المقاومة العراقية

خطاب الرئيس الاميريكي اوباما - خوفنا على العرب من الاصابة المزمنة بمرضي الانبهار والعاطفة

 
 
 

شبكة المنصور

الوليد العراقي

عندما قرأنا خطاب الرئيس الاميريكي اوباما لم نكن ضده ولا معاه في كلمات تستهوي المتعبين الضائعين والغرقى في دنيا العرب والاسلام.كلمات نظيفة واماني كبار تخص العالم العربي والاسلامي ويتمنى كل من يعيش في تلك المنطقة ان تتحول تلك الكلمات الى واقع وان تترجم  مفردات الخطاب الى بلاسم تشفي صدور العالم العربي والاسلامي من الويل والحيف الذي جرى لهم على يدهم اولا لانهم لم يكونوا بمستوى القدرة على خطاب اعدائهم من المستعمرين القدامى والجدد ولم تكن ردة فعلهم بالقوة الاعظم المعاكسة للاحتلالات التي عانوا منها طويلا ونالوا منها الكوارث والخسائر في الاقتصاد والبشر والارض والى يومنا هذا..ترى ما الذي تبدل ونحن نقول عسى ان يتبدل المنطق والفعل الغربي الاستعماري تجاه منطقتنا برمتها بل وعسى ان نكون اصدقاء نحن وهم على طريق بناء اسس رفيعة من العلاقات الانسانية المتوازنة بيننا وبينهم والتي بالتاكيد ستكون من صالح شعوبنا وشعوبهم وخير البشرية جمعاء..

 
لكن من ناحية اخرى نقول لكل الذين اهتموا بما قال وما خطب السيد اوباما وعلى الارض العربية وكأنه رسول سلام اننا لسنا ضدك وضد نواياك ان كانت من اجل خير البشرية بل كل البشرية لا يمكن ان تتمتع بالسلام والخير من دون تعاون الشعوب بمجملها في صناعة القرار والاتفاق على خيرها ونبذ ما يدعو الى شرها...

 
ان اشد ما نخاف على اهلنا العرب والمسلمين هو الانبهار المزمن والعاطفة المزمنة التي اصيب الكثير منهم بهما تجاه أي حدث مثير وجديد وقبل ان يروا نتائجه  وهذا عكس ردة الفعل عند الشعوب المتقدمة الاخرى ومنها المجتمع الغربي الذي عشناه لا قرأنا عنه اذ لا تعنيه الصور ولا الخطب العصماء ولا جمال الالة ولا اناقة الفنان بل ولا ادعاء أي سياسي او تبشير ديني او علمي الا بعد ان يروا نتائجه ويلمسوها بانفسهم ومن ثم يقدرون وزن ما اصابهم من خير من كل هذا وذاك..

 
في نفس الوقت نحن لسنا قاعدة لنكون ونصنف في الطرف المتطرف من معادلة الصراع في العالم اليوم ونحن لسنا حزب الله لنكون مطايا يركبها النظام الايراني للوصول الى اهدافه الخبيثة على حساب الشعوب بل ونحن لسنا حماس التي شوهت جلدها باللون الصفوي دون الحاجة له وساقها اغراء السلطة الى الحد الذي وجدت مكان دولة فلسطينية مفترضة لها على قطاع غزة  تتبازر من خلالها مع فتح على الارض الفلسطينية للدولة المفترضة الاخرى من الاحلام الفلسطينية التي حولتها دنيا الارادات الى مقاطع وكانتونات تتقزم وتتضاءل مساحتها كل يوم ومن ثم نخاف عليها من الظمور نهائيا من الوجود؟كما نحن لسنا  جمهور محمود عباس الذي راح يبحث عن منقذين له في المنطقة الخضراء وفي شمال العراق في دهاليز مسعود البرزاني وجلال طالباني..ومن هنا نقول لمن يعرفنا ومن لا يعرفنا ان وجد نحن عراقيون ثوار تحرير ضد الاحتلال الاميريكي وبالتالي فهدفنا هو اعادة دولتنا العراقية الوطنية الى سابق عهدها  ومن ثم اعادة بناء تلك الدولة العربية المدمرة نهائيا بفعل كل قوى الشر المستطير في عالم اليوم ومن هنا نقول لسنا منبهرين بخطاب السيد اوباما ولا اخذتنا العاطفة الجياشة تجاه ما تلي من ايات الذكر الحكيم التي قالها هذا الرئيس امام شعب عربي مسلم  اخذ منه الاحباط كل مأخذ بسبب الخيبات التي مني بها وبسبب الجراح التي طالت بدنه ونفسه بفعل وبيد الاستعمار القديم والجديد والذي راح يبحث عن منقذ له من خارج حدوده بعد ان فشل اهله في انقاذه من جور ماساته الرهيبة..

 
نحن شعب عراقي يبحث عن الحقيقة ويتجدد من اجلها ويتطور بتطور اسبابها  ولا يقف عند أي فاصل يحده عن مبتغاه ومهما قيل عنا وما يقال وخاصة على لسان الاعلام العربي المشكوك في مصداقيته والماخوذ بالانبهار والعاطفة اللذان اثرا به واخرجاه عن جادة الصواب حتى صنع هذا العالم بل وشارك في صناعة اصنام عالمية شرها علينا وخيرها لشعوبها..بل راح في التطرف الموجه المحسوب الى ابعد من ذلك في محاربة أي جهد وطني وخاصة الذي يحصل في العراق ومن ثم اما التغاضي عنه او تشويهه وكما جاء في الجريدة الجزائرية التي  صورت وفبركت للشعب العربي  مقابلة مصنوعة عن بعد حول اراء  وافكار قائد الثورة العراقية التحررية شيخ المجاهدين وخادمهم عزة ابراهيم..

