قصيدة بغداد مدينة النور والنار

للشاعر زكريا القاضي / جمهورية مصر العربية

 
 
 

شبكة المنصور

تقديم : بقلم الناقد عبد الواحد الجصاني
زكريا القاضي ، شاعرمسكون بهموم أمته وأحلامها ، يكتب بدمه لا بقلمه . صدرت له ثلاثة دواوين آخرها ديوان ( وا أقصاه ) . وإضافة الى شاعريته الفذة ، فهو مثقف متعدد المواهب والإهتمامات : مترجم ضليع صدرت له سبعة كتب مترجمة في التربية والأدب القصصي ، ومؤلف للكتب المدرسيّة في اللغة العربية وآدابها في العديد من المراحل الدراسية في جمهورية مصر العربية ، وهو خبير نشر عمل مستشارا لأمهات دور النشر العربية ، وهو محاضر معتمد من اليونسكو واليونسيف في شؤون التربية ، وهو فوق كل هذا وذاك إنسان عربي مبدع يطوّع الحرف فتارة يجعله رمحا بيد المدافعين عن الأمة وتارة محراثا بيد بناة حضارتها .


وقد خصّ الشاعر مدينة بغداد بهذه القصيدة التي يبث فيها عشقه لبغداد ويستعرض صمودها وصبرها على البلاء وحتمية إنتصارها وخلودها ، لإن بغداد ، كما يؤكد ، هي الحياة والحياة نهر والنهر لا ينضب ، ولإن بغداد كلمة والكلمة وجود والوجود خلود ، ولإن بغداد نور والظلام قصير الأمد ، ولإن مدينة المنصور تصونها النار ويغمرها النور.


تحية للشاعر العربي الإنسان زكريا القاضي .
وتحية لشعب مصر الذي ما تخلى يوما عن هموم أمته وآمالها .
وعهدا أن تبقى بغداد مقبرة للغزاة .


القصيدة

ترفل الشمس
في مشهد مهيب
نحو المغيب
أرقب بغداد
مدينة المنصور
حين خطها
في دجى الليل
بالنار والنور
كأنها
شاءت الأقدار
أن تحمل الاثنين معًا
على رحلتها في الزمن
أيام السراء
أيام الضراء
حين ترتدي قشيب الثياب
وحين تعصف بها المحن
أن تحمل الاثنين معًا
النور والنار
بغداد .....
يقول الشاعر
يتعب من يحسد الشمس نورها
ويجهد أن يأتي بضريب لها
بغداد .....
كم روادني حلم
التجوال في طرقاتك
منذ عرفت
ثاني حروف الهجاء
الباء
بهاء لم يخطر على قلب بشر
رواء في دلٍّ وخفر
حاملا
آلاف الوثائق
والشهادات
والدلائل
بغداد .. ذات الجدائل
باقية
يقول الشعر
بغداد حياة
والحياة نهر
والنهر لا ينضب
بغداد كلمة
والكلمة وجود
والوجود خلود
يقول الدهر
بغداد نورٌ
والنور قافلة
قد يبطئ سيرها
قد يتأخر ركبها
ولإن
الظلام قصير الأمد
مهما
زاد عتاده
أو ما منحوه من مدد
فحتمًا
تصل القافلة
بغداد.....
بيني وبينك
موعد
فيه
نلتقي ..
بمنمق الوشى نلتقي
بأهازيج الحرية نلتقي
ويفرح عمري القصير
بناء يسمق فوق الذرا
بديع يروم السنا
ولم أكن
أعلم أن بين مفردات
ثاني حروف الهجاء
تكمن مفردة « بلاء»
بكل مشتقاتها
ومترادفاتها
بغداد .....
حبيبتي
رغم أني لم ألقاك
فأنا أهواك
حبيبتي
رغم أني حديث العهد بعشقك
فأنت تسكنيني
حبيبتي
رغم صغر عمري
منذ آلاف السنين
أحببتك
وظللت متلهفًا
أي سحر فيك
فتن المنصور وهارون
أي عشق لديك
سلب اللب والقلب
وكيف استطعت أن تأسرين
قلب من لم يرك طوال السنين
بغداد .......
أنت باقية
رغم الريح والعدا
أنت باقية
يقول التاريخ
بأني يومًا
سأحقق حلمي الكبير
بين دروبك أمضي
ولدروبك أغني
وتعود
مدينة المنصور
تصونها النار
يغمرها النور

 

الشاعر زكريا القاضي
القاهرة – يوليو/ تموز ٢٠٠٩

 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الجمعة  / ١٠ رجــــب ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٣ / تمــوز / ٢٠٠٩ م