شيعة العراق العرب .. شاهد من أهلها !!

 
 
 

شبكة المنصور

علاء الدين حمدى

ـ على خلفية حلقات " بروتوكولات ملالى ايران " ، ومن بين رسائل السباب والترهيب والتهديد بالويل والثبور التى بت انتظرها بشغف كبير عقب نشر كل حلقة ، عسى أن يكون فيها ترويحا لطيفا للنفس من متاعب الحياة اليومية ومشاكلها ، استلمت على بريدى الأليكترونى مجموعة رسائل كريمة من أحد الأخوة العراقيين ، كانت مفاجئة فى مضمونها ! رأيت أن من باب تبليغ الأمانة أن أعرضها على حضراتكم كما هى بعد إخفاء اسم كاتبها وعمله ومكان إقامته احتراما لرغبته ومبرراتها المقنعة التى ذكرها فى سياق رسائله ، وبتصرف بسيط منى ، لظروف المساحة ، بحيث أعرض أهم ما جاء فيها كما كتبه صاحبها دون تعديل أو تغيير ، وأيضا بعد حذف ديباجة المجاملة الرقيقة التى استهل بها رسائله والتى لا أستحقها وان كنت أشكره عليها شكرا جزيلا ، والى صلب الموضوع :


ـ الرسالة الأولى :

الأخ .........
..... وبحكم التصنيفات الطائفية فأنا ولدت لابوين شيعيين عربيين كريمين ولم يعلماني غير الإسلام الحق ، وهذا هو شأن العراقيين الشيعة العرب الاصلاء ، لكن المال والسلاح الذي وقع بايدي هؤلاء ال (...... ) جماعة الحكيم والصدر والمالكي والجعفري وبقية الإيرانيين مكنهم من أهلنا ولن يستمر ذلك طويلا فحسابهم قادم بإذن الله .
اخوك : " العراقى "
الرد :
أخى .......
...... لا أخفيك أننى فوجئت بقولك أنك شيعى ! فالفكرة السائدة أن شيعة العراق موالون لإيران مذهبيا وسياسيا ومرجعيا أيضا وبلا استثناء ! وهذا سبب المفاجأة ! أعنى تأييدك لرأيى المضاد للسياسة الايرانية ! لذلك أرجو أن تزيدنى عن الفرق بين شيعة العراق العرب وبين فريق ايران والحكيم والصدر الخ ، هل هو اختلاف دينى أم سياسى ، هل يوجد فرق فى المناسك الدينية أو المعتقدات ، الموقف من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمهات المؤمنين ، ما يتردد عن مصحف فاطمة الخ ....... وذلك رغم أننى أتناول الموضوع من الناحية السياسية كما لاحظت ، أما الناحية الدينية فهى متروكة لعلمائنا الأجلاء .......
ودمت لأخيك .


ـ الرسالة الثانية :

اخي الفاضل .........
......... استطاع نباشي القبور من أتباع (المذهب الشيطاني الصفوي) إثارة التناطح الدينى في عراقنا وأمتنا وقدموا أنفسهم كبديل للعقيدة الحق ، بل ولكل حركات التحرر الوطني والقومي والاسلامي , انه زمن الرويبضة ! إن اللبس والقصور في الفهم لديكم في مصر وغيرها من البلاد في وطننا العربي الكبير ناتج عن غياب العرب أو قل ابتعادهم عن العراق منذ 1991 حيث عوقب العراق حكومة وشعبا لمدة اثني عشر عاما من الحصار الجائر استطاع الأعداء القريبون وخاصة جارة السوء إيران من الاستقواء وبناء الذات والاستعداد للانتقام من عراق القادسيتين ، الاولى حيث تاريخ آمة كاملة ، والثانية التى تذكرهم بهزيمتهم وتجرع قائدهم السم , ومع هذا مازلنا نقول اللهم اغفر لابناء أمتنا لانهم لا يعلمون .


