من خفايا ومآرب الصهيونية

﴿ الجزء الاول ﴾

 
 

شبكة المنصور

أبو حمزه الشبيبي

ايها الاحرار ايها المناضلون

إن غاية الصهيونية أن يكون لها في قلب الوطن العربي دولة  !!بعد الحلم الذي  بدأ مع انطلاقة الشر في أعقاب المؤتمر الفاشي الصهيوني الاول عام 1899

 

الفصل الاول

" من شؤون فلسطينية والصادرعام 1981 تموز  يوليو "

 

 

 

السلاح ألنووي الاسرائيلي

 

لم تهدأ بعد تفاعلات الغارة الاسرائيلية على المفاعل النووي العراقي التي وقعت يوم الاحد في 7 حزيران (ينويو)1981, والتي أبرزت مدى اتساع التهديد الاسرائيلي لاي عملية تطور تتم داخل البلاد العربية, والتي يفترض أيضا ان تدفع الكثير من الحكام العرب للتفكير بطريقة جديدة، حول أولويات خططهم السياسية والعسكرية ووسائل حمايتها

 

وقد سبق هذه الغارة ضجيج كبير أثارته اسرائيل قبل شهور ،ويبدو انه كان تمهيدا لها ،حول امكان امتلاك العراق لسلاح نووي في النصف الثاني من الثمانينات.ثم واصل المسؤولون، في اسرائيل، التصريح بأنهم لن يسمحوا بحدوث ذلك. وقد عقب، آنذاك، مسؤول فرنسي كبير، تعليقا على الحملة السياسية والديبلوماسية التي شنتها اسرائيل ضد فرنسا بسبب موافقتها على بيع العراق مفاعلا نوويا، بالقول: إن اسرائيل آخر من يحق لها ان تشكو. وكانت تلك إشارة إلى المساعدة النووية التي قدمتها فرنسا إلى اسرائيل في الستينات، والتي توصلت بفضلها - حسب رأي الكثيرين- إلى امتلاك السلاح النووي. إن اسرائيل وهي تهدد وتشن حملتها السياسية والديبلوماسية ضد العراق، تدعي "البراءة" وتتستر وراء تصريحات غامضة للتشكيك في حقيقة امتلاكها للسلاح النووي. وتعالج هذه المادة، بصورة موجزة ومبسطة، موضوع السلاح النووي، بدءأ بالسؤال الكبير: هل  تمتلك اسرائيل فعلا سلاحا نوويا، أم لا؟ وانتهاء بتأثيرات ذلك على الصراع العربي-الاسرائيلي والقضية الفلسطينة

 

قبل كل شيء، ينبغي أن نذكرأن اسرائيل لنم تعلن عن نفسها كدولة نووية، وانها مازالت، كما كان حالها منذ بداية برنامجها النووي، تحيط نشاطها، في هذا المجال، بستار كثيف من السرية، وتفرض رقابة صارمة على المعلومات الداخلية المتعلقه به. ولذا، فان، المعلومات حول النشاط النووي الاسرائيلي لاتزال ناقصة، وهي متاحه بالأساس في منشورات خارج اسرائيل . والاستنتاج حول وجود سلاح نووي في حوزتها او عدم وجوده مبني على (أ) تحليل المعلومات والواقائع المتوافرة  حول القدرة النووية الاسرائيلية، (ب) دراسة الاخطار التي تواجهها اسرائيل والاهداف التي تتوخى تحقيقها، (ج)تحليل ذهنية قادتها والقواعد التي تتحكم في توجيه سلوكهم، ثم دمج هذه العناصر للتوصل الى النتيجة الصحيحة،(د)تقارير المخابرات الاجنبية وتصريحات اشخاص شغلوا مراكز اتاحت لهم التوصل إلى معرفة المعلومات السرية ونبدأ بالمعلومات والوقائع المتوافره

 

