إستراتيجـــــــية رأس الرمــــــح

 
 
 

شبكة المنصور

أبو خليل التميمي / بغداد المسورة بكتل الاسمنت

كل شيء بالكون يخضع لقوانين الفيزياء واحد أهم قوانين الفيزياء  كما إن السياسة تخضع لهذه القوانين بشكل كبير جدا وواضح فكل ضغط يواجه ضغط مساوي له بالقوة ومعاكس له بالاتجاه كما إن الضغط يعتمد على الكتلة والسرعة التي تعطي زخم أخر للضغط المسلط كما إن المساحة التي يسلط عليها الضغط تتحكم أيضا في تأثير القوة المسلطة فكلما قلت المساحة وزادت الكتلة زادت قوة الاختراق فالسهم المنطلق بقوة بإمكانه اختراق الدرع لامتلاكه السرعة كما ن الرمح المتجه نحو الدرع يخترق الدرع نتيجة قوة الضغط المسلطة .

 

وفي فن الحروب كان المتحاربين يجهدون في سن رماحهم وجعل ذبابتها حادة  كما يجهدون في نوعية الحديد المستخدم في رأس الرمح ونوعه وصلابته ولا ينسون قوة الخشبة المستخدمة وفي التاريخ العربي اشتهرت رماح السمهرية والردينية وأثبتت فاعليه مضاعفه وكبيرة جدا ضد دروع الفرس والرومان أثناء حروب التحرير التي خاضها المسلمين في بداية العصر الإمبراطوري الإسلامي . وهنا نأتي إلى وهنا نأتي إلى إستراتيجيه الرمح في الحروب وفي السياسة كما هوة معروف ومشهور عن المقاومة العراقية أنها استخدمت سياسة الرمح أكثر من مرة في عملياتها العسكرية ضد الأمريكان ففي معركة الفلوجة الأولى كانت سياسة المقاتلين العسكرية تعتمد على قوة صداميه تكون في المقدمة مسنودة بقوات أخرى تكون ابعد منها كما اعتمد على طريقة الرماح المصفوفة وهي إحاطة مدينة الفلوجة بعدد كبير من هذه القوات الصغير التي تكون على شكل المثلث القتالي وقد أثبتت هذه الإستراتيجية نجاحا كبيرا في التصدي للقوات الأمريكية ومنعها من الدخول إلى مدينة الفلوجة البطلة كما حصلت حالات قتالية مشابهه بكثير من المناطق على طول ارض العراق وعرضها .

 

أما على الحالة السياسية فنحن نشهد اليوم مثال سياسي رائع وعظيم ينبثق على ارض العراق فبنظرة فاحصة لأرض العراق ولخارطة الجهاد فيه نلاحظ إن إستراتيجية المقاومة كانت قائمة على أسس من الفصائل المتعددة  والتي تتميز أحداها عن الأخرى بخصائص وصفات قسم منها متشابهه وقم منها مختلفة نتيجة الطبيعة الأيدلوجية والسياسية والفكرية وكذلك نتيجة عملها ألمناطقي هذه حقيقة كانت مثالية بشكل كبير نسبه إلى الوضع السياسي والعسكري الميداني في العراق فالعدو كان منتشر في العراق وله عدد كبير جدا من القواعد العسكرية يصل إلى أكثر من إلف قاعدة عسكرية كما إن الحركات والأحزاب العميلة أيضا كانت منتشرة وبمختلف التسميات والفصائل فكانت المواجه مع هذه الحالة من الانتشار تتطلب حالة من الانتشار المقابل لأجل إحداث اصطفاف مقابل للعدو يتحكم به الحالة السياسية للبلد مع الأخذ بنظر الاعتبار إن الفعل الذي تقوم به المقاومة هو نتيجة لدراسة موضوعية وواقعية لما يجري بالساحة العراقية فالمعروف عن المقاومة العراقية أنها أسرع واقوي واذكي مقاومة حصلت بالتاريخ إذا أخذنا بنظر الاعتبار حجم وقوة العدو وتفوقه المادي والتكنولوجي والعسكري كذلك نوع العملاء الذين تم تجنيدهم واستخدامهم كما لو أضفنا دول الجوار وخصوصا الدور الخبيث لإيران حليف أمريكا وكيف أنها سيطرت على جزء مهم من الشعب العراقي وقامت بتحييده لصالح أمريكا تحت ادعاء المظلومية  الكاذبة التي رجعوا بها إلى ألف وأربعمائة سنة إلى الوراء

