نافذة / ديمقراطية الاجتثاث او اجتثاث الديمقراطية

﴿ الجزء الرابع

 
 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي
ولكي نصل للحقيقة والتي حاولت ان القي بالضوء على جانب وحيز بسيط  منهامن خلال الذي ذكرته في اعلاه, وباجتهاد المنصفين انا اقول, هل الذي حصل في العراق بعد الاحتلال و ما جاء به الاحتلال من عقليات وتشريعات وبنى ومؤسسات له علاقة بالديمقراطية؟ وهل القوانين  السيئة ومنها الاجتثاثات سواء بشكلها او بمضمونها هي اضافات لانجاح عملية اقامة المجتمع الديمقراطي الموحد في العراق؟أو انها اجتثاث لبقايا الديمقراطية كثقافة ومؤسسات وسلوكيات. ولاجل ان نستوعب الكل ونتفهم الكل ونعطي للكل فرصة ان يفهمونا, لابد في البدءان نضع الديمقراطية كهدف ستراتيجي للوصول للاهداف الكبرى وان نميز بين استخدام الديمقرطية للتغطية أو النفاق السياسي وبين الايمان بالديمقراطية النابع من فهم وادراك لمضمون الديمقراطية. خاصة في وقت اجتاح مصطلح الديمقراطية اليوم كل مجتمعات العالم ولكن باوجه وصور مختلفة وبأختلاف البيئة وطبيعة صيرورة المجتمعات، فمنها من كان مؤهلا لها ، ومنها من ينتظر توفر مستلزمات التغيير والتحول الى الديمقراطية وبناء مؤسساتها,ومنها من راح يحشر ديمقراطية الاخرين في بيئته,اي اختار الطريق الاصعب في الوصول الى الديمقراطية ومن خلال تفعيل وتشويه لاركان وقوائم المجتمع وجعلها تتكيف وتصبح قادرة على استيعاب الفكر والتجربة المستوردتين ,اي بمعنى حشر هذا المستورد من الايديولوجيات والتجارب في قالب المجتمعات ولمجرد ان يحقوا صورة اسمها التقليد وعنوانها الاكبرالتزلف للقوي,وهذا ايظا لايخرج في تقديري من احدالاحتمالين اما هو لاغراض التشدق بها اوانها من حالات الفرض وكما هو الحال في الدول التي هي تحت الاحتلال او المستعمرة , وهذا السلوك هو لتنفيذ ارادة المحتل فعلى سبيل المثال لا الحصر انقاذ ورطة المحتل وفي نفس الوقت هو ركوب الموجة والعمل بتوجهات المحتل وكما هو في نوزع حكومات الاحتلال في العراق الى التبشير بالديمقراطية الامريكية لانقاذ ماء الوجه الامريكي المتورط في كذبة كبيرة تتضمن حزمة من الاكاذيب, وكل يوم يخرج احد الذين نفذوا جريمة الغزوبتصريح أو حديث يكذب فيه الاكاذيب التي زعموها ,كماهو حصل في غزو العراق ,وبالمناسبة اليوم يعترف مجرم اخر من عصابة المعتوه بوش وهو ديك تشيني نأئب المجرم بوش بان العراق لم يكن متورطا في هجمات 11سبتمبر وذلك اثناء تواجد هذا المجرم ليلة الاثنين الماضي في ((النادي الصحفي القومي)) ليتراصف مع باول ورايز ورامسفيلد وبوش واخرين من بريطانيا والدول الاخرى التي ساهمت في الغزووحتى الخائب السكرتير العام للامم المحدة كوفي عنان كان قد صرح بعدم شرعية الغزو على العراق.. 


ان مجتمعات بعض دولنا غير مؤهلة للتحول الى المجتمع الديمقراطي,وبسبب:


اولا_ عدم وجودتهيئة للعمل الديمقراطي واقصد باعداد الثقافي للمجتمع وكذلك الاعداد التشريعي و المؤسساتي.

  
ثانيا_ عدم صدق وايمان الذين يحكمون بالديمقراطيةالتي يروجون لهاوهم  يعتبرون الحريات الممنوحة مجرد مجالات للعبث والضياع ولغرض الاستهلاك السياسي,فنراهم تبح حناجرهم بالمناداة والدفاع عن الديمقراطية ويتهمون من يخالفونهم بالدكتاتورية والتسلط ,وهم يمارسون ما يقذفون من تهم الاخرين ,فان كان المجتمع الذي يسوده ظواهرالقتل والسلب والرشوة وتمزيق نسيج المجتمع الواحد الى طوائف و مذاهب و اديان وبغياب الامن يسمونه بالمجتمع الديمقراطي .

 

والمجتمع الذي يسوده الامان وتوفر لقمة العيش ولو بالكفاف والاهم يعتز الفرد فيه بجنسيته ووطنيته يسمونه بالدكتاتورية. فهل ووفق هذه الصورللمجتمعات ,ان تكون كحاصل تحصيل المجتمعات التي تحكم بدكتاتورية هي افضل من ديمقراطيتهم.   


ولقد ارتكبت اشنع الاعمال والجنايات والخطايا باسم الديمقراطية ,سواء بعدم الالتزام بالقانون الدولي أو الاستهتاربالاعراف الدولية وعدم الاكتراث برأي الاكثرية من الراي العام العالمي,وحتى بحق مؤسسات هي بالاصل انشأءت لخدمتها كمؤسسة المجلس الامن الدولي الذي هو بالحق يخدم مصالح الدول الكبرى . ومن من اكبر الاخطاء التي يمارسها البعض ممن يتشدق بالديمقراطية كبديل عن الديكتاتورية  ووفق معايرهم و مواصفاتهم .وهو يعرف تمام اليقين بان الديمقراطية في احضان المحتل كذبة ولاشئ غير ان تكون كذبة,لان النظام فاقد في ظل الاحتلال اهم ركيزة للحرية وهي السيادة وهذا لا اعتقد يحتاج لاي جدل .والان هل العراق قبل الاحتلال كان يعيش صور من الحياة الديمراطية ,وهل نحن كعراقين  و كوننا جزء من الامة العربية ونعيش في منطقة الشرق الاوسط ,نحتاج للديمقراطية وحسب المفاهيم الغربية التي جاءت لنا بالفوضى غياب الامن وشيوعية النزعات الطائفية والمذهبية والعرقية وكل ما يؤدي لتمزيق وحدة العراق ,اي ذبح للعراق بالكامل ليكون قربانا لان يقال ان نظامه ديمقراطيا!.ام نحن نحتاج لتوفير الخبز والكساء والشرف والعزة للمواطن العراقي,اننا امام عهدين متعاقبين,عهد كنا ننعم فيه بالامن ووفرة الخبز واحترام هويتنا العراقية ونتعامل بالشرف واحترام الدين وشعائره السماوية وبدون تفريق بين الاديان والمذاهب والقوميات, وبين عهد فقدنا اعز ما يمتلكه الانسان في بلده وهي السيادة وغياب الامن وانتشار الفساد والقتل واختطاف وهجرة مايقارب اربعة ملايين عراقي,ومليوني شهيد فقدهم العراق اما بسبب الحصار او بسبب الحرب المستمرة على العراق,و زيادة في عدد الارامل و اليتامى وتفشي البطالة...

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

السبت  / ١١ جمادي الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٦ / حزيران / ٢٠٠٩ م