قراءة في خطاب القائد وتوجيهه
ان الواجب الشرعي والاخلاقي والانساني والوطني القومي
يفرض على كل المثقفين بشتى نشاطاتهم ان يتصدوا للبرنامج الارهابي وفضحه وتعريته وتنوير الرأي العام العالمي والوطني والاقليمي باهدافه

﴿ الحلقة الثانية عشر

 
 

شبكة المنصور

عبد الله سعد

الحقيقة التاسعة: اعلموا أيها الأخوة الأحرار أن العملية السياسية هي مشروع المحتل الأساسي والذي حقق بها ما لم يحققه عسكريا طيلة السنوات الست الماضية من الصراع واليوم كما تعلمون وصل الغازي المحتل إلى طريق مسدود وقد تلاشت كل خياراته بما فيها العمل المسلح وقد أعلن الانسحاب ولم يبق بيده إلا مشروع العملية السياسية المخابراتية يعول عليها وعليها يبني آماله وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة

 

ان اعتماد قوات الاحتلال منهج متغطرس وعنصري زاد من غضب الشعب ورفضه وزيادة مقاومته للاحتلال وقواته وقد وضحت صور الاحتلال البشعة واهدافه الشريرة رغم التضليل وتوسيعه شبكات الاعلام المرتزق ودعمه ماديا فكم فضائية ولدت بعد الاحتلال وكم صحيفة ومجلة وكم محطات ومواقع على شبكة الانترنيت فتحت اقرءوا واسمعوا وشاهدوا ماذا تبث ولمن تروج حتى بات عددها اكثرمن قدرة واعداد كل الموافقين ان يكونوا ابواقا اجراء للاحتلال الامريكي الصهيوني فصار الجهلة محررين وكتاب ورؤوساء تحرير ومذيعين ومقدمي برامج ،واستبيحت مهنة الاعلام والصحافة وعكف كثيرون في بيوتهم من اصحاب الاقلام الحرة والاصوات الشريفة وغيب بالقتل والتهجير كل الشرفاء فتعسا لهم ولديمقراطيتهم وليتفق كتاب ومفكروا وفلاسفة وصحفيوا ومثقفوا البشرية على تغيير اسم مصلح الديمقراطية الذي شوهته امريكا الارهابية المجرمة حتى كفر الناس به وصاروا يمقتوا سماعه،ان ما روجت له امريكا ومرتزقتها عبر العدد غير المعقول من الفضائيات لخدمته وتسويق وتزويق مزاعمه وافتراءاته بأنه سيبني نموذجا للديمقراطية فلم يجني العراقيون غير القتل والتهجير في داخل وخارج بلدهم والتمزيق والتشتيت ونشر البغضاء والتناحر عبر توليد بؤر للصراعات الدينية والفتن الطائفية والنزاعات العرقية والمناطقية والقبلية ومحاولة اعادة المجتمع الى القرون الوسطي أو كما نقول كعرب ومسلمين الى عصر ما قبل الاسلام عبر توظيف كل الجوانب القادرين على تشويهها الدين والطائفية والعرقية والقبلية والانانية ولطمع والجشع وتغذيته وايجاد الادوات المستعدة لتنفيذ المخطط وهي تلك الكيانات المنحرفة التي شكلها وبناها المحتلون خلال فترة الحرب الطويلة وما سبقها بوسائل عديدة اكثرها فاعلية التاجير بالمال ومنحهم الاقامات في البلدان الغربية، ولم يكن جهد الشيطان وحشده (قوى الامبريالية والصهيونية) العمل في الخارج بل تعداه الى اختراق مؤسسات ذات تاثير خصوصا الدينية منها ممثلة بكيانات عميلة متسترة بالدين سمت نفسها احزابا دينية كعصابات الدعوة (الماسونية) بكل اجنحته العميلة والحزب الايلامي العميل والمجلس اللا اسلامي وفروعه الرذيلة (الفضيلة) والردة الشعبانية وثأر الشيطان والغوغاء تحت مسمى بريء منهم ومن رئيسهم المنغولي جيش المهدي ،وتوظيف علماء دين ارتدوا عن دين الله وصراطه المستقيم وتجندوا للشيطان امثال خامن ئي وسي ستاني و الطنطاوي والباز والعودة وغيرهم ممن باعوا دينهم بدنياهم ،وساندهم حكام هم مرتزقة واخدام لهم اكثر من ان يكونوا حكام بلدان كانظمة العهر في محميات الخليج والاردن ونظام خائن الحرمين في جزيرة العرب وديارها المقدسة وارتهان اكبر قوة عربية عبر احتواء وشراء حكامها مصر العروبة واشغال الصومال واليمن والسودان بمشاكل قتالية داخلية ولبنان ومورتانيا بالانتخابات والصراعات الحزبية والطائفية وسوريا بمشكلات الدفاع عن النفس والتحوط من كل ما يثير حفيظة المستعمرين من خلال التلويح لها باكثر من اتهام الاوضاع في لبنان دعم الارهاب الشكوك النووية  واضفاء صفة الدولية عليها واثقال الجزائر والمغرب بمشكلات اثنية وبينية مما غيب دور الشعب العربي وجعله يفكر بشكل محدود كل بما يرى ويعيش ، فليدرك كل عربي ان ما من مشكله مهما كانت صغيرة الا ورائها قوى الامبريالية والكيان الصهيوني .

