المسئولية الشرعية والأخلاقية والوطنية للمؤسسات الدينية

عن ما جرى ويجري من تخريب في العراق ....

 
 
 

شبكة المنصور

أبو محمد العبيدي
إذا استطاعت المؤسسات الدينية في العراق (المرجعية الشيعية )أن تتهرب من مسئوليتها الشرعية والأخلاقية والوطنية تجاه واجباتها لحد الآن, فان التاريخ لن يرحمها وستكون اكبر الخاسرين ,لأنها فقدت مصداقيتها بل ومبرر وجودها لدى الكثير من أتباعها أو مقلدي فقهائها بل وأدت مواقفها إلى فقدان جزء كبير من هيبتها الدينية التي احتفظت بها على مدى قرون طويلة,حتى وصل الحال إلى التندر عليها من قبل بسطاء الناس من أتباعها بعد أن كانت تطوقها شيء من القدسية تجعل عملية ذكرها حتى من  قبل معارضيها ينتابه شيء من الحذر والاحترام ,ومن أتباعها بشيء من الخشوع قد يصل إلى القدسية , وكل ذلك بسبب مواقفها السياسية والتي اتخذتها منذ الاحتلال وما زالت مستمرة, بل ولأول مرة تتجرأ تيارات شعبية على الانفصال عن هذه القيادات التاريخية لأسباب سياسية وكل ذلك حدث بطريقة علنية بعد أن كان يشوب أي خلاف من هذا النوع السرية التامة ,إن فقدان الحاجز القدسي لهذه المرجعية الموروث تاريخيا ,وطرح الخلافات ما بين الفقهاء وأرائهم ومواقفهم السياسية على الملأ بعدة صيغ لم يأتي اعتباطا بل جاء نتيجة قرار خطير للمرجعيات الدينية في الدخول إلى السياسة والتدخل العلني فيها ومحاولة توجيهها مما فرض عليها تقبل انتقال سلوكيات السياسة إلى هذه المؤسسة وما تولده هذه السلوكيات من انعكاس على سمعتها وبالتالي تأثيرها التاريخي على مقلديها وأتباعها ,وقد تجلى ذلك واضحا من خلال رأيها بالاحتلال وبالمقاومة وتأييدها للدستور والطائفية وعدم اتخاذ أي موقف من الاحتراب الطائفي والتي كانت هي احد أسبابه وكذلك موقفها من الاتفاقية مع المحتل وأخيرا ضغطها من اجل إعادة الائتلاف الشيعي لإغراض طائفية انتخابية وعلى حساب التحالف الوطني(المزعوم) ,وليصل الحد إلى تأييد هذا الطرف على حساب ذاك ,رغم انتماء الطرفين إلى نفس المذهب ,مما سبب لها الكثير من المواقف الحرجة داخل طائفتها وبين مقلديها,ومما لاشك فيه إن وسائل الاتصال الحديثة (الفضائيات والانترنيت) قد لعبت دورا كبيرا في كشف المستور الذي كان جزء أساسي من اهتمامات المرجعية للحفاظ على الحد الأدنى للوحدة الشيعية حتى لو كانت على حساب المذهب وفكر أهل البيت والإسلام.


والغريب إن اغلب القوى السياسية الطائفية الموجودة في الساحة السياسية العراقية أي المشتركة في العملية السياسية لا تؤمن بها أو لا تؤمن بتدخلها في الشؤون السياسية فمثلا حزب الدعوة لا يؤمن بتدخلها في السياسة ,بينما المجلس الأعلى يؤمن بنظرية ولاية الفقيه المطلقة أي تابع إلى مرجعية إيران ,أما التيار الصدري فهو في عداء دائم معها, والفضيلة يسير مع توجيهات آية الله اليعقوبي الذي له توجهاته الخاصة بعيدا عن سيطرة المرجعية .


لقد ذكر التاريخ وسيستمر في ذكر الدور الناصع للمرجعية الشيعية في ثورة العشرين ومحاربة الاحتلال البريطاني وبتبجيل كبير لتلك المرجعية الشريفة ,فكيف سيذكر التاريخ مرجعية آخر زمان ؟!!

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الثلاثاء  / ١٤ جمادي الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٩ / حزيران / ٢٠٠٩ م