هل اقترب حساب القائمة ٥٥٥

 
 
 

شبكة المنصور

العبيدي مصطفى
المدخل

قبل ان ندخل في صلب الموضوع علينا التطرق لبعض الاحداث ومداخلاتها ليتسنى للقارئ الكريم الربط والاقتناع بما نقول ولتصبح لديه القناعة بأن الموت واحد مهما تعددت الاسباب

المقدمة

الذي ينظر الى مسلسل الاحداث السياسية بدقة وعناية ورؤية سياسية ناضجة يتمكن من ايجاد رأس الخيط ومتابعة ارتباطاته فموافقة السعودية وبعض الاقطار العربية بفتح مجالها الجوي لاسرائيل لم يكن ناتج عن فراغ ولا عن طريق الصدفة وخاصة الموضوع مرتبط بأمن دولة جارة لها ثقلها العسكري والعدائي لشعوب المنطقة ولها القدرة على الحاق الاذى بدول الجوار كعقاب على موقفها العدائي ... كما ان زيارة عراب ادارة المجرم بوش بايدن الى العراق وتسليمه ملف المصالحة الوطنية التي تقلق جميع اطراف ما يسمى بالعملية السياسية ايضا لم تأتي عن فراغ ... لكن السؤال المطروح .. ماذا يحمل بايدن من خيارات ومقترحات ..

 

قبل الاجابة على هذا التسائل علينا ان نستعرض جملة من الحقائق والاحداث والمواقف التي حصلت لكي نصل الى الاجابة وسنبدئها بالسياسة التحريضية الامريكية قبل الغزو وبعده .

المحور الاول

السياسة الامريكية التحريضية والعدائية قبل الغزو وبعد احتلال العراق

فالمعلوم للجميع الذرائع التي سوغها المجرم بوش وادارته للتمهيد لغزو العراق وقد ركز الاعلام الامريكي على عدة نقاط لتكون الهدف المركزي لاجل تحريض الشعب العراقي ضد الحزب وقيادته الوطنية ومن اجل خلق فجوة كبيرة بين القيادة والشعب لتسهيل عملية الاحتلال وهذه النقاط هي :

امتلاك العراق للاسلحة الجرثومية والكيمياوية

حقوق الانسان المفقودة

التعددية السياسية وانفراد البعث بالسلطة

النفط وهدر عائداته وعدم استفادة المواطن

اجتياح الكويت

حلبجة والانفال وابادة الاكراد والشيعة بما يسمى ( المقابر الجماعية)

 

