المقاومة العراقية : العالم تسحقه النجومية  بخداعها ( رسالة الى الكاتب العربي عبدالباري عطوان )

 
 
 

شبكة المنصور

الوليد العراقي
لا ادري من اين امضي في الدروب وكيف يمكن للعربي ان يدخل الى اعماق اخيه العربي وكلاهما ينسجان من نفس معين المأساة التي طفح قدرها من الغليان  لتنساح فقاقيعه الى المراجل في الجوار..كل هذا يجري ونحن ما زلنا لم نستلم اخبار هذا وذاك الا في الزمن الازف الباكي المبكي لنا وعلينا نحن العرب..كل قراءاتنا لم تنفع وكل الليالي التي صادرناها في البحث والتمحيص والتحليل والتعليق لم تنفع عند الضرورة فما زلنا ملايين الاميال عن فهم الحقيقة وما زلنا نغط ونعشو ونحن نكتب ونحن ندلي بارائنا التي نغذي بها الجمهور والاخطر ما في المسألة ان الجمهور(جمهورنا)ما زال موهوما بنا  حين يقرأ لنا ليجد ما نكتبه  يلغي ما في داخله وما يتوهمه ليكف عن وساوسه ويتوب الى الله بعد ان استسلم لما نقول وما نكتب وما نسطر..لكن بالنتيجة وبكل بساطة وبعد ان ينتهي موسم كتابتنا وواجبه نكتشف اننا على خطأ  واننا ضحية خدعة كبيرة وبالتالي نتوب الى الله على ما خدعنا به جمهورنا بعد ان صادرنا ما على لسانه من صح وقرضناه في مطابعنا وسحقناه باقلامنا  وفي الزمن المتاخر نعترف اننا على خرف كبير وان الجمهور هو الصح ونحن ضحايا الخدعة او قل الكذبة وضحايا النجومية  السياسية والاعلامية وكأننا من صناع هوليوود لا قادة دول وقادة اعلام؟؟؟!!!

 
أي معادلة تلك وكيف يمكن لنا نحن الذين يقال عنا كتابا ويقال عنا مثقفين ويقال عنا محللين ان نبرئ ساحتنا من الجريمة التي وقعنا بأذيالها ومن ثم اوقعنا جمهورنا العربي التابع لنا ببساطته  في وسط مستنقعها من حيث ندري قطعا..لقد جرى الماء تحت جمهورنا سيدي العربي عبدالباري عطوان  وشبت النيران في اثوابه وحصل الزلزال لمنازله وضاع كل شئ ونتيجة ما خدعنا به نحن المثقفين القادة العرب بل واعترفنا للفكر الغربي اننا في خدمته واننا بعجزنا المشتهى الاحتياطي القريب له بعد ان اضعنا فلسطين وخربنا العراق ومحقنا كل ما بني او على الاقل اطل بعنقه الى  المقاومين المفكرين العرب من الوحدويين المفترى عليهم..

 
ان نعيقنا الاعلامي وصوتنا الذي سبب الطرش لاهلنا كونه مصدر اليهم  بالضرورة  دون ان نستر على انفسنا خيباتها وانحرافاتها واهدافها المعلنة وغير المعلنة بعد اليوم وهذا قسم علينا لانه ما  عاد هناك شئ نخسره بعد الذي جرى وبعد الذي تعاون العالم الاطرش كي يفعله بنا بمن فينا من العقول التي ترجمة له ما يريد طائعة فارغة من محتوانا لكنها مترعة بما يريد هذا الغازي اللعين الذي حاول وحاول ونجح وحاول ونجح  في السطو على عقولنا  ومن ثم تحولت المحاولة الى عادة وتقاليد  يعبث من خلالها فينا ما يريد..

 
لقد صرخ العراق وعلى كل المستويات  بوجه الساسة وبوجه الاعلام العربي والعالمي قائلا مفصحا انه لا يمتلك اسلحة دمار شامل وان ما عنده من ما يخيف العالم المتخوم بها قد تم تدميره بالكامل ..لقد كذبونا العرب باعلامهم وصدقوا ما تفوه به المتامرون على بلدنا العراق وخاصة اميريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني وكنتم انتم وكبير كتاب العرب هيكل يمد بعنقه خجلا  ليذهب بمقود الكتابة باتجاه اليسار منطلقا ومن ثم وفي غفلة من الناظرين والمراقبين منا يدور بعجلته نحو اليمين خالطا كل الاوراق  امام الجمهور السامع له والقارئ له  ليغفر بعضا من خطايا الغرب وخطايا ايران وخطايا الكيان الصهيوني علينا ..وربما جاء دوره بعد استدارة عجلة التاريخ وتغير الاحوال ليقول ايضا لنا قد خدعنا متجاهلا عقولنا التي نبهته كما نبهتك على السن واقلام كثيرة اننا مظلومون واننا ضحية مؤامرة كبرى كانوا ضحاياها العراق وشعب العراق ورئيس العراق بل ومشروع العراق النهضوي العملاق الذي بدأناه بعد ثورة البعث ثورة تموز العملاقة 1968.