نعود الى( شيعة) العرب وشيعة العراق والذين أثبتوا وطنيتهم منذ الاستقلال في عشرينات القرن الماضي والى يومنا هذا ، او قل الى يوم 9 نيسان ووقوع العراق تحت أقدام الغزاة .... أما المرجعيات فهي على صنفين ، الأول هو العنصر العربي المهمش والذي لا يملك من مصادر سوى ما نقل عن الإمام "جعفر الصادق" وما نقله ال البيت عنه وعن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وهذا يعني التقائهم مع إخوانهم من المذاهب السنية الأربعة ، أما الصنف الثاني فهو العنصر الفارسي الذي نجح في تزييف كثير من حقائق التاريخ وحبك قصص وتلفيق روايات عدة غرضها تشويه جمالية الصورة العربية للإسلام , اذا صح التعبير , فهم يريدون للشيعة العرب في العراق ان ينكروا تاريخهم العربي وحبهم لصحابة رسول الله العرب ، وأن عليهم التوجه صوب " قم " فهم ( أهل الرايات السود الذين سوف يصححون مسار الدين ! ) وبالتالى توجه أموال الخمس وقوت الفقراء المسروق صوبهم وصوب جيوبهم ... ناهيك عما جرى ويجري طيلة سنوات الاحتلال الست العجاف حيث تمت سرقة خيرات العراق ماءا ونفطا وارضا ، بعض هذه السرقات تمت باسم الخمس حيث على المقلدين في العراق وهم حكومة المالكي والجعفري من قبله بإرسال خمس عائدات النفط للمرجع الولي الفقيه "خامنئي" ... والى حسابات اخرى في دبى وأوروبا حيث تقيم عائلات هؤلاء ال (.....) ، ولقد استطاع العنصر الفارسي السيطرة على الحوزة العربية في النجف وتم عزل أو قتل العنصر العربي فيها وتغييبه تماما , "فمحمد سعيد الحكيم" ، وهو أحد المراجع الأربعة الكبار , ايراني الأصل والفصل والهوى وكذلك "بشير النجفي" الايراني من أصول باكستانية هندية ويلحقه المرجع الثالث "فياض الايراني" من أصول أفغانية وأخيرا كبيرهم الذي علمهم السحر "السيستاني" , لقد نجحت إيران النفاق بتحقيق هدفها "بتفريس" المرجعية التي عمل "صدام" رحمه الله قرابة الخمس وثلاثين عاما للحفاظ على عروبتها .


ولكن ماذا عن عامة الشيعة ؟ ربما ستفاجئ أخي علاء لو قلت لك بأن عامة الشيعة لا يعرفون ما في بطون كتبهم ! ولا ما يدور في رؤوس ملاليهم ولا يعرفون الفرق بينهم وبين إخوانهم السنة إلا في أمر يخص الآذان حيث أضيف له (اشهد أن عليا ولي الله) وطريقة الوقوف بين يدي الرحمن عند الصلاة ففي حين يضع أهل السنة يدهم اليمنى على اليسرى يضع الشيعي يديه الى جنبيه ! والكل يصلي في جامع واحد ، ولم يعرف أن نشب خلاف أو صراع أو قتال أو فتنة بين العراقيين سنة وشيعة يوما , إذن ما الذي حصل بعيد الاحتلال في أبريل 2003 ؟ لقد تم إدخال قرابة الثلاث مليون ونصف المليون ايراني في الأيام الاولى للاحتلال ومنهم اتباع "عبد العزيز الحكيم" وأخيه المقبور "باقر الحكيم" رئيسي "المجلس الاعلى للثورة الإسلامية" ! والمسؤولين الرئيسيين عن تجنيد وغسل أدمغة بعض من أسرى الحرب العراقيين لدى إيران أيام حرب الثمانينات وأطلقوا عليهم اسم (التوابين) حيث يتم إقناعهم بتكفير أهلهم وأصدقائهم وكل ما له صلة بماضيهم ومجتمعهم واعلان الولاء "للخميني" وثورته وتم تدريبهم من قبل حرس الثورة الايراني والمخابرات الإيرانية (اطلاعات) فرع فيلق القدس ، ودخلوا العراق كالمرة الاولى عام 91 إلا أن هذه المرة كانت بالتعاون مع جيش الاحتلال الامريكي البوشي المجرم وبالتنسيق معه كما اعترف كبار ملالي إيران وعلى رأسهم "خامنئي" وكذلك مستشار الرئيس الأسبق "خاتمي" بهذا التعاون , وقد قامت هذه الملايين الثلاثة والنصف المزكاة من المخابرات الإيرانية بأكبر عملية (تطهير عرقي) عرفها التاريخ فشردت وقتلت ............


