المقاومة العراقية : هل نحن العرب امام وحدة قلمنا بعد ان تفرقت بندقيتنا ؟

 
 
 

شبكة المنصور

الوليد العراقي
ان المشهد الدامي الذي مر وما يزال لم يكتمل عبوره للوطن العربي ومنذ بداية القرن العشرين ليعيد الى الذاكرة العربية الواعية  قراءة الكثير من الفصول  والمراحل والامتحانات والمحاولات والافكار والغزوات والحروب والشخصيات والاحزاب وعلماء الدين وعلماء السياسة بل وكل المحاولات والافكار التي اضطلعت واهتمت ونمت والاخرى التي خبت في دياجير تلك الحقبة الخطيرة من عمر الانسان العربي ومن عمر التاريخ العربي.

 
فعلى مستوى الافكار فقد ظهرت الكثير من الطروحات ومن النظريات التي اهتمت بالواقع العربي الجديد وخاصة بعد الحرب العالمية الاولى التي خانت الانسان العربي بعد ان دحظت فكرة الخلافة الاسلامية ووحدة المسلمين ومهما كان مستوى ذلك وهدفه بعد ان تم الاجهاز على اخر معلم لها وهي الدولة العثمانية وريثة السلطان الاسلامي المحور اداريا ودينيا لكنه كان متلبثا ومتشبثا باسم الدين الاسلامي الذي اعطاه المشروعية لقيادة الامة الاسلامية  على الاقل من باب طاعة ولي المسلمين المعشعش في اعماق العقل المسلم ومنه العربي..

 
نعم انتهى فصل الخلافة الاسلامية الجمعية على يد الحلفاء وانهارت رؤى وخبت افكار وصودرت قناعات عند الانسان المسلم ومنه الانسان العربي وبدأ الكل وفي لجة الفراغ والهجمة الاستعمارية التي امست البديل للخلافة  , نعم بدأ الكل في العالم الاسلامي يبحث عن بوابة ليخرج منها الى وجوده وان كانت بحجم خرت الابرة او ما يسمى (سم الخياط)..

 
عالم اسلامي متخلف ومنهوك بل ومنخور حتى العظم يأكل اكباده الجهل وتعشعش في تلافيف مخه الاساطير والاحلام بل والاوهام  التي سوقتها فيالق من الدجالين ومحترفي مهنة التخدير والرعب لعقول البشر في زمن الفراغ الفكري والسلطوي وغياب القانون المتحرك والذي بدوره يحرك الطاقة الكامنة عند البشر.في المقابل كان هناك عالم اخر يجاور تلك البلاد ويمد برأسه مراقبا ماذا يحصل لهذا العالم الاسلامي الخابي نعم عالم قد تطور وركب عجلة الصناعة  وفن الكتابة والطباعة المتقدم..كانت فرصته كي يهجم بكل ما اختزنه عقله وتاريخه من الفكر الديني الصليبي وثاراته ومن الطموح المجنون للسيطرة على تلك البلاد  الخام ومهما كانت النتائج كونها فرصته كي يقتحم هدفه طالما الناس نيام هناك..

 
حصلت الهجمة على الدولة العثمانية العجوز المريضة والتي راح اهلها في لجة الدنيا وعشقها ونسوا ان الخلافة تقوم اصلا على فكرة الدين واعتناق مبادئه والتشبث بها حتى النخاع  لا على العنوان الاسلامي ولونه ورايته فقط فضلا عن نخر هذه الدولة من قبل اليهود المتصهينين من الموساد والذين وصلوا الى سدة الحكم فيها تحت قناع الاسلام وعلى رأسهم اتتاورك مؤسس الدولة التركية الجمهورية الحديثة.هنا كانت الكارثة التي حلت بكل اطرف ومكونات تلك الدولة ومنها البلدان العربية التي تنازلت عنها الخلافة العثمانية واعطتها بشكل مباشر او بطريقة مخطط لها الى الدول الغربية الاستعمارية وخاصة بريطانيا وفرنسا..اما  الحروب التي حلت بالمنطقة من خلال ماتسمى بالحرب العالمية الاولى فلم تكن سوى النتيجة والغطاء الذي صمم اصلا من داخل وخارج الدولة العثمانية لينتهي كل شئ بتلك التراجيديا للعالم الاسلامي ولتنفرط  ولايات وامارات العثمانيين فيتلغفها  الهائمون بالسيطرة على الشعوب وهكذا انكشفت لعبة الدين السياسي منذ بداياته حين سيطرت اقوام على مقدرات شعوب اسلامية تحت التخدير الديني والدين منهم براء سوى القلة من القيمين على تلك المؤسسات الاسلامية والعاجزين عن فرض اراداتهم  في بسط الفكر الاسلامي على دولتهم ومسؤوليها وقادتها العسكريين ومنهم الخليفة عبد الحميد الذي رفض اعطاء فلسطين لتكون وطنا لليهود..

