وحدة المقاومة واجب شرعي ووطني وقومي

 
 
 

شبكة المنصور

ابو محمد العبيدي
لم نرى يوما هذا الإلحاح المستمر الذي ينم عن إصرار من قائد على موضوع مثلما نراه لدى القائد عزة الحق في دعواه ونداءاته المستمرة لكافة فصائل المقاومة للتوحد حتى بات البعض يعتقد إن هذه الدعوات تنم عن ضعف وحاجة البعث في هذه المرحلة إلى من يشد أزره ويساعده في تحقيق أهدافه المرحلية لعدم امتلاكه أدواته الخاصة لتنفيذ هذه الأهداف,وتتلخص هذه الأهداف بالتحرير وإعادة لملمة وبناء المجتمع ومؤسساته ودفع الخطر والشرور عنه,واعتقد إن هذا التصور لا يقتصر على الأفراد أو المراقبين بل يشمل بعض قيادات الفصائل التي تضن إن البعث ضعيف, وبسبب ضعفه وخاصة على المستوى العسكري ,

 

فرض عليه هذا التوجه والإلحاح ,وهذا التصور ناتج عن الغرور الذي أصاب بعض هؤلاء القادة نتيجة نجاحهم في تنفيذ العمليات الجهادية ضد المحتل وضعف قدراتهم على القراءة الصحيحة للواقع وللإمكانيات الحقيقية للبعث ولفصائله الجهادية والاهم من كل ذلك هو عدم القدرة على فهم إستراتيجية البعث الجهادية ومتطلبات تنفيذ هذه الإستراتيجية والتي تفرض في جانبها العسكري , الاحتفاظ بالقوة القتالية للمعارك المصيرية والتي لم يأتي توقيتها بعد ,مع الاستمرار في مشاغلة العدو وهذه هي إستراتيجية الاستنزاف والتي دمرت المحتل , وحققت نصر المقاومة التي لا يريد أن يعترف بها العدو الأمريكي لتصوره بإمكانية قلب الأوضاع لصالحه بالاعتماد على عملائه في العملية السياسية والانتظار حتى الرمق الأخير,عسى أن يستطيع قلب موازين القوى لصالحه مستمرا في محاولاته وعلى أكثر من محور من اجل إنهاء المقاومة من خلال جر البعض منها إلى العملية السياسية والاستمرار في ضرب واعتقال وقتل المجاهدين,ومع الأسف إن بعض فصائل المقاومة تهيأ له الفرصة أحيانا لتحقيق بعض اهدافة  ومن هذه الفرص اللقاء معه ,وبغض النظر عن المبررات والأسباب فان أي لقاء مع المحتل دون تنفيذ شروط المقاومة هو خطوة غير موفقة تصب في صالح المحتل ,

 

وعليه فان تقديم أي فصيل نفسه كممثل للمقاومة وتقبل المحتل لذلك ظاهريا ما هو إلا جر هذا الفصيل إلى مواقع تجعله ضعيفا في أي محادثاته, لان العدو يعرف إمكانيات كل فصيل وتثيره السياسي والعسكري بل وحتى (التمويلي )وبالتالي فهو يسعى إلى تشتيت المقاومة وزرع بذور الفتنة والفرقة بينها والعكس صحيح حيث أن إجبار المحتل على اللقاء مع ممثلين لكل فصائل المقاومة تفرض على العدو الجدية في تعامله ,ومن الطبيعي إن هذا لن يتم إلا بوحدة الفصائل ,وقد عرض البعث ولأكثر من مرة إقامة جبهة أو مجلس سياسي أو قيادة تمثل المقاومة سياسيا ,ولكن يبدو إن البعض لم يصل إلى درجة القناعة لحد الآن,لسبب أو لآخر ولا نريد أن نتطرق إلى هذه الأسباب لان الغاية والهدف الذي تسعى إليه قيادة الحزب اكبر بكثير من الأفراد والمصالح الضيقة لنا أو لهم    


إن الإيمان العميق والفهم الدقيق لظروف الصراع مع المحتل إضافة إلى التصور الكامل عن أبعاد الهجمة الصفوية الاستيطانية ,والتشخيص الدقيق لأبعاد التلاقي الاستراتيجي ما بين الصهيونية والامبريالية الأمريكية والأطماع الاستيطانية الفارسية الصفوية في عموم المنطقة العربية وليس في العراق فقط ,كل ذلك قد فرض التشدد في الدعوة إلى وحدة المقاومة حتى ولو كان على حسابنا,ومن يضن انه يمن علينا فانه واهم ولا يحركنا غير إيماننا المطلق بالله متناسين في ذلك كل مصالحنا الحزبية مقدمين مصلحة الدين والشعب والوطن متنازلين عن بعض حقوقنا في سبيل هدف أسمى واكبر وهو وحدة الجهاد ووحدة المجاهدين وبالطريقة والأسلوب الذي يقتنع به الآخرين,والحوار كفيل بحل أي سوء فهم ,ولا اعتقد إن الحوار المباشر خسارة لأي طرف بغض النظر عن النتائج ,واعتقد إن دعوة القائد هي فرصة للجميع لإعادة النظر في توجهاتها الجهادية وان أي تخلف عن التفاعل مع هذه الدعوة الصادقة لا بد وان تؤثر على مستقبل ذلك الفصيل وهو موقف لا يرضي الله عز وجل .

 
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

السبت  / ١٠ شعبــان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠١ / أب / ٢٠٠٩ م