المقاومة العراقية : الصراع

 
 
 

شبكة المنصور

الوليد العراقي

ان صراع الكائنات الحية ومنها الانسان من اجل البقاء يعتمد عادة على مبدأ الحاجات (needs)الذي تفرضه ضروف زمان ومكان ما يعيشهما هذا الكائن او ذاك والقدرة الهائلة على التطور(evolution )في سبيل تلبية تلك الحاجات والا انقرض الكائن وانتفت له الحاجة..فضلا عن ذلك فان تلك الحاجات والتطور الهائل اللازم في سبيل تلبيتها يحتاج الى قدرة غير محدودة واستجابة رائدة من قبل نظام الفسيولوجيا واعداد البيئة الخاصة من اجل التكيف(adaptation) لموجبات الحاجات وفرائضها والا حتى وان عاش الكائن الحي فيبقى معلولا ضعيفا مهددا بالزوال في لحظة عندما تداهمه مخلوقات اقوى منه على قبول الجديد المفروض من قبل المحيط الذي يسكنه الكائن الحي.


ان مبدأ الحاجات والتطور الهائل اللازم من اجل توفيرها هو نظام لازم وموجب في كلا الحالتين التي يعيشهما الانسان سواءا حالة الحرب او السلم فلكل حالة بضروفها حاجاتها لمعايشتها والتفاعل معها وبالسرعة الصادمة للاحوال الجديدة والا انهالت على الانسان بكل ثقلها وزخمها وارهاصاتها ومن ثم سارت في طريقها بعد ان تدوس المخلوق المتخلف عن لوازمها وتنهيه والى الابد..لا يكفي ان يقول الانسان انه اقوى المخلوقات وان هناك العناية الالهية مسؤولة عن بقائه حيث الارادة الالهية ميزت الانسان عن غيره من الكائنات الحية بهذا العقل الجبار الكامل ومن ثم ما يقع على الانسان من واجبات نتيجة تلك الخاصة التي منحتها له القوة الاعظم ومن ثم كلفته بخلافة الارض.هنا الخلافة لها حاجات القيادة ونظرية الحكم والقدرة على التطور والاستجابة لضرورات البقاء مع الابقاء على العلاقة مع الله جلا جلاله لترقيع ما اصاب الروح من ثقوب قد توصل المصاب بها الى الغرق ومن ثم انتفاء الحاجة له والاتيان بالبديل المتوازن الادق والاذكى والاسرع على الاستجابة لمتطلبات الحياة والعيش في ثناياها.


هناك نوعان من المفروضات على الانسان المؤمن هما حاجات الدنيا ومسلتلزمات الاعداد للاخرة ومن هنا يمكن الاستنتاج انه لا توجد فواصل قاطعة بين هذي وتلك بقدر ما يحتاج الانسان الى الحنكة في الموازنة بين كلتا الحالتين والقدرة الجريئة على الاجتهاد فيهما بحيث يبقى جوهرهما واما تداول العوامل المتغيرة لهما يبقى من خصوصية الانسان المجتهد والقادر على الاتيان بما يمكن تطبيقه دون التصادم مع جوهر العلاقة بين فكرة الوجود المتغير(الدنيا) وفكرة الوجود الابدي (الاخرة) وازالة الرعب من خوض التفاعل والتغيير اللازم كي يستمران مرنان يكتب لهما الفلاح والقبول من قبل النفس والعقل البشريين.لنا هنا شواهد على ذلك في التاريخ البشري وكيفية الوقوع في اسر كلا الحالتين ومن ثم انقلاب الثانية عليها وبالتالي حصل الزوال للحاكم والمحكوم.فعندما سيطرة الكنيسة على عقل اتباعها لصالح الملك عاش الانسان اجحف وارعب القرون المظلمة في حياته الى ان تجمعت كل مخلفات تلك الحقبة السوداء الصدئة في حاوية العقل هناك لتنفجر ومن ثم يقال جاء عصر التنوير والاطلالة على النصف الثاني من موجبات الحياة وهي الدنيا بكل حاجاتها لتلفض نواميس وجود الملك وتهوي بكنيسته التي هي الاخرى اعادت التفكير والحاجة الى التغيير في كينونتها والا انتهت غير مأسوف عليها من قبل الانسان التابع لها لانها تصادمت مع حاجاته ومع فرائض التطور التي لا مناص منها بحكم حراك المحيط الابدي بل وتمادت بالطعن بتوازن الطبيعة.