 
كيف تخدعون يا سيدي عبدالباري عطوان  بما يقوله الغرب وما تصدره البي بي سي وفوكس نيوز وغيرهما  من اخبار وتحليلات ونحن الذين عشنا فترة هناك وعرفنا اساليب واليات هذا العالم المعادي دوما للعرب والغالب دوما لهم بسبب الانبهار به  والانجرار وراؤه كالعميان وكالطرشان.انني لا اكاد اصدق انك تخدع ولكن من البساطة بمكان ان اصدق الاف المرات ان اميرا مخمورا ما تنطلي عليه الخدعة هنا او هناك وكما عرفتهم بجوارك في لندن ؟ضحية الخدعة سيدي كانت جريمة انسانية كبرى ومحرقة لا مثيل لها في التاريخ طالت اول ما طالت العقل العربي المتقدم في العراق فقتلت منه ما قتلت وهجرت الباقي بين فيافي العالم لاجئين مع التوصيات بأن يعاملون من الدرجة الثانية وفي أي بلد ينزلون والسبب هو معرف تماما يتركز على كسر معنويات هؤلاء القادة  في ميادينهم ومن ثم  تقزيم ما يفكرون به وما يرون انفسهم عليه ومن ثم تيئيسهم من العودة الى ما كانوا عليه وبالتالي قتل روح البحث والتطوير الجاري سابقا في العراق.

 
هم لا يريدون عقولا تفكر سيدي هم يريدون عقولا قابلة للخدعة وجديرة بالمروغة من اجلهم ومن اجل مصالحهم  ولهذا اجهزوا علينا فدمرونا ومن ثم سحقوا المنطقة برمتها  واحالوها ترابا وخلاصتنا اننا خدعنا ومنذ عشرات السنين ونحن نخدع ولم نتعلم بعد فن الخديعة وعلم الخديعة كي نتحصن ضدها وهكذا يستمر حال العرب رهينة الخدعة مسوغا للفشل وسبيلا الى الهروب من الحقيقة  أي حقيقتنا التي نحن فقط نعرفها بعد الله؟؟؟!!!

 
ومن هذا الواقع المستسلم الحزين الذي يعبث بامتنا العربية وبوطننا اجتمعنا نحن العراقيون وبعد حوار دقيق وثاقب لنقول دعوا كل الاعلام ودعوا كل عرابيه ودعوا كل ما قد يحصل لنا من حيف ومن كفر بحقنا في الوجود وقد حصل المكروه فعلا بعد ان غزو بلادنا ودون أي اذى اصابهم منا ..نعم دعونا نعتمد على انفسنا ونخطط من اجل الدفاع عن وجودنا  ونستعد لذلك كون الحرب كانت ستقوم كما انتم كشفتم بانفسكم تفاصيلها ونواياها الشريرة..استحضرنا السلاحين الفتاكين بعدونا البعيد والقريب وهما القلم والبندقية  فراحا يتناغمان على ارض الرافدين الى ان بانت بشائر النصر وانسحبت جيوش الظلم والعدوان  ومن ثم اهتزت دولها والدليل امامكم شاهدوه من انهيارات في الاقتصاد الاميريكي  وبناها  فضلا عن الاف القتلى والاف الجرحي وتدمير سمعهتا امام العالم كله ومن الشرق راح النظام الايراني اليوم يحصد ما زرع  من ويلات لا تخطر على بال بشر قام بها في بلدنا وتجاه اهلنا الامنين وغدا سترى سيدي عبدالباري عطوان ان الكيان الصهيوني لن يكون باحسن حال من هاتين القوتين ان لم يتعض والذي غابت عن تفكيره فكرة (توازن الطبيعة وقواه) وغدا لناظره قريب.....

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الثلاثاء  / ٢٨ جمادي الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٣ / حزيران / ٢٠٠٩ م