أشرف .. رسائل ولاء .. لانصيب للعراقيين فيها

 
 
 

شبكة المنصور

سعد الدغمان

أحداث أشرف تحمل أكثر من معنى وترسل أكثر من رسالة بأتجاهات مختلفة؛فهي من جانب تبين مدى التبعية التي عليها حكومة نوري أو جواد أو أسم ثالث لا نعلمه في السجلات الإيرانية يطلقه أولياء نعمته عليه؛كما وتوضح لأهل أشرف قبل غيرهم أنه لم يعد من المقبول بقائهم على مرمى أمتار قليلة من الحدود الإيرانية خصوصا بعد أن أنتفض الشعب الإيراني وقال كلمته الفصل بنظام الملالي الإرهابي المزعج والمقلق للجميع؛وبعد ان علت الأصوات لتطالب بالتغيير الشامل قبل تغيير نتائج الإنتخابات التي عمل على تزويرها أتباع نجاد وأقزام قوات الباسيج المجرمة.


ومن الرسائل الأخرى ما هو للشعب العراقي تبين أن الولاء كل الولاء لجارة السوء على حساب العراق وأهله ولا نصيب في هذا الولاء للعراقيين ولا عزاء لهم (شاء من شاء وأبى من أبى)؛وكأن الأدلة السابقة على ولائهم للنظام الإيراني لم تكن بكافية ولم تحسم الأمور.


الرسالة الثانية وهي موجهة الى الأمريكان دون غيرهم يؤكد من خلالها الفرس غباء الإدارة الأمريكية على ما أقترفت يداها من قذارات على أرض العراق وسلمته على الجاهز الى عدوه الدود جارة السوء الفارسية؛وكأن الخسائر التي قدمتها القوات الأمريكية المحتلة بالمال والأرواح والتي بلغت حسب أخر أحصائية لجمعية المحاربين القدماء الأمريكية المناهضة للحرب على العراق ما يقارب (70000 ) جندي والى أرقام مضاعفة لهذا الرقم من الجرحى والمصابين والذين تبلغ درجة العوق لديهم ما يجعلهم عاجزين الحركة وربما الكلام؛غير مؤسوف عليهم والى جهنم؛وهذا مصير كل معتد أثيم؛ولذلك فقد جنت إيران السوء مازرعته القوات الغازية على أرض العراق وسيطرت عبر وسائل عديدة أنية ومؤجلة ليس أقلها أدواتها المتواجدة في الحكم والتي تقود الأحزاب التي أنشئت في إيران وهدفها تدمير العراق وكل ما هو عربي؛فهل يعي العرب هذا بعد فوات الأوان ولو بحين؛بعد أن عجز الغباء الأمريكي على أستيعاب الموضوع.


الرسالة الأهم والتي نستخلصها من أحداث أشرف هي محاولة تغيير أتجاه الاحداث والتخفيف من تأثير تحرك الشارع الإيراني؛وتوجيه الأنظار على زوايا أخرى علها تترك للحكم الإيراني فرصة جر الأنفاس والتفكير دون ضغوط؛ وبمحاولة لتطويق الأزمات المتلاحقة التي تعاني منها إيران ومعادات المجتمع الدولي لها نتيجة سياساتها الفاشية التوسعية؛لقد أثبتت الأحداث أن مايدور في العراق ومنذ ست سنين والى يومنا هذا هو نتاج التخطيط والتدبير الإيراني وأن الأدلة على كلامنا هذا ليس لها حصر أو من الممكن أن تحصى حتى أن أخرها ماجاء على لسان أوديرنو قائد قوات الإحتلال المجرم عشية زيارة وزير دفاعها حين قال أن هناك دلائل تشير الى أن أيران لازالت مستمرة بدعم الجماعات المسلحة والمليشيات داخل العراق مستغلة عنصر القرب من الحدود والفوضى التي تعيشها المدن العراقية.


وحسب ظني أن الغباء الأمريكي قد تفتق عن معجزة جديدة مفادها ما حمله هذا الوزير المجرم وبما طرحه في زيارته الأخيرة لبغداد؛والمتمثلة بالتهديد بترك الحكومة العراقية ومصيرها إن هي أستمرت بالعمل وفق النهج الطائفي القذر الذي أعتمدته كمنهج لسياستها الفاشلة بإدارة البلاد؛وقد أكد على ضرورة أن تطرح فكرة المصالحة كمنهج للعمل وليس ككلام عابر يراد من خلاله التسويف والمماطلة من أجل الحصول على مكاسب شخصية ونفعية لاتخدم إلا مصالحهم دون الشعب الذي غيب في هذه المعادلات من أولها الى أخرها.


وليس أدل على هذا من التصريح حول تسريع عملية الأنسحاب وربما حتى قبل الموعد الذي تم تحديده بالكثير من الزمن؛وهو ما يعني نصرا لإيران على قوات الاستكبار والشيطان الأكبر وكل الشعارات التي ترفعها جارة السوء في العلن وتلعب على كل الحبال وبألوان شتى في الخفاء دون حياء أو خجل؛


الكرة في ملعب حكومة المالكي تلك الحكومة العرجاء في كل شيء إلا في تدمير البلد وقتل أهله وضرب مصالحهم فهي عاجزة عن حماية أمن البلد وفشلت في توفير سبل ذلك الأمن ؛كما فشلت في توفير فرص الحياة الحرة الكريمة للشعب ومن اين لها أن توفر ذلك كله وهي فاقدة لقليله.


الكرة في ملعبهم وهذا الملعب أتت عليه دبابات الإحتلال ولم تبقي فيه ما هو صالح للعب فكيف يتسنى لهم أن ينجزوا تلك المباراة ولسان حالهم يقول (الميدان ضيك)؛لقد أستجار أولئك العجم (الذين في أشرف) بالسيد العراق أيام كان العراق ملاذا للعرب والعجم؛ وآمن من دخل وأستجار به؛ودارت الدوائر(والأيام دول)؛وأنقلب الحال وتبدل ووصل من كان يستجير بالعجم وهم ليسوا بأهل جوار لينفذ ما يريدون؛فهل لاهل أشرف بعد ذلك من نصيب.


رسائل أشرف تقرأ كرسائل ولاء يطلقها من تربى هناك عند العجم لأسيادهم الفرس؛ولانصيب للعراقيين بل ليس للعرب جميعا نصيب فيها؛ولاعزاء للشاعر حين قال:


وظلم ذوي القربة أشد مضاضةً *** على المرء من وقع الحسام المهند

 
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الخميس  / ٠٨ شعبــان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٣٠ / تمــوز / ٢٠٠٩ م