وقد سخرت امريكا لهذا الغرض ثلاث شركات اعلامية واحدة تعود الى ابن كولن باول وزير الخارجية الامريكي وقد اخذ يتناقل اكاذيب الاعلام الغربي كل مريض نفس وحاقد وخبيث وكل ساقط وعميل لكن الذي نأسف عليه هو انجراف قسما من ابناء الشعب من الوسط الخير بدوافع مختلفة فمنهم من تعرض الى مواقف في نظره كانت خاطئة وقاسية عليه ومنهم نتيجة ضعف الوعي السياسي لديه ومنهم من البسطاء واخرين كانوا يحلمون بالنهضة الغربية التي ستحصل في العراق حين تحل امريكا ضيفا على العراق وليس محتلة يالسذاجة الجميع هل نسوا بانه التاريخ يسرد افعال وجرائم الاحتلالات وما اصاب الشعوب بسببها وهذه الجزائر بلد المليون شهيد خير شاهد على جرائم الفرنسيين وفلسطين دمارا يوميا فهل كانوا يتصورون بان الامريكان هم اشرف من السابقين ... فكتوى الجميع بنار الاحتلال واخذ يلعن اليوم الذي دخلت بغداد جيوشهم الغازية لكن التاريخ لا يتبدل مهما حاول البعض تزييف الحقائق حيث سيبقى العراق جمجمة العرب وسيف الله في الارض الا انه سيف الله لا يثلم ولا يكسر فسيتحرر العراق قريبا قريبا بسواعد ابنائه من ابطال المقاومة وسيحاسب كل مرء على ما اقترف من جرم بحق الوطن والشعب وان الصبح لناظره قريب وعند دخول القوات الغازية تحركه مجاميع من كلابهم المدربة في بولندا وايران لينفذوا الخطط التي رسمت لهم وهي حرق الدوائر واغتيال الشخصيات العلمية والوطنية والسرقة لكل ما تطال اياديهم الخبيثة القذرة ومن الملفت للنظر ان القوات الامريكية تركت ساحة العراق مفتوحة لكل من هب ودب لكنها توجهت نحو وزارة النفط لتحاصرها وتمنع التقرب منها لاي كان فهدمت البنية التحتية وسرقت ممتلكاتها الدولة وعمت الفوضى كل ذلك امام انظار القوات الامريكية وبمساعدتها ... ثم جاءت المرحلة اللاحقة ونصبت بريمر حاكم مدني للعراق فاول ما اصدرته هو قانون اجتثاث البعث والقائمة 55 وحل الجيش والاجهزة الامنية وتشكيل مجلس للحكم على اسس طائفية واثنية والفيدرالية ومظلومية الشيعة ونسبتهم في العراق 60% الخ.. ومن هنا نستخلص بيت القصيد وما هو المطلوب في كل هذه الفوضى والاجراءات المحمومة المستهدف هو البعث والنفط والباقية تأتي .ثم شرع الدستور المسخ وتشكيل حكومة انتقالية وحكومة الخضراء التي شكلت في انتخابات مزيفة تفوح رائحتها العفنة عنان السحاب لكن بالرغم من ذلك هل استطاعت الحكومة ان تثبت اركانها كدولة مؤسسات وليست عصابات وهل استطاع حثالتها ان يثبتوا للشعب العراقي انهم عراقيون مخلصين لبلدهم ويعملون من اجل الوطن والشعب وهل استطاعت هذه الكيانات الهزيلة ان تبرز قاعدتها الشعبية العريضة لتثبت تأييد الشعب لها الجواب ... كلا ..... بل العكس ( الاناء ينضح ما فيه) فقد شاهد الشعب دنائت وضحالت النفوس وسقوطها في وحل الخيانة والعمالة بالرغم من كل التضليل الامريكي لهؤلاء على انهم طبقة مثقفة وعلمية تبين للجميع انهم سراق واميين فمارسوا ابشع صور القتل والسرقة والكذب والخداع على حتى من ايدهم ومارسوا سياسة تصفية الخصوم بأقذر صورها وبوحشية لم يألفها التاريخ ( التيزاب والدريل) شاهد على جرائمهم وقد طفح الكيل عند الشعب فنفظ يده من هذه الزمرة واخذ يعد العدة ليوم الحساب منها على ما اقترفت بحق الشعب من جرائم لم يسمع بها احد ... فهذه جثث الناس تتطاير بفعل الانفجارات والتفخيخ وهذه العوائل تحرق مع بيوتها امام انظار شرطتها وحرسها وميليشياتها دون وازع ضمير ورحمة انهم اثبتوا بأنهم غرباء لا يربطهم بالعراق وشعبه اية رابطة وانتخابات المجالس البلدية خير دليل على رفضهم من قبل الشعب وان نهايتهم اقتربت وان حساب القائمة 555 اصبح قاب قوسين او ادنى وان الادارة الامريكية قد اعادت حساباتها واصبحت غير ابه بمصير هؤلاء لذلك بادرت بأرسال بايدن الى العراق وقبل ان نتطرق الى ما يحمله بايدن من افكار ومقترحات علينا ان نناقش بموضوعية وتحليل دقيق لهذه المبادرة ودلالاتها ومدى جدية الادارة الامريكية في التنفيذ لوعودها وما هي الاسباب التي دعتها للاقدام على هذه الخطوة والمتبع للمشهد السياسي يستطيع ان يتلمس بوادر ما يحمله بايدن من خلال رد الفعل لما يسمى بالكيانات السياسية فالكتلة الصدرية تقول ان بايدن جاء ليفرض البعثيين على العملية السياسية والتوافق تقول انها قلقه من تصرف بايدن بضرورة فرض قوى سياسية من الخارج العملية السياسية عليها قوى الخ... من التصريحات الهستيرية التي تدل على اقتراب موعد مصيرهم الاسود .

