حزب البعث العربي الاشتراكي القومي    أُمةٌ عرَبِيةٌ وَاحِدَة   ذاتُ رِسالَةٍ خَالِدَة
قيادة قطر اليمن   وحدة    حرية   اشتراكية
مكتب الثقافة والإعلام    
 

بيان في ذكرى وفاة القائد المؤسس

 
 
 

شبكة المنصور

 
أيها الرفاق البعثيون
أيها المناضلون في كل مكان
ياجماهير امتنا المجيدة


عشرون عاماً مضت على وفاة الرفيق القائد المؤسس أحمد ميشيل عفلق – رحمة الله عليه- أثبت خلالها البعثيون أنهم التلاميذ النجباء والأبناء البررة للقائد المؤسس والرفاق الأوفياء، كما أثبت البعث أنه طليعة هذه الأمة وحامل بيرقها العالي الذي أسس له وبشر به الرفيق القائد المؤسس وجسد أهدافه ميدانيا القائد الرمز سيد شهداء العصر صدام .


عشرون عاماً صمد فيها البعث و البعثيون في وجه أعتى الهجمات والمؤامرات التي استهدفت  النيل منهم فكراً وتنظيماً ورموزاً، فكان هذا الصمود خير مفصح عن فكر القائد المؤسس وصواب استشرافه للمستقبل، وكأنه كان يعد حزبه ورفاقه للمواجهة التاريخية والحضارية الكبرى والشاملة التي نعيشها اليوم لحظة بلحظة في ساحات الأمة بشكل عام والعراق بشكل خاص، ونقرأ ملامحها الأبرز في الفعل البطولي الميداني المقاوم على أرض العراق وفلسطين.


أيها المناضلون في الأمة.

حقاً إنه (عهد البطولة) وفاتحة النصر المبين، وصفحة جديدة من صفحات الخلود، إنها صفحة :(الذين يجابهون المعضلات العامة ببرودة العقل ولهيب الإيمان، ويجاهرون بأفكارهم ولو وقف ضدهم أهل الأرض جميعاً، ويسيرون في الحياة عراة النفوس هؤلاء هم الذين يفتتحون (عهد البطولة) و(حياتهم خطاً واضحاً مستقيماً لا فرق بين باطنها وظاهرها ولا تناقض بين يومها وأمسها) و(الصلابة في الرأي من أجلَّ صفاتهم، فلا يقبلون في عقيدتهم هوادة، ولا يعرفون المسايرة. فإذا رأوا الحق في جهة عادوا من أجله كل الجهات). هكذا حدد القائد المؤسس أولى ملامح المواجهة وأهم متطلباتها وشروط الظفر فيها. ليضيف شرطاً جوهرياً وأساسياً آخر هو تحقيق الانقلاب على الذات، لتتكامل صفات:( الذين يفتتحون عهد البطولة)، ومنهم تتشكل الطليعة العربية المناضلة التي تقدُمها إلى الأمام :(يوقظ البذرة الخيرة في نفس كل عربي) وهو:(وحده الذي يكوّن الشخصية العربية من جديد، ............. وهو الذي يفجر نبع الإيمان في الروح) وبذلك يكون الانقلاب :(.... طريق إلى الغاية المنشودة، إلى المجتمع السليم الذي ننشد. ولكنه ليس طريقاً من الطرق، إنما هو الطريق الوحيد).


