هيّا بنا نلعب !

 
 
 

شبكة المنصور

الهادي حامد / تونس

ورد إلى بريدي اليوم 2/7/2009 خبرا عاجلا من السي آن آن قادني الى اكتشاف خبر آخر اكثر اثارة وفداحة، يقول أن" الجيش العراقي" والجيش الأمريكي اشتركا في لعبة كرة قدم...فتحت الصفحة الخاصة بالخبر في الموقع فوجدت نصا وصورة تؤكدان بمالا يدع مجالا للشك صحته...اقتبس { فهاهي الجماهير تحتشد ببغداد لمشاهدة مباراة ودية في كرة القدم جمعت بين قوات من الأمن العراقية وجنود أمريكيين، ولكن على ما يبدو فإن النتيجة ليست مهمة كثيرا بالنسبة للحاضرين.} إنتهى الاقتباس....لاحظوا عبارة " جماهير"و "تحتشد "...معنى ذلك أن العراقيين متعطشين إلى حب الأمريكان وتبادل الود معهم!...متهافتون عليهم !...ولهانون بهم!!...مساكين عشاق الأمريكان في العراق، لمدة ست سنوات لم يجدوا الفرصة بفعل "الإرهاب" الذي يسمى مقاومة و"التربص بمعشوقيهم" الذي يسمى جهادا، حتى أحرجوهم أمامهم وأجبروهم على الخروج من المدن!...إنهم اليوم ، بحسب وصف السي آن آن، حشودا لايحصى لها عددا، وأظن انه فيهم من أغمي عليه ومن داسته الأقدام بفعل التزاحم والتكاتف والتباطن والتحاكك، لقاء ولو نظرة واحدة على محيا الجندي الأمريكي الأحمر!!...ولاحظوا أيضا " النتيجة غير مهمة كثيرا بالنسبة للحاضرين" فالمقابلة ودية مائة بالمائة، بل عشقية مائتين بالمائة ومن حق العاشق على المعشوق أن ينعم بوصاله ويحاكي خصاله !!...ولاسبيل إلى الوصال إلا بإدامة المقام وتحليل الحرام وتسريح الأحلام والتغني بالسلام في أحضان العم سام!...ولا يفوت قارئ الخبر من المحرومين من وصال الأمريكان مثلي أن ينتبه إلى مصدر التحشد الجماهيري: بغداد...عاصمة الرشيد...دار السلام...حصن ومعين الحضارة العربية والإسلامية...عش الصّقر صدام حسين المجيد رحمه الله...هذه المدينة صار أهلها يتسابقون إلى الفرجة على الأمريكان وبلدهم تحت الاحتلال!!...إذا ماذا نفعل نحن..؟؟!!..نزمر ونغرد في وادٍ سحيق!!!...هذا مايريد الخبر أن يقوله لقارئيه في العالم العربي...أنّ العراق أصبح يتمتع بسيادته...يعيش حياة طبيعية...حاضن لضيوفه ومحرريه الأمريكان ومتقبل وجودهم على هذا الأساس.وأن كلّ من ينادي بتصعيد العمل الجهادي والمطاولة فيه إنما هو خارج السياق ويهدر وقته وجهده!...ويؤاخذ أهل البلد في ماإرتضوه لأنفسهم!!..

 