من ناحية اخرى عاشت البشرية احقابا اخرى من الاستسلام المطلق لحاجات الدنيا ونسي الانسان فكرة التوازن مع الاخرة وهنا تم فصل عاملين لا يمكن للواحد ان يعيش دون الاخر وهما الروح والجسد..لقد طغى الجسد في تلك الحقب من التاريخ البشري وتطرف واوغل في تلبية حاجاته على حساب الروح ومن هنا بدأ الانسان يفقد طاقته الروحية الهائلة رويدا رويدا مشتتا في العبث الجسدي غير المسيطر عليه وبالنتيجة حصلت ظواهر كارثية اودت بحياة الكثير من الامم والشعوب الى الزوال وبطريقة تراجيدية نتيجة الغفلة عن مفهوم التوازن ونتيجة التطرف في اشباع حاجات الجسد مع اهمال الروح فيه التي جفت وخبت ومن ثم ماتت وبالتالي مات الجسد الحاوي عليها ولم تنفعه كل الرغبات الجامحة التي كان يشبعها دون سيطرة ولا رقيب.من هذه الشعوب من دمرته الريح ومنها ما ذهبت به العصور الجليدية واخرى بالفيضانات ومنها بالامراض الجنسية كالايدز.الانسان ممكن ان يفي بحاجاته الجسدية الضروية لديمومة الحياة والاستمتاع بنكهتها وفي نفس الوقت يمكن له وفي ذات الوقت ان يعطي الروح حاجاتها من خلال الالهام المستمر لها لتحول هذا الالهام الى طاقة هائلة لا تنضب في الصراع مع متغيرات المحيط وحاجات الوجود.


كان الانسان العربي الحامل لرسالة التبشير بالاسلام يجري بين الامم كالنسيم في الفتوح الاسلامية وبزمن مذهل استطاع ايصال رسالته الى كل البشرية من اوربا الى الصين ومن روسيا الى افريقيا الى اعماق البحار والمحيطات .هذا الانسان لا يمكن ان يكون قد نجح في واجبه هذا بالسيف كما يوصف وكما تشتهي الاقلام المضادة ان تكتب .ان الانسان العربي المسلم في حينه واجه اعظم امبراطوريتين متطورتين قويتين وهما الرومانية والفارسية ليقنعهما بضرورة الاستقالة من حكم البشر والمجئ بالبديل الذي كان هو الاسلام وهو دين الاعتدال الذي يناغي قانون توازن الطبيعة.اذا لا بد من وجود وتوفر قدر كبير من المنطق وكذلك القدرة الهائلة على الحوار لدى المسلم الذي يقود الفتوح ويتمدد كل هذه التمددات على الارض ويقنع اهلها بما جاء به فيتبعوه حكما لهم ولقرون طويلة واتباعا لدينه ولحد الان..لا يمكن لاحد ان يستطيع اقناع اخر يمتلك القدر اليسير من الفكر والتحليل ان يقول ان دولة الاسلام جاءت بفكرة السيف ولو كان هذا هو الحال لنجحت الدول الاستعمارية القديمة والحديثة في حكم البلدان التي اجتاحتها ولتركت نظريات حكمها عاملة لحد اليوم كما عملت فكرة الدين الاسلامي الفاعلة بين البشر في الحاضر.اذا بالنتيجة قامت الدولة الاسلامية في حينه على الموازنة بين الروح والجسد أي الدنيا والاخرة من خلال تلبية الحاجات لكليهما وبطريقة متوازنة لا يمكن لقوة اخرى ان تعيد تلك الممارسة دون استخلاص وتطبيق كل موجباتها وهو نوع من الاستحالة التي انذر الاسلام بحصولها يوما ما وربما حصلت اليوم حيث نرى القابض على دينه كالقابض على جمرة من نار .