 

وهنا نعود إلى التركيبة الأساسية للمقاومة التي تتكون من فصائل متعددة فقد استطاعت هذه الفصائل من الاعتماد على سياسة الرمح في تقديم خطابها السياسي وما نشهده ألان من تكتلات وجبهات للمقاومة تثبت هذه النظرية المستمرة بالتنفيذ على ارض العراق فكل مجموعة من الفصائل نلاحظها ألان بدأت تقدم من شخصية قيادية لها كما حصل في التخويل الذي قدمته  فصائل المقاومة القريبة فكرا وتصورا ومفهوما للشيخ حارث الضاري وقد سبقتها فصائل أخرى قدمن الرفيق المناضل عزة الدوري اعزه الله فالعملية السياسة ألان تتطلب القيام بتشكيل روس الرمح وهي تقوم على أساس تقديم كل قوة من قوى المقاومة لقائد لها ليكون هو الممثل لهذه الفصائل وبهذه الطريقة تكون المقاومة قد كسبت الكثير ومن أهم النقاط التي تكسبها هي :

 

1 – تشكيل بهذا الشكل القتالي يساعد على اختراق الكتلة الواهية للعملاء وللأمريكان وخصوصا إن العملاء والأمريكان ألان هم يتجمعون في تكتلات يسهل اختراقها بقوة الرماح

 

2 – إظهار الايجابيات وتقليل السلبيات من خلال وجود عدد من القادة الذين يمثلون أو هم مخولون من مجموعة كبيرة من الفصائل وهذا يعطي إمكانية اكبر للتفاوض في مابينها والوصول إلى اسلم وأفضل الطرق للإستراتيجية السياسية والعسكرية

 

3 – إيجاد مجلس للمقاومة العراقية يساعد على بناء إستراتيجية وتكتيك للتفاوض أو لإدارة العمليات مما يساعد على سهولة الحصول على المكاسب الوطنية للعراق أفضل من إن يكون هناك تفرق وشرذمه في الآراء والمطالب

 

4 – اظهار مدى قوة ووحدة المقاومة في وجه أعدائها وهذا يساعد على الاستفادة الحقيقة من المكاسب العسكرية من الناحية السياسية

 

5 – إسكات المتخرصيين بعدم وجود وحدة سياسية للمقاومة وعدم وجود مشروع سياسي للمقاومة العراقية البطلة

 

6 – وهي نقطة مهمة وهي إعطاء تطمين مهم للشعب العراقي إن هزيمة الأمريكان وعملائهم لن تجعل العراق في خطر حرب داخلية نتيجة للصراعات الداخلية وهذا ما  تحاول أمريكا وعملائها أشاعته بين الشعب بل إن هناك قوة سياسية وعسكرية جاهزة لإدارة الأمور وحماية المواطنين من تدخلات دول الجوار كما أنها مستعدة لحماية الشعب من المليشيات العملية ومرتزقته الدول المعادية

 

وانأ واثق من إن الإستراتيجية العامة للمقاومة العراقية بشقيها العسكري والسياسي ناجحة بشكل كبير وهي من أجبرت الأمريكان على التقهقر وإعادة الانتشار من المدن والقصبات العراقية . وقد شعرت بارتياح كبير لسماعي الخطابين الذين وجهها من قبل الرفيق الدوري والشيخ حارث الضاري للشعب العراقي بمناسبة الاندحار الأمريكي وذكرى ثورة العشرين التي أرغمت البريطانيين على القبول بالاختيار السياسي  للعراقيين لمن يمثلهم وقد أشار الشيخ الضاري لهذا بالحادثة التي ذكرها بالخطاب وهي تدل على دراسة واعية لنتائج ثورة العشرين البطلة فقد قال :

 

