات الشيطان انك انت الهادي والرقيب، ومن تهدي لامضل له فسبحانك واليك المصير.

 
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاحد  / ١١ شعبــان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٢ / أب / ٢٠٠٩ م