ما هو الشرط الجديد الذي أضافه القائد للتفاوض مع المحتل ؟

 
 
 

شبكة المنصور

أبو محمد العبيدي
سبق وان أعلن القائد شروط المقاومة للتفاوض مع المحتل وقد حددها في أكثر من خطاب ومناسبة وهي سبعة شروط ,على المحتل القيام بها أو تنفيذها كشرط أساسي لبدء التفاوض معه ,ومن المؤكد إنه لا يمكن تنفيذها من قبل المحتل قبل الدخول في المفاوضات جميعا كحزمة واحدة ,لان ذلك لا يعني اعترافها بالهزيمة النهائية لقواتها ولمشروعها البغيض بكل أبعاده فقط ,وإنما تنفيذها لهذه الشروط تعني انتفاء الحاجة للتفاوض ؟ لماذا ؟


لعدم بقاء ما تتفاوض عليه, أي إن ذلك يعني توقيع صك على بياض لصالح المقاومة, وهذا صعب في الوقت الحاضر ولا أقول مستحيل لماذا ؟ لأنها تعتقد بان ما زال لديها فرصة في قلب الأوضاع لصالحها من خلال أحياء أو إنعاش العملية السياسية التي صنعتها لكي تنفذ الأهداف التي تريدها ,وخاصة بعد المسرحية الهزلية التي قام بها المدعو اوباما حسين وكان الغاية منها الضحك على العالم وليس لإضحاكه وما زال ,والتي قد أقنعت البعض منا في وقت ما ,إن هناك توجه جديد للإدارة الأمريكية في المنطقة وخاصة انه قد استخدم في بعض خطاباته آيات من القرآن الكريم,وبالرغم من وجود بعض الساذجين بيننا الذين صدقوا وهللوا,إلا إننا لسنا جميعا من الساذجين.


فإذا كانت الحال على ما هي عليه ,أي إن الإدارة الأمريكية ما زالت مصرة على المراهنة على عمليتها السياسية وعلى قدرة عملائها بكل أشكالهم وألوانهم على تنفيذ أهدافها ,بعد أن عجزت هي على القيام بتنفيذها مباشرة,أي إنها تريد من الذنب تنفيذ ما عجز عنه الرأس ؟


وهنا يجب تحديد الموانع الحقيقية التي تقنع الولايات المتحدة نفسها على تجاهل المقاومة ظاهريا لحد الآن ,أم  سنرى ونسمع صباح يوما ما وعلى الطريقة الدراماتيكية وعلى طريقة بيان رقم واحد ؟ تغير جذريا لصالح الموقف من المقاومة , وهل إن شروط المقاومة هي احد أسباب هذه الموانع أم هي المانع الأساسي لها,أي هل إن أمريكا لم تقتنع لغاية الآن بهزيمتها ,واعتقد إن هذا هو السؤال الأهم في المرحلة الحالية ؟


ابتداء أقولها وبثقة كاملة إن الولايات المتحدة الأمريكية لديها القناعة التامة إدارة وشعبا على إنها قد هزمت في العراق وعليها التفتيش عن بدائل تضمن لها الخروج بأقل ما يمكن من الخسائر المستقبلية,علما بان العالم كله قد اقتنع بهذه الحقيقة قبلها بما فيهم عملائها في العراق ,ولكنهم يحاولون زيادة ما نهبوه من البلد من خلال استغلالهم للزمن في تنفيذ الإستراتيجية الجديدة للإدارة الأمريكية بغض النظر عن نتائجها وذلك من خلال رهن كل المقومات الاقتصادية للبلد ابتداء بالنفط للشركات الغربية وخصوصا الأمريكية ,أي تسليم كل مقومات الحياة الاقتصادية إلى الإدارة الأمريكية قبل خروجها وبصورة مقبولة قانونيا (من الناحية الشكلية) من العالم ,ليتسنى لصاحب القرار الأمريكي عند الإقرار بالانسحاب النهائي أن يكون مطمئنا إلى انه قد حصل على ما يلي :


1_قوة تفاوضية مع المقاومة في حالة الفشل النهائي للعملية السياسية .
2_الحصول على ما جاء لأجله اقتصاديا بعد أن فشل في تحقيق أهدافه الأخرى .
3_إمكانية التعويض عن خسائره التي تكبدها طيلة سبعة سنوات من خلال سيطرته على عقود استخراج النفط .
4_الظهور بمظهر مقبول أمام الشعب الأمريكي والعالم من خلال تحقيقه جزء من أهدافه وليس بمظهر المهزوم.


