المقاومة العراقية

هل يجوز ان تتحول دوائر الدولة الى جوامع يؤذن فيها للصلاة

 وبوجود الجوامع القريبة  والرسمية لاقامة الصلاة ؟

( رسالة الى فقهاء وعلماء الدين الاسلامي الحنيف المحترمون )

 
 
 

شبكة المنصور

الوليد العراقي

لقد مرت دولة العراق الحديثة ومنذ تأسيسها في بداية القرن العشرين بعدة حكومات مختلفة الالوان والتوجهات السياسية ومنها حقبة الملوك  المرتبطة بالوصاية البريطانية ومن ثم فترة الزعيم عبدالكريم قاسم  ذات التوجه اليساري وبعده ولفترة قصيرة حكومة  البعث بقيادة احمد حسن البكر ومن ثم فترة العوارف كل من عبد السلام محمد عارف وعبدالرحمن محمد عارف ذات التوجه القومي الناصري ومن ثم جاءت ثورة تموز عام 1968  بقيادة احمد حسن البكر وصدام حسين من بعده  وهو الحكم الوطني والقومي البعثي.في كل هذه المراحل من حكم العراق كانت هناك جوامع وحسينيات يرفع من خلالها الاذان ولها من يقومون عليها وظمن واجبها الشرعي الديني المكفول من قبل الدولة.وفي نفس الوقت كان هناك فقهاء دين وكان هناك علماء دين كبار وعلى مد العراق ولكن لم نسمع ولم نر ان الصلاة  تقام جامعة وبعد النداء لها بالاذان ومن خلال مكبرات الصوت  التي نجدها نشازا في دوائر الدولة  وبين مواطنين عراقيين من مختلف الامزجة والالوان والاعمار ..

 
الامر هذا يحصل اليوم في العراق وقد انتشر حتى اصبحت الجوامع تبنى في الكثير من دوائر الدولة المدنية والعسكرية في الوقت الذي نجد ان الجامع الرسمي يتوفر في منطقة الدائرة وبالقرب منها ولا يذهبون اليه .يوما بعد اخر يأخذ شكل الصلاة النمط النقابي فهذا جامع في الكلية الفلانية خاص للمهندسين واخر للاطباء والثالث للعسركين من الوحدة الفلانية وكأن هذه الجوامع اقيمت من اجل هدف ما؟ وبهذا تم عزل مكونات الامة عن الاختلاط ببعظها في اوقات الصلاة ومن ثم تبادل اللقاءات بين الفقير  والغني والعالم والمتعلم  والابيض والاسود  الى غير ذلك من موجبات صلاة الجماعة اللامة الشاملة لمكونات المسلمين .

 
السؤوال الشرعي الذي نود طرحه على علمائنا وفقهائنا في ديننا اذا كان هذا يجوز اليوم فلماذا لم يتم التوجيه والعمل به في المراحل الاخرى السابقة من تاريخ العراق الحديث ؟واذا كان هناك محددات لاقامة الصلاة  والمسافات بين جامع واخر وشروط الجامع الجامع للمسلمين اليس من باب اولى ان نسمع فتوى بذلك معلنة من علمائنا ومن فقهائنا وبعكسه سيرون وعلى النهج الذي نراه ونتابعه سوف تتحول دوائرنا الى جوامع بل وسوف تنتفي الحاجة الى الجوامع في المحلات ومن ثم تتلاشى الفكرة  الشرعية من اقامة الجامع الرسمي الكبير والجامع لكل المسلمين في وقت الصلاة  ومن ثم الاطلاع على احوال بعضهم البعض وبكل اشكالهم والوانهم واحوالهم والقابهم  وهي الزيارة الرحمانية الجسدية والروحية بين المسلمين.

 
كما نود الاستشارة من اهل العلم حول شرعية بناء الجوامع اليوم مع وجود البديل الرسمي والقريب وخاصة بلدنا اهو احوج بتحويل تلك الاموال الطائلة الى اعادة بناء بلدنا المدمر في كل شئ.السؤوال يستمر ايضا اذا كان المسؤولين اليوم يقومون ببناء جوامع بمليارات الدنانير والى جوار جوامع قائمة اصلا وكافية لاستقبال كل المسلمين هل من الاحرى شرعا ان تتحول الى تلك المبالغ الى اعادة تأهيل تلك الدوائر التي طالها تخريب الاحتلال؟ام ان موجة بناء الجوامع اليوم هي ظاهرة نضع عليها علامات الاستفهام كونها انحرافا عن جادة الصواب من جهة ومن جهة اخرى هي تحميل الدين الاسلامي ثقلا وعبئا وغطاءا ليس من اهدافه ولا من شرائعة ولا من اصوله في شئ بل كل الذي يجري هو نوع من الحراك السياسي المتخفي تحت ستار الدين والجاذب لبسطاء من الناس في عصر الفوضى  بل وكما نعرف ومطلعين عليه ان المسؤول الاعلى لدائرة ما راح يجبر من هم بمعيته وخاصة من بسطاء الموظفين  ومنافقيه للوقوف وراؤه عندما تقام الصلاة ولاهداف سياسية مكشوفة ما عادت تنطلي على احد حتى من قبل الذين يصلون وراءه.لقد سمعنا ورأينا حتى الذين يصلون وراء المسؤول يقولون وبملئ الفم نحن سنترك الصلاة وراءه حال زوله من مسؤولية الدائرة أي بمعنى اخر وهو الخطير على روح ومستقبل الاسلام ان يتحول المسلم الى منافق في مزاولة الصلاة  في مكان وزمان غير مقتنع بهما تماما لكن نتيجة المحافظة على الراتب وارضاء المسؤول ياتي ليصلي وراءه تاركا الجامع الرسمي القريب منه والشرعي لاقامة الصلاة بل وربما يضطر المواطن المسلم الى الانتساب النفاقي الى حزبه أي المسؤول.

 
ختاما نقول لعلمائنا وفقهائنا وننقل وبوضوح ما نراه مما يحصل في العراق اليوم من ظواهر ما كنا نألفها سابقا ولا اباؤنا ولا اجدادنا  فليتصور معنا ويفكر عالم ديننا عندما يتم الاذان في كلية من جامعات القطر وهناك في اروقتها الكثير من العشاق خارج المراقبة والسيطرة ليدخل المسجد نفر من المصلين المجبرين هارعين خوف الراعي وبقية المنتسبين  في تلك الكلية يتغازلون في باب الجامع فاليس ذلك اسقاطا لهيبة الجامع وقدسية الدين ومن ثم  تلاشي روح الاسلام عند الناس والاستخاف به خاصة عند الشباب النزق المتمرد اليوم بفعل الضخ الاعلامي المعادي لاسلام بشكل مباشر او غير مباشر؟!هنا اليس من الاحرى شرعا ان تقام الصلاة  في الجامع العام في الاحياء السكنية القريبة جدا والتي هي تحت المراقبة العامة من قبل الاهالي فلها حرمتها ولها قدسيتها وجلالها؟

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الثلاثاء  / ٢١ جمادي الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٦ / حزيران / ٢٠٠٩ م