اذا بالنتيجة ومن اجل ان ينجح الانسان وخاصة المسلم في صراعه اليوم مع اعدائه ومتغيرات زمنه والحاجات اللازمة للتكيف معها والعيش بجوارها وبسلام لا بد من الرجوع الى الموازنة في تطبيق الدين الاسلامي ولا بد من الرجوع الى ركوب القومية العربية التي تقبل الاخر وتطمئنه على مستقبله والعيش معه بسلام وود ومهما كان دينه ولونه..كما على المسلمين العرب اليوم حاجة لا يمكن الافلات من موجبها وفرضها وهي الشخصية العربية التي بها انتشر الاسلام وبذات المفهوم والالية التي اعتمدها الاوائل والتي هي نوع من العبقرية التي لا تكرر بسهولة لكن من الممكن الاستفادة منها من خلال اخضاعها الى فكرة التطور والية التطبيق الممكنة في عالم اليوم ودون تطرف ودون ايقاض للعداء الكامن في امم اخرى بل ودون استفزاز وبعيدا عن حالة العشو التي تعتري الكثير من الافكار الدينية لتقع في المكروه ومن ثم ترد الى اصحابها بكل خيباتها .


انظر الى فكرة توازن الطبيعة (balance of nature)التي استخلصها العلم الحديث ولا اقول خلقها لانها اصلا موجودة بسر الكون ..ان الفكرة هذه تقوم اساسا على نظرية الاعتدال(التوازن)في كل شئ ومن يخرج عن هذا الناموس الطبيعي نرى ان المحيط يمحقه ولو بعد حين حيث ان من واجبات الطبيعة هي مراقبة هذا التوازن وبشكل لا يمكن لاحد ان يسبر اغواره لكننا نتعرف على قسم نزر منه من خلال الظواهر وتطبيقات الطبيعة لبرنامجها السرمدي.هناك حاجات للوجود لا يمكن التدخل فيها والا القيامة وهناك حاجات لمن في الوجود كالكائنات الحية لا بد من تحقيقها وفي كلتا توجد ايضا حالة من التوازن مع بعضها لا يمكن لمكون في الكون التدخل في قوانينها غير الخالق الواحد الاحد الله.


ان حاجات الطبيعة الى البقاء واستمراره تصطدم بالتلوث الذي يتركه الانسان وبالحروب العبثية التي يزاولها البشر وبالتدخل الوراثي الجيني الذي طال الكثير من الممنوعات بحكم توازن الطبيعة والفكرة من الخلق الاول بقوانينه وثوابته ..كنت يوما ما تأكل ربع كيلو من الرقي ليشبعك كونه يحتوي على السكر والماء الكافي ليغذيك ويرويك من هلاك الصيف ورمضائه واليوم بفعل التداخل الوراثي لصالح الاقتصاد رحت لتأكل كيلوا كاملا من نفس الخضرة وما زلت تحتاج المزيد أي بمعنى اخر حصل تداخل وراثي من قبل الانسان على قوانين الطبيعة لازالة فكرة النوعية واستبدالها بالكمية وما لذلك من تأثيرات جانبية مرضية خطيرة جدا على الانسان وعلى مستقبله البيئي بعضها تم اكتشافه سواءا اعلن عنه ام لم يعلن بامر الاقتصاد والاخر فالمستقبل كفيل بفضحه وبأرادة الطبيعة وحاجاتها الى الديمومة والتوازن حتى لو كان ذلك على حساب ما يعتقده الانسان صح جاهلا ما لا يعلمه من اسرار الكون وفكرة وجود الوجود.


انظروا الى احكام عناصر البيئة الوراثية وعلاقتها بالكائنات الحية أي بمعنى اخر علاقة الوراثة بالمحيط فانت تذهب الى بلد اخر بعيدا عن محيطك الذي نشأت فيه وراثيا لتجد كل شئ قد تغير عليك حتى مذاق الاكل وحتى الهواء والماء بل وحتى فكرة الامان والاطمئنان وكل هذا بسبب العوامل الوراثية المشتركة بينك وبين محيطك وغياب ذلك في بيئة المهجر.التمر العراقي لا يشكل المرض السكري عند نا في العراق ولكن نفس النخيل العراقي الذي زرعته الامارات العربية في تربتها ادى الى زيادة مرض السكري وبشكل غير مسبوق وبارقام هائلة ومثيرة..اليس هذا راجع الى العلاقة بين البيئة بعناصرها الوراثية المشتركة مع الكائنات الحية التي عاشت فيها ولملايين السنين.نحن لا ندري وقد ندري البعض من الاسرار في مكونات التربة والمياه واختلافاتها من بيئة الى اخرى وتاثير ذلك على التشكيل الوراثي ومن ثم الفسيولوجي الذي يجري في اجسام الكائنات الحية في ذات البيئة.


