حــــتي أنــت يــــا عــــــبس

 
 
 

شبكة المنصور

الـــــوعـــي الــعـــربـــي

لا نجد فيما أعلنه فاروق القدومي أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح الفلسطينية آي جديد او سر او قذيفة من النوع الثقيل او الخفيف او حتي الفشنك كما يقولون فيما أعلنه عن وجود وثيقة تكشف ضلوع السيد محمود عباس ميرزا ومحمد دحلان مسئول الأمن الوقائي سابقا وارئيل شارون رئيس حكومة الكيان الصهيوني المقبور ووليم بيرنز مسئول العلاقات الخارجية للشرق الأوسط في عملية إغتيال الزعيم التاريخي لحركة فتح ورئيس السلطة الفلسطينية ياسرعرفات عن طريق دس السم له في الطعام أثناء فترة حصاره في مقاطعة رام الله ومنذ أن تعرض الرئيس أبو عمار للمرض الفجائي أثناء حصاره ثم تدهور صحته بشكل سريع ومفاجئ وفشل طاقم الأطباء الأردني والمصري في تشخيص مرضه وكل الشكوك أتجهت الي قيام المخابرات الأمريكية والصهيونية بقتل أبو عمار عن طريق وضع السم في الطعام و بعد أن خرج أبو عمار متوجها الي المستشفي الفرنسي في باريس لتلقي العلاج ثم وفاته السريعة دون خروج اي تقارير طبية من المستشفي الفرنسي يحدد أسباب الوفاه ورفض محمود عباس وتمسكه بعدم تشريح جثة أبوعمار وزيارة وزيرة الخارجية الأمريكية رايس المفاجئة الي فرنسا في نفس التوقيت الذي كان يرقد فيه جثمان الرئيس في المستشفي وذلك للضغط علي المسئولين الفرنسيين وإثنائهم عن إعلان او نشر آي تقارير طبية تحدد أسباب الوفاة لذا أصبح يقيناً داخل كل عقل وقلب كل عربي أن الوفاة تمت قتلاً وغدراً وإغتيالا فهذه هي طبيعة الصهاينة في القضاء علي كل من يقف عقبه أمام مشاريعهم فهم خائني العهد والميثاق علي مر التاريخ وهذه ليست المرة الأولي التي يُقدم فيها العدو الصهيوني علي التصفية الجسدية او القتل لشخصيات عربية وفلسطينية ومصرية وعلماء وذلك عبر جواسيسهم وعملائهم للوصول الي غايتهم ،

 

وأبو عمار كان هدفا لهم منذ أن كان خارج الأراضي الفلسطينية لانه كان عنيداً مدافعاً عن المواقف الفلسطينية ومعادياً للسياسة الأمريكية والصهيونية وكانت له القدرة علي أحتضان المقاومة الفلسطينية بكل توجهاتها وممسكا بمفاتيح اللعبة السياسية ، ولهذا كانت النية مبيتة لقتل أبو عمار، أما الجديد في الموضوع هو هذه الوثيقة التي إن صدقت ونتمني ان يُكشف عن عدم صحتها هو كشفها عن تورط أثنين من كبار السلطة الفلسطنية أحدهما هو رئيساً للسلطة وكان ضمن أحد المقربين للرئيس ورفيق دربه وأحد المؤسسين لحركة فتح وتم ابعاده عن السلطة قبيل وفاة الرئيس ابو عمار لاسباب لا نعلمها ، فالسيد عباس وإن كانت ولايته قدإنتهت منذ كانون ثاني 2009 إلا أنه يستمد شرعيتة من الرضا الأمريكي والإسرائيلي وبعض الأنظمة العربية نظراً لما يتمتع به عباس من تفريط وتهاون في القضية وعدائه الدائم للمقاومة وإتهامه لها بانها مقاومة عبثية ،

 

