اوباما .. بين الجد الإنساني .. ولعبة الحبل  السياسي

﴿ الحلقة الثالثة

 
 

شبكة المنصور

أبو علي الياســــري

ومن هنا فان الملاحظات التي لوحظت  من قبل  المشاهد والمستمع والقارئ العراقي  على هذا الخطاب تتمثل بالنقاط  التالية  :-

 

عدم ظهور السيد ( اوباما ) بأي نوايا   تخدم الإنسانية وهذه النوايا  تكون من خلال  الاعتراف بالأخطاء الكارثية التي سببتها 1.دوائر القرار السياسي الأميركي والتي نفذتها إدارة ( بوش ) الكذاب تجاه الأمتين العربية والإسلامية وخاصة الاعتراف امام العالم والشعبين العراقي والأميركي  بكذب الذرائع التي تذرع بها بوش الأرعن في امتلاك العراق أسلحة الدمار الشامل وعلاقة نظامه الوطني بالقاعدة ..واللذان أدى إلى إشعال الحرب وغزو العراق واحتلاله وإسقاط نظامه الشرعي وبدون قرار دولي ناتج عن الشرعية الدولية .

 

2.عدم تطرق السيد ( اوباما ) إلى  الجرائم اللاانسانية في خطابه  والتي  ارتكبتها الإدارة الأميركية السابقة إدارة (بوش ) الأرعن والكذاب  وقواتهم  المحتلة بحق العراق وشعبه ابتدءا  من تدمير بنيات العراق التحتية وحل المؤسستين العسكرية والأمنية وما قام به المحتل من عمليات سياسية طائفية قسمت العراق وشعبه إلى أقاليم طائفية وغيرها من الجرائم التي يعرفها الداني والقاصي والمثبتة  في وثائق وسجلات كل عراقي غيور المعروفة للعالم والإنسانية جرائم أبي غريب وانتهاك شرف واغتصاب العراقيين والعراقيات ولغاية التهجير ألقسري والقتل الطائفي على الهوية وهدم الدولة بكل تفاصيلها .

 

3.التناقض في أقوال وأفعال السيد  ( اوباما) بين  خطابه الأول ( أداءه القسم)  وخطاب القاهرة .. حيث  وعد الشعبين العراقي والأميركي في خطابه الأول  بإعادة العراق إلى أهله الحقيقيين  .. واليوم  ينقض نفسه عندما اعترف أمام الشعب الأميركي وأمام العالم بان إدارة ( بوش ) الأرعن (ذهبت لاحتلال العراق بإرادتها) !!! أي ليس بإرادة الشرعية الدولية .. وهذا يجعل من اوباما أن كان شجاعا ويحترم  القانون الدولي إن كان للقانون الدولي مكانة في سياسة إدارة (اوباما) الجديدة ليضع أمام ضميره الذي سيحاسبه الرب (كما يقول في الخطاب ) بان الذي يحتل دولة وشعب بإرادة نفسه يتناقض مع جميع الشرائع والأديان الذي ذكرها في خطاب القاهرة إضافة إلى  القانون الدولي ... وعليه فان كان حريصا على الإنسانية وكما مثلها تمثيلا جيدا  في خطابه بالقاهرة .. أو إن كان يحترم الأديان السماوية ومنها الدين الإسلامي .. أو إن كان شجاعا في قراراته أن يعلن على الملأ خطأ الحرب على العراق وشعبه وكما اعترف به سلفه الكاذب الأرعن ( بوش ) أمام العالم عندما قال( اعترف بخطأ الحرب على العراق لكذب المعلومات الاستخبارية حول امتلاك العراق أسلحة الدمار الشامل وارتباط نظامه الوطني بالقاعدة ) .. واعترافه بالمقاومة العراقية المسلحة الوطنية والقومية والإسلامية كممثل شرعي للعراق وشعبه .