أخوك : " العراقى "
الرد :
أخى .........
مازلت أطمع فى الاستزادة عن شيعة العراق العرب ! ...... وتقول فى رسالتك الكريمة ( والكل يصلي في جامع واحد ) ! وسامحنى إذا نقلت لك ما نفهمه ونشاهده نحن أهل السنة والجماعة من أن للشيعة مساجدهم وطقوسهم الدموية ، كذلك لهم كتابهم ، مصحف فاطمة ، الذى يختلف عن قرآن رب العالمين ! بل أن منهم من يدعى أن "جبريل" عليه السلام أخطأ ونزل على محمد صلى الله عليه وسلم بينما كان المقصود بالرسالة الإمام "على" كرم الله وجهه ! وأنهم يلعنون الصحابة الكرام ويتقولون فى حق أمهات المؤمنين زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم ، إضافة الى مبدأ الفقيه الولى المتصل بالسماء الخ ، يستوى فى ذلك شيعة العراق أو ايران أو البحرين أو السعودية أو ذيلهم فى لبنان ! ونعلم أن الشيعة الاثنى عشرية قبلتهم جميعا " قم " ووجهتهم ايران ، وان كان هناك ثمة خطأ فى هذا المفهوم فهو بكل تأكيد يقع على "الشيعة العرب" لعدم تفنيدهم هذه المفاهيم عن عقيدتهم ، هذا لو كانت مفاهيم خاطئة عندنا ، أما لو كانت مفاهيم سليمة عنكم ، فأمركم موكول الى الله تعالى ، بل أنه من غير المعلوم ، على الأقل لدىِّ ، أن هناك ما يسمى بالتشيع العربى أصلا !! لذلك أرجو أن تزيدنى بمعلومات مستفيضة عن هذه النقاط المحورية ...........
ودمت لأخيك


ـ الرسالة الثالثة :

اخي الفاضل .........
...... ، اولا ماقلته يا أخى في أهلنا المصريين والبسطاء منهم فينطبق على أهلنا البسطاء في العراق ، فالقاسم المشترك هو حب ال بيت النبي العربي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم ، ولا أعتقد أن سمع أحدكم يوما بوجود خلاف او صراع او عراك طائفي في العراق ! وتستطيع ان تسأل اخواننا المصريين الذين عاشوا بين ظهرانينا سنوات عديدة كما لا يستطيع أحد ان يقول بانه سمع عراقيا شيعيا يشتم صحابة رسول الله رضوان الله عليهم أجمعين ولم يذكر أو يسجل يوما في تاريخ العراق هذه الأعداد الهائلة التى تخرج لاحياء عاشوراء باللطم والبكاء والنياح والعويل ! فما الذي تغير ؟ كنت قد ذكرت لك عن الملايين من الايرانيين الذين دخلوا في الايام الأولى للاحتلال والتي تم تجنيسها ولكني لم أذكر لك الالاف الذين يدخلون يوميا عن طريق المعابر الحدودية ومطار النجف الدولي بحجة السياحة الدينية ، .......


ما أريد قوله أخي ان هؤلاء ليسوا عراقيين , نعم هناك عراقيون ! ولكنهم فضلات العراق فحتى الجسم السليم تخرج منه فضلات فكيف بجسم عليل محاصر جائع جريح مستباح كالعراق ؟! انها تجارة (دينية) يقوم بها ملالي ايران وذيولهم في العراق من أجل الكسب المادي والمعنوي تعبيرا عن نشوتهم بالانتصار على العراق العربي .


لقد افتتح مطار النجف الدولي باستقبال أول طائرة اسرائيلية ضمت على متنها 300 سائح (ديني) اسرائيلي قدموا لزيارة النجف وبابل لزيارة قبر نبيهم " ذو الكفل " عليه السلام ، فمشروع تهويد المنطقة لم يقتصر على القدس وفلسطين ، فالعراق جائزتهم الكبرى مناصفة مع اخوانهم الفرس المجوس الصفويين ، واللاطمين كانوا ولا يزالون من الرعاع والغوغاء والساقطين أخلاقيا ، وانا أعني ما اقول ! أما الذي يراه العالم على شاشات التلفزة انما هم الايرانيون والباكستانيون والافغان واللبنانيون اما العراقيون ففيهم ما يكفيهم من خوف وجوع ومرض وموت ينتظرهم في كل مكان .


