اوباما .. بين الجد الإنساني .. ولعبة الحبل  السياسي

﴿ الحلقة الثانية

 
 

شبكة المنصور

أبو علي الياسري

أما إجابة المتشائمين للسؤال الثاني فهو :

 

لقد أدرك العالم جيدا وبشقيه الرسمي والشعبي أن التاريخ السياسي الأسود للولايات المتحدة الأميركية بالتحديد من عهد  إدارة المجرم  ( بوش الأب)  ولغاية نهاية إدارة مجرم الحروب والإنسانية ( بوش الابن ) الأرعن ضد الأمتين العربية والإسلامية  , (ملاحظة :- هناك من يسال لماذا لم يشير المتفائلين من الخطاب   أن العداء الأميركي للعرب والمسلمين بدا  منذ  الستينات ؟  الجواب أن أميركا  كانت مشغولة آنذاك في الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي.. ولكن موقفها ودعمها وإسنادها للكيان الصهيوني أصبحت  معروفة للأمتين منذ ذلك الوقت ولغاية يومنا هذا ناهيكم عن جرائمها ضد الإنسانية في الحربين  العالمية الثانية وما قامت به في اليابان  عندما ضربت  مدينتي  ( هيروشيما وناكازاكي بالقنبلتين النوويتين) .. إذ ورث الشعب الأميركي وإدارة ( اوباما ) الجديدة ثقلا كبيرا ومشاكل كثيرة وصعبة للغاية أثقلت كاهل أميركا وشعبها اقتصاديا وعسكريا وسياسيا وإعلاميا ومعنويا وماديا وصناعيا الخ .. فمن الناحية الاقتصادية حققت الإدارة البوشية الإرهابية للشعب الأميركي وإداراته الجديدة انجازات عظيمة  في  العجز المالي  لميزانية الولايات المتحدة الأميركية  حيث   وصل عجزها  إلى أكثر من ( 6,5) تريليون دولار وهذا هو السبب الرئيسي بالانهيار الشامل في جميع المؤسسات الاقتصادية والمالية والصناعية والعسكرية والتجارية  والتي أثرت تأثيرا كبيرا على  إفلاس الكثير من المصارف والبنوك الرئيسية التي سببت بانهيارها في  التأثير على  الكثير من  دول أوربا ودول الخليج العربي  وشرق آسيا لما لتلك المصارف والبنوك الأميركية  فروع وقنوات دولية مشتركة في الاعتمادات المالية معها , وهذا  اثر تأثيرا كبيرا على إفلاس الكثير منها وخاصة  الشركات الكبرى التي لها مكانة مهمة واقتصادية في ديمومة الحياة الأميركية ... مما حدا ب(بوش) الأرعن أن ينقذ الاقتصاد الأميركي من خلال دعمه الفاشل  لتلك الشركات والمصارف والبنوك وفق خطة أطلق عليها بخطة  الإنقاذ المالي  وبمبلغ ( 700) مليار  ...

 

 مما  جعل بالمتشائمين من خطاب اوباما  أن يعللوا  للشعب الأميركي والإنسانية عن  الأسباب التي أدت إلى انهيار الاقتصاد الأميركي  وإلى  إفلاس الكثير من  شركاتها وفق الجواب التالي :-

 

