قراءة في خطاب القائد وتوجيهه

﴿ الحلقة الثامنة عشر

 

ان الصراع بين الخير والشر صراع ازلي ابدي بدأ منذ الخليقة وسيستمر الى ان يرث الله الارض ومن عليها
فقد كان الانسان الاول ابونا ادم عليه السلام نموذج الخير وابليس نموذج الشر والكل يعرف ما كان بينهما، ثم استطاع الشيطان ان ينزغ احد ابني ادم اول رجلين ولدا في الارض فكان قتل قابيل لاخيه هايبيل،وسيستمر الصراع الى ان تقوم الساعة بين جند الرحمن (محور الخير والايمان والفضيلة) وجند الشيطان ( محور العدوان والبغي والرذيلة )

 

شبكة المنصور

عبد الله سعد

الحقيقة السادسة: اعلموا أيها الرفاق يا أحرار الأمة إن محور الشر والرذيلة سيبقى يقاتل البعث وحلفائه وأصدقائه وطنيين وقوميين وإسلاميين طليعة مسيرة الخير والفضيلة ما دام هناك خير وشر يصطرعان في الأرض حتى تقوم الساعة، فعلينا جميعا أن لا نستكين لنصر حققناه هنا وهناك وان لا نستكين ونطمئن إلى قوة غير قوة الله القوي العزيز وأن نبقى على الدوام نطور قوانا وإمكانياتنا ونعد ما استطعنا من قوة ومطاولة حتى يندحر معسكر الشر وتتحطم قواه في كل مكان، واعلموا أن الباطل كان زهوقا وسيبطل ويزول وان الحق يعلو ولا يعلى عليه كما قال جل شأنه لحبيبه قائد معسكر الإيمان والحق والفضيلة على الإطلاق حتى يرث الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين ﴿ وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ﴾ وكما قال جل شأنه ﴿ بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ﴾ إن الباطل يزهق وتزهق معه أرواح المبطلين فإلى مزيد من التصعيد يا أحرار العراق وإلى مزيد من البذل والعطاء يا رجال الحق وجنوده الأقوياء الأوفياء لتحطيم قوى الباطل وقتل أعوانه ومؤازريه وخدمه خذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم واقعدوا لهم كل مرصد يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشفي صدور قوم مؤمنين ثم يردون يوم القيامة إلى اشد العذاب جهنم وبئس المهاد يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار وسيعلم الذين ظلموا إي منقلب ينقلبون ، فتوكلوا على الله ناصر المؤمنين وخاذل الظلم والظالمين فإنكم على الحق المبين ولا يلهكم عواء ونباح العملاء الصغار هنا وهناك فهم جميعا  يمثلون أداة صغيرة وضعيفة وخسيسة من أدوات اجتثاث البعث يستخدمهم المحتل وعملائه للتشويش على مسيرة الجهاد المقدس مسيرة التحرير والاستقلال واعلموا أيها المجاهدون إن قوتنا وعزمنا الذي لا يلين وسلاحنا الأقوى والأمضى في صراعنا مع أعدائنا أعداء الله والإنسانية هو في وحدتنا الداخلية أولا ومدى قوتها وصلابتها وسلامة  بنائها ثم في تواصلنا الدائم مع شعبنا وجماهيره الثائرة المقاتلة ثم تضامننا وتحالفنا مع كل قوى الخير والجهاد والرفض الأصيلة في شعبنا وأمتنا أحزابا ومنظمات وتجمعات وفصائل وعشائر وشخصيات في جبهة كفاحية عريضة ترتكز على قاسم مشترك مقدس وتنطلق منه وهو الجهاد الدائم المتصاعد حتى تدمير الغزاة وتحرير الوطن العزيز وإعادة مسيرة البناء الحضاري لبلدنا المجاهد قاعدة انطلاق الأمة في كفاحها من اجل تحقيق وحدتها وحريتها وبناء مستقبلها المنشود.

