المقاومة العراقية : هل يجوز ان تنعت الشيخ مقاوم المغول بن تيمية  والمنتصر عليهم بانه شيخ الاصنام يا رفيقنا  ابو ياسر؟!

 
 
 

شبكة المنصور

الوليد العراقي
ان ارهاصات الحرب وثقلها بعد احتلال وطني العراق من قبل قوى الكفر والظلالة ولكوني عشت وما زلت جحيم المعركة الضروس وعلى بينة بأدق التفاصيل التي افرزتها هذه الحرب المتوقعة والتي انصدمنا بها لانها خارج المنطق وخارج المعقول ان ترى كل هذا اللامعقول يحدث امامك وعلى تراب بلادك ومن من؟فالكثير منه من اهل البلاد المجندين ضد اهلهم العراقيين ومن الشمال الى الجنوب دون استثناء..فرق مخمورة  واخرى اخذ منها التخدير كل مأخذ حتى تحجرت العقول وتوقفت عن الادنى من التفكير بأن الذي يقومون به هو نوع من اللامعقول في تخريب البلاد واستهداف العباد الذين لا حول ولا قوة لهم في ما جرى وما يجري سوى انهم عراقيين فكان قدرهم ان يصلون بالنار وأن تطبخهم  ايادي عراقية وبقدور عراقية وبامر خارجي كافر لانهم ما عادوا يفرقون بين الحلال والحرام وبين المعقول واللامعقول وبين الجائز والعائز وبين الحاظر والمستقبل وبين توقف الايام وتداولها  بأمر الله لا بأمر بشر الى غير ذلك من الصور التي تصدق ولا تصدق ببساطة الا من قبل الذي راقبها عن قرب واكتوى بنارها ايما حريق؟؟؟!!!

 
نعم ان ارهاصات الحرب وفجائعها وسطوتها على عقولنا الذين صبرنا عليها  لنوثقها جعل مني شخصا خلق من جديد لقراءة التاريخ في تلك البلاد الغريبة في حضارتها والغريبة في طريقة استهدافها الخالي عادة من أي قسط من الرحمة او الشفقة وعلى مد التاريخ..لقد نال احتلال المغول لبلادي تلك اول اهتمام لي في المراجعة والبحث والنقد من جديد لان ما اختزن في ذاكرتي من صورة حول احتلال بغداد مشابهة الى حد ما بما يحصل اليوم في حياتي وامام ناظري في العراق الحبيب على يد بوش الابن وذيوله من الغرب والشرق ومن داخل بلادي  بل ومن داخل بغداد التي لبست ثوب السواد حزنا  على عذريتها التي انتهكت بطريقة بشعة  واغرب من الخيال؟!

 
رحت بين ادراج كتبي والوثائق التي اختزنها فضلا عن وسائل الشبكة العنكبوتية التي توفرت قبل الاحتلال لاستخلص تاريخ حروب العراق والغزوات والحملات التي دمرته وحجم المؤامرات التي حيكت ضده ومنها في السابق حملة هولاكو..قلت لنفسي دعني اغادر كتب المؤلفين العراقيين حتى لا يقال انهم متحيزين لبلدهم ويكتبون التاريخ بعاطفة المواطنة اللصيقة لعقولهم بل سوف احاول انتخاب بعض المصادر العربية والاجنبية المراقبة في احسن الاحوال والتي يهمها تسجيل التاريخ باقل ما يمكن من انحياز.تناولت مما تناولت كتابا ثريا بالمعلومات سبق وان قرأته عدة مرات وعنوانه (التاريخ الاسلامي العام)للمؤرخ المصري الشهير الاستاذ الدكتور حسن ابراهيم علي والمنشور في خمسينات القرن العشرين أي قبل ظهور البعث والمد القومي العربي في بلادي(العراق العظيم) .هنا طويت كل صفحاته لاذهب الى احتلال (سقوط)بغداد على يد التتار حيث وجدت الاتي والعهدة على المؤلف وبتصرف أي باختصار:لقد جمع هولاكو جيوشه في ايران من جهة الشرق وهيأ كل المستلزمات التي نقول اليوم عنها بالاستخبارية حيث وضف ارتالا من الصفويين الذين يعيشون في بغداد وهم كثر انذاك بحكم طبيعة الدولة الاسلامية المفتوحة لكل البلاد التي هي تحت سلطتها وعاصمتها بغداد الحبيبة التي كانت تسمى انذاك( لؤلوة الشرق).كانت تلك الخلايا النائمة من الصفويين ممهدة  وعلى اتم الاستعداد على الالتحام بجيوش هولاكو حال دخولها بغداد ,وقد  حصل هذا بالتأكيد في غفلة من سلطات الخليفة العباسي انذاك ربما بسبب البطانة غير الصالحة التي كانت تحيط به وبسبب الركون الى ملذات الدنيا والاغراق فيها..فضلا عن ذلك فقد استطاع هولاكو من اختراق وزراء الخليفة  عن طريق عملائه من الصفويين المتعاونين معه من اجل احتلال بغداد وانهاء حقبة ذهبية في تاريخ البشرية امتدت اثارها العمرانية في كل من اسيا وافريقيا واوربا الى غير ذلك من سكان البشرية في اعماق البحار والمحيطات..

