ملاحظات امير المر

 
 
 

شبكة المنصور

امير المر  / السويد

يلعب الإعلام العراقي الحكومي الذي تقوده حفنة من الانتهازين وبائعي الذمم و الضمائر دور هاماً وهداما في مجمل مراحل العملية الانتخابية التي جرت والتي ستجري في العراق، ويحدد قذارة هذا الدور مستوى التغطية الإعلامية للأطراف المتنافسة في الانتخابات، وتظليل الناخبين في الإلمام بأفكار وبرامج المرشحين  باحتكاروتدخل سافر ومهين يفسد من تنوع وتعددية الرسالة الإعلامية،..........


 إن الحديث عن الإعلام والانتخابات في العراق تحت حراب الامريكان حديث فيه كثير من الالم يكتسب أهميته من كون الحكومة الاحتلالية تحتكر القطاع الأكبر من وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمقروء، كما أن وسائل الإعلام في العراق تخضع لقيود قانونية مجحفة غير اخلاقية، تحول دون نمو إعلام حر وتعددي لفضح ما يدور خلف الكواليس قبل الانتخابات واثناءها..............................

                                                                
صحيح انه لا يوجد ما هو ملزم في إطار القانون الدولي لحقوق الإنسان بشأن الإجراءات التي يجب إتباعها لتنظيم دور الإعلام في الانتخابات، ولكن يجب ان لا ننسى هناك ممارسات ومعاييراخلاقية تم استخلاصها من مبادئ قانونية واخلاقية تكاد تكون  ملزمة ويمكن ان تكون البديل المفيد في تطوير وفك القيود القانونية الحاكمة للإعلام والانتخابات بما تضمن الحرية والتعددية الإعلامية، والتي تعني حماية الأعلام من تدخل وتعسف السلطة الجائرة، وان يكون الحق كل الحق في إصدار وتملك وإدارة المؤسسات الإعلامية المرئية والمسموعة والمقرؤة،.........

 
لا يخفى على المتعلم والمثقف البسيط إن دور الإعلام في الانتخابات الحرة النزيهة محكوم بمبدئين اخلاقيين اساسيين أولاً مبدأ الانتخاب الحر النزيه دون تهديد او وعيد او رشى وهذا لم يحدث في جميع الانتخابات التي اجريت في العراق بعد الاحتلال، وثانياُ مبدأ حرية الرأي والتعبير،واصحاب هذا الراي اما معتقلون سكنوا السجون او قتلوا او تركوا العراق تحت التهديد......................

 

في الوقت الذي لابد للإعلام الحكومي الالتزام التام بالمهنية والموضوعية، واحترام حق الجمهور في المعرفة التي تخدم الوطن نجده يسلك سلوك المهرج الراقص لترويج للخرافات والشعوذة وتتناقل الافكارالطائفية التي تهدم ما تبقى من سورالوطن

 

فيجب على الحكومة القرقوزية القابعة في المنطقة السوداء توفير مقومات استقلال المؤسسات الإعلامية المملوكة ملكية عامة، من حيث استقلال الإدارة، والسياسات التحريرية، وتمثيل هذه المؤسسات للمجتمع بكل تياراته السياسية والفكرية والدينية والعرقية،..............وفي كل الاحوال سوى كان الاعلام حكومي او خاص يجب احترام مبدأ تكافؤ الفرص في الانتخابات بين جميع المرشحين، والتزام وسائل الإعلام بتثقيف وتوعية الناخبين بمختلف مراحل وإجراءات العملية الانتخابية،لا ان يذهب الكثيرمن الناخبين كما فعلوا بالامس صم بكم لا يفهمون........................

 

يجب ان يشكل الإعلام فرصة للحوار الديمقراطي في المجتمع وتوافر آليات مستقلة لمراقبة ومتابعة الأداء الإعلامي أثناء تغطية الانتخابات لا ان يكون عونا للمفسدين والقتلة وما اكثرهم اليوم في العراق،وان يكون للاعلام صلاحية تلقي الشكاوي من المرشحين لا بانتقائية ومحسوبية حسب وزن الدولارات والتومانات المدفوعة، ويجب ان يقوم بتصحيح أي خلل أو انحرافات قد تنشأ في مدة الحملات الانتخابية، وتتوزع المسئولية في هذا الإطار على اللجان الانتخابية، والأجهزة المشرفة على الإعلام والقضاء ،والنقابات من خلال تطوير العمل بمواثيق الشرف الصحفي،ولكن عن اي شرف صحفي نتكلم فقد فقدوا كل المفاهيم الاخلاقية للاعلام الحر النبيل حتى باعوا شرف المهنة الانسانية وتسببوا في دفع القرقوزات الظالة والتافهين من العملاء الى سدة الحكم ليكونوا عون للمحتل الارعن وعابري الحدود.............