 

4.تناقضه في القول والفعل بين الخطابين الأول أثناء أدائه القسم وخطاب القاهرة إذ  وصف في خطابه  الأول خطأ الإدارة الأميركية البوشية في  الحرب على  العراق واحتلاله .. ثم ناقض ذلك في  خطاب القاهرة عندما  أشاد في العملية السياسية التي أنجبها الاحتلال من انتخابات مزورة غير شرعية في نظر القانون الدولي  .

 

5.التناقض بين القول الفعل في خطابيه الأول والثاني عندما وصف في خطاب القسم  التشكيلات التي تشكلت بعد الاحتلال من الحرس الوطني والشرطة  بالتشكيلات الطائفية وتحديدا عندما  قال ( أنني لا اؤويد الجيش الطائفي )  ... إذ نوقض كلامه في  خطاب القاهرة  عندما وصف العراق في زمن الاحتلال وحكومته الطائفية الصفوية بأنها  أفضل من زمن النظام الوطني لحكم الشهيد ( صدام حسين ) .

 

6.اثبت للعام العربي والإسلامي والإنسانية جمعاء أن القرار السياسي في الولايات المتحدة الأميركية  هو ليس بيد ( اوباما ) أو أي رئيس من رؤساء أميركا السابقين  والقادمين , وإنما   هو  بيد أصحاب القرار السياسي من المخفيين في رسم  السياسة  الأميركية والدليل على ذلك .. ما أكده اوباما في خطاب القاهرة في ضرورة تطبيق حل الدولتين من اجل إنهاء مشكلة الصراع العربي الصهيوني .. ولكن ثبت  للعالمين العربي والإسلامي والإنسانية جمعاء عكس ذلك ومن خلال خطاب رئيس وزراء الكيان الصهيوني ورفضه لفكرة حل الدولتين .. وهذا يثبت بان الذي يحكم السياسية الأميركية هي الصهيونية العالمية وليس ما ينتخبه الشعب الأميركي من سياسيين  .

 

ما هو المطلوب عربيا وإسلاميا من خطاب  السيد (اوباما ) ؟  

على الأمتين العربية والإسلامية وبنظاميها الرسمين  أن ينهضوا من سباتهم  .. وان يفكروا  بالتاريخ السياسي لأميركا ومن معها وان يفكروا   بما حل بالأمتين من أطماع إقليمية ودولية أنجبت لهما الاحتلالات والأمتين نائمتين بين ظلال ودهاليز الدول الطامعة  والداعمة في احتلالهما وتفتيتهما وتدميرهما والقضاء على دينها .. من هنا نقول للأمتين عليها أن تصحي من سبات نومها وتعمل على ما يتطلب الأمر الواقع بما   تعمل وكما يلي :

 

1.على الأمتين العربية والإسلامية وبنظاميهما الرسميان أن يتذكرا التاريخ السياسي الأميركي وما له من استراتيجيات خاصة وعامة في الأطماع والهيمنة واحتلال دولا عربية وإسلامية .

 

2.على الأمتين العربية والإسلامية أن تعيان على أنفسهما وتتذكر أن السياسية الأميركية هي ليست سياسة مسالمة وحضارية  وإنما هي سياسة الإرهاب المنظم والمخفي الذي ترعاه الصهيونية العالمية .

 

3.على الأمتين العربية والإسلامية أن تسال هذه الأسئلة  :- هل القرار السياسي الأميركي تجاه أي دولة عربية أو إسلامية  هو قرارا أميركيا أم قرارا صهيونيا ؟ وهل تستطيع الإدارة الأميركية التخلي عن الكيان الصهيوني مقابل جعل  جميع ثروات الأمتين العربية والإسلامية تحت تصرفها بالكامل  ؟ وهل تستطيع الإدارات الأميركية السابقة وجميع الإدارات اللاحقة أن تتخلى عن إيران ؟

 

4.على الأمتين العربية والإسلامية وأنظمتهما الرسمية  وقبل فوات الأوان أن تدعم المقاومتين المسلحتين  العراقية والفلسطينية دعما عسكريا وماديا وإعلاميا ومعنويا .. لان دعمهما سيفشل جميع المخططات ذات الاستراتيجيات التي هدفها الاحتلال والتقسيم وإنهاء دور الأمتين عربيا وإسلاميا  .