 
من هنا وبعد ان انتهى كل شئ وتم الاستيلاء على ارث الخلافة الاسلامية وقف العرب حيارى تتلاقفهم امواج عاتية من القوة والفكر هي اكبر منهم وادهى بعد ان تركتهم الخلافة الاسلامية العثمانية يعيشون حياتهم البدوية والقبلية وزعاماتها  دون ادنى اهتمام بالواجب الديني الذي يحتم على الوالي ايلاء التعلم والتثقيف والوعي والقيادة  أي الشأن الاكبر من مسؤوليته تجاه من هم برعيته..نعم تركت الرعية كنبتة في غياهب الصحراء فأما ان تمتص ما يعيلها من بخار الهواء النزر وأما موتها وزوالها والى الابد..

 
جاءت قوى الغرب الغازية المنتصرة الى بلادنا  التي لم تمارس فن الحكم من زمان بعيد من قبل اهلها فكانت لقمة سائغة لمن يريد ومن يشتهي ارشادها باتجاه مصالحه لا مصالحها فكانت الطامة الكبرى بعد ان استخدم الانسان الغربي وخاصة الانكليزي كل دهائه لتنفيذ تلك الخطة وابتلاع الارث المرمي على قارعة الطريق وسط الجياع له وعلى رأسهم الغربيين..هنا ظهر شيوخ مرة باسم اهل البيت من الهاشميين ومرة باسم القبائل التي ينتمون اليها وخاصة الكبرى بين العشائر العربية ,فكانت فرصة الاستعمار ان يتبنى هؤلاء بكل دهائه ويوعدهم بالكرسي الشرعي الموروث لهم وهكذا تمت وراثة الشرق العربي للامير الحسين وابنائه ليعتلوا سلطة الحكم على الحجاز  ونجد والعراق وسوريا والاردن أي شبه الجزيرة العربية..

 
بعد ان انكشفت اللعبة الاستعمارية بعيد الحرب العالمية الاولى والتي هي اصلا مكشوفة ومنتوفة ولكن للقليل من العقول العربية الاسلامية المتنورة بالثقافة والوعي المتقدم والمضطهدة بالقلة كونها لا تشكل الا النزر اليسير من العقول التي راح يسرح ويمرح بها الجهل والتخلف والخرافات والاساطير ولقرون طويلة..هنا في تلك المرحلة لا يمكن لهذه القلة ان تفجر بركانا على المتسلطين بالاكراه وبالكذبة عليهم ولكن راحوا يستمدون من الصبر مدادا ومن التغلغل بين اوساط المتعبين رجالا الى ان نشأت بعض التجمعات السرية في بداياتها ومن جانب اخر ظهرت شخصيات سياسية معروفة ومصانة بحكم القوة التي تمتلكها وهي اما قوة دينية باتباعها او قبلية  بكثافتها واستعداد اتباعها على التضحية من اجل حماية دعاتها..

 
الى تلك المرحلة من التحسس العربي للثورة على الواقع المريض لم تكن للبندقية أي منزلة تذكر بل كل محاولات التغيير على بساطتها وعنفها كانت تستند الى القلم في القليل والى اللسان وايحاءاته الكثير.ان هذا التمرد الفكري وسط قوة التخلف التي لا تعرف غير القوة الهمجية كان نوع من الانتحار ولكنه المحبب لهؤلاء الثوار النواة في الوطن العربي ومنهم ومن افكارهم ومن سيل او قل قطر كلماتهم اعلنت الثورة العربية في بداياتها ضد الظلم والطغيان والتي جاءت في اكثر دعواتها على لسان المتحدثين باسمها وهم الشعراء الذين يوصفون دوما بالحساسية تجاه ما ترفضه الفطرة  وبالرومانسية تجاه ما تعشقه النفس حد المغامرة .