ولكن كيف يمكن الإقرار على إن الإدارة الأمريكية قد اقتنعت بالهزيمة من خلال ما يلي ؟


1_إن الإدارة الأمريكية الجديدة قد أعلنتها رسميا بان هدفها الأساسي هو ترك العراق لأهله(وهنا يكمن الاختلاف من هم أهله هل هم المقاومة أم هم عملاء أمريكا أي فرسان العملية السياسية) أي إن الانسحاب قد اقر لدى مخططي السياسة الأمريكية ولكن الذي لم يقر لحد الآن هو لمن يمكن تسليم البلاد ؟بالتأكيد إن الإدارة الأمريكية تريد تسليمها إلى أي طرف ما عدا المقاومة ,ولكن ذلك ليس بمزاجها ولكنها ستكون مجبرة وليس أمامها سوى هذا الطريق وعند ذاك ستجبر على الجلوس مع المقاومة ,أما الآن فإنها تحاول آخر محاولاتها وهي كما عبرنا عنه بمحاولة إنعاش عمليتها السياسية الميتة وتامين مصالحها بأسرع ما يمكن و اكبر ما يمكن ,مع محاولات جر بعض فصائل المقاومة الصغيرة إلى مستنقعها من اجل ضرب المقاومة بعضها ببعض عسى أن تنجح في إيجاد صيغة مقبولة بعد التخلص من المقاومة وبالذات من فصائلها الأساسية, وهذا غير ممكن لان قيادة المقاومة قد استوعبت ذالك ووضعت الخطط الكفيلة بإفشال كل هذه المخططات ,فالمقاومة تعرف بان الإدارة الأمريكية تلعب في الوقت الضائع وهو ليس بطويل ومن اجل ذلك ومن اجل التهيؤ للمرحلة القادمة والتي هي مرحلة المفاوضات ,والتي تحتاج من المقاومة إلى ما يلغي أي محاولة للتفكير بوجود منفذ آخر لدى الإدارة الأمريكية وذلك من خلال الضغط وبقوة على العدو بضرب القواعد التي هرب إليها المحتل للاختباء بها وخلفها من ضربات المقاومة وبشدة وعنف تجعله يسرع في طلب النجدة والتي تتمثل بالمفاوضات,علما بان ازدياد حدة الصراع في أفغانستان فرصة مناسبة للمقاومة للتحرك ,وبالرغم من توجيهات قائد المقاومة الواضحة بشان ما يسمى بالجيش والشرطة الحكومية ,فاعتقد إننا جميعا مع تحريم الدم العراقي ولكن من يريد التصدي إلى المقاومة ليأخذ دور المحتل يجب أن يجابه بقوة لإفهام الآخرين بان الله حق .


وبعد كل ما ذكر ماذا أو لماذا أضاف القائد شرط جديدا لقبول التفاوض مع المحتل ,وهل إن المقاومة في وضع يمكنها من فرض الشروط بل وزيادتها ,أم إن ذلك مجرد محاولة منها للتهويش ليس إلا ,فهل إننا وصلنا العشرة الأواخر ,من الناحية الإستراتيجية فان كل المؤشرات تؤكد ذلك وما عملية إنعاش العملية السياسية وفي نفس الوقت الضغط عليها لتنفيذ عقود النفط بهذه السرعة والكيفية إلا واحدة من هذه المؤشرات ,فهي لا تريد أن تطيل بعمر العملية السياسية لقناعتها بها بل لمد العمر بها لحين إكمال ما كلفت به, وما الانسحاب إلى المعسكرات إلا تنفيذا لأمر المقاومة وفي نفس الوقت تسهيل عملية تسليم العراق إلى أهله أي المقاومة بعد انتهاء المفاوضات لتبرير عدم تدخل أواخر جنودها لحماية من لم يستطع الهروب من عملائها ,إن الشرط الجديد الذي أضافه القائد جاء في وقت قلب الطاولة على رأس العملاء عندما أضاف شرط جديد وهو على المحتل تسليم كافة العملاء إلى المقاومة الباسلة(تسليم العملاء والخونة الذين اجرموا بحق الشعب والوطن استباحةوقتلا وتشريدا الى شعب العراق ومقاومته الباسلة لكي ينالوا القصاص جراء ما ارتكبوا.)


فهل هي محاولة لتقوية المفاوض من خلال رفع سقف الشروط وهذه الطريقة معروفة عند أو قبيل إجراء المفاوضات من اجل تحقيق اكبر ما يمكن من شروطها أم إنها مطلب أساسي للمقاومة ,ضمن المرحلة القادمة أم هي وسيلة من وسائل الحرب النفسية التي تستخدمها قيادة المقاومة ضد عملاء أمريكا في العملية السياسية بعد أن أيقنت إن ساعة الحسم قد دنت , إن كانت هذه أو تلك أو غيرها فإنها مؤشر واضح على قرب انتهاء الاحتلال وهي رسالة إلى العملاء أكثر منها إلى الأمريكان ,وهي إن الشعب العراقي بقيادة المقاومة الباسلة لن يتركهم ولن تذهب جرائمهم بدون حساب فان هربهم إلى بلدانهم (حيث إنهم جميعا ليسوا عراقيين) لن يجعلهم في مأمن من عقاب الشعب والمقاومة .


هذا ما فهمته من زيادة سقف الشروط التي أعلنها قائدنا عزة الحق في خطابه الأخير بمناسبة هروب القوات الأمريكية من المدن العراقية ,كبعثي وككاتب اجبر على الكتابة بعد أن رفض طلبه للالتحاق بصفوف المجاهدين بسبب عامل السن مما وجب علي التفتيش عن عمل أساهم به لدعم المقاومة, عسى أن يوفقنا الله سبحانه وتعالى في خدمة الاشرف منا وهم أبطال المقاومة .

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

السبت  / ١١ رجــــب ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٤ / تمــوز / ٢٠٠٩ م