 

ان طبيعة الصراع بين البعث وقوى الايمان والخير المجاهدين دفاعا عن الخير والمقدسات والتحرر والخلاص كجبهة مؤمنة بالله ونصره وبين الامبريالية والصهيونية ومن حالفهم من المجرمين وكجبهة باغية منحرفة معتمدة على القوة الغاشمة واسلحة الدمار الشامل ،هو امتداد لتلك الحتمية بين قطبي الخير والشر وانها ليست المعركة الاخيرة بينهما ،وعلى قوى الايمان ان تدرك هذه الحقائق التي بينها الله لعباده واكد عليها كل الانبياء والرسل والمصلحين والقادة ،وان تستوعب الاسس الكفيلة بالاستعداد الدائم للبقاء على اهبة الاستعداد للمواجهة والتيقظ للغدر والتضليل وزرع الفتن والتفتيت لجبهة الخير والايمان فهذا بعض من برنامج مواجهتهم لجند الحق والفضيلة، وعدم الركون للامان والطمأنينة والثقة بالنفس او قوة الحشد والنجاحات التي تحققها جبهة الخير، والخداع والتظاهر بالتغيير الذي يظهره حشد الشيطان الاجرامي وتغيير وجوه كادره ومحاولة تجميل الصور البشعة التي كشفها الله والحقائق على الارض وادركها كل البشر.

 

ان العدوان على العراق بدأ التخطيط له من زمان بعيد وكان مؤجلا حيث يعتبره دهاقنه الامبريالية ومجرميها اسبقية ثانية بوجود القطبية الثنائية في العالم ،ولكن بعد انهيار حلف وارشو وتفكك الاتحاد السوفيتي للاسباب التي شرحها البعث العربي الاشتراكي في مؤتمراته القومية والقطرية والتي وضحها المفكرين والباحثين والكتاب بحيث ادركها الجميع اصبح الاسلام والبعث والامة التي حضنتهما وحملتهما وكان منها جنودالرسالة المثلى (العرب) وقوى التحرر والسلام في العالم هم العدو رقم واحد فبمجرد انهيار العدو الاول وجهت كل الاستعدادات والامكانات لمحاولة تركيع وانهاء وتفتيت هذا العدو الافتراضي ، فاي انسان يمكنه ان يعي هذه الحقيقة بشئ بسيط من التأمل والتفكر، فالاستعدادات والاستطلاع والتحشد والتمويل لغزو العراق بدأت بشكل واضح عام 1989 رغم ان الخطة منشورة في مجلة العربي الكويتية عام 1984 ،نعم بدأت الاستعدادات الفعلية والحملة الاعلامية التضليلية لتشويه صورة العراق وقيادته وتهويل امكاناته التصنيعية خصوصا في المجال العسكري وقدرات جيشه ، فقد اثارت امريكا عدد من الاشكالات وبدأت بقضية الجاسوس البريطاني الجنسية الايراني الاصل الامريكي الواجب- يا سبحان الله ان اصله وجنسيته وعمله يوجز طبيعة الاقطاب الشريرة في التحالف على قتل وتدمير العراق شعبا وبناءا- ثم فرية صناعة المدفع العملاق ثم القدرات النووية واسلحة التدمير الشامل ثم قطع ماء نهر الفرات الذي تسبب برحيل ثلث شعب العراق من محافظات حوض الفرات الى حوض دجلة بسبب الجفاف التام في محاولة لاجبار العراق على قصف السدود التي انشأت على حوض الفرات من قبل تركيا العضو في حلف الاطلسي لتكون مبرر العدوان وسببه ولكن القيادة العراقية تحلت بالصبر والسعي لحل المشكلة بالطرق السلمية ،فكان البديل جاهزا عبر عملائهم في الكويت ومثيلاتها فاثيرت قضية تحولت لازمة لتصل الى ما وصلت اليه بسبب تافه هو الديون!! الكويتية على العراق ابان عدوان خميني على العراق الذي امتد ثمان سنوات انهكت الاقتصادين الاسلاميين العراقي والايراني ، وعدم قبول عملاء (امراء) الكويت لاي حل عربي او اسلامي بل تمادوا حتى اضطر العراق لتأديبهم فكانوا اسرع من بنات آوى في الهروب ، لكنهم معتمدين على من دفعهم لذلك الموقف (محور الشيطان امريكا وحلفائها) ،بحجة تحرير!! الكويت.