أما عن ولاية الفقيه ، فالحق يقال ان هناك مراجع كبار اختلفوا مع "الخميني" المقبور في ذلك ومنهم "منتظري" الذي وضع تحت الإقامة الجبرية وكذلك "فضل الله" اللبناني , "فالخميني" لعنه الله يدعي بأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يبلغ رسالته كاملة كما ينبغي ! وهو في ذلك يشير الى ولاية "علي بن ابي طالب" كرم الله وجهه ، وهو وغيره من الصفويين اللئام يعتقدون بأن هناك آية واضحة تم حذفها أو تحريفها أشارت بالاسم الى "علي" (رض) ...الخ ، وهذا يبرر عندهم ضرورة وجود ولي فقيه يعتبر وكيلا للامام المنتظر وهو وحده الذي سوف يكمل الرسالة ويصححها ! اذن ففكرة او نظرية ولاية الفقيه فارسية صفوية خمينية لا علاقة للشيعة العرب بها .


أما عن مصطلح "الشيعة العرب" او "التشيع العربي" ، فهو تشيع " لعلي " في خلافه مع " معاوية " لا أكثر ولا أقل ويتفق جمهور الأمة على أن الحق مع " علي " لكنهم لا يلعنون خصمه " معاوية " كما يفعل الصفويون ولقد قيل في ذلك كثير كما أن التشيع لال بيت النبي صلى الله عليه وسلم تشترك فيه الأمة كلها , أما عن فكرة وجود اثني عشر اماما ..... فهؤلاء ائمة صالحون لا غبار عليهم ولكن لما العصمة ؟ أهلنا في العراق يحبونهم جميعا ويكتفون بذلك ولا يعرفون أكثر منه ! المشكلة ليست في حب هؤلاء لآل البيت عليهم السلام ، وانما كذب من يدعون الانتساب اليهم ! ففي حالة المهدي المنتظر قدم دهاقنة الخباثة في فارس الشيعية الصفوية فكرة جديدة هي (ولاية الفقيه ) ........


وأعتقد ان موقف النظام ورجال الدين في مصر من ظاهرة التشيع الايراني الصفوي جاء متاخرا جدا وطالما حذر النظام الوطني السابق من خطورته على الأمة كلها ولكن النظام الرسمي العربي لم يدرك ذلك فقد كان مشغولا بالعداء للنظام العراقي الوطني السابق فبدت الرغبة في ازاحته أكبر من رؤية الخطر القادم من هؤلاء .


أخيرا واجابة على سؤالك ان اذنت لك بكتابة اسمي ، فتستطيع أن تنقل سبب تخوفي من ذلك عله يفضحهم بين العالمين , ففي المدينة التي يسكن فيها أهلي فالمليشيات الطائفية وعصابات القتل والموت والاغتصاب (الشيعية) تستهدف (الشيعة) المناهضين للاحتلال والوجود الفارسي الايراني الصفوي , وأعلم أخي بأني والهح لست جبانا ولا أخشى الموت ولكن العرض والشرف أغلى من كل شئ , هؤلاء المجرمون أتباع الولي الفقيه السفيه فتحوا مكاتبا للمتعة في كربلاء والنجف وبعض مدن الجنوب الأخرى وأستقدموا عاهرات إيرانيات لينشروا الفساد بين العباد , فالمتعة لم تكن يوما تقال في العراق فهي مسألة شرف ككل أبناء الأمة لا تهاون فيه مطلقا ، هؤلاء هم أعداؤنا فافضحوهم أخي بارك الله فيكم جميعا وحفظ أهلكم وأعراضكم ونسائكم وأوطانكم من شرهم .

اخوك : " العراقى "

ـ الى هنا انتهت رسائل أخينا العراقى الكريم ، وأرجو أن أكون قد وفقت بعون الله تعالى فى نقل وجهة نظره الى حضراتكم بأمانة كما كتبها ، فما رأيكم ؟


ـ عموما ، لقد اتفقت مع الرجل على أن يتولى بنفسه التعقيب على تعليقات حضراتكم واستفساراتكم بنفسه مباشرة على الموقع ، كل ما أرجوه أن يكون الجدال موضوعيا بالتى هى أحسن كما علمنا الاسلام وابتغاء لوجهه تعالى ، عسى أن يسهم ذلك فى إزاحة ما إذا كان هناك لبس أو غموض فى المفهوم خاصة فى الشق العقائدى المتروكة مناقشته لأهل الدراية وحدهم .


 


يقول تعالى: { وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً } الجن١٤

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاربعاء  / ٢٩ رجــــب ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٢ / تمــوز / ٢٠٠٩ م