لقد علمتنا الحروب اشياء ما كنا نعرفها سوى في بطون الكتب فنظرة واحدة الى الجندي الاميريكي وردة فعله في ارض العراق المشوبه بالخوف حال دخوله تلك البيئة وشعوره بالرعب والرفض وتغيير كل شئ عليه اودت به الى الهزيمة والانكسار النفسي ومن ثم الذبول الجسدي في ساحات المعارك الطاحنة هنا .هنا لعبت الطبيعة بكا عناصرها المعروفة وغير المعروفة وخاصة الوراثية في اعطاء الشكل والخلاصة النهائية لصورة المعارك ومن ثم توقعتها لصالح من نبت وشارك التربة هنا عناصرها الوراثية وهم الثوار العراقيون.الحصيلة من هذه العلاقة انه بالنتيجة لا يمكن لقوات غزو تريد فرض نظرياتها بالقوة ان تنجح وذلك لفقدانها عنصر الحاجات للعيش هنا وفقرها الى مركبات مهمة من متطلبات الوجود وبوجود الصراع الدامي .الحالة هنا تماثل تماما الاصابة بفقر الدم (anaemia) والتي تودي بصاحبها الى الهزال والهلاك الذي لم يعالجها واذا كانت اسباب فقر الدم يمكن علاجها بقدر من الفيتامينات ومركب الحديد مع تحسين وجبات الطعام فكيف يمكن علاج فقر البيئة الذي سببه عناصر وراثية بيئة حية مشتركة تتكون عبر الاف بل وملايين السنين في بيئة ما؟
 

قد يسأل سائل ومعقب اذا كان الامر كذلك فكيف استطاع الانسان الغربي العيش في اميريكا الجديدة ؟وهنا نقول لم يستطع الغربي العيش في تلك البلاد بقوته الطبيعية وظمن قانون التوازن الطبيعي أي القدرة على العيش مع الاخر بل جاء وجودهم على فكرة العبث بالطبيعة ومن ثم على جثث اقوام البيئة التي هاجروا اليها وان فكرة قتل هذه الملايين من سكان البلاد الاصليين جاء نتيجة الرعب منهم لانهم الاقوى جسدا وارادة .اذا لا بد من ابادتهم وبالسرعة الممكنة مستغلين ما يمتلك المهاجر من الة التدمير لا من قوة الجسد واستعداد العقل على مجابهة الواقع الجديد..ونحن ايضا نطرح السؤال التالي المكمل للسائل والمعقب وهو اذا ارادت اميركا الاستقرار في البلدان التي احتلتها فلا مناص من ابادة كل اهلها أي في العراق وافغانستان وباكستان والصومال وووو وهذا من الاستحالة لان اللعب اليوم بالشعوب وبمصيرها يحصل في جغرافية اخرى هي ليست اميريكا في زمن الاستكشاف بل هو في عالم قديم يمتلك من قوة الارادة والسلاح والرد ما لا تتحمله اميريكا ولا غيرها. وعليه لا مناص من الفشل ومن ثم رحيل تلك القوات من حيث اتت ومهما طال الزمن لا لشئ سوى لرفض البيئة بمكوناتها وبظمنها الانسان لهم وبما ان عملية ابادة المئات من البشر الحي القديم مستحيلة في الوقت الحاظر اذا المنتصر بالنتيجة هم اهل البيئة اهل البلاد.