 أن الخطأ الفادح الذي دمر الاقتصاد الأميركي  جراء سياسة  إدارة ( بوش ) الأرعن هو  الحرب على العراق وغزوه واحتلاله وبحجج وذرائع كاذبة ومظلة متناسيتا  هذا  العراق العظيم  أبو التاريخ العربي والإسلامي والإنساني  وهو المنجب والذي ينجب  خيرة الرجال رجال المقاومة العراقية وبجميع فصائلها الوطنية والقومية والإسلامية الذين أذاقوا القوات المحتلة الأميركية  الويل والمر كما أذاقوا السم الزعاف للفرس المجوس.. فاحتلال أميركا  للعراق  سبب لها  ولشعبها  الخسائر البشرية الذي وصل أعدادها وحسب إحصائيات موقع المحاربين الاميركان والتي سرقها من ( البنتاغون ) إلى أكثر من ( 73) ألف قتيل وأكثر من ( 826) ألف جريح ومعوق ومصاب بإمراض عقلية ونفسية ناهيكم عن فقدان عشرات الآلاف من الآليات القتالية والنقل الخدمية والهندسية ومئات الطائرات الحربية والعمودية .. أليس هذا الحجم الكبير من  الخسارة البشرية واليتها العسكرية  هي إحدى الأسباب الرئيسية  في عجز الميزانية الخاصة بالولايات المتحدة الأميركية ناهيكم عن  ما ينفقه  الجندي الأميركي في العراق وأفغانستان من نفقات يومية تتمثل  بأرزاقه  وتجهيزات العسكرية المختلفة وما يصرفه الجندي الأميركي من عتاد وأسلحة شخصية إضافة لما يحتاجه  من تجهيزات صحية وطبية ومشروبات الكحولية وماء ووقود للعجلات العسكرية والطائرات وتكاليف النقل اليومي للدوريات العسكرية بين المحافظات وفي داخل القرى والأرياف والاقضية والنواحي والمدن وما تنفق الإدارة  الأميركية لمرتزقتها وعملائها ومصادرها الاستخبارية من رواتب ومخصصات بالدولارات  والتي  بلغت  مصاريفها إلى اكثر من  ( 10) ملايين دولار في الدقيقة الواحدة .. أي  تساوي ( 600) مليون دولار  في الساعة الواحدة والتي تقدر بأكثر من ( 14,400) مليار وأربعمائة مليون دولار كل 24 ساعة  .. والتي يبلغ إجمالها  في الشهر الواحد إلى  أكثر من ( 432,400)أربعمائة واثنان وثلاثون مليار وأربعمائة مليون دولار .. وكذا في السنة!!!!! .. وكذا في ستة سنوات  الخ !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! .؟

 

... أما من الناحية السياسية فحدث ولا حرج إذ  خسرت أميركا خسارة كبيرة في  سمعتها وسمعة شعبها  لعدم احترام قادة حزبيهما  السياسيين المتحاصصين المتناوبين على  الاداراتين  لتكن  مرة  للحزب الجمهوري وأخرى للحزب  الديمقراطي  للحضارات الإنسانية  الأخرى وتجاوزهم  لا بل استخفافهم  بالشرعية الدولية  بسبب عدم احترامهم  القانون الدولي ..هذا من جانب أما الجانب المعنوي فقد وصلت  معنوية  الشعب الأميركي نتيجة سياسات إداراته  الإرهابية الغاشمة إلى أدنى مستوى لها  نتيجة ما جنته  (الإدارة البوشية ) المجرمة لشعبها ,  مما جعل بالشعب الأميركي  أن يكتشف الحقائق السياسية لكذب وتظليل وإجرامية  إداراته الإرهابية  , فانتفض على الواقع السياسي لكذب وتظليل إدارته التي أوهمته يهما  جراء كذبها وتظليلها وخداعها الشعب عبر وسائلها الإعلامية المظللة والكاذبة  للواقع والحقيقة ...

 

