لماذا اعلنت الامبريالية عن وجود افادات للشهيد ابي عدي في هذا الوقت بالذات وما حكاية الانسحاب العراقي في عام ١٩٨٢ ولماذا طلب لاعب الجمناستك خميني الهندي من نساء الشيعة ان يهلهلن ولماذا ارادت الجزائر تسليم البصرة للفرس

 
 
 

شبكة المنصور

المحامي علاء الاعظمي

لاعجب ان تقوم الامبريالية بهذا العمل الخسيس الذي يتعارض مع كل الاعراف الدولية وخاصة اتفاقية جنيف في معاملة الاسرى عندما اعلنت ان هذه الافتراءات هي من اقوال الشهيد ابا عدي .

 

يذكرنا هذا العمل الخسيس بما كان يقوم به احد الرؤساء العرب عندما كان يتحدث في لقاءاته وخطبه بالاستشهاد بالاموات وهو معروف للمراقبين جميعا

 

وكما قال الاستاذ بدر الدين كاشف الغطاء في تعليقه على هذه العملية بالقول :

 

من الناحية القانونية فإن إستجواب الرئيس الشهيد وهو في الأسر ثم نشر محضر الإستجواب، وبغض النظر عن كمية التلفيق الواردة فيه، هو إنتهاك لإتفاقية جنيف الثالثة لعام 1949 بشأن أسرى الحرب، لإنه تعدّ على حقوق الأسير وكرامته وتشويه لمواقفه. المادة 17 من إتفاقية جنيف الثالثة تقول (لا يلتزم أي أسير عند استجوابه إلا بالإدلاء باسمه بالكامل، ورتبته العسكرية، وتاريخ ميلاده، وموقعه العسكري) وتضيف : (لا يجوز ممارسة أي تعذيب بدني أو معنوي أو أي إكراه على أسرى الحرب لاستخلاص معلومات منهم من أي نوع، ولا يجوز تهديد أسرى الحرب الذين يرفضون الإجابة أو سبهم أو تعريضهم لأي إزعاج أو إجحاف).

 

كما أن هذا الإستجواب حصل بغياب محامي الرئيس الشهيد وبغياب ممثل الصليب الأحمر الدولي، إضافة الى أن السلطة القائمة بالإحتلال ليس من صلاحيتها أن تستجوب أسير الحرب عن أمور مثل ماضيه ومعتقداته ومواقفه الفكرية والسياسية، ناهيكم عن أن نشر محاضر الإستجواب في الإعلام قد حصل في وقت لا يستطيع الرئيس الشهيد أن يمارس حقه في الرد عليها بعد أن قام المحتل وعملاؤه بإعدامه بعد محاكمة باطلة وغير شرعية.

 

من ناحية المضمون : إستعرض الإستجواب نوعين من المواقف التي نسبت للرئيس الشهيد. النوع الأول هي المواقف التي يعرفها الجميع عن صدام حسين لكنها صيغت في المحاضر بلغة ركيكة، وأحيانا مشوهه. وفي هذه لم يأت الإستجواب بجديد، فصدام حسين لم يكن رئيس دولة (غامض) لا يظهر في الإعلام ولا يعرف الناس مواقفه، بل على العكس من ذلك، كان من أكثر رؤساء العالم حديثا للناس وللإعلام عن مواقفه الفكرية والسياسية والإقتصادية والثقافية، وعن علاقات العراق الإقليمية والدولية وأمور الدولة والمجتمع، حتى أن الإعلام الأمريكي المتصهين كان ينتقد كثرة لقاءات الرئيس صدام حسين وعرضها وتكرارها في التلفزيون، ويقولون أنه بعد أن يستنفذ الحديث في السياسة يتحول الى الصحة العامة والى كيفية تربية الأبناء. ومعروف أن صدام حسين لم يكن من المولعين بإستخدام لغة (الغموض البنّاء) في عرض مواقفه، بل كان واضحا وصريحا ودقيقا لا يداهن ولا يكذب ولا يغلّف كلماته بنفاق سياسي.

 

المهم .. عند البحث عن اسباب اطلاق ما يسمى بالاعترافات نجد انها تبغي غايتين مهمتين للامبريالية والصهيونية والفرس

 