 
ثم انبرت شخصيات واصبح وجودها معلن عنه وافكارها  تنتشر بين الناس الحيارى الجياع المضطهدين رويدا رويدا ومنهم ساطع الحصري وتلى ذلك تنظيمات وخاصة الشبابية منها على شكل احزاب تمد برأسها على استحياء الى الواقع العربي الحزين المظلم ومنها الاحزاب القومية بشكل رئيس والدينية الاسلامية بالاساس وكذلك بعض الافكار الشيوعية التي وجدت في جوع البلاد  هنا مع امتداد وانتصار الثورة البلشفية واعتمادها الجياع والعمال ظالة لتلك الاحزاب اليسارية التي اعتمدت الفكر الشيوعي الشرقي والغربي(الصيني والسوفيتي)انذاك.اما الاحزاب الشيوعية فقد استطدمت بالواقع العربي المسلم والذي يرفض الوجودية وفكرة(الدين افيون الشعوب) وينكر على الانسان الملكية الشخصية المصانة بالاسلام مما حدى بتلك الافكار ان تواجه عسرة هظم افكارها من قبل العقل العربي المسلم فحاولت وحاولت في اكثر من منطقة وقطر عربي للوصول الى سدة الحكم وتجذير افكارها لكنها بالنتيجة فشلت  وما عاد قلمها ينفذ الى العقل والقلب العربي الاسلامي والى يومنا هذا..

 
اما الافكار الاسلامية واحزابها وخاصة الاخوان المسلمين الذين ركبوا سفينة الدين في واقع عربي متدهور ومستعمر فقد استطاعوا ان يلملموا حولهم الكثير من الاتباع ومنذ بداية القرن العشرين وبمساعدة غير محدودة في بداية الامر من قبل النظام السعودي يؤازره في ذلك ويوجهه الاستعمار الغربي وخاصة الانكليزي الذي تبنى جماعة الاخوان المسلمين الى ان استلمت وتوكلت على هذا التبني اليوم اميريكا حيث ان كل الوثائق تدل على ذلك لمن يريد الاستزادة وتمحيص هذا الموضوع.نعم لقد اجاد اخوان المسلمون فن القلم وفن التصوف المصطنع  وفن(يا سلام)حتى تغلغلوا بين اوساط كثيرة متعبة  ومحبطة بسبب الاضطهاد المعيشي والفكري الذي عاناه الانسان العربي لكنهم  ما ان حانت فرصهم للتفكير بالحكم حتى انكشفت كل نواياهم للراعي وللشعب العربيين ومن ثم تم الاجهاز عليهم وخاصة في مصر وفي اليمن وفي العراق بعد ان تم الطلاق بينهم وبين الحكم السعودي ومنذ بداياتهم لان العلاقة بينهما لم تقم اصلا على اسس لقاء فكري بل لمصلحة ال سعود ولفترة زمنية معروفة الاهداف والاسباب ليتم طردهم والقضاء المبرم عليهم ودون رجعة  ليحل محلهم السلفي المعروف بالسعودية .

 
اما الافكار القومية وخاصة الفكر القومي الناصري والفكر البعثي العربي فقد نالا من النجاحات ومن القبول ما جعل منهما حاضنا للانسان العربي التائه في لجة الاستعمار وتضارب الافكار والاتجاهات ولسببين رئيسين هما اعتماد القومية العربية في نهجهما وهذا لا يتعارض مع الدين الاسلامي اذا ما اقترن ذلك بالايمان(وخلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم).هنا وجد الانسان العربي امانا على مستقبله وعلى دينه في قبوله بالفكر القومي المعتدل الذي يقبل بمزاولة الدين  ويعتمده في اصوله وفي نفس الوقت يعتمد القومية كصمام امان وقوة بين امم وقوميات العالم المتصارعة بحكم المصالح بعد ان رأى الانسان العربي ما راه من ويلات واهانات وسيطرة على مقدراته من قبل القوميات الاستعمارية الاخرى وخاصة الانكليزية والفرنسية ومن ثم اليوم  اميريكا واطماع اخرى ربما اخطر من هذي وتلك وهي الصفوية الجديدة.