والحديث هنا يمس بشكل خاص الدور الغير نزيه الذي تلعبه مؤسسات الإعلام الحكومي والاحتلالي، في العراق، والتي غالباً ما يتم التعامل معها على أنها مؤسسات سياسية دعائية، منحازة للحكومة والاحتلال أكثر من كونها مؤسسات إعلامية تمثل المجتمع بكل توجهاته السياسية والفكرية والدينية والعرقية، وتستخدم هذه المؤسسات كمنابر لتشويه المنافسين الانتخابيين والخصوم السياسيين للنظام الاحتلالي الحاكم........................


وانتم ايها العراقيين الابطال على أبواب الانتخابات التشريعية الاحتلالية القادمة والتي ستظل تجري تحت حراب المحتل الملعون، تنشط الكتل السياسية ذاتها التي دمرت العراق ونهبت خيراته وهجرت كفاءاته واحاطة بالعراق بمعاهدة امنية واقتصادية ستبقى صداها الضار والمدمر الى حين يبعث الله الخيريين من العراقيين الشرفاء لانقاذه........... والتحالفات المبيتة التي تجري اليوم على قدم وساق وراء الكواليس تحالفات شيطانية جنونية لاغراض الهيمنة المطلقة على مقدراتكم وتدمير وسرقة ما تبقى من ثرواتكم فكونوا يقضين كما عهدناكم وعهدم تاريخكم المشرف الذي يفخر بكم وتفتخرون به........ فاياكم اياكم ان تضيعوا هذه الفرصة الاخيرة لاثبات ذاتكم لترفضوا كل المجرميين القابعين في المنطقة المسيجة والمحاطة بالحديد والنار............


يا ابناء الرافدين فليكن توجسكم وتحسسكم كبير بل وكبير جدا هذه المرة لكي لا تعاد الكرة وتنتخبوا هؤلاء الفاسقين قطاعي الطرق اللذين لا دين لهم ولا عهد الذين كانوا يوهموكم على انهم ابناء الهدى والايمان فما ان وصلوا الى قبة البرلمان حتى بدلوا ثيابهم بثياب الظلالة والشيطان وتناسوا العهد والوعد ومضوا كما هو مخطط  في طريق الشر والحقد الاعمى عليكم وعلى بلدكم العراق وما اكثرهم الا فاسدين..........


 هنالك مؤمرات وسجالا خيانيا يحدث داخل اروقة الخرسان لتمرير نظاما انتخابيا جديدا يهدف البقاء اولا واخرا على نفس الوجوه التي اضاقتكم  الامرين طوال الاربع سنوات الاجرامية من عمر البرلمان التي مرت عليكم........ واذكركم ان لا تنسوا افعال هؤلاء المقاوليين اللذين نهبوا خيراتكم وارسلوها الى دول الجوار وعاونوا الاجهزة الامنية العميلة لقتل ابناءكم وتشريدهم او اعتقالهم والمعلومات المؤكدة ان القوائم التي ستتحالف انما تتحالف عليكم وضدكم ليملئوا السجون بما تبقى من ابناءكم وليكموا مؤامرتهم المتاخرة في اجنداتهم.............................

 

والآن يا ابناء البصرة ثغر العراق ويا ابناء الموصل وبغداد المنصور والنجف والقادسية ومدينة الشهيد صدام وصلاح الدين وكل مدن العراق العظيم اقول......... لقد اوشكت الدورة الانتخابية التشريعية الاحتلالية أن تنتهي ، وبعد أن ذقتم المر الزئام ، لا بد ان تحصل لديكم نقلة كبيرة من الوعي السياسي ، ونحن نعتقد أن المعاناة الكبيرة التي تحملتموها ونقص الخدمات التي اثرت على مجرى حياتكم وفشل الوزارات الاحتلالية وتخبط الكثير من البرلمانيين المقاولين وابتعادهم عن هم المواطنين وتفشي الفساد الإداري وسرقة المال العام من قبل الكثير من المسؤولين ، كل هذه الأسباب وغيرها خلقت لديكم الشعور الاكيد بما عليكم القيام به من وعي سياسي وقدرة فائقة وكبيرة على التمييز بين الفاسق المحتال وبين من هو بينكم ولخدمتكم ويجب ان تدركوا وتتذكروا اؤلاءك الانتهازين والمخربين،الحزبيين للكثير من الكتل السياسية التي جعلت مصالحها فوق مصالحة الأمة والوطن ، ولعل من أكبر الكوارث التي باتت واضحة في سماء العراق السياسي خلال الفترة الاحتلالية الماضية هو ما تمخض  عنه من محاصصات سياسية  التي اختصرت الشعب العراقي بكاملة في دوائر ضيقة تافهة للكتل الحاكمة تاركة الكفاءات العراقية المخلصة الأخرى المستقلة في دائرة التهميش والاقصاء ، وكانت النتيجة الكارثية المؤلمة أن تقلد الانتهازيون والأميون والسراق وناكري الجميل ممن رشحتهم الكتل السياسية الاحتلالية مناصب رفيعة كان من المفروض أن تكون من نصيب أصحاب الكفاءات والتاريخ السياسي والجهادي........والسلام عليكم

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاحد  / ٠٤ شعبــان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٦ / تمــوز / ٢٠٠٩ م