ما يخص الامبريالية الامريكية وتابعتها الامبريالية البريطانية فانها وقتت هذه الافتراءات مع اعلان تطبيق ما يسمى بالاتفاقية الامنية بين حكومة المالكي وواشنطن وهذا كذب لانها ليست اتفاقية امنية بل هي اتفاقية لتمركز وتجميع القوات المحتلة في قواعد معينة خارج المدن بنسب متفاوتة ولهذا فانها اي الامبريالية الامريكية تريد ان تعفي نفسها من تعويض خسائر العراقيين بالارواح والممتلكات جراء غزوها ومن تنفيذ اتفاقية جنيف بضرورة اطلاق سراح الاسرى من معسكرات الاعتال بعد انتهاء الحرب بين البلدين وتريد ان توهم الناس بان العراق كان يوحي للعالم انه يمتلك اسلحة دمار شامل خشية من تسلط ايران عليه ولا تريد ان تقول ان الامم المتحدة ومنذ عام1991 تجوب شوارع العراق ومدنه بحثا عن اسلحة الدمار الشامل وانه في عام 1995 اراد ايكوس رئيس لجنة التفتيش الاممية ان يعلن خلو العراق من اسلحة الدمار الشامل لولا ما حدث في قضية المرحوم حسين كامل وان منظمة الطاقة الذرية اعلنت وفي عدة مناسبات خلو العراق من اي سلاح نووي وان بريطانيا فبركت مزاعم عن قيام العراق باستيراد مواد تدخل في صناعة القنبلة الذرية من النيجر وان العراق قادر ان يحطم لندن خلال 45 دقيقة من اعطاء الاوامر باطلاق صواريخ عابرة للقارات .

 

 المهم مرة اخرى ذكر فيما ذكر عن قرار العراق في عام 1982 بسحب قواته الى الحدود الدولية مع ايران وللحقيقة والتاريخ ان هذا القرار اختلف عليه السياسيون والعسكريون الذي وجدوا انه خطر على العراق وموقفه القتالي فالسياسيون وبناء على اقتراح من الجزائر الشقيقة يقضي بسحب القوات العراقية الى الحدود الدولية وكان هذا القرار بمثابة انتحار للعراق لانه في بعض الاماكن الحدودية تصل الهاونات الايرانية الى قلب المدن مثلما هو في مدينة العشار في البصرة وغيرها .

 

وكانت حجة الجزائريين ان ايران ضربت في صميم كرامتها عند قيام العراق برد العدوان عليه في 22-9-1980 بعد ان شنت ايران هجومها في 4-9-1980 وان العراق الذي كان متعاونا مع كل الوساطات التي تمت بينه وبين ايران مثل لجنة المساعي الحميدة ولجنة النوايا الحسنة ولجنة اولف بالما التي كانت تتبع منظمة المؤتمر الاسلامي ومنظمة دول عدم الانحياز والامم المتحدة وكان متعاونا جدا معها جميعا عليه ان يقوم بمبادرة جريئة وهي الانسحاب الى الحدود الدولية ووافق العراق وبدء الانسحاب في 10-6-1982 وانتهى في 20-6-1982 اي بعد عشرة ايام  وويعرف المطلعون بالشان العسكري مدى صعوبة نقل ستة فيالق من مكان الى اخر في عشرة ايام خاصة وان الثقل الاكبر كان على الفيلق الثالث والذي يعيش في اجواء بالغة الحرارة على امل ان يفهم الفرس هذه الخطوة الايجابية من العراق .

 

 الا انهم لم يعوا ذلك فشن الخمينيون الفرس هجوما كبيرا بالدبابات في 5-7-1982 والذي كان يصادف الاول من شهر رمضان المبارك ورفعوا شعار طريق القدس يمر عبر كربلاء .

 

واصبحت هاونات الفرس تضرب مدينة البصرة واحيائها بدءا من الحيانية والجمهورية والصبخة و5 ميل والكزيزة وحي الخليج والطويسة والعشار وشط العرب والتنومة والجبيلة والجنينة والكرمة وابي صخير والعالية والمعلمين وشارع الجزائر والسعودية والوطن والكورنيش .

 

والانكى من ذلك فقد طلب خميني لاعب الجمناستك الهندي الاصل من كشمير من جهة الاب ومن اذربيجان من جهة الام من العراقيات من سكنة البصرة استقبال جنوده الغزاة لمدينة البصرة بالهلاهل والطبول والورود !!!!!!!!!

 

وكان رد البصراويات عمليا حيث توزعت مهامهن الى عدة طرق فمنهن من كانت تعبىء مخازن البنادق بالعتاد او تفتح كبسولات قاذفات الار بي جي سفن ومنهن من كانت تعمل في المستشفيات لتضميد الجرحى ومنهن من كانت تعمل على تعبئة المواد الغذائية لصناديد العراق الاشاوس

 

استمر القتال ليل نهار بين افذاذ الفيلق الثالث بقيادة ابو الشهيد اسماعيل تايه النعيمي وفرقه الثالثة والعاشرة والحادية عشرة والخامسة والاولى ومن تجحفل معها من القوات الخاصة والمغاوير والاسناد الجوي والمدفعية والهندسة العسكرية في نهارات البصرة الحارة والعراقيون الاشاوس صياما الى ليلة القدر حيث شن الخمينيون الفرس خمسة هجومات كانت الاولى ليلة 4-5 /7 والثانية 11-12/7 والثالثة ليلة ذكرى ثورة 14تموز والرابعة في ليلة ذكرى ثورة 17 تموز المجيدة والخامسة في ليلة 21-22/ 7 واستمرت خمسة ايام لم يستطع فارسي ان يطأ شبرا من ارض العراق حينها .