ان ديمومة قوة الانسان وقدرته على البقاء والنجاح في رسالته وعلى أي مستوى كان تتأتى من خلال التفوق في القدرة على الاستجابة للحاجات التي تمليها ارادة الحياة الخالدة خلود البيئة التي يعيش فيها ومن ثم الامتناع المطلق عن العبث بتوازن الطبيعة خوفا عليها من غضبها وبالتالي سحقه والى الابد.ضربت اميريكا اليابان بقنابلها النووية وضربت العراق باليورانيوم المنضب وما يتمخض عن ذلك من امراض خبيثة ووراثية تلقي باعبائها والامها على البشر لكن هل اميريكا هي بعيدة عن تلك الاثار السلبية وبمعزل عنها لجنونها وقلة حيلتها في التصرف بالامور ؟ان المتغيرات الوراثية التي حصلت وتحصل لكلا البلدين وهما العراق واليابان ومن خلال حركة الخزين الوراثي(gene pool)او المحتوى الوراثي غير المسيطر عليه لا بد وان ينتهي بوصوله اميريكا ومن ثم الانتشار بين الناس هناك فكم من الالاف والملايين من الشعبين في العراق واليابان يزورون اليابان وكم من الاميريكان بختلطون بهاتين الدولتين وبالنتيجة وطبقا لنظرية حركة المحتوى الوراثي بين البشر لا بد ان يمتزج هذا المحتوى بين كل الشعوب على القرية الارضية ومن ثم توزيع الامراض بالنتيجة ودون تمييز عنصري بين كل البشر وهذا هو مظهر اخر من مظاهر توازن الطبيعة الذي لا يمكن الافلات منه من قبل أي شعب من الشعوب الحية اليوم ومهما كانت قوته.


كذلك السياسة واساسها الاقتصاد لا يمكن لهما ان يصارعا مبدأ الحاجات في الداخل والخارج بل لا بد من المرونة والالتواء الحي الطري تجاه تلك الحاجات والاستجابة لها والا انكسرت ارادة الحياة وذهبت ريح القوة القائدة لمجتمع ما ودولة على الكرة الارضية.نحن امام قوانين وجود لا يمكن عنادها ولا يحق لنا جدالها بقدر ما يمكننا التالف معها والاخذ والرد بما يكفل الموازنة ومن ثم التعايش المظمون.انت كسياسي وانت كحاكم بين ارادتين هما ما مخطط له في عقلك وما تراه على ارض الواقع ومن اجل المحافظة على وجود منظومتك الحاكمة سواءا في السلم او الحرب لا بد من الموازنة بين الارادتين والتفاعل الحي وتأجيل ما يمكن تأجيله من اجل تحقيق الممكن وعدم التفريط به .وهنا حققت امرين مهمين لوجودك وهما اولا تحقيق الممكن والتفكير الموجه كليا نحو كسب معركة الحلم في الوصول الى المرحلة القادمة التي تأتي بزمنها ولست قادرا على تقديمها ومهما طغت عليك الطموحات.اي بمعنى اخر هناك اولويات علينا الامساك بها والتركيز عليها في صراعنا من اجل الوجود والاهم من كل هذا وذاك هو توفر القدرة الفائقة على رصد الواقع ومن ثم دراسة افضل الطرق التي يمكن لها النجاح في الولوج في جغرافيته وبالتالي الوصول الى الهدف المطلوب بأقل ما يمكن من العويل والضجيج وما ينجم عن ذلك افشاء الكثير من مكامن قدرتك وفضحها ومن ثم امكانية استغلالها من قبل ما هو اضعف منك احيانا ومن ثم الاجهاز عليك.ان مسلك اشاعة الثقافة والوعي الجماهيري بما تريده من جهة وما تفرضه الاحوال أي الواقع من جهة اخرى هو السبيل الاوفر حضا في الوصول الى الهدف.كما ان الاستماع اى اراء الاخرين ومهما كانت تلك الاراء وعدم قمعها هو معين اخر لك وليس ضدك في محاكات الواقع من اجل تنفيذ الممكن دون الوقوع بحالة الصراع الخفية داخلك وهي الاخطر حيث ان الصراع مع الخارج هو الاكثر سيطرة عليه اذا تم ظمان داخلك بعد تلبية حاجاته ما استطعت من اجل تحصينه لصالحه ومن ثم لصالحك كرائد وقائد له ومن اجله لا من اجلك .

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الثلاثاء  / ٢٨ جمادي الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٣ / حزيران / ٢٠٠٩ م