لذا لسنا نغالي حين نقول أن القائد المؤسس كان أحد أبرز المفكرين- إن لم نقل الوحيد- الذي استطاع أن يضع الخطوط الأساسية والأهداف الكبرى لقضية الأمة مجسداً ذلك في :(أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة) واضعاً من خلال هذا الشعار الإطار الاستراتيجي لنظرية البعث وطموح الأمة العربية ونزوعها واستعدادها لتحقيق:(الوحدة والحرية والاشتراكية) باعتبارها أهداف كبرى تتفاعل فيما بينها تفاعلاً جدلياً خلاقاً يعالج أمراض الحاضر مستشرفاً آفاق المستقبل من خلال تحقيق الاتصال بماضي الأمة لأن:(في ماضينا روح أصيلة، في ماضينا حياة حرة سامية، ولكنني أعتقد أن تلك الروح، تلك الأصالة وذلك السمو لا يمكن أن نفهمه أو نتصل به بشكل من الأشكال إذا لم نصعد إليه صعوداً شاقاً دامياً، إذا لم نستحقه استحقاقاً كريماً لائقاً. فكل ما نطمح إليه من أسباب الخلاص، من أسباب التقدم والرقي، يجب أن يعتبر أهدافاً بعيدة صعبة لا يليق بالعرب أن يحتالوا عليها احتيالاً لينالوها بغير ثمن وإنما أن يمشوا إليها مؤمنين صابرين، وأن يعرفوا أن قيمة تلك الأهداف هي في اجتياز الطريق الموصل كله).


أيها البعثيون
أيها المناضلون
أيها المقاومون على أرض الرافدين


لم يغب عن القائد المؤسس(رحمة الله عليه) وهو يضع اللبنات الأولى للبعث فكراً وتنظيماً، ويرسم المعالم الأساسية لما يجب أن تكون عليه الشخصية العربية، لم يغب عنه أن القومية :(قدر محبب) وأنها :(حب قبل كل شيء). وأنها يجب أن تكون :(إنسانية في مراميها) وأن فيها :(يلعب الدين دوراً خطيراً) وأن الإسلام :(خير مفصح عن نزوع الأمة إلى الخلود والشمول) وأن :(رسالة الإسلام إنما هي خلق إنسانية عربية) وأنه عبر عن عبقرية الشخصية العربية ومثل حاملها وأطلق طاقتها الكامنة.. كما لم يغب عنه أن الاقتداء لا يعني الجمود والتقليد والنسخ، مؤكداً أن محمداً صلى الله عليه وسلم فتى العروبة وبطلها الأول الذي حشد كل قواه فأنجب هذه الأمة، في الوقت الذي رأى  أن الاشتراكية :(دين الحياة).


لقد كان الرفيق أحمد ميشيل عفلق، رحمة الله عليه، البذرة التي أثمرت أجيالاً من المناضلين الذين يواصلون المسيرة ويوسعون آفاقها ويوفرون متطلباتها واستمراريتها لتحقيق :(ظفر الحياة على الموت)، وكان شجرة باسقة وارفة الظلال ألقت بفيئها على أمتنا من المحيط إلى الخليج مجسداً صفاء النفس العربية وتفاؤلها وإيمانها وقدرتها على الانبعاث والخلق والإبداع ومواجهة أعداء الأمة بمختلف أشكالهم وأنواعهم بصبر وثبات وإيمان لا يتزعزع وثقة بالنصر المؤزر وما ملحمة المقاومة على أرض الرافدين التي يخوضها أسود العراق إلا تعبيرا عن هذا الإيمان وهذا العزم وهذا اليقين.


وقفة الإجلال والرحمة والخلود للرفيق القائد المؤسس احمد ميشيل عفلق وعليين.
التحية والإجلال لشهيد القرن الواحد والعشرين سيد شهداء العصر صدام حسين الأمين العام للحزب ولكل شهداء البعث والثورة العربية.
عاشت المقاومة العراقية والفلسطينية.
عاش البعث حزب الأمة العربية وطليعتها الرائدة.
تحية إعزاز وتقدير لكل الرفاق المناضلين حيثما تواجدوا فكانوا أسوداً يتمسكون بحزبهم في الوقت الذي يقاتلون دفاعاً عن أهدافه في الوحدة والحرية والاشتراكية وعن أمتهم ورسالتهم الخالدة.

 

حزب البعث العربي الاشتراكي القومي
مكتب الثقافة والإعلام
صنعاء في ٢٢ / حزيران / ٢٠٠٩ م

 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الخميس  / ٣٠ جمادي الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٥ / حزيران / ٢٠٠٩ م