شهادة التاريخ

سبق وان وضحنا بأن التاريخ لا يخطأ ولا يكذب فالحقائق دامعة وثابتة لا تهزها ولا تغيرها اعاصير الحقد والدجل مهما كانت عاتية .

 

فهذه زوجة كولن باول تعترف للناس كذب زوجها حين وقف امام مجلس الامن ليشرح اكاذيبه حول امتلاك العراق للاسلحة الجرثومية والمختبارات المتحركة ... تقول يلحقني العار حين اتذكر موقف زوجي وهو يكذب على مجلس الامن والشعب الامريكي وكل شعوب العالم بفبركة نعلم انا وابني وهو بطلانها وكذبها ماذا نقول للعالم وهو وزير خارجية اكبر دولة في العالم يكذب ... اين المصداقية والامانة والخلق كما انه مالك دوهان الحسن وزير العدل في حكومة علاوي قالها بالحرف الواحد انا مع التقرير الامريكي ولا علاقة لصدام حسين في موضوع حلبجة وان الذي ضرب حلبجة هي ايران . فكم سجن شيد الان بعد الاحتلال وكم عدد المعتقلين فيها حيث اطلق سراح النزلاء جميعا في تشرين عام 2002 ولا يتجاوز عدهم الالفان اما الان فمئات الالاف من البشر ولم يسلم منها حتى النساء والاطفال وبدون تهم والاغتصاب اصبح موضوعا معلوم للجميع في عام 1973 شكل الحزب جبهة القومية والتقدمية ودخلت احزاب الكردية والشيوعية والقوميين العرب الخ .... وحصل الاكراد على خمس حقائب وزارية والشيوعيين خمس حقائب وزارية والقوميين حقيبتين فماذا بقى لرجال البعث وهم من قام بتفجير 17 تموز ....

 

الذي بقى هو الدفاع والداخلية والخارجية والنفط والتخطيط وهذه الوزارات كونها العمود الفقري لتوجهات القيادة لبناء عراق قوي ديمقراطي اشتراكي تحرري فهل قام العملاء بمشاركة الشعب في السلطة وهم لبس لهم في هذه الحكومة لا ناقة ولا جمل سوى حثالة نصبها .

 

لماذا انقلب السحر على الساحر

 

هنا نبين الحقائق التي جعلت العالم كله وبما فيهم الشعب العراقي ومؤيدي الاحتلال الانقلاب على المحتل المجرم وحثالة المنطقة الخضراء والمقارنه شاهد حي لا يقبل التضليل والتزوير فهي ساطعة كشعاع الشمس التي لا تحجبها الغربال ونأتي لنقارن اكاذيبهم بأفعالهم .

 

حقوق الانسان المعدومة في عهد صدام المعلوم للجميع بانه في العراق سجن مركزي واحد هو سجن ابي غريب يحتجز فيه ثلاثة فئات من البشر الجنح والجرائم المهمة والخاصة ... فالاولى تسمى الخفيفة ومدتها اقل من خمسة سنوات والثانية الثقيلة وهي خمس سنوات وشهر الى المؤبد والثالثة محكوميات احتجاز السياسيين ومعاملتهم خاصة تسودها الاحترام

 