 
بعد ان  تم تأمين فيلق العملاء في داخل بغداد واهليته للالتحام بالجيوش الغازية من الشرق بدأت تلك الجيوش بالتحرك باتجاه بغداد ومن ثم دخلت العراق وعبرت نهر دجلة لتعسكر في قرية اسمها الدجيل تقع شمال بغداد(وعلى حد قول المؤرخ الخمسيني كما اسلفنا).بعد استراحة جيوش هولاكو واعادة تنظيمها بعد مسيرها الى نقطة الهجوم اتجهت الى بغداد وعلى عدة محاور وفي نفس الوقت خرجت الخلايا النائمة من الصفويين الذين حددوا الاهداف وخاصة الاستراتيجية للحكم في بغداد وبمعاونة جيوش التتر تمت السيطرة على تلك المراكز وبذا راحت الارتال لاخرى محكمة السيطرة على كل بغداد.

 
المرحلة الثالثة من احتلال بغداد أي بعد المرحلة الاولى وهي التمهيد للهجوم  والجاسوسية ومن ثم المرحلة الثانية وهي الهجوم وتنفيذ الاحتلال جاءت المرحلة الثالثة وهي تدمير بغداد واحراقها واتلاف كل الكنوز المعرفية اولا فيها وعن طريق الادلاء من المدلسين الفرس وذيولهم التي ما فتئت محور الخراب لبغداد بعد كل حقبة من الزمن.دمرت بغداد بالكامل حتى سالت الدماء انهارا من كثر الذبح لاهلها وبظمنهم  قتل الخليفة وحاشيته من عائلته الذين وصل تعدادهم انذاك الى 70 سبعين فردا املا في قطع ارث عائلة الخلافة العباسية تماما  والتخلص منهم والى الابد.

 
وما اشبه البارحة باليوم او قل ما اشبه اليوم بالبارحة  خيم الذهول المطبق على المتبقين من اهالي بغداد وخاصة العرب المسلمين نتيجة هول الكارثة وثقل الصدمة وهم يرون بغداد عاصمة العالم الاسلامي اثرا بعد عين..راحت النفوس الحيارى تبحث عن بصيص من امل وراحت العقول المنكوبة الحصيفة تتوعد الكفر ومنافقيه ومدلسيه  وخونة دولتهم واولياء نعمتهم  لتبدأ اول اوكار وخلايا التخطيط لمقاومة المحتل والاجهاز عليه ونخره وهو يحتل بلادا وبشرا من معادن اخرى لا يعرفها جيدا بقدر معرفته لعناصر قوته وهذا لا يكفي في احكام السيطرة على ملايين البشر الثائرة بروح الانتقام نتيجة الفواجع  والنكبات التي حصلت لها على يد المحتل وهي في دارها أي بغياب العذر ومشروعية الاحتلال وخاصة وقد اعتلى مركب التخريب للبلاد والعباد هدفا من غزوته مما زاد حجم  ردة الفعل ضده من اهل البلاد المنكوبة به وبمدلسيه.

 
كان هناك شيخا مسلما معروفا بين المسلمين بعلمه وفقهه وورعه ورجاحة فكرته وهو شيخ الاسلام بن تيمية رضى الله عنه حيث توافدت عليه جموع الثوار سرا في بداية الامر ليأخذوا رأيه ومشورته في كيفية ردة الفعل وكيفية مقاومة المحتل.اخذ الشيخ الجليل دوره الديني والاخلاقي والوطني ليكون قائدا للمقاومة وببصيرة العالم الفقيه المجرب حيث التف الثوار حوله ومن ثم بدأت حرب التحرير وبدأت ادارة الصراع الملحمي تأخذ مداها ليس في بغداد فقط بل في كل العراق حتى وصل الشيخ بن تيمية الى مصر في دعواه للجهاد ومن هنا ازدادت جيوش المسلمين  وانبرى القادة الميدانيين لتلك الجيوش حتى اجهزت على جيوش التتر لتخوض اشرس المعارك واطولها بكل فنون الحروب وفي مقدمتها القضاء على الجواسيس والخونة  قبل بدء المعارك وبتوجيه من شيخ الاسلام قائد المقاومة  وليس( شيخ الاصنام )كما وصفته يا رفيقنا ابو ياسر..لقد انتصر الشيخ في حربه وكان مطمئنا من ذلك وواثقا من النصر حتى تفرقت جيوش التتر بل والمتبقي منهم دخل الاسلام  على يديه ومنهم تيمورلنك الذي ما زالت جوامعه اثارها في الشام.

 
هنا عندما عدت قراءة التاريخ ثانية لا من وجهة نظر فقيه او عالم دين بل من وجهة نظر مقاوم هو احوج ما يكون الى تجربة ابائه واجداده العظام الذين قاتلوا الاعداء في غزواتهم المدمرة للبلاد وانتصروا عليهم ودحضوا الاحتلال واهله ومدلسيه ومنهم  بن تيميه ومهما قيل عنه  وما يقال الا انه بطل ثورة وقائد اعسر واشهر حرب سابقة في تاريخ العرب وهي حربهم ضد التتر.هنا واحتراما لرموزنا المجاهدة الثائرة لا يجوز لنا وتحت أي مبرر ديني وطائفي ان نحرف تاريخنا المقاوم المبدع ومهما كانت الجهة التي قاومها بكل مركباتها حتى وان كانت من الطائفة التي انتمي لها على سبيل المثال.الفكر الوطني والقومي يتجاوز يا رفيقنا العزيز خرافات ومثالب الفقه المتأخر من الدين لننجو بنفسنا من فكرة الطائفة بالرجوع الى اصول الدين الاسلامي الذي ينحصر في محورين واجتهادين ومصدرين لا ثالث لهما وهما القران الكريم وسنة النبي  المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام وغير ذلك لا يفرقنا ولا يثيرنا بقدر ما هو اجتهاد شئنا تبعناه دون تفريط او تركناه لاننا امسكنا بالعروة الوثقى وهي القران والسنة والله من وراء القصد.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاثنين  / ٢٠ جمادي الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٥ / حزيران / ٢٠٠٩ م