المقاومة العراقية : المرأة العراقية بين الانصاف والاستهداف

 
 
 

شبكة المنصور

الوليد العراقي
تمر الشعوب بمنعطفات خطيرة في حياتها وخاصة بما يتعلق بالحروب التي تزداد ويلاتها بزيادة الزمن الذي تفرضه استمرارية الحرب وبالنتيجة ما يتمخض عنها من مختلف الضغوط النفسية اولا ومن ثم الامنية والمالية والمعيشية وكيفية التصرف بالزمن الاستثنائي الذي تمليه على تلك الشعوب حالة الحرب.ان مادة الحرب هو الانسان  وعليه يبقى الانسان المحارب سواءا كان في اتون ساحة المعارك مباشرة او في اطرافها ملاذا للموت والمجهول الى غير ذلك من ما تفرضه ضروف الحروب على من يعيش اتونها بغض النظر عن الجنس والعمر وطبيعة الواجب الملقى على عاتق المواطن في حالة  النزاع الدامي.هنا كل الشعب بالمعنى والتعريف الانساني والمشاعر تجاه الاستثناء هم محاربون وبالنتيجة يقع على كل واحد من افراد الشعب نصيبه من وطأة الحرب وحسب وظيفته وحسب موقعه بين المجتمع المقاتل..تلك هي اسرار الحرب وتلك هي مراراتها والتي بمجملها هي – كره على الانسان – لكن ضروف الدول وتضارب المصالح وتصادمها فضلا عن كيفية اتخاذ قرار الحرب والحكمة فيه ومقدارها وحضورها الى منتهاها كل ذلك ربما ينتهي الى اعلان الحرب أي حرب حصلت للبشرية وتبقى تحصل والى يوم الدين..

 
لنأخذ مثالا واحدا على فوضويات الحرب الاجتماعية التي حلت بالمجتمعات المحاربة ولفترة طويلة نسبيا مستخدمة الة التدمير الهائلة في سياقها العسكري ضد الطرف الاخر وليكن مثالنا هو الحرب العالمية الثانية التي دامت حوالي ست سنوات لاغير؟ولكن ما هي وطأتها على المجتمع بكل مكوناته  وما الذي افرزته من الويلات والامراض التي ما زالت اثارها شاخصة في الساحات الكثيرة من جغرافيا المعارك والى اليوم..اكثر من خمسون مليونا من البشر الذين اكلتهم الحرب كشربة ماء حتى لم يعد للعويل ولا البكاء أي معنى انذاك من كثرة الجثث والرفاة التي كانت تتوافد على البلاد والعباد قيد الحرب..ملايين النساء ترملت والكثير منها خانت وانزلقت الى مهاوي الانحراف واشباع الرغبة التي حرمت منها بسبب غياب الزوج والصديق وحسب طبيعة المجتمع واعرافه هناك ..ملايين الاطفال الذين تيتموا وتركوا في العراء يستجدون رحمة القدر علها تسعفهم من الموت والضياع الابدي بين الوحوش الكاسرة  حين غابت عنهم اعين الدولة ورقابتها بعد ان اخذت بالحرب فما عاد لها الزمن والمساحة الكافية للنظر وراءها كي ترى ماذا يجري للنساء والاطفال..ملايين الشيوخ قضوا نتيجة الاهمال وفقد العيال وغياب الاهتمام الصحي والرعاية بهم ولا من منجد ولا من حنون رغم ان الحرب تلك قامت بين اكثر الدول تقدما وتتطورا في العالم لكن هزة الحرب وسعيرها احرق حتى التوازن عند المسؤول هناك فما عاد يرى اهله وما عاد يرى افق السلام  كما يراه اليوم افق حرب؟

 
الحرب العالمية الثانية ولست سنوات سجلت اعلى النسب لوقوع الامراض النفسية والجنسية والاجتماعية الاخرى ..لقد انبرت الامراض الزهرية لتصبح على قمة الامراض التي تواجه الانسان هناك بعد انفراط  السلسة الاجتماعية الرقيبة على السلوك الاجتماعي والجنسي المقبول والمراعى في ضروف السلم حتى راحت المرأة هناك تستجدي ما تبقى من الرجال لاشباع رغبتها الجنسية وحاجاتها المعيشية الاخرى أي بمعنى اخرى –اكلت المرأة الغربية ثديها- دون أي اعتبار لكل القوانين وكل الاعراف التي كانت سائدة قبيل الحرب لتجوب ملايين المومسات شوارع وازقة اوربا المحاربة ومن شرقها الى غربها ودون رادع ولا واعز ولم يكن ذلك بسبب الحرية الجنسية التي تتمتع بها الشعوب الغربية بل بسبب الحرب وبسبب الضغوط الهائلة التي وقعت على المرأة هناك والتي لم تتهيأ ولم تكن مستعدة لتحمل قرارا مثل هذا من الحروب العالمية الشرسة التي تأكل الاخضر واليابس وتلتهم الرجال بالسرعة  المذهلة الصادمة للمجتمع هناك.