وقد ذكر لنا من تأريخ ثورة العشرين: أن احد قادة الاحتلال الانكليزي قد اجتمع بعدد من شيوخ القبائل غرب العراق، وقال لهم: إذا أعطيناكم حكومة، فممن يكون رئيسها؟ من السنة من الشيعة؟ من العرب من الأكراد؟ فقال له احد الشيوخ الحاضرين في هذا الاجتماع: أتركونا وأمرنا، ونحن نختار الرئيس المناسب لنا، سنيا أو شيعيا عربيا أو كرديا، وترك هذا القائد الانكليزي  الاجتماع غاضبا، وهذا الموقف يدلل على أن الآباء والأجداد في ثورة العشرين كانوا على مستوى عال من الوعي السياسي والديني والوطني يفوق وعي أكثر السياسيين والمثقفين اليوم، من المعممين وغيرهم، من الذين غرقوا في بحر السياسة المصلحية المجردة، من اجل جمع المال الحرام والمناصب الهزيلة في ظل الاحتلال فأسهموا في تدمير بلدهم وشقاء أبناء جلدتهم.

 

وبقراءة متأنية للخطابين نلاحظ إن هذين القائدين يحملان الكثير من التطابق بالرؤى والأفكار مما يسهل العمل المشترك لأجل بناء جبهة عريضة من المقاومة السياسة وكأمثلة وانأ لست هنا في استعراض للخطابين بالكامل لكن لتوضيح الصورة استقطع المشتركات

 

فقد قال الشيخ الضاري بالخطاب : أولا: التمسك بالوحدة الوطنية التي تتكسر على صخرتها القوية كل مؤامرات الأعداء علينا وعلى بلدنا، وهي التي كسّر على صخرتها الآباء والأجداد مؤامرات الأعداء السابقين من الانكليز وغيرهم، ولتحقيق هذه الوحدة، ينبغي علينا الابتعاد عن كل ما يسيء إليها من عوامل الفرقة والخلاف، كالدعوة إلى الطائفية والعنصرية والإقليمية والفئوية وغيرها من عوامل الضعف والاختلاف، وعدم تكفير بعضنا لبعض، إذ لا يجوز شرعا أن يكفر مسلم أخاه المسلم، أيا كان مذهبه، فلا يجوز أن يكفر السني الشيعي ولا الشيعي السني، وفي الحديث الصحيح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أيما رجل قال لأخيه يا كافر، فقد باء بها احدهما، إن كان كما قال، وإلا رجعت عليه))

 

أما الرفيق عزة الدوري فقد قال : ونحرم تحريما مطلقا قتل العراقي أو قتاله في كل تشكيلات وأجهزة السلطة العميلة فيما يسمى بالجيش والشرطة والصحوات وأجهزة الإدارة إلا ما يستوجب الدفاع عن النفس إذا ما حاول بعض العملاء والجواسيس في هذه الأجهزة التصدي للمقاومة أو أذيتها آنذاك نلجأ إلى قوله تعالى {وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ}

 

والجمليتين متطابقتين من ناحية الحض على حماية الشعب وابنائة من أن يظلم بعضه بعضا وفيه تقديس للدم العراقي وحرمته وعدم المساس ب هالا من خرج عن ثوابت الوطنية

 

العلم بحرمة دم بعضكم على بعض، فلا يجوز لعراقي شرعا أن يقتل عراقيا ظلما، مسلما أو غير مسلم، شيعيا كان أم سنيا، وهذا الأمر مما علم من الدين بالضرورة، وهو ما نص على حرمته القران الكريم والسنة النبوية الصحيحة في كثير من النصوص، منها قول الله تعالى: (( من قتل نفسا بغير نفسا أو فسادا في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا)) الآية 32المائدة. وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه)).

