تفاعلا مع رسالة الأخ الكريم ماهر الزبيدي

 
 
 

شبكة المنصور

الهادي حامد / تونس
أخي العزيز ماهر، أعزائي المقاومون حملة السلاح والأقلام:

 
تعرفون أن نظرة العراقي إلى أخيه العربي مرجع ومقياس ونموذج لمايجب أن تكون عليه نظرة العربي إلى العربي، وفيها من السحر والتربية والأصالة والصدق والعزم والعمل والالتزام مافيها...أنا لم أزر العراق في حياتي...لكن لكوني متابع للوضع بدقة منذ مايزيد عن العشر سنوات فاني أحس بقرابة اجتماعية وقيميّة شديدة من أهله ..وان شاء سبحانه سأكون هناك لحظة التحرير...للاحتفال مع أبناء شعبي...ولزيارة اظرحة الشهداء...أكرم الناس وأشرفهم وأنبلهم وأقربهم منا إلى الله جل جلاله...أنا من بيئة صافية كماء النبع...أهلها يعتبرون صدام عربيا صافي الانتماء...وكثيرا ماتسألني والدتي ذات السّبعين ونيف عن رفيق دربه المجاهد عزت الدوري إن كان لازال على قيد الحياة وطليقا..شعبنا العربي كلّه أدمى تخريب العراق قلبه وحطم فؤاده...في كل بلد عربي...وفي الشرائح الاجتماعية كلها..وحتى في المؤسسات الحاكمة...تجد من يدعو للعراق بالنهوض وللمقاومة بالنصر المؤزر...هذا شعبنا يااخي ماهر...وهذا نبضنا...وللبسطاء أقول : نعم لقد أعطى العراق للعرب من خيراته بغير حساب...وحتى إن لم يعطهم...فلن نفرط فيه...لااحد يستطيع أن يتخيل امة عربية بدون العراق العظيم ، فهو هيبتها ومجدها وشعرها ونثرها و عرسها وتاج الأمة المرصع بالمعاني الخالدة البهيّة...نحن بتفاعلنا مع القوى المقاومة في العراق و دفاعنا عن العراق لسنا نتقرب زلفى من احد...ولا نبغي جزاءا ولا شكورا...أو يشكر المرء حين يدافع عن داره وزوجه وأولاده؟؟؟!!..أو ينتظر الذي يدافع عن وجود أهله وشرفهم وعرضهم ...عن التاريخ والبطولات و المعجزات...عن ساحة لعب الأطفال..ولقاء الاجوار...عن سهرات العوائل وتصافيها ...الشكر والثناء، أو العطاء كماقد يفكر البسطاء..؟؟!!..وبالنسبة للعملاء وأتباعهم ، والنائمين في عسل المحتل من شعبنا هناك، فقد اظهر واقع الاحتلال أنهم لا يعيشون كبتا سياسيا كما يعتقد البعض، ضمن سياق إلصاق كذبة الديكتاتورية بالنظام الوطني المجاهد، بل يعيشون كبتا طائفيا.

 

فقد اتضح أنهم مهيئون لاتخاذ الطائفية زاوية نظر ومرجع في التعاطي مع القضايا الوطنية ومع أبناء شعبهم.وهي طائفية قبيحة وعبثية و غريبة ومخربة لكل شيء...شبيهة بديانة وثنية جديدة أو بعقائد مجوسية ماانزل الله بها من سلطان.وكانت هي البوابة الوحيدة التي دخل منها الفرس وتوغلوا فيروسيا في الجسد العراقي...وإحدى بوابات العدو الصهيوامريكي الحاقد..ماذا يهمني إذا كان جاري سنيا أو شيعيا أو بوذيا أو من عبدة الشيطان إذا كان يبادلني الإحساس بالانتماء إلى الأرض والشعب وبوحدة المصير..؟؟!!..كيف تصبح أمريكا اليوم محررة للشعوب وهي قاتلة من أيام البحث عن معدن الذهب إلى بحثها اليوم عن الذهب الأسود..!!..كيف تصبح إسرائيل ، وهي عصابات استيطانية موغلة في الجريمة وقد قال فيها القران الكريم ماقال، قطرا شقيقا ومحجّا؟؟!!..كيف يصبح المقبور الخميني ملهما تحيا ذكرى موته...وتحيي فضائيات " العراق " المناسبة في " خشوع ووفاء".. بينما يحتفل بتحطيم عاصمة الرشيد ويعدّ الجرم تحريرا؟؟!!..الطائفية الصفراء هي التي برّأت أمريكا وإسرائيل والفرس من جرائمهم ومن تاريخهم الأسود...ولكن إلى أجل!!..اعرف أخي ماهر أن الذين يجابهون أقلامنا متورطون في هكذا طائفية وفي أتباع " أئمة تبرئة الأعداء" ومؤسسات الجوسسة والتخريب التي تحركهم وتعد لهم نصوص الفتاوى والمواقف الغادرة واعرف أن الشعب العراقي أسمى وارفع وأنبل من أن يقبل بالمحتلين والمخربين والطائفيين...بدليل انه يقاوم.

 

وأتوقع أن الكثير منهم سيعودون إلى الرشاد...ويستجيبوا للنداء...ترفّعا عن الولاء للطائفة وارتقاءا إلى مولاة العراق الذي ماسقط إلا ونهض متدبرا سبل الصعود إلى المجد، مستأنفا أدواره التاريخية العظيمة ، في تاريخ الأمة وفي التاريخ الكوني عموما. أما عن جيلنا العربي الحالي ، فهو لم يشهد معارك التحرر من الاستعمار في القرن الماضي ، واحسب أن الميدان اليوم ميدانه ، حتى لا يرسخ في سفر التاريخ كجيل هجين.

 

علما ان العوائل التي والت الاستعمار لا يزال يشار لها بالبنان!...وأملي أن يستلهم الأخوة الفلسطينيين منكم روح المقاومة والالتزام والصدق في تعاطيهم مع قضية فلسطين العربية وان يتركوا الولاءات السياسية وراء ظهورهم من اجل البندقية...فكلما اقتربت بنصوصك من فتح إلا وانقضت عليك الذئاب...كأنّ القضية ملكا لهم...وكأن فتح هي القضية!!

 

تحياتي الحارة طافحة بالأشواق للأهل هناك...وإنكم لاشك تقاومون بشيوخكم
وأطفالكم وماجداتكم...وبكل شيء...كل شيء في العراق ، من بشر وجماد،
يقاوم...والى الملتقى في اليوم العظيم إذا شاء الرحمان الرحيم.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاثنين  / ٢٠ جمادي الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٥ / حزيران / ٢٠٠٩ م