 

بادرالفرس بالهجوم العام،  . وخططت لذلك بتنفيذ أعمال قتالية رئيسية   وقد هدفت من ذلك إلى:

 

منع القوات العراقية من استكمال مَواقعها الدفاعية وتجهيزها والشعور بعدم قدرة القوات العراقية المنسحبة على الاستمرار في القتال، لفترة طويلة وشغل الجبهة الداخلية الإيرانية ورفع روحها المعنوية، بعد الاضطرابات التي حدثت في بعض المدن، وضعف الحماسة، بشكل عام، للثورة الخمينية      ومحو الآثار السيئة للخلافات بين الجيش الإيراني، وحرس خميني البسيج ، من خلال اشتراكهما في القتال، داخل الأراضي العراقية واستغلال انشغال المجتمع الدولي، والعالم العربي، بالغزو الإسرائيلي لجنوبي لبنان، والحظر الغربي على تصدير السلاح إلى العراق وإحباط محاولة العراق عقد مؤتمر القمة لدول عدم الانحياز في بغداد، الذي كان محدداً له 3 سبتمبر1982.

 

كان الإيرانيون ينفذون هجومهم دائماً ليلاً، على الرغم من صعوبة السيطرة على القوات، ومشاكل فقْد الاتجاه، وعدم دقة إصابة الأهداف، للحدّ من تأثير التفوق العراقي في القوات الجوية والدبابات والمدفعية.

 

ونفذ الفرس هجومهم في شكل موجات هجومية متتالية الأولى مكونة من مجموعات هوجاء(كل مجموعة 22 فرداً، من مربع سكاني في مدينة واحدة، لزيادة ترابطهم، ويتلقون تدريباً، عسكرياً ومعنوياً، لمدة 4 أسابيع. ثم يُدفعون إلى القتال مترجلين، أو بأي وسيلة نقْل مدنية، بما في ذلك الدراجات، الهوائية والنارية والعربات الخاصة) وتتكون الموجة الثانية من مجموعات بسيج (22 فرداً للمجموعة، على غرار الموجة الأولى)، يُدرَّبون عسكرياً، لمدة أسبوعَين فقط وتكون الموجه الثالثة أكثر فاعلية، إذ تتكون من مقاتلي حرس خميني الاوغاد  ويكون هدفها فتح ثغرات في الدفاع، من خلال نقاط الضعف، التي أمكن تمييزها، خلال هجوم الموجتَين الأوليَين. والموجة الرابعة، هي القوات النظامية، التي تدفع من الثغرة لاستكمال الاختراق، وتدمير القوات المدافعة.

 

كان الخمينيون، بعد توقف هجومهم، يحاولون التمسك بالخطوط التي يصلون إليها، ويصدون الهجمات المضادّة ثم يعيدون تنظيم قواتهم، ويدفعونها إلى شن هجوم جديد، في قطاع الاختراق السابق نفسه، بعد عدة أيام، بهدف زيادة عمقه، في اتجاه البصرة.

 

وشارك بالهجوم اللواء 84 المشاة واللواء 55 المظلي والمجموعة 55 المدفعية، في محور غرب ديزفول والفرقة 16 المدرعة واللواء 40 المشاة المستقل واللواء 58 المشاة المستقل، في محور شمال البصرة والفرقة 92 المدرعة والفرقة 30 المدرعة حرس خميني  والفرقة 21 المشاة واللواء 37 المدرع المستقل والمجموعة 44 المدفعية، في محور شرق البصرة وعدد من ألوية المتطوعين، وأفواج حرس خميني ، تدعم المحاور الأربعة.

 

وتم سحقهم جميعا وردوا على اعقابهم خائبين

 

وقد طلب العراق من الجزائر ان تتدخل لمنع العدوان الذي كان يهدد باحتلال مدينة البصرة والزحف نحو كربلاء خاصة اثناء العدوان الصهيوني على بيروت ومحاصرة المقاومة الفلسطينية الباسلة بقيادة المرحوم ابو عمار وضرورة ان يوقف الصراع العربي الفارسي لكي يقوم العراق باداء دوره الطليعي وكما عرف عنه للدفاع عن القضية الفلسطينية ولبنان الا ان الجزائر تخلت عن ذلك وتركت العراق يقف لوحده في مواجهة العدوان الخميني الفارسي .

 

هذا هو ما حصل في عام 1982

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاثنين  / ١٣ رجــــب ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٦ / تمــوز / ٢٠٠٩ م