كان للعدوان على العراق تداعيات كبيرة على المستوى العربي والاقليمي والدولي
كتب عنه الكثير من الدراسات والبحوث والمقالات ، لكني لم اجد لحد الان بحث او دراسة عن انتصار المقاومة العراقية واثارها في تغيير التحالفات والاستراتيجيات والتحالفات
على نفس المستويات فاكتب هذا البحث املا من كل المفكرين والمثقفين اكاديمين وسياسيين اغنائه ليكون مرجعا للتاريخ والحقيقة

﴿ الجزء الثالث ﴾

 
 

شبكة المنصور

عبد الله سعد

ثالثا

المتغيرات على الساحة العراقية

 

بحثنا هذا في اثار انتصار المقاومة العراقية وانعكاسها على الوضع العربي والاقليمي والدولي وقد قدمنا مبحثين اولا وثانيا ،وفي هذا المبحث سنتناول تاثير الفعل الجهادي للمقاومة وتصديها لقوى الاحتلال خلال السنوات الست وبدأ السنة السابعة وارغامها امريكا وبريطانيا على تغيير استراتيجيتها والتخلي عم كثير من اهدافهما والتي يمكن تاشير اهمها بالاتي:

 

1.  اعتراف زعماء الاحتلال بخطأ عملهم،وهي ادانة ثابتة للفعل الارهابي الاجرامي ،فقد قال المجرم الدولي بوش دبل يو الكلب :انه قام بالحرب على اساس معلومات خاطئة من المخابرات والعملاء،وقال بلير : ان حرب العراق ستظل جرحا نازفا في حياته، وهذا تجسيد لتأنيب الضمير عند مرتكبي الجرائم الكبرى، ودليل ادانة للعدوان والحرب والمشاركين فيها، فالاعتراف سيد الادلة.

 

2.  كان واخد من غايات الاحتلال فصل العراق عن جسده ولا اقول محيطه العربي واصله واهله فهو رأس الامة وجمجمتها، ففعل المقاومة الجهادي واعلامها عبر برنامجها وكتابها افشل ذلك ، والدليل توجه امريكا بل ضغطها على الانظمة العربية خصوصا المرتبطة مصيريا بها والجامعة العربية بضرورة تفعيل الدور العربي واعادة فتح سفاراتها بالعراق، وكذلك توجيه عملائها الذين نصبتهم حكومة للعراق.

 

3.  كان مخطط العدوان واحد اهداف الغزو والاحتلال تفكيك العراق كدولة واعادة انشاء نظام منزوع السلاح، وهذا واضح من قرار الادارة الامريكية من اول ايام الاحتلال حل الجيش العراقي وتدمير اسلحته، لكن فعل المقاومة البطولي جعلها تقر بخطأ القرار لانها ضنت ان الجيش نتيجة ذلك التحق بالمقاومة، ولتخفيف الزخم البطولي للمقاومة انشأت كيانا جديدا اسمته الحرس الوطني هو بين الشرطة وحرس الحدود ودونهما تسليحا ودعت الضباط والمراتب في الجيش العراقي للتطوع فيه بنفس رتبهم،وبدأت من رتبة نقيب ثم صعودا لغاية مقدم، في محاولة قذرة وفاشلة التأثير على المقاومة وعلى حشد قواها البطلة – خاب فالهم وخسئوا – فالعراقيون وجند العراق تربوا على عقيدة راسخة لن تفارق ايا منهم قبل روحه الا وهي الدفاع عن الوطن والمقدسات حد نيل احدى الحسنين، والله معز المجاهدين وعلى نصرهم لقدير.

 

4.  كان واحد من اهداف العدوان والاحتلال عزل العراق عن محيطه القومي الذي لم يتخلف عن دور متميز فيه في كل مسيرة الامة منذ بدأ التاريخ، فكان واحد من اهداف العدوان قيام علاقات مع الكيان الصهيوني الخايف القوي في العدوان، والمشارك بحشد صهيوني كبير في الغزو لكن فعل المقاومة واعلامها التوعوي لكل الشعب جعلها تغض النظر عن ذلك رغم ان معظم المرتزقة والخونة التي يسميها الاعلام كيانات واحزاب سياسية جاءت تحت بساطيل الاحتلال لها علاقات وتحالفات مع الكيان الصهيوني ومعظمهم مرتزقة وعملاء للموساد الصهيوني ولا يعارضون ذلك.