عائدات النفط كانت في اعلى مستوى لها قبل اجتياح الكويت هو 12 دولار للبرميل الواحد وبسبب ضخ النفط واغراق السوق النفطي بالنفط الكويتي والسعودي هبط الى 8 دولار وكان الشعب يعيش بكرامة وبرفاهية قل نظيرها اما الان وصل سعر النفط 140 دولار والبطالة اكثر من 40% و60% تحت خط الفقر اين هي عائدات النفط ولماذا لم تذهب للشعب العراقي الذي حرمه منها صدام ايام حكمه ... الجواب انها تذهب في جيوب المرتزقة من عملاء الاحتلال فعضو البرلمان راتبه 50 مليون وحمايته لا تقل عن 10 مليون والوزير الفلاني 30 مليون ومبلغ الاقامة في فندق الرشيد 100 مليون وعلى هذه الشاكلة والشعب يتضور جوعا .

 

التعددية السياسية ... كان في عهد صدام كما اسلفنا جبهة تضم كافة القوى الوطنية واستلمت حقائب وزارية ووقعت على بنود الجبهة وعليها الالتزام بما وقعت عليه لكن عندما تكتشف الاجهزة الامنية وجود تنظيمات محضورة لهذه الاحزاب في صفوف القوات المسلحة معنا ذلك اخلالا كبيرا وعدم وجود حسن نية لهذه الاحزاب في تعهداتها مثل ما يقول ( المثل الشعبي( خليته وراية مد ايده بالخرج) لذلك واجهتهم القيادة بجرمهم المشهود مما حدى بهم الخروج من الجبهة .. فهل يسمح الان للقوى الوطنية ان تعمل على مقاومة الاحتلال كنهج سياسي .. الم يكن مصير من يتحدث عن سوء الاوضاع ويكشف عورتهم هو القتل والدايني وغيره وحارث العبيدي شهود على ذلك المقابر الجماعية وابادة الاكراد والشيعة في الجنوب الخ .. اثبت بطلانها فهل القتله والسراق لدوائر الدولة هم مجاهدون ومناضلون اليس هذا ما حصل في عام 1991 صفحة الغدر والخيانة الم يدخل الاكراد العملاء الجيش الايراني الى حلبجة ويكونوا ادلاء لهم ضد وطنهم اليس ايران هي من ضربتهم بأسلحة كيماوية مثبت في تقرير اللجنة الامريكية المرسلة بتقصي الحقائق وفق توجيهات الامم المتحدة والاكراد لديهم مجلس تشريعي ومجلس تنفيذي ونائب رئيس الجمهورية وخمس حقائب وزارية اليس هذا دليل قاطع على احترام القيادة لشعبنا الكردي وهم من منحتهم القيادة الحكم الذاتي من دون شروط

بينما لا يستطيع ان يتحدث الكردي بلغته في أي قطر من الدول المجاورة فهل هذا غافل عن ذهن الادارة الامريكية ومجهول لها اما موضوع الكويت فهي عبارة عن معركة دفاعية مشروعة ضد طغمة عميلة وحاقدة الحقت بالعراق افدح الاضرار الاقتصادية بأغراقها السوق النفطي بالنفط الى 8 دولار علاوة على ان القيادة قد نبهتهم وعقد مؤتمر للقمة في بغداد اطلق عليه اسم مؤتمر قطع الاعناق ولا قطع الارزاق فماذا بعد هذه الحقائق من تخرصات للحاقدين والانتهازية والمنافقين ولذلك انقلب السحر على الساحر فظهرت امريكا وجوقتها على حقيقتهم كعصابات محترفة ومافيات لاهم لها سوى السطو المسلح لسرقة ثروات الشعوب وقتل شعبه وتدمير مراكزه العلمية وانهاء القاعدة الاقتصادية فيها والعودة بهذه الشعوب الى ايام القرون الوسطى كما قالها جيمس بيكر عام 1991 للرفيق طارق عزيز ... لكن هيهات ان تدور عقارب الساعة الى الوراء .