 

كان العدوان الأمريكي على العراق ،وحتى تلك الحرب العالمية التي حشدت لها الادارة الامريكية اضافة لقوات حلف الناتو العديد من دول العالم من مختلف القارات والتي اسمتها الحرب على الارهاب الكثير من الابعاد والمبررات فاول اعلان للمجرم الدولي بوش دبل يو وصفها بانها حرب صليبية، وهي كانت كذلك تحالف بين الصليبية المتصهينة او ما سموهم المحافظون الجدد والمتطرفين (اتباع الكنيسة الانجيلية التي تعتبر المسيحية امتداد وتطوير بسيط لليهودية) واليهود (الصهاينة) تحالفوا ضد العالم كله ولكن باسبقيات معلنة اولها العرب والاسلام والشرق الاوسط لاسباب متعددة :

 

  1. المخزون الضخم لخامات الطاقة (النفط) حيث يشكل احتياطي العراق والجزيرة العربية ثلثي الاحتياطي العالمي، ومن خلال السيطرة عليه يمكنها التحكم بالعالم سياسيا واقتصاديا.
  2. اعتبارهم الاسلام دينا معاديا بل هو العدو الاول لهم.
  3. توظيف الدين في السياسة الخارجية الأمريكية والحرب ويتضح ذلك من الشعارات والكلمات والعبارات الدينية المستخدمة لحد الآن في الحرب على الإرهاب مثل " محور الشر والحرب المقدسة والعدالة المطلقة والحرب الصليبية،وما تبعها من ادلة وبراهين في توظيف الدين والطائفية والتعدديات القومية والاتنية في المجتمع العراقي بشكل قذر واجرامي في نشر الاقتتال الداخلي وتفتيت البناء الاجتماعي لشعب العراق ،خصوصا ان امريكا اعتمدت سياسة المحاصصات في توزيع مناصب وشكليات النظام المؤسسي الكاذب في بناء دولة العراق الجديد كما اسموه وتوزيع المناصب على مرتزقة مجرمين ولصوص معروفين وخونة مرتدين عن الولاء للدين والوطن باسم التكوينات الدينية والقومية في العراق.

 

يقوم المنهج الفكري الأمريكي فيما يتعلق بتعاملهم العالمي على ثلاثة اسس :

 

    • الدين والتطور الثقافي والسياسي، وتعتبره يشكل صراعا بينها وبين الاديان والحضارات الاخرى لذلك يعتبروا الاسلام ومن يهتدي بهديه اعداء لهم.
    • السيطرة على الموارد والثروات وبالتالي التحكم بالاقتصاد والسياسية العالمية ،وتعتبر ان سيطرة العرب المسلمين خصوصا المتطلعين منهم إلى الوحدة القومية والمؤمنة تهديدا مباشرا لها ،لا بل تتعداه إلى اعتباره اعلان حرب ضدها فكيف يكون موقفها من البعث الذي امم النفط واستثمر الثروات العربية في العراق استثمارا مباشرا ويعتمد برنامجا ايمانيا يستمد كل منهجهه من مبادئ وشرائع الاسلام ويدعوا الى تحرير الثروات العربية والوحدة؟
    • استخدام القوة بأنواعها المختلفة النووية والكيماوية والبيولوجية والتي لا تتردد من استخدامها ضد الشعوب فهي تعتبر مصالحها الغير مشروعة اكبر قيمة من حياة ومصير وقوانين السماء والارض ،لانها كافرة باغية مجرمة ارهابيةعنصرية، وكان اول ضحاياها ابناء الشعوب الامريكية في مسرحية العدوان الارهابي على برجي التجارة العالمية في نيويورك ،ولو يدرك المجندون الامريكيون الذين حشدوا في العراق على ماذا يقاتلون وماهي مصلحتهم ومصلحة بلادهم في هذه الحرب لتوقفوا عن الحرب فورا،ايقتلون ليقتلوا الشعوب بلا سبب ؟ايموتون بسبب النفط الذي يباع بلا قيود لبلدانهم ؟اذن لماذا هم يموتون ويقتلون الاخرين ولمصلحة من ؟

 

فلا المبررات تغيرت ولا السياسة والمنهج الامبريالي تبدل فلذلك تاتي وصية القائد لقوى الجهاد والكفاح العربي والانساني دقيقة واضحة بانهم لابد ان يظلوا متاهبين مستعدين مطورين لامكاناتهم وبرامجهم وانفسهم متكلين على العزيز القوى في مواجهة كل اشكال العدوان واساليبه،وان يزدادوا ايمانا وثقة ببارئهم انه ناصرهم على القوم الكافرين وان يوحدوا صفوفهم ويؤجلوا أي خلاف في مناهجهم، فالواجب الاول الان شرعا وعرفا ومنطقا هو تحرير الارض وهزيمة العدو وطرده ،والله ولي الصالحين.

 

 
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاربعاء  / ١٥ جمادي الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٠ / حزيران / ٢٠٠٩ م