هل انتهى عصر ولاية الفقيه ؟

 
 
 

شبكة المنصور

أحمد الدليمي

تناقلت وكالات الإنباء المختلفة أخبار الانتخابات الإيرانية  والإحداث التي رافقتها وما تسرب من معلومات قبل الانتخابات ،  والذي تسرب يختلف تماما عما كانت الماكنة الإعلامية الإيرانية تتداوله .. وقد كنا نشك أحيانا في صحة التقارير التي تردنا من الداخل بسبب هذه الهالة الإعلامية و التي كانت تبثها  وسائل الإعلام الإيرانية .
لقد كانت المعلومات تؤكد على تدني شعبية الرئيس الإيراني أحمد نجاد وأن الاخرين لا يقلون عنه في ما يتصف به من سؤ .. وأن الشعب الإيراني في غالبيته يقاطع الانتخابات بسبب هؤلاء المرشحين     .


وعند انتهاء التصويت وبداية فرز الأصوات وبعد ساعات قليلة تناقلت وسائل الإعلام المختلفة أن موسوي يتقدم على باقي المرشحين بنسب كبيرة في عدد أصوات الناخبين وقد ظهرت نتائج الفرز التي أعلنتها الحكومة أن أحمد نجاتي قد فاز بأغلبية الأصوات وفي الجولة الأولى من الانتخابات وهذا ما أغاظ أنصار موسوي و المرشحين الآخرين لمعرفتهم التامة أن هذه النتائج جرى التلاعب بها،  مما حدى  بالمعارضين  لهذه النتائج النزول إلى الشارع متظاهرين و منددين  بالتزوير الواسع الذي حصل فيها ..

 

وهذه النتائج شككت بها العديد من دول العالم وأبدت عدم ارتياحها بسبب التقارير الواردة من إيران بحصول  تلاعب في نتائج الانتخابات ..


خامنئي المرشد الأعلى  الإيراني رحب بنتائج الانتخابات وهذا يعني موافقته على سير العملية الانتخابية و نتائجها .. خامنئي أعتبر أن هذا اليوم ( يوم إعلان النتائج ) هو عيد حقيقي .. وهذا يعني أنه كان يرغب فوز أحمد نجاتي ،  وبفوزه  فهو عيد له و لنظامه ..


المرشد الأعلى هو الحاكم الناهي وعنده تنتهي كافة الأمور لأنه ظل الله في الأرض ولا يجوز حسب عقيد الولي الفقيه أن يخالف أمره أو رأيه و طالما أن الولي الفقيه قد بارك فوز أحمد نجاتي فلا يحق لأحد الاعتراض عليه .
وبالرغم من ذلك كله فقد خرجت جماهير المعارضين إلى الشوارع واشتبكت مع رجال الشرطة وقوى الأمن المختلفة وتم اعتقال المئات منهم ومنهم من هو مقرب للخميني ومنهم مسئولون سابقون في الدولة ، وأعترض رجال دين كبار على هذه النتائج مما يعتبر ذلك خروجا عن القاعدة  وخروجا عن المألوف في معارضة الولي الفقيه فيما يراه..
ومهما كانت نتائج الانتخابات وما ستؤول إليه فأنها هي الخطوة الجريئة من قبل الشعب الإيراني لرفض سلطة الولي الفقيه وهذه السلطة  هي ليست سلطة منزلة يجب إتباعها وطاعتها وإنما هي فرية ابتدعوها لتثبيت مصالح شخصية و فئوية والقصد منه شق صف المسلمين وأضعاف هذا الدين الحنيف من خلال بث الفتنة و الفرقة بين أطيافه
وبهذا فأن النظام وبعد خروج هذه المظاهرات التي عمت البلاد فأنه  تعرض إلى أكبر هزة عنيفة يتعرض لها نظام الولي الفقيه.. وهي درس لشعبنا العربي من الذين لايزالون يغالطون أنفسهم والشريعة و أحكامها ومتمسكون بالأوهام والدجل والشعوذة وهي البداية للخروج من هذا القمقم الذي بداء يتهاوى بعد انكشاف زيف ما يدعون ..

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاثنين  / ٢٠ جمادي الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٥ / حزيران / ٢٠٠٩ م