 
نعم وقف المشرع مشدوها هناك وعاجزا عن الحل أي حل يخص المرأة فيعالجه وعليه راحت المرأة  ضائعة وسط دياجير الحروب ولوحدها بعد اذ تاه عنها الراعي والمعيل والعشير والزوج والخبز والماء, فانحرفت ايما انحراف وتطرفت فيه ايما تطرف ولنا في سجلات تلك الحرب وما كشف عنها من امراض خير دليل على ما نروح اليه ونقدمه للمهتم الايجابي وكذلك السلبي بالمرأة العراقية بعد ان راحت الكثير من وسائل الاعلام بالتعرض للمرأة العراقية ودون رحمة بل وتحملها وزر غيرها اذا ما اشتطت وانحرفت .

 
ان الخطير في هذا الموضوع ان بعض الاعلام العربي المريض بالتحرر والديمقراطية وهما من امراض العصر الذين ابتلت بهما الانسانية اليوم راحت في تطرفها لتختصر المرأة العراقية ببعض الشواهد الساقطة التي في كثير من الاحيان قبلت ان تنزل برغبتها وبرغبة الديوثين من رعاتها واوليائها  منزلة الانحراف والسقوط غير المبرر ولكن لنفترض الاسباب قد وقعت ولكن ما هي نسبة الانحراف بين العراقيات وقد  زاولن حياة الحرب لثلاثين عاما تقريبا أي منذ 1980 والى اليوم بكل ارهاصاتها  وضغوطها التي لا يتحملها كل انسان ولا يستجيب لها ايجابيا كل البشر؟ان  ما يحصل من انحراف بين اوساط المرأة العراقية قياسا بطول زمن الحرب لا شئ مقارنة بالست سنوات التي عاشته اوروبا وما تمخض عن ذلك من فواجع ومواجع تخص المرأة  هناك وكما اسلفنا..

 
ان بائعات الهوى والطريات تجاه رغباتهن الجامحة وخاصة الجنسية وما يتبعها من ممارسات لموجودات في كل المجتمعات التي تحارب والتي تعيش السلام وان اختلفت النسب بين هذا وذاك والا لما سميت حرب ولما كانت كرها على الانسان .اما حالة الزنا وما يتبعه من اهواء وسلوك فقد حصلت في كل المجتمعات وفي كل الازمنة  حتى ايام الانبياء والرسل عليهم افضل الصلام والسلام لكونها حالة  تخص طبيعة البشر الميالة الى مزاولة تلك الرغبة بالطريقة غير المشروعة وغير المنظمة وغير المنظبطة والتي تتمخض عنها الكثير من الامراض الفتاكة بالمجتمع ولهذا جاءت حالة الزنا مرفوضة عند رب العزة  الى ان حرمها  واليوم تثبت الدراسات الصحية  صحة ما راح اليه الخالق الاوحد وما جاء به الاسلام من تحريم الزنا حماية لمستقبل البشر وتجنيبهم الامراض الجسدية المعدية والوراثية التي تمتد الى اجيال واجيال.

 
ولو لم يكن الزنا والوقوع فيه جزءا من طبيعة الانسان وربما حاجاته غير المشروعة لما حصل ايام نزول الرسالات السماوية ,أي بمعنى اخر لقد زاول الانسان الزنى حتى في عهد النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ولهذا نزلت عليه ايات تحريم الزنى  بسبب وقوعه انذاك وبسبب المشاكل الاجتماعية والمرضية التي سببها من حيث يعرفون ولا يعرفون اسرارها لكن الله سبحانه وتعالى كان يعرفها  والرسول الكريم كان يعرفها عن طريق ما يوحى له..