 

5.  كان مخطط المحتلين اقامة نظام على اساس طائفي موالي لامريكا، وقد بدأ الحاكم الامريكي بتشكيل مجلس الحكم ومن ثم ما اسموهم حكومات (مجاميع النهب لثروات الشعب) على ذلك الاساس في محاولة قذرة خبيثة للتمهيد والتاسيس لتقسيم العراق أرضا وشعبا ووجودا وفق ذلك المنهج الشرير، والذي رصدت له ميزانية ضخمة وسخرت له اعلامها وجندت المرتزقة وشاركت عبر مخابراتها والمخابرات الفارسية لحكومة ايران اللا اسلامية والموساد الصهيوني وعرب الجنسية باعمال تؤدي لخلق الفرقة والتمزق الطائفي كان ارذلها واكثرها جرما القتل على الهوية وتفجير مرقد الامام علي الهادي عليه السلام وتفجير المساجد والكنائس، لكن دور المقاومة وطليعتها البعثيون، ووعي الشعب وتمسكه بفكر البعث الوحدوي افشل تلك الجريمة، بل وجعل امريكا على لسان نائب رئيسها الحالي جو با يدن تهدد عملائها انها ستغير تعاملها في حالة عودة العنف الطائفي .

 

6.  تغير لهجة الخطاب الامريكي في مستقبل علاقتها مع العراق وانها غير طامعة بالنفط العراقي ولا اقامة قواعد عسكرية فيه لم يأتي الا بفعل المقاومة وحسابات امريكية ستراتيجية في حسابات الربح والخسارة في استمرار بقائها في العراق والتداعيات التي تترتب على ذلك.

 

7.  ضغوط امريكا على مرتزقتها العملاء متعددي الارتباطات والولاء في قيام مصالحة سياسية فعلية في العراق، وكل الناس يفهموا من المقصود بالمصالحة انهم يقصدوا حزب البعث والمقاومة وهم الذين اصدروا قانون اجتثاث البعث ووصفوا المقاومة بالارهابين والمتمردين والخارجين على القانون وازلام النظام والمستفيدين من النظام السابق !!! ولكن ادركوا اخيرا ان حزب البعث والمقاومة هم كل الشعب العراقي بعربه واكراده وتركمانه ،مسلميه ومسيحيه وصابئته ويزيديه، ووهم يعترفوا في داخلهم وسياساتهم ان لا حل ولا استقرار ولا توقف للحرب الا بموافقة الشعب وطلائعه البعث والفصائل المقاومة الاخرى، وهم مقتنعون ومتأكدون ان لا مخرج لهم الا بالاعتراف بالمقاومة البطلة وان الشعب لا يثق بغيرها ولا ولاء للشعب لغير قائدهم وخادمهم وطليعتهم البعث العربي الاشتراكي،ولكنهم يتهربوا من الاعتراف رسميا بذلك لانهم يتصوروا ان ذلك سيرتب عليهم الموافقة على شروط المقاومة المعلنة في خطاب القائد المهيب الركن عزت ابراهيم رئيس جمهورية العراق والقائد العام للقوات المسلحة والامين العام لحزب البعث والقائد العام لجبهة الجهاد والتحرير التي تشكل 80% من فصائل المقاومة العراقية، ولقد قال البعث والمقاومة كلمتهما لا تفاوض ولا عملية سياسية مع الاحتلال واذنابه الا بتلك الثوابت، وهم واهمون في ذلك فلا تنازل العملاء والمرتزقة ولا تهرب امريكا وحلفائها يسقط الحقوق القانونية وفق القوانين الدولية لشعب العراق.

 

8.  سحب قوات امريكا الى خارج المدن لم يكن تنفيذا لاتفاقية الاذعان او احتراما لها ولكنها انسحاب المندحر والمهزوم الذي تلقى خسائر كبيرة رتبت عليه ضرورة اعادة الانتشار واعادة التشكيل والتعويض وتغيير الخطط والبرامج ، وما ارسال اربعة الوية اضافية أي 22000 اثنان وعشرين الف جندي جديد للعراق الا تأكيدا لصحة تحليلنا.

 

9.  الايحاء لعملائهم في العراق سواءا العرب ومن يتبعهم والاكراد ومن يتبعهم بانها غير معنية بتفاصيل الشأن العراقي الداخلي، وان ذلك مهمة العراقيين لاجل اهداف خطيرة هي اكثر ادراكا بانهم اناس معزولين عن الشعب وانهم مجرد مجاميع من السراق واللصوص يتنافسون على ايهما اقدر واقوى ليكون الاكثر نهبا وسرقة لاموال العراق ولا يربط بينهم الا الخيانة والجشع والشح والجريمة، لذا نرى التباغض والاختلاف وصل حد اعلان القطيعة والاقتتال بينهم ولكن بابناء العراق، الذين استطاع كل منهم ان يحشدهم لجانبه نتيجة سياسة التجويع والبطالة التي وصلت الى 90% بين اوساط القوى القادرة على العمل بسبب تدمير المعامل والمصانع ومشاريع البناء والزراعة وكل البنى التحتية والمشاريع الانتاجية في العراق.