المحور الثاني

تقييم مركز القرار الامريكي للوضع في العراق قبل ان نتطرق الى ما توصل اليه مركز القرار الامريكي من نتائج بعد التقييم الدقيق لمجمل الوضع في العراق منذ 9/4/2003 ولغاية هذا التاريخ علينا ان نذكر الدعم الامريكي لعملائه بعد تاريخ الاحتلال مباشرة تشكيل مجلس الحكم من هذه الزمر وابعاد كل القوى الوطنية عن المشاركة فيه حل الجيش والاجهزة الامنية واستبدالها بالمليشيات الطائفية اصدار قائمة 55 لقيادات الدولة العراقية من عسكرين ومدنيين .

 

تسليم رئيس الجمهورية الشرعي وبعض القيادات الميدانية من العسكريين والمدنيين الى حكومة المالكي لتصفيتهم بمسرحية ارتكابهم جرائم ضد الشعب العراقي ثبت بطلانها وتعتبر اكبر مخالفة في التاريخ للقانون الدولي كونه المذكورين يحملون رتبة عسكرية وهم اسرى حرب ولا يجوز محاكمتهم من قبل خصومهم .

 

دعمت امريكا بكل الوسائل الاعلامية والعملية عملية تسليم السلطة الى العملاء والخونة من قادة الاحزاب الطائفية والعرقية السماح لهم بالقيام باعمال القتل للمناطق الساخنة التي تقاوم الاحتلال كل ذلك قدمته امريكا الى اعوانها فماذا حصلت عليه امريكا مقابل كل ذلك ... الجواب لا شئ سوى الهزيمة وهي من كابرت واصرت وركب الشيطان رئيس ادارتها العفن المجرم بوش بالعمل على المستحيل لا ازالة البعث ودولة الشرعية من السلطة الجواب هنا يتلخص بكل بساطة ( انها ضيعت الخيط والعصفور) فقد انفقت اكثر من اربعة ترليونات دولار على الحرب فلم تجني النصر وذهبت اموالها هدرا وسدى ( راحت فلوسك يا صابر) فقدت اكثر من ثلاثين الف قتيل واكثر من ستون الف جريح ومعوق فقدت اكثر من ثلثين ماكنتها العسكرية واصبحت غير قادرة على ادمة زخم الدعم لهذه الماكنه الانتحار المستمر بين صفوف جنودها وهبوط معنوياتهم اصبح خطر يهدد انهيار الجيش وعدم قدرتهم على القتال

فقدان مصداقيتها في العالم وانفضاح بطلان اسباب غزوها للعراق

فشل قدرتها على تفيذ مشروعها الاستعماري الشرق الاوسطي الكبير

اكتشافها بانه العصابات التي جاءت بهم ليس لهم قاعدة تأييد جماهيرية ولا يتحلون بابسط مواصفات القادة السياسيين والاداريين وهم عبارة عن لصوص وقتله ومارقين العجز المالي الرهيب الذي يهدد الاقتصاد الامريكي بالانهيار نتيجة استنزاف حرب العراق للكم من المال لا تتحمله الميزانية الامريكية ولا قادرة على الاستمرار عليه فشل العملية السياسية الكارتونية جملة وتفصيلا رغم الدعم الامريكي .

 

لها اعلاميا من حيث انها تشكل ظاهرة حضارية ديمقراطية قل نظيرها في الوطن العربي وتحليها بالشفافية وان الحكومة والبرلمان منتخبين انتخابا شعبيا كل ذلك جعل مركز القرار الامريكي يتوقف ويتمحص الامور بجدية بعيدا عن المكابرة وما يتمناه الادارة الامريكية واحلامها المريضة بل ما يفرزه الواقع وادركت عليها التنازل والمرونة والابتعاد عن منطق العنجهية الفارغة لتلافي حصول وضع اسوء مما تتوقعه في المستقبل القريب لذلك بدأت النصح والمشورة للرئيس الجديد ولهذا ابدأ بأول خطوة هي الاقدام على توجيه رسالة للمسلمين وارسال بايدن كخطوة متقدمة من اجل تصحيح الامور واعادتها على الطريق الصحيح وهي بحد ذاتها رسالة مباشرة الى جميع من ساعد على غزو العراق وتعاون مع المحتل واول المعنيين بذلك هم حثالة القائمة 555 بكل تجمعاتها وان اخطر ما هو في هذه الرسالة هو افهام المجرمين الساقطين بان عقارب الساعة بدأت تدور الى الوراء وان حسابهم من قبل اسيادهم في المقاومة اصبح قاب قوسين او ادنى فعليهم ان يعيدو حساباتهم .