القدرة على صنع السلاح

تتطلب القدرة على صنع السلاح النووي واستخدامه توافر العناصر التالية: اولا، المنشآت اللازمة لانتاج القلب القابل للأنشطة؛ ثانيا، المادة الضرورية اللازمة لصنع المادة الانشطارية: ثالثا، المعرفة العلمية والمقدرة التكنلوجية اللازمتين لتصميم السلاح وصنعه؛ رابعا، أجهزة القذف لايصال السلاح الى الهدف . وقبل ايراد خلاصة للمعلومات المتاحة حول مدى امتلاك اسرائيل للمتطلبات المذكوره أعلاه، نشير بسرعة إلى ان المادة الأساسية التي تشكل منها القنبلة الذرية هي قلب اليورانيوم 235 او البلتونيوم 239 القابل للانشطار. ويوجد اليورانيوم 235 في اليورانيوم الطبيعي بنسبة7% وكي يكون صالحا لصنع السلاح يجب ان يركز الى90%. أما البلوتونيوم 239، فهو عنصر غير موجود في الطبيعة ولكنه ينتج عن احتراق اليورانيوم الطبيعي في المفاعل النووي.ولا يصلح البلوتونيوم الذي ينتجه المفاعل مباشرة للاستعمال في صنع السلاح،بل ينبغي فصله عن الشوائب المرافقة له بعد عملية الاحتراق. وللحصول على البلوتونيوم النقي، يجب أن يعالج البلوتونيوم المشوب في مرفق فصل كيميائي تخرج منه المادة الانشطارية جاهزة الاستعمال

 

اولا. المنشآت:   تمتلك اسرائيل مفاعلين نووين: مفاعل ناحل سوريك، ويقع الى الجنوب من -تل ابيب قرب مركز وايزمن للبحث النووي في رحوبوت، ومفاعل ديمونا في النقب الشمالي

 

وقد حصلت اسرائيل على مفاعل ناحل سوريك من الولاياة المتحده ، في اطار الاتفاقية الثنائية للتعاون النووي المعقودة بين البلدين في عام 1955، وانجزت بناءه في ايار مايو 1960 ، وبدأعمله في حزيران يونيو من العام نفسه. وتتراوح طاقة المفاعل بين ألف وخمسمئة الف كيلو واط ويعمل بوقود هو مزيج من اليورانيوم المخصب والألومنيوم. وقد زودت الولايات المتحده اسرائيل، بموجب اتفاقية وقعت بين البلدين في عام 1959، بعشرة كيلوغرامات من اليورانيوم  المخصب بدرجة 90% . من اجل تشغيل المفاعل . وفي عام 1969 ،عدلت الاتفاقية بحيث زيدت كمية اليورانيوم المخصب الى 40 كيلوغراما بدلا من عشرة ،وزيدت نسبة التخصيب الى اكثر من 90% .وقد خضع مفاعل ناحل سوريك،منذ إنشائه لرقابة مشددة من قبل الولاياة المتحده حتى عام 1965، ثم حولت اعمال الرقابة الى وكالة الطاقة الذرية الدولية. الا ان الوكالة لم تمارس الرقابة الفعلية على المفاعل، بل اكتفت بتلقي تقارير دورية عن نشاطه دون القيام بزيارته، باعتبار أن هذا هو الاجراء المتبع بالنسبة للمفاعلات التي تقل طاقتها عن 3 ميغاواط. ومع أنه يمكن استخدام كمية اليوارنيوم المخصب الذي تزود به اسرائيل كوقود للمفاعل لصنع ثلاث او اربع قنابل ذرية من طراز قنبلة هيروشيما، إلا انها بالتاكيد لم تفعل ذلك.إذ أن الوقود المستعمل يعاد شحنه الى الولايات المتحده لاعادة معالجته، وبناء على ذلك، فان جميع المواد المؤجره لابد من تقديم حساب عنها. ومن هنا فان قيمة مفاعل ناحل سوريك، من وجهة نظر عسكرية، تنحصر في كونه مركزا لتدريب العلماء والفنيين وللبحث النووي وتطويره

 

اما مفاعل ديمونا فقضيته مختلفة. وقد حصلت عليه اسرائيل من فرنسا بموجب اتفاقية سرية للتعاون النووي بين اسرائيل وفرنسا عقدت في عام 1957 وانجز استكماله وبديء بتشغيله في عام 1964 وتبلغ طاقته 24ميغاواط ( حراري) . ويدار باليورانيوم  الطبيعي ويتم تبريده وتعديله بالماء الثقيل. ويستطيع ان ينتج سنويا في حال توافر الكمية اللازمة من اليورانيوم الطبيعي لتشغيله بكامل طاقته، كمية بلوتونيوم كافية لصنع نحو 1,3 قنبله ذرية قوة الواحده منها 20 كيلوطن . ولكن من اجل الحصول على البلوتونيوم النقي ،لابد من مرفق فصل كيميائي. وفي حين توافرت معلومات كافية من مصادر موثوقه ، في مرحلة مبكرة حول المرافق الأساسية التي أنشأتها اسرائيل في اطار برنامجها النووي. فأن مرفق الفصل الكيميائي ظل بمثابة لغز أو حلقة مفقودة الى ان نشرت مجلة "التايم" الامريكية في نيسان (ابريل) 1976 ان مرفق الفصل انشيء بعد حرب حزيران  يونيو في عهد حكومة غولده مئير، بمبادرة من وزير الدفاع آنذاك موشي دايان

