هل ما يجري في ايران مجرد احتجاج على نتائج الانتخابات

( تحليل موضوعي )

 
 
 

شبكة المنصور

عبد الله سعد

ان وسائل الاعلام بكل اشكالها ومناهجها الفكرية والاعلامية تحاول ان تظهر الحراك الايراني على خلفية الانتخابات التي اعلن فيها فوز احمد نجادي بولاية ثانية انها السبب الرئيسي في ذلك الحراك فهل فعلا الحراك الايراني كذلك ؟ ان أي مدرك لطبيعة النظام الايراني والمنهج الذي يعمل بموجبه يمكنه ان يقرأ من وراء ذلك الحراك انه ليس مجرد اعتراض على نتائج الانتخابات وانما هو رفض للنظام ومنهجه وأستراتيجيته كلها، لا لان الشعوب الايرانية بكل قواها رافضة للنظام الديني وتطلب الانفتاح على الغرب والتمتع بالحرية كما يحاول ان يصور بعض الغربيين ذلك ، ولا لان الشعوب الايرانية وطلائعها الواعية ترفض الحكم الكهنوتي فحسب بل هو رفض لكل ما قام به حكامهم من افعال تنافي الدين وترتبط بالاستراتيجية والمخطط الامبريالي الصهيوني وشراكة النظام المناقض لمنهجه المعلن الالتزام (بالدين ومعاداة الامبريالية) فهذه هي حقيقة الحراك الشعبي الواسع في ايران ،وكي نحدد الاسباب الحقيقية لابد من تحديد الامور وفي رأي هي كالاتي :


1. ان النظام اتخذ الدين غطاءا تضليليا لمنهجه فهو مناقض للدين جملة وتفصيلا، وان النظام الحاكم بدءا من نظرية الفقيه ومرورا بكل ممارساته ومنهجه وعمله ما هو الا بدعة في الدين وضلالة واضحة وتوظيف للدين لاغراض سياسية دنيوية في اغلبها تنافي مبادئ الاسلام والتشريع الرباني في القرآن وسنة المصطفى عليه وعلى ال بيته الصلاة والسلام ولا نحتاج الى توضيح وادلة فمنهجهم وفعلهم يدلل على ذلك.


2. ان ولاية الفقيه بدعة في الدين ومنهجه ولم ترد في التشريع الاسلامي قرآنا وسنة ولا في سير الصحابة الكرام وآل بيت الرسول الطاهرين وكل بدعة ظلالة وكل في النار، فهي حكم استبدادي دكتاتوري مطلق لا يشبه الا خكم الكنيسة في القرون الوسطى وما الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وغيرها الا محاولة غبية لتضليل الشعوب الايرانية والرأي العام العالمي بان ممارسات النظام شكل من اشكال العمل الديمقراطي ، حيث ان السلطة الحقيقية والحاكم الفعلي في ايران هو الفقيه (المرشد الاعلى للثورة كما يسموه والباقي ماهم الا موظفين في سلم الدولة لا تتجاوز مهامهم وصلاحياتهم البت في تسيير الامور الروتينية للدولة، اما السياسة الخارجية والعسكرية والمسائل المصيرية فلا تأخذ شرعيتها الا بموافقة ومصادقة الفقية صاحب الولاية المطلقة عليها فهل هناك دكتاتورية اكثر من ذلك.


3. ان المنهج الذي تلتزم به حكومة ايران الملزمة بحكم منهج الولاية المطلقة للفقيه في عهدي خميني وخليفته خامن ئي لم يختلف عن المنهج العنصري الشوفيني الاستعماري في عهد الشاهنشاهية السابق، بل زادت امعانا في العداء للمسلمين والاسلام من خلال التشويه للاسلام والتكفير للمسلمين ومعادات العرب امة الرسول واهله وحاضن الاسلام وجنده ودعاته ،وهذا واضح من خلال المشاركة الفاعلة في الحرب ضد الاسلام وغزو البلدان الاسلامية بالشراكة مع قوى الكفر والعدوان والارهاب الامبريالي الصهيوني ودعمها له خصوصا في العراق وارتكابها لكل الجرائم التي يعتبرها الاسلام كبائر لا تغتفر فهي منافية بل معادية ورافضة للتشريع الرباني والنبوي الشريف ،فالقتل العمد للمسلمين وتخريب ديار المسلمين وانتهاك الحرمات ونشر الفتن وتمزيق وحدة المسلمين وتحالف ذلك النظام مع الكفار وخذلان المسلمين و... و.. كلها تنافي الاسلام وتشريعه بشقية القرآن والسنة النبوية الشريفة، وتناقض سيرة النبي العربي الهادي الامين وآل بيته وصحبه الدينية والخلقية ومنهجهم في الحكم وهذا لا يجعل الشعوب الايرانية المسلمة ترفض النظام ولا تقبله لانها مسلمة وكل من يريد ان يصور الوضع بانه حراك سياسي لتطوير العمل السياسي الا الاصلاح فحسب تحت ظل النظام ومنهجه واهم مخطئ ،والا فالحراك الطلابي والشعبي السابق هل هو لميلاد حزب اصلاحي ؟ وحركة مجاهدي خلق والحراك الكردي في شمال غربي ايران والشعب الاذري والبلوشي لنفس السبب ؟ اذا استعبدنا ثورة الشعب العربي في الاحواز كونه شعب يجاهد ويكافح ضد استعمار استيطاني عنصري لا يختلف عن الكيان الصهيوني بشيء اللهم الا ان الصهاينة يهود والفرس اسلام حكومتهم تدعي انها مسلمة، وان الشعوب الايرانية استوعبت حقيقة حكامها واستمدت الارادة من مقاومة العراق المجاورة لها فبدأت كفاحها وجهادها كي تعلن ان ايران لا تمثلها حكومتها المرتدة المجرمة ولكن للشعوب وقواها رأي وسوف تقوله وتدافع عنه.


تحية لشعب الذرى ملهم الشعوب والامم ولمقاومته الباسلة ،وان الله يمدكم بالعون من حيث لا تحتسبون.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الخميس  / ١٦ رجــــب ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٩ / تمــوز / ٢٠٠٩ م