المحور الثالث

بايدن والخيارات المغلوطة

هنا يطرح السائل سؤالا مهما هو هل نجحت مهمة بايدن وحققت اهدافها وما هي دلالات هذه الزيارة قبل ان نجيب على هذا التساؤل يجب ان نوضح بأن المبادرة لها اوجه مختلفة فالبعض يراها انها تشكل بداية الانهيار الامريكي ومرحلة للهث وراء الحلول لانقاذ نفسه من المأزق الذي تورطو فيه ... والاخرين يرونها على انها مجرد عملية استعراضية اعلامية فارغة من المصداقية وانها لعبة سياسية ساذجة والاخرين يرونها عمل استخباري لامتصاص نقمة القوى الرافضة للاحتلال واشاعة روح التفاؤل والامل لديها على ان الادارة الامريكية جادة في انهاء دور الخونة المارقين وابدالهم بقوى شريفة وطنية لها تاريخها وسمعتها في الشارع واصبحت مسألة اعادتها الى دفة الحكم مطلب جماهيري ... وهنا نؤكد بانه رغم اختلاف وجهات النظر لكن الموت واحد مهما تعددت الاسباب فالامريكان يبحثون عن حبل النجاة نأتي هنا لنجيب على الاسئلة التي طرحت فهل نجحت مهمة بايدن نقول من الناحية الاعلامية والنفسية نعم فهو وجه رسالة للجميع رغبة امريكا ان تدعم عودة البعث الى المشاركة بالسلطة ونفسيا اقلق القابعون في المنطقة الخضراء باقتراب مصيرهم وانهاء الدعم الامريكي لهم . لكن السؤال المهم هل نجحت المهمة من الناحية العملية ... نقول كلا فهي محاولة فاشلة وولدت ميتة .

 

لماذا .... لانها خطوة مبنية على حسابات خاطئة وهنا نتطرق الى دلالات التي تثبت صحت ما نقول :

 

ان المطالبة بمشاركة حزب البعث في العملية السياسية مرفوضة اساسا من قبل قيادة الحزب نفسه ولا يسمح الحزب لنفسه من المشاركة في عملية سياسية صنيعت الاحتلال ان البعث كحزب وقيادة كانت تقود العراق لمدة خمسة وثلاثون عام فهي وفق القوانين الدولية القيادة الشرعية لدولة العراق .... فقبولها بالمشاركة معناه ثلم شرعيتها ويضعف شعبيتها ويلوث سمعتها ويحولها الى قيادة انتهازية غير وطنية ان البعث والحثالة الحاكمة هم على نقيضين فالبعث هو الوريث الشرعي للعراق وحزبا قوميا مناضل ومجاهد فكيف يضع يده مع خونة وعملاء ساعدوا على استباحة الوطن وسببوا قتل الملايين وتشريدهم فكيف يتصافح الجلاد مع الضحية ان البعث لا يعود الى السلطة كمشارك ولا يعود مع القوى مشبوهة وعملية ان البعث يعود كقائد ورمز للجهاد مع رفاقه الخيرين من جميع القوى السياسية الرافضة للاحتلال بجبهتيه القومية التقدمية الاسلامية وطليعتها المقاومة البطلة في جبهة الجهاد والتحرير ورمزها القيادة العامة للقوات المسلحة ان البعث لا يعول على عودته عن طريق الوساطات والخيارات الامريكية . وانما يناضل من اجل تحرير العراق من جميع القوى الغازية واذنابها فلا يراهن على عودته عن طريق الخيار الامريكي وانما عن طريق الخيار الذي يفرضه جهاده على القرار الامريكي قد تتوهم الادارة الامريكية بقبول البعث لمثل هذه المبادرات على اساس قناعتها بتعميم وجود بعض ضعفاء النفوس ممن كانوا محسوبين على البعث ودولته قد قبلوا الانخراط بالعملية السياسية فهم على وهم فالبعث حزبا وتنظيم لا يساوم على حقوق ومصالح الشعب والوطن ويمكن المقارنة بين هذا الموقف المبدئي مع الظواهر والمواقف الفردية للبعض من النفر الضال فأستراتيجية المقاومة ومشروعها معلن للجميع ولا تنازل عن تلك الاسس والمبادئ الواردة فيه .