 

ان منهج الاحتلال القائم على اساليب قذرة ومنحطة في توظيف كل ما يمكن استغلاله كسلاح في الحرب واليكم نماذجا من ذلك :

 

1. توظيف الجانب الديني والطائفي في العدوان واستخدامه كاحد اشد الاسلحة التدميرية بابعاده المنظورة والبعيدة ضد العرب والاسلام.

 

2. توظيف التعدد العرقي والقومي في الوطن العربي ليكون سلاحا ضد العرب والاسلام لصالحهم.

 

3. توظيف النزاعات الاقليمية والحدودية بين الدول لترسيخ القطرية بين العرب والبغضاء وعدم التعاون بين الدول المتجاورة.

 

4.   ترهيب وترغيب الانظمة والاحزاب وتوظيفها لتكون في خدمة الاحتلال وارهاب حكامها عبر من لا يكون معنا فهو ضدنا وداعم للارهاب ،وعبر اثارة فرية الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الانسان وتصنيف الحكومات على انها تنتهك الديمقراطية وحقوق الانسان في بلدانها وبحق شعوبها .

 

5. الكذب والتضليل في ادعاء حماية ورعاية وتاسيس منهج ديمقراطي ومحاربة الانظمة الشمولية .

 

هذا منهج امريكا الذي وضحته ممارساتها في فلسطين العراق وافغانستان وما تنفذه بشكل غير مباشر في الصومال والسودان وباكستان ولبنان وموريتانيا ومصر والجزائر والمغرب وماتثيره من فتن وتؤسس له ضد اليمن وسوريا وتونس من تحركات مريبة لما تسميه معارضة وما هم الا مجاميع من المنحرفين والخونة فالحليم من يعتبر بتجربة غيره وما تقوم به امريكا عبر الاحتلال المباشر في دويلات الخليج العربي ونجد والحجاز ومحاولة دفع تركيا الى ان تكون قوة اقليمية خادمة لمنهجهم وترسيخا لمنهج العلمانية المشوهة التي تعني تحجيم دور الدين كمنهج فكري وحياتي والذي ساهمت الامبريالية والصهيونية على تطبيقه في تركيا منذ حرب الاستقلال بقيادة اتاتورك، وعبر تصعيد التوتر الوهمي مع ايران لاغراض متعددة كلها تخريبية عبر ماياتي:

 

  1. المنهج الفارسي في اتباع منهج طائفي كبديل عن الدين تحت ذريعة التشيع وحب آل البيت وكان حكام ايران اوصياء على الاسلام والمسلمين ومحامين لآل البيت عليهم السلام ،فان كانت حكومة ايران اسلامية حقا فلتدعم المسلمين ولتعمل لنشر الاسلام في الدول غير الاسلامية، اما محاولة نشر المنهج الطائفي بين المسلمين في البلدان الاسلامية فهو فتنة لا يرادبها الدين بل تخريب الدين وشق صف المسلمين وخدمة الامبريالية عبر تنفيذ سياسة الاستعمار فرق تسد.

  2. معادات حكومة ايران للامة العربية ومنهجها الاستعماري الطامح الى اعادة الامبراطورية الفارسية.