 

وتمتلك اسرائيل ، اضافة الى المفاعلين في ناحل سوريك وديمونا عدة منشآت فرعية ذات اهمية حيوية بالنسبة لعملية انتاج الاسلحة النووية. وأهم هذه المنشآت هي "المختبرات الحامية" التي بنيت بمساعدة بريطانيا قرب ناحل سوريك لاجراء الابحاث على المواد الاشعاعية التي ينتجها المفاعل وتداولها. وقد زودت هذه المختبرات بمعونة امريكية بأدوات الضبط البعيد والآلات الاوتوماتيكية الضرورية لتداول هذه المواد السامة جدا. كما انشئت مرافق مماثلة كجزء من مركز ديمونا

 

وهناك ايضا مرافق متقدمة للبحث والتطوير في كلية العلوم النووية التابعة لمعهد وايزمن للعلوم في رحوبوت على بعد سبعة اميال من ناحال سوريك. وتشتمل بنايات المعهد على نحو 71 مختبرا بالاضافة الى ورش الكترونية وميكانيكية. وقد اعتبر معهد وايزمن من العصب العلمي للبرنامج النووي بأكمله

 

كما قدم المعهد التكنولوجي الاسرائيلي في حيفا، المعروف ايضا باسم التخنيون مساهمة هامة في البرنامج النووي وقد أنشيء هذا المعهد في سنة 1958 كدائرة خاصة للعلم النووي والهندسة النووية وكان الهدف المحدد له تدريب العلماء على التقنية النووية ثم هناك. أخيرا . جهاز وزارة الدفاع للبحث العلمي ومختبراتها والصناعات الحربية التابعة لها 

 

ثانيا.الوقود:  تحتاج اسرائيل من اجل تشغيل مفاعل ديمونا بطاقته القصوى الى نحو 24 طنا، من اليورانيوم الطبيعي. ويستطيع مفاعل من النوع الموجود في ديمونا. ان يستخرج من هذه الكمية 7,2كيلوغرام من

البلوتونيوم 239 . وبما أن الكتلة الحرجة التي تكفي قنبلة ذرية هي 5,79 كيلوغرام من البلوتونيوم النقي. فان اسرائيل تستطيع ان تنتج سنويا مايكفي نحو 1,33 قنبلة ذرية. ويخضع تداول اليورانيوم للمنع المنصوص عليه في معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية وكان الحصول عليه في الستينات اصعب من الحصول عليه الانٍ. وقد كانت السبل المفتوحة امام اسرائيل للتزود به ثلاثة:اولا، انتاجه محليا من الفوسفات المتوافر بكميات ضخمة من البحر الميت, ومشكلة هذه الطرقة انها مكلفة جدا من الناحية الاقتصادية. اذا تبلغ كلفة انتالج طن اليورانيوم من الفوسفات اضعاف سعره في السوق العالمية,ثانيا الحصول عليه من دولة اخرى( مثل جنوب افريقيا) او فرنسا)مستعدة في سبيل خدمة اغراض خاصة بها لتزويد اسرائيل به .ثالثا, شراؤه من السوق السوداء, يبدو ان اسرائيل قد لجأت الى السبل الثلاثة .

 

ويعتقد فؤاد جابر مؤلف كتاب الاسلحة النووية واستراتيجية اسرائيل، ان اسرائيل حصلت على اول شحنة للمفاعل من المصادر التالية 10 أطنان من جنوب افريقيا، 10 أطنان أنتجت محليا من فوسفات البحر الميت أما الاطنان الاربعة  الباقية فقد حصلت عليها من مصادر فرنسية . وتجمع المصادر المختلفه على ان اسرائيل تمكنت منذ بدء تشغيل مفاعل ديمونا من الحصول على الوقود اللازم دون صعوبات كبيرة ، ويجدر أن نذكر هنا مانشرته صحيفتان أميركيتان في ايار (مايو)1977. من أن سفينة المانية كانت تحمل شحنة من اليورانيوم تزن 220 طنا قد اختفت في عام 1968 بينما كانت في طريقها من المانية الغربية الى ميناء جنوه في ايطاليا.وما نشرته صحيفة اسرائيلية في الفترة نفسها من ان عميلا  سريا اسرائيليا.اعتقل في النروج سنة 1972لاشتراكه في اغتيال مواطن مغربي هناك. اعترف للسلطات النرويجية بأنه كان الشخص الذي اشترى سفينة اليورانيوم

 