 
لقد انتهت الهمجة الغربية على الوطن العربي باحتلاله تماما ومن ثم حصلت اكبر جريمة في تاريخ الشعب العربي وهي تجزئته الى امارات ودويلات لا قوة لها لردع ورد أي اعتداء خارجي فضلا عن الهدف الشيطني الاستعماري الاخر وهو اخضاع تلك الامارات الى ارادات دولية مختلفة تجعل من الصعوبة بمكان اتحادها على هدف واحد حتى وان بقت على استقلالها المفترض وبهذا ظمن الاستعمار مصلحتين لصالحه وهي تجزيئة بلادنا جغرافيا وتجزئتها سياسيا وبذلك ظمن تقليل خسائره اذا ما تحدت تلك الامارات واتخذت قرارا ضده وتحت شعاره الشرير المعروف(فرق تسد).

 
لم يكتفي الاستعمار بذلك بل حقق ما لم يحققه من قبل وذلك من خلال احتلال فلسطين واعطاؤها للصهاينة على طبق من ذهب وبالاتفاق مع الامراء العرب خونة بلادهم والمخلصين جدا لكراسيهم وقصور الحكم غير المحترمة عند حلفائهم ومنصبيهم على تلك الاريكات البائسة  المفرغة من القرار تماما.فما كان من الشعب العربي الا ان ثار ضد قرار بلفور المشؤوم ومن ثم ضغط وبقوة ومن خلال الطاقة التي منحها اياه الفكر القومي والاسلامي النظيف حتى راحت الحكومات العربية مضطرة للدفع بجيوشها الى مقاتلة الكيان الصهيوني لا من اجل تحرير فلسطين بل من اجل امتصاص نقمة الشعب العربي وبطريقة مدروسة وموجهة من قبل اسيادهم المستعمرين فكانت حرب 48 الشهيرة التي كادت ان تطهر الارض العربية من رجس الصهاينة  لكن حسب ما مخطط له ان تقوم وتنتهي بهذه الطريقة ليرجع الجيش العربي ويقال ان الحكومات العربية ادت واجبها تجاه شعبها لكنها اصطدمت بقوة اكبر منها وهي التحالف الغربي مع الصهيانة وعلى الشعب العربي ان يقبل بذلك والا الانتحار؟

 
ثم قامت حرب  حزيران بين العرب والصهاينة وانتهت ايضا بالخسائر العربية الباهضة بالارض والمال والبشر وبطريقة محسوبة ايضا من قبل الاستعمار ان يقاتلوا الصهيانة ويمتصون الغضب العربي ومن ثم تجهز عليهم قوى التحالف لفترة قصيرة وبشكل مدمر وبعد ذلك يلوح الاتحاد السوفيتي بصواريخه الموجهه  ان لم تتوقف الحرب ضد العرب بسيناريو جهنمي فات على العرب قراءته او قل قرأوه بالمقلوب فتوقفت الحرب ونسي العرب ان اكثر الصهيانة في الارض المحتلة هم من الدول الشرقية الغربية والاتحاد السوفيتي فهل يا ترى يقبل قائد محنك ان يقتل شعبه ؟فما يصح على القادة العرب من قتل شعوبهم بسلاح وجنود اجانب لا يصح على قادة اخرين وطنيين مثل الروس يا سادتي اهل الحل والربط في بلادنا..

 
لم تطول الايام حتى جاءت بنذرها الثالثة لتقوم حرب الاعتراف بالكيان الصهيوني  وهي الحرب التي ينتظرها المخططون الدهاة في الغرب وفي دهاليز الكيان الصهيوني فكانت حرب اكتوبر وهي الحرب العربية الصهيونية الاخيرة بالسلاح حيث تم الاعتراف بهذا الكيان المسخ ومن ثم تم القاء السلاح العربي والى الابد وراحت قضية العرب الكبرى لتصبح قضية الفلسطينيين وقضية القلم العربي الرافض لغمط الحق العربي والرافض للاستسلام وأن كانت قد انقسمت شدة ووحدة الاقلام العربية  ليتحول الصراع بينها فمنها من يؤيد الاحتلال والاعتراف به حتى لو كان ذلك مقابل طرد كل الفلسطينيين من اراضيهم ليكونوا شتات بين دول العالم واقلام اخرى ترى بالحل الوسط وهوتشكيل دولتين مستقلتين ترضيان الطرفين على ارض الميعاد؟واما الاقلام الاخرى الثالثة فما زالت تناضل وتحلم بزوال هذا الكيان المسخ من الجسد العربي كونها مقتنعة ان  لا استقلال ولا وحدة ولا استقرار ولا تقدم ولا شخصية عربية عالمية يمكن تأملها بوجود هذا الكيان الجاثم على الصدر العربي وهذا هو دوره الذي جاء من اجله كقاعدة متقدمة استعمارية في الشرق وفي اخطر مناطق العالم الستراتيجية  التي تربط الشرق بالغرب..