  3. استخدام ايران كبعبع لتخويف دويلات الخليج واستغلالها من خلاله لمصلحة الامبريالية.

 

كل ذلك التخطيط الامبريالي الصهيوني للقضاء على روح المقاومة والجهاد عند العرب والمسلمين والتأسيس لادخال الكيان الصهيوني كمعسكر عدواني متقدم للامبريالية في الوطن العربي ومنطقة الشرق الاوسط والذي تعمل امريكا على اعادة تأسيسه جغرافيا وسياسيا وبشريا بحيث تضمن السيطرة الكاملة على ثرواته المعدنية والنفطية وهو ما تسميه بالشرق الاوسط الجديد ، ادخال الكيان الصهيوني كلاعب فاعل وشريك قائد لدول المنطقة لتحقيق البرنامج الامبريالي الصهيوني الرامي الى السيطرة على مصادر الطاقة (النفط والغاز) ومن خلال ذلك التحكم والسيطرة بالسياسية والاقتصاد العالميين وتنفيذ المخطط الصهيوني البعيد اسرائيل من الفرات الى النيل واقامة امبراطورية روما الجديدة بادارة الصهاينة وحلفائها من الامريكان المتصهينين.

 

هذا الذي يجب ان يعرفه كل الناس العرب والمسلمين وكل الشعوب وهنا يأتي دور المثقفغين بكل المجالات الشعر والرسم والفن والكتابة والرواية والصحافة وكل جوانب التنوير والتوعية ،فهل مثقفوا العالم الاحرار وبالاخص العرب والمسلمين قادرين على المواجهة ومؤمنين بان الله ناصر الصادقين ، ام هل ان الشعوب الامريكية تستدرك وضعها المنحدر للسقوط وتحدث تغييرا حقيقيا في اداراتها ومنهجها وسياستها ، وهذا لا يتحقق الا عبر امرين :

 

1.   توضيح الصورة الحقيقية لمجرى تنفيذ البرنامج الحالي للامبريالية بزعامة الادارات الامريكية المتصهينة والخاضعة للمنهج الصهيوني فكريا ، للشعوب الامريكية والشعوب الاوربية المساندة لها في سياستها وهو ايضا دور المثقفين وخصوصا الامريكين والاوربيين المناهضين لسياسة الاستعمار والعدوان والحرب ومنظمات المجتمع المدني فيها.

 

2.   اسقاط المشروع الاستعماري الامبريالي عبر الكفاح العالمي لقوى التحرر والعالمي وهذا يتطلب تصعيدا لكفاح الشعوب كما ونوعا عبر توحيد صفوف المقاومة المسلحة في البلدان المحتله او المهددة ، وايجاد صيغ وهيئات ومنابر للتنسيق بين حركات التحرر العالمية كي تكون المواجهة دائمة وفاعلة وعدم ترك الخيار لامبريالية وقواها في اختيار ساحة المواجهة ومن خلال تقديرها تهدأ منطقة لتشعل اخرى ، وهذا كفيل بايصال السياسيين الامبريالين خصوصا الأمريكيين الى قناعة ان خسائرهم من خلال ذلك المنهج اكبر من ارباحهم وستوصلهم الى طريق مسدود وعزلة عالمية فيغيروا مجبرين تغييرا حقيقيا ويعيدوا النظر في مجمل منهجهم وسياساتهم .

 

3.   اما ما حاولت امريكا والصهيونية من خلاله ان تغطي فعلها الارهابي الباغي وجرائمها ضد الانسامية التي ارتكبتها بحق الشعب العراقي بكل مكوناته واطيافه واسمتها العملية السياسية التي ستتحقق عبر الفوضى الخلاقة ، هذه النظرية العنصرية الرامية الى نشر الارهاب وترسيخ منطق الجريمة والتشرذم وقد سقطت وانكشف بطلانها وكذبهم في ذلك، وستكون موضوع حلقتنا اللاحقة وهي ختام بحثنا في قراءة خطاب القائد عزت ابراهيم وتوجيهه لمثقفي وكتاب الحزب والامة واصدقائهم .والله ولي التوفيق ومنه النصر والعون.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاربعاء  / ٢٢ جمادي الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٧ / حزيران / ٢٠٠٩ م