 
لكن بالمقابل وطبقا لنظرية الدين الالهي الكاملة التي جاء بها الاسلام الحنيف فقد تمت عملية انضباط التفوه بالزنا  وتم  تحجيم وسائل اشاعته من خلال  طلب تبيان مزاولة الزنا والاتيان بالدليل على وقوعه من خلال توفر اربعة شهود رأوا المرود في المكحلة ..ومن هنا ليس ببساطة ان نطلق لالسنتنا العنان  لنتهم ما نشاء من النساء والرجال بالزنا وربما لاغراض اما شخصية بهدف الاساءة  او ربما لاغراض سياسية وكما تتعرض له اليوم الماجدة العراقية التي عانت الامرين من ويلات الحروب ومن ثم راحت لتكون ضحية الاحتلال الذي استهدفها مباشرة كونها مدرسة اجيال العراق الابطال الغر الميامين الذين دوخوا العالم بشجاعتهم وبكرمهم  وبايمانهم وبغيرتهم وبصبرهم  الجميل الطويل على صروف الزمن الرهيبة ومنها الحروب المفروضة عليهم والمخطط لها من قبل دهاة العالم البائس اخلاقيا اليوم والذي ما عاد يحرم لا الام ولا الاخت ولا البنت وكما يعلنه هو على صفحات مجلاته وعلى قنواته وبين شبكاته العنكبوتية التي وصلت كل بيت في العالم  ليطلع الناس على الكوارث الاخلاقية والانحرافات الجنسية التي لم يصل الى تطرفها حتى فرعون ايام زمان؟؟؟!!! وعليه فليكفوا دعاة الاعلام المغرض عن الحديث البذيئ والمستهدف بخبث المرأة العراقية ..

 
ثم لماذا لم يتطرق الاعلام  وهنا اقصد الاعلام المغرض الى المرأة العراقية الماجدة التي تعيش داخل العراق  بشكل خاص والتي تقاتل الى جانب زوجها وتجاهد بطريقة لم يشهد لها التاريخ مثيلا  ولا يمكن لاي متفوه صغير ان يتطاول عليها وهي المرأة التي زاولت كل فنون الجهاد وحتى حمل البندقية ورمي الاعداء المحتلين بها لتنبري ماجدة كما تم وصفها ومقاتلة من الطراز الاول النادر؟

 
ثم لماذا لم ينصف الاعلام المشكوك فيه المرأة العراقية التي تعيش اتون الحرب اليوم مباشرة والتي تخلت عن حلاها وذهبها  ومصوغاتها لتباع من اجل ديمومة معركة التحرير ومن اجل توفير السلاح وعتاده  وما يحتاجه المقاوم العراقي البطل من المال لديمومة سير المعارك الشرسة مع العدو..

 
ثم لماذا لم يتطرق الاعلام المنصف الى ردة فعل المرأة العراقية وخاصة في داخل العراق عندما تستقبل رفاة زوجها او اخاها او ابنها بالزغاريد كونه شهيد الواجب وقد حصل على اعظم وسام وهو الشهادة  وعليين مقابل مقارعة الكفار؟

 
ثم اريد ان اوصل معلومة اخرى للاعلام العربي والعالمي  عن المرأة العراقية الحقيقية والتي هي مستقبل العراق والعراقيين لاقول لهم هناك الاف الحالات التي شاهدناها ونشهد عليها  في ان المرأة العراقية من البساطة بمكان ان تبصق بوجه الجندي المحتل وهو يفتش بيتها ويخرب اثاثها ويقتحم حرمة منزلها حتى تنال في الكثير من الحالات الضرب والكلمات النابية  من جنود الكفر والمتعاونين معهم ولا تبالي؟!

 
ما اغرب وما اطرب ما رأينا من مشاهد تقشعر لها الابدان  وتثير بك  رجولتك ولو كنت حجر ونحن نرى المرأة العراقية البطلة تبصق على الجندي المحتل وتتلاوى معه وهو يقتاد بعلها او اخاها او ابنها المطلوب ؟ اليست تلك المرأة تعادل الفا مما تعدون من المخانيث والقوادين والمدلسين والمخبرين والعملاء ومشوهي صورة المرأة العراقية البطلة من الاعلاميين القذرين اصحاب العاهات والنوايا الشريرة بشعبنا وبوطننا ؟

 
ماذا تريدون ان اكتب لكم من ارض الرباط والجهاد عن المرأة وهي تقول لزوجها هل نسيت ان تعطي حق المجاهدين لهذا الشهر من ما يسر الله أي تذكر زوجها خوفا ان ينسى واجبه الجهادي ونحن نعرف وكل العالم كم المرأة تكون حريصة على جمع المال لبناء بيتها وتوفير مستلزماته  كونه العش الذي تعيش فيه وتفتخر به عندما يكون على اجمل وجه , لكنها تناست حاجاتها وفضلت الشرف والغيرة  وحب الوطن وبالتالي حب الله ورضاه لتسمو الى تلك المنزلة الرفيعة من الجهاد ومن العفة ومن الرفقة الحسنة لزوجها المجاهد وابنها واخيها الخ...