كما يجدر أن نشير الى الأنباء التي نشرها عدد من كبريات الصحف الامريكية في عام 1977 عن قضية حدثت في منتصف الستينات، وجرت بشأنها على أرفع المستويات في الولايات المتحدة، شاركت فيها وكالة الاستخبارات المركزية واجهزة التحقيق الفدرالية ولجان الكونغرس وتدخل فيها الرئيس الامريكي.آنذاك، ليندون جونسون وتتعلق القضية باختفاء كمية كبيرة من اليورانيوم المشبع للغاية من مصنع اميركي للموادالذرية يمتلكه يهودي في ابولو، بنسلفانيا، في الولايات المتحدة.وقد رجحت التحقيقات ان يكون جزء من الكمية المختفية يقدر بحوالي 100 كلغ، وقد وصل الى اسرائيل، والكمية المختفية تكفي لصنع 13-15 قنبلة ذرية

 

أما الماء الثقيل اللازم لتبريد المفاعل وتعديله، فلم يشكل بالنسبة لاسرائيل عقبة في  أي فترة من الفترات. إذ أن أحد العلماء الاسرائيلين، دوستروفسكي. ابتكر طريقة كيميائية لانتاج الماء الثقيل تعرف باسمه  منذ اوائل الخمسينان. وقد كانت رغبة فرنسا في الحصول على معرفة بهذه  الطرقة. من بين الاسباب التي دفعتها الى عقد اتفاقية التعاون النووي مع اسرائيل

 

ثالثا. المعرفة العلمية والتكنلوجية: بدأت اسرائيل سعيها الحثيث لاكتساب المعرفة العلمية  والتكنولوجية قبل مضي السنة الاولى من قيامها. وقد ساعدتها في على هذا النحو المبكر, هجرة عدد كبير من العلماء والمهندسين البارزين الغربين، وخصوصا الالمان إليها قبل وبعد قيام الدولة. وقد تأسست، في أوائل سنة 1949، دائرة للبحث والنظائر في معهد وايزمن في رحوبوت للقيام بابحاث في الحقل النووي.وأوفدت  وزارة الدفاع. في السنة نفسها عددا من العلماء الشباب الى الخارج للتخصص في مختلف علوم النوويات العالي. وقد حدثت نقله نوعية وكمية في اطار اكتساب المعرفة العلمية والتكنولوجية في النصف الاول من الخمسينات نتيجة توقيع اتفاق للتعاون النووي بين اسرائيل وفرنسا في سنة 1953. وقد اتاح هذا التعاون لاسرائيل الحصول على ثروة من المواد والمعلومات التقنية, وتدريب العلماء والفنيين الاسرائيليين في منشآت اكثر تطورا وتعقيدا من منشآتها.والانتفاع بتجارب علماء سبقوها عدة سنوات في هذا الحقل.كماحدثت نقله كبيره أخرى في هذا المجال نتيجة توقيع اتفاقية التعاون النووي بين اسرائيل والولايات المتحده في تموز (يوليو) 1955. التي زودت الولايات المتحده في اطارها اسرائيل بمفاعل ناحل سوريك. وقد نصت الاتفاقية على تبادل واسع للمعلومات المتعلقه بمفاعلات البحث الذري واستعمالها. وقدمت إلى اسرائيل في آب (اغسطس) مكتبة فنية تحتوي

 

على 6500 تقرير عن البحث والتطوير الذريين من تقارير لجنة الطاقة الذرية الاميريكة. ونحو45 مجلذا عن النظرية النووية وخلاصات تقارير ومقالات.وتدرب في المرافق النووية الاميريكة بين 1955 و1960, نحو 156 اسرائيليا كما زار نحو 24 عالما اسرائيليا منشآت مختلفه تابعه للجنة الطاقة الذرية

 

وفي الستينات، وبعد تشغيل مفاعل ناحل سوريك، ثم بناء مفاعل ديمونا وتشغيله،اكتسبت اسرائيل مزيدا من المعرفة والخبرة التقنية النووية، ودربت مزيدا من العلماء والمهندسين.ان القوى البشرية التي يتطلبها برنامج صغير لانتاج الاسلحة النووية على أساس مستمر تقدر، حسب رأي الخبراء بنحو 1300 مهندس و500 عالم وهي قوى متوافرة لدى اسرائيل منذ اوائل الستينات

 