 
نحن العراقيون الثوار قد مررنا قبل ذلك باعلام غربي مساند لنا بالظاهر وبوصف يفوق عدة مرات  خطاب الرئيس اوباما وهو الخطاب البريطاني قبيل الحرب العراقية – الايرانية لكن نوايا الساسة البريطانيين لم تكن معنا وخير دليل انتهازهم حروبنا ليجهزوا علينا من خلال صناعتهم لقصة بازوفت وارساله للعراق ومن ثم قيامه بتصوير اهداف ستراتيجية في بلدنا وبالقرب من بغداد وهم يعرفون حساسية هذا الامر لاي دولة  تروم امنها الوطني  وتعرف تماما ان مصيره في حالة القاء القبض عليه متلبسا هو الاعدام ..ومن هنا ضحت بريطانيا بهذا الايراني الاصل من اجل هدف اكبر رسمت له وخططت من اجله مخابراتها وبالتعاون مع الصهيونية  والصفويية العالميتين ومع المخابرات المركزية الاميريكية لتستغل احداث الكويت ومن ثم الاجهاز على العراق اولا عن طريق الحرب الاولى في الخليج وثانيا عن طريق الحصار الظالم ومن ثم احتلال العراق وكل ذلك من اجل الكيان الصهيوني وامنه المتمثل بتدمير العراق وانهاء قدراته التي كان العرب تلوح بها من خلال النظام الوطني العراقي بردع الكيان الصهيوني من ناحية ومن ناحية اخرى  بلجم المد الصفوي باتجاه العرب والذي انفلت بعد احتلال العراق وانهيار البوابة الشرقية للوطن العربي...

 
لا يمكن ان يمر العالم العربي والاسلامي باسوأ مرحلة  من الاجهاز الغربي عليه بقيادة الولايات الاميريكية وعليه فان خطاب السيد اوباما يبقى ملكه  ولا يتعدى شدقيه بما يخصنا ويخص قناعاتنا واذا ما اراد ان نثق به ونفتح صفحة جديدة من العلاقات بيننا وبين الغرب فما عليه الا ان يرضي الفلسطينيين ويرجع لهم الحق المسلوب اليوم وليس غدا وما عليه الا ان يسحب كامل قواته من العراق وبالسرعة الممكنة وحسب السياقات العسكرية في الانسحابات وترك العراق لاهله الشرعيين وهم الثوار من اجل تحرير بلدهم وكما حصل في بلدان اخرى تم  استعمارها وتمت  عملية التحرير هناك ..

 
السيد اوباما لا بد انه وصل الى يقين ان العراقيين الثوار اتخذوا القرار النهائي في تحرير بلدهم من قوة الاحتلال  ومهما طال الزمن وغلية التضحيات وعليه لماذا كل هذه المماطلة ولماذا لا يعلن امام المجتمع العربي والاسلامي اعترافه بالمقاومة العراقية ممثلا شرعيا للعراق ومن ثم الدخول معها في مفاوضات الانسحاب والتحرير وتسليم البلاد  والعملاء الذين خانوا ارضهم وشعبهم ومن ثم اعطاء العراقيين وتعويضهم حقوقهم المشروعة اذا كان فعلا مسؤولا عن خطابه  وملتزما فيه..

 
ثم اليس ما يجري في افغانستان والباكستان على يد قيادة اميريكا للحلفاء هو نوع من الاستهتار بحق المسلمين ؟وعليه اليس الاحرى بالرئيس اوباما ان يكفر عن ذنب الثور الاميريكي ويرجع الى بلاده ومن ثم يبني جسور المحبة والصداقة بين الشعب الاميريكي والشعوبالعربية و الاسلامية؟

 
ثم  سؤال اخر من هي القاعدة وما هي امكاناتها الخارقة على تدمير الحرث والنسل من على الكرة الارضية بل وكيف تشكلت هذه المجاميع ومن هو المسؤول عن تكوينها وتسليحها يا سيد اوباما؟ثم في أي عصر من الزمن تكونت القاعدة ولاي هدف؟انت تعرف ذلك ومؤسستك المخابراتية هي اعلم بذلك اذا ما هو ذنب العالم الاسلامي بكل الذي يجري له ان لم يكن الهدف هو حرب صليبية معلنة كما قالها سلفك الارعن بوش؟


 الحقوق لا تحتاج الى الكثير من الجهد في سبيل ارجاعها الى اهلها بل تريد فقط اعتراف الجاني بها ومن ثم بسهولة ارجاعها وحال ارجاعها يستقر كل شئ  وتزكى النفوس من درنها وتعمر الارض وينتهي الخراب بفعل البشر الشرير..هنا النيات هي التي تترك فعلها على الارض لا الكلمات لان النيات هي سابقة العمل وعليها تبنى الاحكام وتقدر الحقوق وتحل المشاكل والمنازعات وكل ذي حق يأخذ حقه وتتصافى القلوب وبغير ذلك لا حل سوى الحرب السجال  ودائما وابدا وعلى مديد التاريخ كل الثورات التحررية هي المنتصرة ومهما كانت قوة الغزو ومكرها ودهائها وجبروتها .

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاحد  / ١٢ جمادي الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٧ / حزيران / ٢٠٠٩ م