الخيارات الصعبة لمهمة بايدن

رغم الملامح الايجابية لهذه المبادرة على انها دليل عملي على اعادة مركز القرار الامريكي لحساباته وادراكه بان العراق لا يمكن ان يستقر الا بعودة اهله الشرعيين وليس اللقطاء من تربى في دهاليز قم ولندن لكن المبادرة يشوبها الخطوات العملية الجادة لكي يكتب لها النجاح وهذا مرتبط بالنظرة المستقبلية لمركز القرار الامريكي والذي يعني فيه ان هناك لا زال وقت للاقدام على خطوات اكثر جرأة وواقعية ... لكن بالرغم من ذلك فهي خطوة على طريق الاستسلام شاء اوباما ام ابا ولا مجال للمماطلة لان الوقت يسير عكس التيار ومن الخطوات الواقعة التي ممكن ان تخطوها امريكا لانها دور هذه العصابة واعادة الامور الى نصابها هي :

 

الاجتماع مع القيادة الشرعية للمقاومة والاتفاق معها على جدولة الانسحاب وخطوات تسلم زمام الامور في العراق

الاعتراف العلني المسبق بان المقاومة هي الوريث الشرعي والممثل للشعب العراقي

اتخاذ اجراءات عملية بترتيب عملية السيطرة على بغداد والمدن عن طريق فسح المجال للقيادة الشرعية باعادة تنظيم الجيش في مناطق محددة وتجهيزها بما تحتاج والاتفاق على ساعة الصفر

السؤال المحرج هل تعجز امريكا عن القيام بهذه الخطوات العملية ؟

 

الجواب كلا انها قادرة بكل ما تعنيه كلمة الاقتدار اذن السؤال لماذا لا تقدم على هذه الخطوات ما هو العائق الذي يمنعها عن الاقدام على ذلك؟ الجواب .... ان الساعة اقتربت لكنها لم يحين الوقت بالضبط كما ان هناك اسباب اخلاقية وسياسية تجبرها على تجرع المر مثل ما يقول المثل الشعبي يجعلها مثل بلاع الموس .

 

ونوجز هنا بعضها :

كيف تستطيع امريكا ان تقنع العالم بانها كانت مخطئة في التقدير على غزو العراق بعد كل ما قيل وروج