 
انتهت قضية فلسطين واعترف بها العرب من خلال النظام المصري (السادات)وكسر الظهر العربي في صراعه مع الكيان الصهيوني لتنتهي حرب الجيوش العربية وتبدأ حرب الاقلام العربية الساخنة  المضادة لاقلام الكيان الصهيوني ورفيقاتها في الدرب الاقلام الغربية الحليفة وكذلك الكثير من الاقلام العربية المتاجرة  والمأجورة  التي ما زالت تسوغ للكيان الصهيوني وتتعاطف معه اكثر من تعاطفها مع اهلها المظلومين من الفلسطينيين والعرب.اذن تحول الصراع العربي- الصهيوني الى صراع عربي- عربي وهكذا تشهد لنا الايام وتبشرنا السنون العجاف بالواقع العربي المرير لكن لا القلب العربي توقف ولا القلم العربي جف ولا الفكر القومي تنازل ولا الشعور العربي الجماهيري خان ولحد الان..

 
ثم بدأت الصفحة الاخرى من المؤامرة على العرب بعد ان انتهت قضية فلسطين واعطت اكلها( الحلال)للصهيانة والغرب المستعمرين ,والصفحة الجديدة هي احتلال العراق وهي الدولة وعلى طول التاريخ وعرضه الواقفة دوما بوجه الاطماع الصهيونية والصليبية ,اذا لا بد من احتلالها ولا بد من زوالها وكما خططت لها الدوائر الاستعمارية والصهيونية ومن زمن بعيد..وكما مرت قضية فلسطين بمراحل احتلالها والاعتراف بالكيان الصهيوني هنا ايضا تمر ازمة العراق بعدة مراحل وكما مرسوم لها حيث بدأت بمجئ الخميني الدجال ومن ثم قيام الحرب العراقية – الايرانية لاستنزاف قدرات العراق وبعدها دخول العراق الكويت ولاسباب جابرة معروفة ومن ثم تدمير الجيش العراقي والته وخاصة اثناء الانسحاب وبالتالي تأتي الخطوة الاخطر في حياة العراقيين وهي استصدار قرار مجلس القاضي بحصار العراق لينهك جيشا وشعبا ويبدأ التململ الشعبي نتيجته ونتيجة الفاقة التي تواجه البشر فيه ومن ثم تحضيره للاحتلال النهائي بأقل الخسائر وقد حصل ومن ثم دمر العراق بالكامل وتحول اليوم الى ارض يباب.

 
هنا من قاتل مع العراق في حربه هذه ضد الاحتلال ؟لقد قاتل الى جانبه فيلق من الاقلام العربية فقط بعد ان انظمت القوات والاراضي والاموال العربية الى باقي الجيوش الاجنبية التي قاتلت واحتلت العراق؟!فضلا عن ذلك فقد قاتل اهل العراق الشرفاء حد الانتحار قوات الاحتلال وبظمنهم القوات العربية ..لقد تعاون العرب مع الغرب ومع الفرس الصفويين لاحتلال العراق ومن ثم هدم البوابة الشرقية للوطن العربي ونسي العرب ان هذا الباب الذي تم هده هو الذي يحميهم من الريح الصفراء القادمة اليهم من ايران العدو اللدود للعرب والمتعاون مع اليهود ضدهم ومنذ صدر التاريخ المنقول لنا.هنا وبعد ان تمدد الصفويون على ارض العراق واعتراف العرب بهم حكومة ديمقراطية حديثة كما اعترفوا بالكيان الصهيوني على ارض فلسطين بدأت الصفحة التالية من ممارسات نظام الملالي الصفويين ضد العرب ليقف القلم العربي الثائر موحدا ومقاتلا بعد ان فشلت البندقية العربية وخانت كل من فلسطين وكل من العراق..