رابعا. اجهزة القذف  : لم تواجه اسرائيل مشكلة جدية بخصوص اجهزة القذف وإيصال القنابل الذرية الى اهدافها؛ فقد امتلكت منذ اواخر الستينات.طائرة الفانتوم من طراز ( ف -4 تي) ،التي تعتبر، حتى بحسب مقاييس الدول الكبرى، طائرة استراتيجية قادرة على حمل القنبلة الذرية وتوجيهها الى الهدف. كما طورت، في النصف الثاني من الستينات بالتعاون مع شركة داسو الفرنسية، صواريخ ارض-ارض متوسطة المدى من طراز

 

أريحا (م د -660). ويستطيع هذا الصاروخ حمل رأس متفجر وزنه 450 كلغ إلى مدى يتجاوز480 كلم. وهومزود بجهاز توجيه يعمل بالقصور الذاتي. ويعد ملائما إذا استخدم الصاروخ لحمل قذائف نووية.ولكنه ليس دقيقا كفاية لدى استعمال قذائف تقليدية. وقد بدأ الانتاج الفعلي لهذا الصاروخ في سنة 1971. ان هناك خلافا في الرأي بين الخبراء حول وزن القنبلة الذرية التي سعت اسرائيل الى صنعها ففي حين يعتقد البعض أنها اثقل من أن يستطيع صاروخ أريحا (م د - 660) حملها.يعتقد الكثيرون ان وزنها ملائم للصاروخ المذكور. وتكاد المصادر التي تحدثت عن تجهيز اسرائيل لقنابلها الذرية للاستخدام اثناء حرب تشرين(اكتوبر) 1973 تجمع على ان هذه القنابل ركبت على صواريخ أريحا

 

الاختبار: تبقى مسألة الاختبار .وهنا، يجمع الخبراء على أن اختبار قنابل ذرية من النوع  الذي يفترض ان اسرائيل سعت الى صنعه ليس ضروريا. ويعزز الخبراء رأيهم بذكرهم  ان الاختبارات البدائية الاولى التي اجرتها الدول النووية  لم تفشل ، وان القنبلة الاولى التي استعملت في حرب حقيقية ( قنابل هيروشيما) لم تختبر قبل ان تستعمل ويضاف إلى ذلك ان القنبلة تصنع من عدة اجزاء احدهما فقط، هو القلب القابل للانشطار نووي وكل الاجزاء الاخرى غير النووية يمكن اختبارها في المختبر

 

ان المعلومات المتاحة حول تطور البرنامج النووي الاسرائيلي، على صعد المنشآت والوقود والمعرفة العلمية التكنولوجية وأجهزة القذف.قادت الخبراء إلى الاستنتاج بأن اسرائيل امتلكت الخيار النووي في نهاية الستينات. كما لم ينشأ لديهم أي شك في ان الهدف الرئيس للبرنامج النووي عسكري.فلجنة الطاقة الذرية الاسرائيلية التي أنشئت في عام 1952.وتشكلت من ستة علماء فقط بما فيهم الرئيس.انشئت في البداية، ضمن إطار وزارة الدفاع وخضعت لاشرافها فقط. واحيط البرنامج النووي الاسرائيلي. في كافة مراحله بسرية مطلقة. معززة برقابة صارمة على وسائط النشر والاعلام .والاستخدام الوحيد المجدي لمفاعل ديمونا، في ضوء المرافق النووية القائمة في اسرائيل، هو استخدام عسكري. وتطوير صواريخ أريحا (م د - 660) لايمكن أن يكون الهدف منه إلا نقل رؤوس نووية.لأن كلفته الاقتصادية عالية جدا من غير المعقول أن يكون الهدف منه نقل قذائف تقليدية

 

إلا انه على الرغم من كل شيء. فقد نفت اسرائيل بصورة مستمرة ( حتى الان) امتلاكها للسلاح النووي, وكرر المسؤولون القول انها لن تكون أول من يدخل السلاح النووي إلى المنطقة.وازاء هذا النفي نشأ السؤال: هل اتخذت اسرائيل القرار السياسي بصنع السلاح ونفذته فعلا. وإذا  كان الجواب بالايجاب، متى حدث ذلك؟ ومن أجل التوصل الى اجابة منطقية لهذا السؤال، كان لابد من تحليل الاخطار التي واجهتها وتواجهها اسرائيل والاهداف التي توخت (وتتوخى) تحقيقها، وتحليل ذهنية قادتها والقواعد التي وجهت ( وتوجه) سلوكهم.ثم مقارنة نتائج التحليل بالتقارير الصادرة عن أجهزة الاستخبارات العالمية وتقديرات المسؤولين في الدول القادرة على معرفة الحقائق

 

إلى الجزء الآخر  . الأخطار والأهداف

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاثنين  / ٢٠ رجــــب ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٣ / تمــوز / ٢٠٠٩ م