 
واليكم مشهدا اخرا على روعة المرأة العراقية وعفتها وطهرها  حيث زاول الاحتلال عادة توزيع الحلوى والهدايا على اطفال العراق  وما ان تأتي الياتهم وتبدأ مناداتهم للاطفال كي يستلمون تلك الاعطيات القذرة الملوثة بعرق ودنس وكفر وعهر جنود الاحتلال حتى تخرج الماجدة العراقية لتنهر اطفالها عن الاقتراب من هؤلاء  المحتلين لبلادها والهائنين لاهلها لتمنعهم من اخذ تلك الاعطيات التي اشتروها من نفط وجلد الفقراء العراقيين ..لا بل اكثر من ذلك حين ينبري مترجم قذر وامام جنود الاحتلال ليقول لها انتم ضد الاحتلال؟لماذا تمنعين اطفالك من اخذ هدايا جنود التحرير؟!وكأنه يلفت انتباه تلك الخنازير المتوحشة الى ان هذا البيت ربما مقاوم ؟ومع هذا لا تأبه بكل مخاطر ما ترى وما تسمع؟؟؟

 
ثم صورة اخرى وهي ان الكثير الكثير من نساء العراق النجيبات تحولن الى بيت اسرار وطورن اساليب اخفاء ما يجب اخفاؤه عن اعين الاحتلال ومخبريه القرود الصغار ليؤمن الرجل على ما عنده وتكون المرأة صمام امان وذراع ايمن بيد المجاهدين الابطال وقد عانت ما عانت نساؤنا من تلك المهمات على يد الاحتلال البغيض..

 
هناك الاف بل وملايين الصور التي تجمعت عن بطولة المرأة العراقية والتي كانت عاملا رئيسا في نجاح ابطال العراق في مقاومتهم للاحتلال بل كانت الطاقة وملهم العزم والقوة بعد الله سبحانه وتعالى..فكيف كيف يمكن اختصارها ببعض بائعات الهوى والساقطات من النساء  والتي لا يخلو مجتمع أي مجتمع منهن سواءا على مستوى الوطن العربي ام العالم فهناك شواهد وهناك امثلة ربما تفوق ما يمكن رصده من انحرافات بين نساء العراق تحت ضغوط الحروب وفي بلدان لم تشم رائحة الحرب من زمن بعيد؟؟؟!!!

 
ثم لماذا لم يتطرق الاعلام المشبوه الى الدور القذر الذي لعبته حكومات الاحتلال المختلفة في ما يخص المرأة ودون رحمة كونهم ليسوا بعراقيين وليسوا من حملة الشرف ولا الغيرة  ولا يمتلكون ذرة واحدة من نزعة الاسلام او العروبة بعد ان هجروا هذي وسلبوا نقود هذي واستولوا على سكن هذي وقتلوا عائل هذي  وطردوا زوج هذي من وظيفته  وتركوا هذي على قارعة الطريق وسط الذئاب الجائعة البشعة وكل هذا الاجرام بحق المرأة العراقية والمدانة هي المرأة ؟؟؟ّ!!!

 
لو كانت حكومات الاحتلال حكومات عراقية عربية مسلمة لاهتمت اول شئ بالشرف العراقي وهي المرأة لا ان تصب جام غضبها عليها  ومن ثم  تغرق اسواق العراق بالمخدرات في شعب لا يعرف المخدرات ولا مخاطرها كون العراق كان انظف بلد بالعالم من المخدرات التي كان عقوبة المتعاملين بها الاعدام ؟؟؟واليوم تحول العراق الى دولة مخدرات وخلال ست سنوات فقط ؟هل يا ترى جاء ذلك محض صدفة ام خطة مرسومة  لخلخلة البنية الاجتماعية القوية للعراقيين وتذويب شخصيتهم المتفردة العزوم؟

 
فمهما قيل ويقال عن المرأة العراقية تبقى علما وراية في دنيا الوجود ونبقى غير قادرين على وصفها واعطائها حقها وتبقى المجاهدة والمربية والبانية والام والاخت والزوجة  والصديقة والرفيقة الحنون القوية  التي تبقى نتمجد بها طوال الليل واناء النهار ,واما الزبد فيذهب جفاءا واما ما ينفع الناس فيمكث بالارض والله المستعان على ما يصفون ولك الله يا عراق ولك الرجال الميامين الاحرار الثوار ولك ماجداتك  الحرات غير المدنسات والله اكبر ......

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الخميس  / ١٦ جمادي الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١١ / حزيران / ٢٠٠٩ م