 

أما المطلوب على المستوى العراقي فهو :

 

أ. مقاومة الاحتلال بكل إشكاله وأساليبه وبكل الوسائل  من اجل تحرير العراق وشعبه وافشال جميع المشاريع التي خطط لها  الاحتلال الأميركي  .

 

ب.تصعيد المقاومة وبجميع فصائلها وجبهاتها المجاهدة الوطنية والقومية والإسلامية من عملياتها الجهادية والقتالية ضد القوات المحتلة وعملائها وجواسيسها وعلى جميع مساحة العراق .

 

ج. التخلي عن فكرة التفرد  والانفراد واستحواذ  الكراسي من قبل البعض  والتي تم  تهيئتها لهم من قبل   مخابرات دولة المحتل الغازية ومن معها من العملاء  في المنطقة  إعلاميا  كورقة أخيرة من أوراق المشروع الأميركي  بعد انسحابه وهزيمتها من العراق وتجاهلهم  الدور الجهادي الكبير  في تحرير الوطن لفصائل وطنية وقومية وإسلامية لها من  حجمها ومساحة جهادها الذي هو بمساحة العراق  وما لهذه الفصائل المجاهدة من دور شرعي وقانوني  .. فما على الإخوة الذين كانوا في نظر العراقيين عناوين معروفة ضمن عناوين فصائل الجهاد وبجميع فصائلها  الوطنية والقومية والإسلامية أن ينتبهوا ومن جانب الحرص على أنفسهم  ويتدارسوا فورا هذا الموقف  ويستنتجوا من تلك الفكرة المغزى الحقيقي والأهداف المرسومة والمرتبطة بمشروع لا يخدم الجهاد والتحرير   .

 

د. على كل من دخل العملية السياسية متورطا أن يعلن براءته واعتزاله وانضمامه إلى صفوف المقاومة العراقية المسلحة الوطنية والقومية والإسلامية قبل فوات الأوان .

 

هـ. على جميع من هم في تشكيلات حكومة الاحتلال الصفوية من ضباط  ومنتسبين الذين  أجبرتهم الظروف المادية على الدخول في تلك التشكيلات التي شكلها المحتل للدفاع عن قواته التي انتهكت شرف العراقيين تامين الاتصال السري  بفصائل المقاومة العراقية وعن طريق قنواتهم المعروفة لديهم لإعلان الانتماء والولاء وعدم خدمة الاحتلال وسلطته العميلة .

 

وختاما فان جميع ألمتشائمين من خطاب السيد (اوباما )  الأخير في القاهرة لا يريدون أن يظلموا السيد ( اوباما ) بقدر ما يسألونه هذه الأسئلة : هل تصدق في ما تقول ؟ وهل ستتخلى عن السياسية العدوانية الإجرامية بحق الشعوب ؟ وهل ستتخلى عن سياسة الهيمنة والتسلط ؟ ... إن ما يلمسه المتشائمون على ارض الواقع يؤشر استمراركم  بالنهج العدواني الإجرامي بالرغم من تغيركم  في أسلوب الخطاب السياسي المظلل والكاذب  .... وفي هذه المناسبة يتقدم جميع المتشائمين بهذه الكلمات كهدية متواضعة للسيد ( اوباما ) متمنين له أن يحتفظ بها  للتاريخ وهي  :

 

أبو علي
الياســـــــــــــــري
العراق المحتل / النجف الاشرف
كتب من مصر العروبة
٢١ / حزيران / ٢٠٠٩ م

 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الثلاثاء  / ٢٨ جمادي الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٣ / حزيران / ٢٠٠٩ م