أقتبس لكم مقطعا آخر من نص الخبر:{ فقد حرص العراقيون على إشراك الأمريكيين في الغناء والتشجيع، ووجد العراقيون في المباراة فرصة لتحسين علاقتهم بالجنود الذين قضوا على أرضهم فترة طويلة.}انتهى الاقتباس... لاحظوا أن" العراقيين" حريصون على المظهر الإحتفالي أكثر من الأمريكان!...لأن عرس السيادة عرسهم والعيد عيدهم!...ولأن السّعادة تغمرهم كالطوفان بعد أن غمرهم طوفان السيادة فجأة و أصبح بإمكانهم تقديم أنفسهم للشعب باعتبارهم دولة فعلا!... ولاحظوا الصفة التي اسندها النص للجنود الأمريكان ، فهم قضوا وقتا طويلا على ارض العراقيين وكفى ...ضيوف يعني!...مستكشفين! ...سائحين !... أبدا ليسوا غزاة ولا محاربين لشعب محاصربعيدا عن وطنهم آلاف الكيلومترات !!...فهذا تشويه لهم من " من أزلام النظام السابق "!!!...لكن بأية لغة يغنون مع "العراقيين"..؟؟!..وماهي الأغاني التي يرددونها..؟؟!..هذه التفاصيل المهمة سكت عنها النص وبالتالي يبقى الجانب التوثيقي ناقصا...فالحدث مهم للغاية لأنه حجة تبطل ادعاءات المدعين وتشكيك المشككين ونعيق الناعقين!...فالعراق اليوم أصبح حرا فعلا بالتمام والكمال! ...بعد أن اصطف العراقيون لأول مرة في جهة واصطف الأمريكان لأول مرة أيضا وفي الآن نفسه في الجهة الأخرى...يلعبون الكرة!!!...هذا المشهد فضيحة أخرى من فضائح ابن الحرام المالكي ونخبة التّجار والفجّار الذين لايستحون ولا يتراجعون ولا يرحمون ولا يترددون إزاء كل ماهو مخل بقيم الدين والوطنية والرجولة والشرف...هذا المشهد أعده ونفذه الفجار...كما اعدوا مشهد النهب وسرقة مقتنيات الفضاءات العامة ومؤسسات الدولة أمام العالم اجمع...ذات يوم حزين من شهر ابريل سنة 2003..مشهد سرقة الورود البلاستيكية من الإدارات!...والذي أوحى بان شعب العراق-لاسمح الله-شعب من الحمير...لكن الحمير هم وحدهم الذين تفرج عليهم العالم بالأمس والذين يلعبون الكرة مع غزاة بلدهم اليوم، بينما لايستمد العراقي الشريف اليوم شرفه إلا من خلال مايقدمه للعمل المقاوم.

 

كلمة، بمناسبة ماورد في موقع السي آن آن" للأجهزة الأمنية "العراقية وتحديدا إلى غير الطائفيين منهم:أنتم أبناء العراق العظيم...أمثالكم كانوا يحملون الار بي جي على أكتافهم ويتصيدون الدبابة الأمريكية في لقاء جهادي قل نظيره في التاريخ. وكثيرا منهم دهستهم الآليات الفولاذية لان فرار الجندي العراقي من الميدان كان عارا مابعده وما قبله عار.. ولأنهم يؤمنون بأنهم درع أهلهم ووطنهم...يقول أحد المقاتلين  العراقيين الشرفاء والشجعان {  عندما كنا نصنع القانون، عندما كنا نكتب الأدب والرياضيات كان أجداد بوش وبلير يخربشون على جدران الكهوف.  }..

 

اقرؤوا عن الخفجي وعن تحرير الفاو وعن معركة المطار...عن قادة كانوا في الصف الأول...عن أم مع بناتها كن يحشين المدفع في البصرة ويرمين على الأمريكان مع مقاتل عراقي...أين انتم من هذا الفداء ومن هذا المجد والأمريكان على مقربة منكم دائما..؟؟!!..أترضون إغتصاب أمهاتكم وأخواتكم وسحل آباؤكم وقتل أطفالكم؟!...هل ننتظر منكم لعب الكرة والرقص والغناء مع المغتصبين الغاصبين والمجرمين القتلة ؟!!...لاتنخدعوا بمرؤوسيكم فهم عملاء وخدم لأمريكا وإيران وإسرائيل، وبالثلاثين من حزيران فهو نصف الطريق الى الحرية كماهو إنجاز الذين ضحوا وليس الذين باعوا وسهروا الليالي في غرفة نوم المندوب الامريكي السامي يخططون سويا لتغيير بنية العراق الاجتماعية ولإخراجه من التاريخ والجغرافيا...من يريد أن يدخل التاريخ فالميدان أمامه...

 

أما من اختار الرّقص مع الشيطان فالشيطان سيتبرأ منه وسيخسر ونسله في الدارين.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الجمعة  / ١٠ رجــــب ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٣ / تمــوز / ٢٠٠٩ م