أما الثاني فهو "محمد دحلان " من رجال الأمن الذين عهد اليهم بان يكون وزيراً للأمن الوقائي ومن المشتاقين للسلطة بعد غياب ابو عمار وخلو الساحة وضعف شخصية عباس وكذلك العلاقة الشخصية التي ربطت بين المخابرات الأمريكية ومحمد دحلان لدرجة أن الرئيس بوش أثني عليه قائلا بان هذا الولد يعجبني كما أن لغته العبرية التي يجيدها ربطت بينه وبين أصدقائه الصهاينة ، أن ما أعلنه "ابو اللطف "عن هذه الوثيقة سواء ما جاء بها كان حقيقة آم محض إفتراء هو يعبر عن مدي التردي الذي وصلت اليه القضية الفلسطينية الي الدرجة التي أصبحت في مهب الريح وتكاد الفتن الداخلية والخارجية تعصف بما تبقي من هذ القضية وهذا الشعب ، وأن ما تم إعلانه يجسد حقيقة الصراع الدائربين الأخوة علي السلطة المفقودة و الصراع العبثي لإن ما يتنافسون عليه من حكومة ليست أكثر من شكل كاذب فحتي هذه اللحظة ترفض إسرائيل وأمريكا ودول الأتحاد الأوروبي الإعتراف بها أما فلسطين الدولة فهي مجرد وعد أمريكي يتجدد مع كل إدارة ، وإن كان هذا الصراع السلطوي تاريخيا وجد منذ توقيع أتفاقية أُوسلو وما رشح عنها من خلق دولة فلسطينية مختزلة فى الضفة وغزة وعاصمتها رام الله وما ربحه الفلسطينين من هذه الأتفاقية إلا العيش فى وهم السلطة ومتطلباتها وأطماعها وبدأ الصراع على السلطة يتبلور من هذة اللحظة وإن لم يظهر على سطح الاحداث لوجود شخص أبوعمار ببعدة التاريخى والنضالى وكزعيم لمنظمة التحرير وإعتباره مرجعية لكل الفلسطينيين بمختلف التوجهات وبقتل أبوعمار وغيابة عن الساحة يظهر الصراع على السلطة واضحا ومتجليًا سواء كان داخل حركة فتح ذاتها أو بينها وبين حركة حماس وهذا ما يصبو اليه الصهاينة ونجحوا فيه بفضل تغيب الرمز عن الساحة الفلسطينية ، وأن الغياب العربي والتواطؤفي بعض الأحيان وإختلاط الأوراق هو الذي أتاح الفرصة لهذه الأجندة وهي الخطوة الجديدة على طريق الفوضي الخلاقة التي بشرت بها فاتنة الزعماء العرب كونداليزا رايس ،

 

أن الوثيقة التي أعلن عنها القدومي هو نفسه ماحدث مع يوليوس قيصر فيوليوس توقع الغدر من كل الناس إلا من بروتس رفيق عمره وصديقة الذي طعنة طعنة شديدة وعميقة وقاتله في ظهره ، وقد ظن للوهلة الأولى أن من فعلها هو أحد هؤلاء الإنقلابيين طعنه في ظهره ولكنه حينما إلتفت ليرى قاتله كانت مرارة الصدمه آنذاك أشد من حرارة الطعنه ! فلقد تفاجأ بأن صاحب تلك الطعنة الغادرة القاتله لم يكن سوى صديقه العزيز ونصيره " بروتس " فنظر إليه " القيصر " نظرة مؤلمه أسفه إلى حد الذهول قائلا ً كلمته الشهيره التي أصبحت مضربا ً للأمثال في خيانة الصديق وإنقلاب الشقيق قال بمزيج من المرارة والدهشه والأسف حتى أنت يا بروتس لقد خطرت على بالي هذه القصة اليوم حينما كنت أتابع بذهول عميق تعليقات وتصريحات " أبو اللطف" ووجدت نفسي وبكل أسف ومراره أقول حتي أنت يا عبس .

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاربعاء  / ٢٩ رجــــب ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٢ / تمــوز / ٢٠٠٩ م