 

كما أكدا على التمسك بالمقاومة  كطريق لتحري العراق وابنائة من العبودية والاحتلال من أمريكا وعملائها وقد قالا في هذا الخصوص فقال الشيخ الضاري :

 

استمرار المعارضة للاحتلال، وتأييد المقاومة له التي تسعى إلى تحرير العراق واستعادة حرية أبنائه وكرامتهم المسلوبة، لأنها مقاومة كل العراقيين بكل أطيافهم ومكنوناتهم من شمال العراق إلى جنوبه

 

أما الرفيق عزة الدوري فقد أوجز الثوابت :

 

الثابت الأول: هو الجهاد الدائم والمتصاعد حتى التحرير الشامل والكامل لبلدنا العزيز وذلك بخروج أو هروب آخر جندي غاز ٍ ومحتل وعودة الوطن لأهله الشرعيين، المقاومة بكل أشكالها وألوانها المسلحة وغير المسلحة وقد أصبح هذا النصر العزيز اليوم حقيقة ماثلة على ارض العراق

 

الثابت الثاني: إن من ثوابت التحرير الشامل والكامل هو عدم التفاوض مع المحتل ولو طال الجهاد إلى عقود طويلة حتى يعترف العدو بشروط المقاومة وثوابتها.

 

ومن هنا نلاحظ التطابق الواضح بين خطاب الشيخ الضاري وخطاب الرفيق أبو احمد اعزه الله وهذا ما أكدناه سابقا من إن المقاومة الباسلة بكل فصائلها قادة وثوار هم متطابقين بالقول والفعل .

 

وهنا أعود إلى سبب كتابه هذه المقالة والذي أثلج صدري بها هذين الخطابين ففي احد المواقع والتي هي بديل الكذب لصاحب نظرية المعارضة من المنطقة الخضراء قد ورد تهكم كبير وشماتة باثنين من أروع كتاب المقاومة العراقية اللذان وقعا في فخ من فخاخ الحرب الإعلامية فالشخصيتان وطنيتان لاغبار عليهما وهما أستاذان في فن المقال نعم أصبح عندا رأس رمح والمفرح إن نوع الحديد المصنوع منه هذا الرمح يمتاز بالعيار النوعي كما يمتاز بالتوافق وأتمنى أن يكون مكملاته بنفس القوة والصلابة  والمهم في عملية صناعة الحديد هو التخلص من الخبث الذي يظهر كناتج عرضي لعملية التصنيع فمن لايريد أن يبنى جبهة سياسية قوية ومتينة وتمتلك القوى على الاختراق لصفوف الأعداء فانهوا يزيد من كميته الخبث عن طريق التقسيط والتشكيك بالمعدن الأصيل لهذه القوى فكنت أتمنى بدلا من أن  نكيل الاتهامات جزافا علينا أن نقراء المواضيع قراءة عملية ومنطقية بعيدة عن التعصب التناحر التي لن يستفاد منها إلا أعدائنا وما أراه هو كثير من الصراخ والعويل والافتراءات على هذه الجبهات التي تشكلت وستتشكل في العراق فليكن كتاب الله لنا واعظ نستلهم منه الحكم فقد قال سبحانه وتعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ [الحجرات : 6] ) وأنت تعلم من قاتل جيش وشعب العراق في  الأنصار ثم نكل بهم الطل باني لايؤتمن على اتهام يتهم الآخرين به ولاتخذوا الناس على الضن والشبهة

إن المقاومة العراقية ألان تحتاج إلى كل أبنائها فهزيمة الأمريكان على الأبواب ومن خلفهم عملاء إيران وإتباعها فليكن جهدنا منصبا على تقوية صفوف المقاومة وعلى دعم قادتها السياسيين والعسكريين فهم ممثلوها وهم من في أعناقهم بيعه يتامى وثكلى وأرامل  ومهجري العراق فهم مسئولون أمام شهدائنا عن حقوقهم التي سيقاضونهم بها أمام الله أن زلوا عن طريق النصر والتحرير لأرض العراق التي استشهدوا من اجلها فلنكن عونا لهم لا أن نشق الصف ونشكك  بل نسندهم ونشد من اجزرهم فهم من يتحدث باسمنا ويطالب بحقوقنا .

 

إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ [الصف : 4]

 

أبو خليل التميمي    بغداد المسورة بكتل الاسمنت
عاشت الأمة العربية موحدة
عاش العراق محرر مستقل
المجد للمقاومة العراقية الباسلة وعمادها الجيش العراقي
الرحمة لشهداء العراق وعلى رأسهم شهداء المقاومة

 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الخميس  / ٠٩ رجــــب ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٢ / تمــوز / ٢٠٠٩ م