 
لقد وجد القلم العربي المقاتل نفسه لوحده في الساحة العربية والعالمية مقاتلا الاعداء  ونتيجة للظلم والاضطهاد الذي واجهه فقد تحول الى انتحاري من النوع الاول في تاريخ الفن الاعلامي العربي لينبري كاشفا كل مستور وفاضحا كل المسودات والبروتوكولات والنوايا والقرارات والاتفاقيات والاوهام والطوائف الدينية واكاذيبها والافكار الحزبية الطامحة اعتلاء السلطة حتى وان كان ذلك على الملايين من جماجم العرب..لقد توغل القلم العربي لينفذ الى كل الممنوعات سابقا من النشر والصرف  ليقول كلمته فيها دون خوف ولا تردد ومن هنا بدأت ملحمة الاعلام العربي ولاول مرة  بهذه الطريقة غير المسبوقة من الحرب ومن الهجوم الكاسح والمواجهة الشجاعة والذكية  ضد الاعداء ولا اتردد ان اقول ان ما حصل في العراق من خسارات باهضة للاحزاب التي جاءت على ظهور الدبابات كان نصفه بسبب الهجوم المقابل للقلم العراقي وللقلم العربي الشريف في اشرف ملحمة اعلامية يقودها الكاتب المقاوم العربي والنصف الاخر جاء على يد اشراف العراق من المقاومين المجاهدين الابطال,لا بل اذهب الى ابعد من ذلك لاقول ان ما ما حصل من خسارة لحزب الله الصفوي الايراني في لبنان كان بشكل رئيس نتيجة ثورة القلم العربي الموحد الشريف والذي تحمل مسؤوليته  لسانا وحبرا ومن خلال كل بوابات الاعلام للدفاع عن العرب وعن الحق العربي وقد نجح وما زال ينجح في هدفه السامي من اجل العروبة وحقها في الوجود..

 
ان القلم العربي  المقاتل الشرس ابلى بلاءا حسنا في مقارعة الظلم والطغيان الذي جاءنا على يد اميريكا وحليفاتها بل وجعلها تعيد برنامجها بعد النظر فيه  عندما تمت تعريته بالدليل القاطع بوساطة القلم العربي الفصيح  والدقيق وبالبرهان الدامغ الذي بدل قناعات وغير رؤى كانت معشعشة في الكثير من العقول العربية  لكن بعد ان بلغ السيل الزبى  راح القلم العربي بهجومه المضاد ليفضح ما كان مستورا ولعشرات السنين من الوثائق والبروتوكولات والقرارات  والمخططات والنوايا والخرائط  والخيانات الى غير ذلك من الجرائم التي حيكت وتحاك ضد العرب ودينهم الاسلام..

 
ان المؤسسة الاعلامية العربية القومية اليوم تأخذ مداها لتطاول مثيلاتها في العالم الاخر المتقدم عليها سابقا ..لقد فات العرب القدرة الهائلة للاعلام سابقا حين حجموه ليكون وظيفة لخدمة كراسي الملوك والامراء والرؤساء بدل ان يكون سلاحا فتاكا بيد العروبة ضد اعدائها المعروفين ومنذ الالاف السنين ..اما اليوم وبعد ان ثار الاعلام على مصدريه ولنفسه فقد انبرى قوة هائلة بيد الثوار العرب  فقطفوا منه اروع الانتصارات واعظمها بعد ان تجاوز الاعطيات من السلاطين وراح يبحث عن نفسه فوجدها ليسجل تاريخه المجيد.ان الاعلام العالمي ومنه الاعلام الغربي وخاصة البريطاني استطاع ان يسقط دول بحالها من خلال منابره فما احرانا نحن العرب اصحاب اللسان الفطري الصحيح واصحاب الشعر ان ننبري بقدراتنا على الكتابة والقول المحسوب لنكون مؤسستنا الاعلامية العربية التي يحسب لها الف حساب وقد جربناها بعد احتلال العراق وبعد التمادي في الحق العربي فقررنا وكنا نحن الكتاب العرب الرواد وكانت ثورة  ومؤسسة الاعلام العربية الجديدة ومن المحيط الى الخليج..

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاربعاء  / ١٥ جمادي الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٠ / حزيران / ٢٠٠٩ م