كيف تقنع امريكا العالم بأنها غزت العراق لإنهاء دور قيادة وطنية وحزب قومي جماهيري تمتد جزء منه من بغداد حتى زاخو والفاو ويرتوي من زلال دجلة والفرات والان اصبح موضوع عودته حقيقة مرة على ادارتها لكنها مجبرة على ذلك كيف تستطيع امريكا ان تتخلى عن الخونة والمارقين الذين ساعدوها في فبركة الجرائم وتشويه سمعة بلدهم وقيادتها بهذه السهولة وهم من اوصلها الى بغداد ماذا ستقول امريكا للعالم عن هؤلاء الخونة وهي من وضعهم في مقام المناضلين والمضطهدين والكفاءات العلمية الرفيعة فهل تستطيع ان تكشف غطاء الاناء لتفوح رائحتهم النتنة على انهم عبارة عن مرتزقة من الساقطين اخلاقيا وسراق واميين كيف ستجرأ على تسليمهم الى المقاومة وهم اصدقائها وعملائها فمن سيعمل معهم بالمستقبل بعد ان يرى بئم عينه ما فعلت امريكا بعمالها كل ذلك يمنع امريكا ان تقدم على خطوات جادة حاسمة ماذا ستقول للشعب الامريكي والعالم عندما تقدم على هذه الخطوات بتسليم العراق الى المقاومة وحكومة الشرعية السابقة وهي التي بذلت الرخيص والنفيس في سبيل غزو العراق لتنطلق بمشروعها الشرق الاوسطي الكبير ولتستحوذ على اكبراحتياطي نفطي بالعالم و اعلان خسارتها الحرب وفشلها في القدرة على تحقيق احلامها المريضة فالمكابرة داء قاتل ليس من السهولة التخلي عنها لكن الظروف الموضوعية ستجبرها على التنازل والاستلام والاعتراف بالهزيمة رغم مرارتها ولسببين :

 

قلق الادارة الامريكية من استثمار ايران عملية الغزو والتصدع العسكري والسياسي الذي اصاب الادارة الامريكية نتيجة الاستنزاف العسكري والمالي والذي اضعف قدرتها على فتح جبهات جديدة وافقدها هيبتها والتي جعل من ايران الرابح الوحيد والمستفيد الوحيد من هذه الحرب وذلك للتخلص من اكبر عدو لها وبروزها قوة عسكرية يحسب لها الف حساب تهدد امن المنطقة برمتها انهيار امريكا وشعورها بالندم لاقدامها على غزو العراق وفقدانها هيبتها وجزء كبير من قدراتها العسكرية والمالية دون ان تحقق الاهداف التي جاءت من اجلها والا ماذا دهى بايدن ليشتم صدام حسين ويحمله مسؤولية غزوهم للعراق اذن الى أي مستوى من التدهور والاحراج وضعت الادارة الامريكية نفسها فيه والى أي مستوى وصلت الامور بهم حيث تجعل مبعوثها يفقد اعصابه ويتحدث بهستيرية الندم والحسرات .... اللي يشوف الموت يرضى بالصخونة هذا مثل شعبي يؤكد على ان الوضع لا يتحمل اكثر من ذلك وان امريكا منحدرة على طريق الهاوية قريبا باذن الله لتعترف بشروط المقاومة وامرها بتسليم العملاء الى القيادة الشرعية لتقتص منهم على خيانتهم والمساهمة المباشرة في تدمير العراق وقتل شعبه وسرقة المال العام وخلاصة القول:

 

ان المبادرة تشكل خط الشروع للانهيار الامريكي وهي مسألة وقت

انها خطوة مهمة على الاعتراف بحزب البعث كاكبر قوة سياسية وطنية في العراق

الاعتراف بقدرت الحزب على ادارة الدولة وتحمله مسؤولية اعادة العراق الى سابق عهده

تعتبر البعث افضل الاحزاب التي يمكن ان تتفاهم معه للوصول الى اتفاق يضمن حقوق الطرفين العراق ارضا وشعبا والمصالح الامريكية

وتعتبر اعترافا ضمنيا لوقف دعمها والتخلي عن جوقة الخونة والعملاء

انها خطوة ذات معاني خطيرة نسبة الى القابعين في المنطقة الخضراء حيث انها رسالة مباشرة تبشرهم بنهاية عهدهم والاتي امر وادهى .

 

وان موعدهم الصبح اليس الصبح بقريب صدق الله العظيم

الله اكبر وليخسأ الخاسئون

بغداد

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

السبت  / ٠٣ شعبــان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٥ / تمــوز / ٢٠٠٩ م