روعت البلاد وحركتها الجماهيرية بفقدها الجلل للمناضل المتمرست المخلص الوفي الصبور ، في نضاله من أجل بلاده والحركة الجماهيرية عموماً والعمالية خصوصاً ، محجوب الزبير الرئيس الشرعي لإتحاد العمال .

لم ترتبط قضية بإنسان مثلما أرتبطت قضية النقابات الديمقراطية المستقلة والحركة العمالية في السودان ، بمحجوب الزبير الذي كرس جل وقته وجهده وعمره مخلصاً لإستقلاليتها وديمقراطيتها وشرعيتها ودورها في تحسين شروط خدمة العاملين بالأجر المتساوي والجهد المتساوي وإستحقاقات ما بعد الخدمة وتحسين بيئة العمل وعدالة علاقة العمال بين العاملين وأصحاب العمل لزيادة الإنتاج وتطوير وسائله ، فكان طبيعياً أن تكون مكانته الدائمة وسط العمال حيث يوجدون وفي أقبية السجون وغرف التحقيق ومع شركائه ورفاقه في النضال من طلائع الحركة الوطنية .

لقد خلد محجوب الزبير نفسة بإخلاصه المتجرد لقضية شعبنا وقضايا الكادحين في بلادنا ودفاعه المستميت عن وحدة وديمقراطية وإستقلالية الحركة النقابية .

وإنطلاقاً من ذلك كان منتقياً ومتجاوباً دائماً وبحيوية وجسارة الطبقة العاملة ، مع مواقف حزبنا من أجل أهدافها وعلي طريق إستعادة الديمقراطية ، عبر عن ذلك إبان نضال شعبنا ضد الدكتاتورية المايوية حتي شكل ذلك بتجسيد تجمع الشعب السوداني الذي حقق إنتفاضة الظفر في مارس /أبريل وما بعدها ، مثلما ظل يجسد ذلك منذ فجر 30/يونيو /1989 م وحتي رحيله .

لقد شارك الفقيد الكبير في كل المنابر التي دعته إليها منظمات حزبنا في الجامعات والتي كان أخرها ( منتدي صحيفة وعي الطلبة ) بجامعتي الخرطوم والنيلين .

ظل الفقيد حتي أخر أنفاسه مؤمناً بحتمية إنتصار الحركة النقابية والجماهيرية بإستعادة الديمقراطية وتوطينها بالعدالة .

وفي أخر ندوة في دار حزب الأمة كان مشاركاً فيها تطابقت مواقفه وأفكاره مع المواقف التي ظل حزبنا يعبر عنها ويدافع ، وكان يردد بصوته المجلجل : لاحل لقضايا شعبنا في ظل هذا النظام ، لا حل لقضايا شعبنا إلا بالشارع ، بالشارع ، بالشارع .

نسأل الله أن يتقبل محجوب الزبير مع الصدقيين والشهداء ويشمله برحمته الواسعة وأن يلهم أسرته وأهله وأصدقائه وجماهير الحركة النقابية الصبر الجميل ، وأن تكون سيرته العطرة ومواقفه الوطنية الأصيلة ملهماً للمزيد من النضال في سبيلها .

إنا لله وإنا إليه راجعون

مكتب الطلاب
حزب البعث العربي الإشتراكي – قطر السودان
الخرطوم
٢١ / حزيران / ٢٠٠٩ م