هذه  الأسباب وغيرها من الأسباب  جعلت من الإدارتين  الأميركيتين  السابقة والجديدة أن تصمت تجاهها .. والدليل على ذلك سماحها لإيران بدور  الشرطي في المنطقة مما مهد الطريق لإيران وعن طريق دجلها المعروف تاريخيا باختراقها واختراق دول المنطقة وخاصة دول الخليج العربي  عن طريق نفوذاتها الذين أصبحوا الأداة المهمة في حياة  تلك الدول ومن  جميع النواحي الاقتصادية والمصرفية والاستثمارية والصحية والتعليمية والصناعية والقانونية .. الخ آخرها تسليم  العراق بعد الاحتلال ووضعه  بيد نفوذاتها الصفوية مما جعل بإيران أن  تصبح القوة إلاقليمية الخطرة  بعد حل جيشه الباسل  تجاه دول الخليج العربي والمنطقة العربية وقوة خطرة تهدد  مصالح أميركا ودول الخليج العربي ...  وهذا الخطأ الكبير ليس هو خطا الشعب الأميركي وإنما هو  خطأ  السياسة الفاشلة  للإدارتين السابقة والجديدة  بالسماح لإيران  بالتدخل واحتلال العراق عن طريق أجندتها الصفوية وبالتحديد عبر مشروع عملية الاحتلال السياسية ... إضافة إلى الكثير من العوامل الدولية  سواء كان ذلك في عدم استقرار الكوريتين وما لذلك من تأثير كبير على وجود ومصالح أميركا  جراء إنتاج كوريا الشمالية لأسلحة نووية ... إضافة لما للصين من دور مهم في تقدمها الحربي والنووي والصناعي   وما لذلك من دور مهم في إعادة  الدور الروسي إلى  مكانته الدولية  كقوة كبيرة في القطب الثاني من الكرة الأرضية , إضافة إلى عدم  ثقة الإنسانية في الوعود السياسية للسياسة الأميركية تجاه القضية الفلسطينية ناهيكم عن ما تعانيه أميركا اليوم  من اهتمام العالمين العربي والإسلامي بدول أميركا اللاتينية لما لهم من مواقف ايجابية تجاه الأمتين .. هذه الأسباب وغيرها  جعلت بأصحاب القرار السياسي الأميركي أن يصيغون  خطابا سياسيا للسيد ( اوباما ) وبهكذا لهجة وجمل استعراضية  تفوحها العاطفة على الأمتين العربية والإسلامية !!! عسى أن ينقذها هذا الخطاب  من السقوط الحتمي الذي بات وشيكا اقتصاديا وعسكريا وماديا ومعنويا وسياسيا وحضاريا !!!.

 

الذي يمحص ويفحص ويدقيق جمل وكلمات الخطاب يتبين له ومع الأسف الشديد بأن خطاب ( اوباما ) يتشابه مع  الكثير من الخطابات الإنشائية التي نسمع بها  في زمننا هذا وبالتحديد من خلال مؤتمرات القمم العربية والإسلامية  العاجلة والاعتيادية والاستعراضية  .. وهذا أصبح واضحا بعد أن أطلق عنانه من على مسرح القاهرة إذ  افقد آمال وتطلعات  الشعبين  الأميركي والعربي وخاصة الشعب العراقي  الذي كان يتوقع  بان الإدارة ألأميركية الجديدة  ستكون بموضع  المصحح الحقيقي  لجميع الأخطاء الكارثية التي ارتكبتها إدارة بوش الأرعن جراء احتلاله للعراق وشعبه ... أي تصحح وتعترف بشجاعة  أمام العالم الذي سيكلها  الاحترام والتقدير للشعب الأميركي ودولته  المتمثلة بالإدارة الاوبامية الجديدة  ... وهذا التصحيح والاعتراف  سينقذها من جميع المخاطر التي تهدد أمنها القومي والذي بات قريبا من خلال هزيمتها  العسكرية جراء تزايد خسائرها بشريا وعسكريا ومعنويا وماديا لنفقاتها  اليومية والشهرية لقواتها المحتلة التي لا يمكن أن تنفقه  مستقبلا على قواتها المحتلة في كل من العراق وأفغانستان  أو أي دولة  مستهدفة ضمن استراتيبجيتها الإرهابية والسبب في ذلك هو إفلاس خزينتها التي بإفلاسها أفلست جميع  بنوكها ومصارفها وشركاتها والتي عرفها العالم بالكارثة الاقتصادية والمالية....

 

وسنكمل المقال في الحلقة القادمة إن شاء الله .

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاثنين  / ٢٧ جمادي الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٢ / حزيران / ٢٠٠٩ م