 

10.  ان الجميع يرتبطون بامريكا وايران والموساد الصهيوني فهم يلتقون بالخط العام تدمير البلد وقتل الشعب ولكنهم يختلفون في اساليب التخريب ولكل اهدافه الذاتية واطماعه الشخصية والفئوية واولويات عمالته واهداف السيد الرئيسي له، وعندما تكبر السرقة يختلف الحرامية (اللصوص) كما يقول المثل العراقي، فهذا سبب الاختلافات لا اختلاف في الرؤى او الاستراتيجيات، ولكن عندما يشعروا ان الشعب والمقاومة تتابع كل افعالهم الشنيعة بلجأوا الى اسيادهم لطلب الحماية، ويقوموا بافعال هي مزيج من التعبير عن تنفيذ اجندات اسيادهم وتشويه للمقاومة وانتقام من الشعب هي تفجيرات في المحلات المزدحمة وذلك له اهداف اخرى غير هذين الهدفين تناولناها في عدة مقالات، فايران لها اجنده والصهيونية لها اجنده وامريكا لها اجنده في القتل وتمزيق وحدة الشعب كلها تنفذ عن طريق هؤلاء العملاء، فامريكا تريد استمرار الانهيار البنيوي لكل شيء كي يكون الطريق لشركاتها في اعادة البناء بتدمير العراق وبالتالي تغطية نهبها واهدافها الاقتصادية في خيرات وثروات العراق، والصهيونية هدفها اضعاف العراق وايجاد مناخ يتعامل معها وتنفيذ مخططها في العراق والمنطقة من خلال قيام كيانات هزيلة لا تشكل خطورة مستقبلية على كيانها الارهابي العنصري في فلسطين وخصوصا انشاء كيان حليف او تابع في شمال العراق، وايران تعمل من اجل ان تكون الوريث للاحتلال لانها متأكدة ان امريكا غير مستعدة لتحمل نزيف الحرب بالجند والاقتصاد خصوصا مع اشتداد وتوسع العمل المقاوم، وعلى هذا تبني ايران مخططها واستراتيجها في العراق، وهو سر النفاق في علاقتها بما يسموه تنظيم القاعدة والمليشيات المرتبطة بالحزب الاسلامي، وهو نفس الشيء الذي جعلهم يحتووا مقتدى الصدر الذين كانوا يناوئون والده الى حد وصفه بالفاسق وعميل النظام البعثي، وهذه هي اخلاقهم التي لا تختلف عن قيم واخلاق الغزاة الاخرين التي تعتمد نظرية ميكافيلي الغاية تبرر الواسطة في محاولة لا اخلاقية لتوسيع مؤيديها في العراق، وقد اعلنوها صراحة على لسان احمدي نجاد بانهم جاهزون لسد الفراغ الامني خسئوا وخاب فالهم فشعب العراق ومقاومته سيتولوا المسؤولية ولا فراغ، ولكن الله وجنده لهم بالمرصاد.

 

11.  تغيير امريكا لكثير من قراراتها التي كاجتثاث البعث والتقاعد العسكري وغيرها، وقد اوعزت لمرتزقتها (حكومة الاحتلال) والمصالحة بين كل مكونات الشعب العراقي، في محاولة لتحسين صورة امريكا حقيقيتها التي تسعى الادارة الجديدة لتلميعها عبر الاعلام والخطب، بعد السجل الاجرامي والافعال الشائنة بحق العراقيين التي تجسد حقيقة الارهاب والجريمة الامريكية وحلفائها ومرتزقتها المعاديين للبشرية، وانتهاك قواتها وادارتها لحقوق الانسان والقانون الدولي، وهو استراتيج امريكا ومخططها الجديد لجر الشعب والمقاومة الى اللعبة السياسية التي لهم منهجهم من خلالها كاجندة بديلة، فقد تغيرت نبرة الخطاب الامريكي في وصف المقاومة والتي كانت تصفها بالمتمردين او الارهابين او ازلام النظام او المتضررين من ازالة النظام السابق.. ولهذا ظلوا يعتمون على كل عمليات المقاومة في محافظات الجنوب والفرات الاوسط الا ما تفرض نتيجة اطلاع الاعلام او حضوره مصادفة.

 
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الجمعة  / ٠٩ شعبــان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٣١ / تمــوز / ٢٠٠٩ م